Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ديفيد كاميرون أجاد العمل السياسي ذات يوم وأزعج توني بلير

وزير الخارجية الجديد كان المنافس الوحيد الذي نجح في مضايقة بلير

أداء ديفيد كاميرون الجيد يزعزع مكانة غيره من السياسيين ويقلقهم (رويترز)

ملخص

لم يترتب على ديفيد كاميرون القيام بالكثير لمضايقة بلير.  

استبعد توني بلير من دون عناء قادة حزب المحافظين الخمسة الذين واجههم في مجلس العموم. "أرى ميجور ضعيفاً؛ وهيغ أفضل أداءً في إلقاء النكات منه في الحكم على المجريات؛ وهوارد انتهازياً؛ وكاميرون متخبطاً، لا يعرف إلى أين يريد أن يتجه".

وقال إنه لم يهتم بإيان دنكن سميث، لأن "المحافظين قاموا بعملي نيابة عني" في تقويضه. تفتتح هذه الملاحظات واحدة من أفضل المقاطع في مذكرات بلير، "رحلة"، حيث يتأمل في فاعلية أنماط النقاش المختلفة.

اعترف بأن هجماته على قادة حزب المحافظين تبدو "باهتة" و"بسيطة"، لكنها كانت أكثر فاعلية من "وصف الخصم بأنه كاذب أو محتال أو شرير أو منافق". هذه الإهانات ثقيلة للغاية لـ"الناخب المتقلب في الوسط"، في حين أن التهمة الأقل، "لأنها أكثر دقة وعلى وجه التحديد لأنها أكثر هدوءاً، يمكن أن تبقى عالقة في الذهن".

ثمة سبب آخر جعل بلير يتفوق على أول أربعة من خصومه، وهو أنهم وقعوا في الفخ الذي نُصِب لهم. في كل حالة، نصب بلير نفسه سيد الأرضية الوسطى ودافع عنها بإصرار إلى حد جعل خصومه يُجبرون على اتخاذ مواقف اعتبرها الناخبون متطرفة.

حاول جون ميجور المنافسة على الأرضية الوسطى، لكن حزبه لم يسمح له بذلك. اضطر إلى أن يستبدل ببث انتخابي للحزب خلال حملة عام 1997 شريط فيديو له وهو يناشد مرشحي حزب المحافظين عدم "تقييد يدي" في شأن مسألة العملة الأوروبية الموحدة.

بدأ ويليام هيغ حملته بمحاولة أن يكون وسطياً، لكن الأمر انتهى به إلى دعوة الناخبين إلى "إنقاذ الجنيه" وهو يقف على الجزء الخلفي من شاحنة ذات متن مسطح، عندما كان الناخبون يعتبرون حكومة حزب العمال بعيدة كل البعد من تبني اليورو.

لم يكلف إيان دنكن سميث نفسه عناء الالتزام بالأرضية الوسطى، بعد عرض خاطف لمهمة اجتماعية مسيحية تتعلق بالعقارات الفقيرة في غلاسكو. وتبنى موقفاً أكثر تشدداً في شأن العراق مقارنة ببلير، في وقت كان الرأي العام غاضباً من الحرب، لكن كما قال بلير، قام حزب المحافظين بعمله نيابة عنه.

كان مايكل هوارد خصماً أكثر تعقيداً، لكنه وقع في الفخ على رغم ذلك. كتب بلير يقول في مذكراته: "لو كان مايكل قد دعمني في شأن الرسوم الدراسية، لكان ذلك قد ألحق بي ضرراً حقيقياً في صفوفي؛ لكان أفاده مع أصحاب الرأي المعقول والمستنير؛ وما كان ليغير النتيجة. لكنه لم يفعل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم يبدأ المحافظون أخيراً في احتواء بلير إلا بعد مجيء ديفيد كاميرون. كان كاميرون قد خاض تجربة كوزير للتعليم في حكومة الظل، حيث أزعج روث كيلي، وزيرة التعليم في حكومة بلير. كان تكتيكه بسيطاً في شكل مدمر: لقد دعمها. كان بلير قد طلب منها إجراء جولة جديدة من الإصلاحات المدرسية، ومنح المدارس مزيداً من الاستقلال عن السلطات المحلية، في مشروع قانون لم يحظ بشعبية كبيرة لدى معظم نواب حزب العمال.

عندما بدأت كيلي العملية الطويلة المتمثلة في إزالة كل شيء مثير للجدل من مشروع القانون، رأى كاميرون فرصته. عرض أصواتاً محافظة للمساعدة في تمرير مشروع القانون في البرلمان حتى لا تضطر كيلي وبلير إلى تخفيف التشريعات.

في النهاية، خُفِّف مشروع القانون بطريقة داوني بالتي كانت هي الداء، وسعى بلير إلى تحقيق سياسته المدرسية من خلال برنامج الأكاديميات بدلاً من ذلك. لكن تأثير موقف كاميرون، الذي استمر بعد انتخابه زعيماً لحزب المحافظين في ديسمبر (كانون الأول) 2005، تمثل في إحراج بلير للمرة الأولى كرئيس للوزراء.

كانت لدى كاميرون في ذلك مقدرة بليرية. كان أول مقاطعه الصوتية في مساءلة رئيس الوزراء – "كان [بلير] المستقبل ذات يوم" – مثالاً رائعاً على فن خداع الخصم، حتى قبل أن يكتب بلير عن ذلك في كتابه. بدا ذلك عادياً، غير مزخرف، غير مباشر إلى حد ما. اعتقدتُ في ذلك الوقت بأنها كانت جملة ضعيفة، لكنها حددت بلير ببراعة شخصاً فات أوانه. تمثل سرها في أنها تناغمت مع ما كان حزب بلير يعتقده في شأنه.

تمتع كاميرون بميزة هائلة، قياساً إلى محافظ، تتمثل في الاعتراف بأن بلير كان خصماً قوياً – وليس دجالاً محظوظاً كما كان أسلاف كاميرون يميلون إلى الاعتقاد. أطلق كاميرون وجورج أوزبورن على بلير لقب "المعلم" وشرعا عمداً في التعلم منه من أجل هزيمته.

قارنت بعض التعليقات على عودة كاميرون إلى مجلس الوزراء [وزيراً للخارجية] بعودة بيتر ماندلسون عام 2008. لكن أحد أوجه التشابه جرى التغاضي عنه: أن اللورد ماندلسون واللورد كاميرون بارعان في العمل السياسي. عزز اللورد ماندلسون عمل غوردون براون، ما حقق الاستقرار الاستراتيجي لميل براون إلى السماح للإدارة الجزئية بتشتيت تركيز مهاراته السياسية.

يدور السؤال عن عودة اللورد كاميرون حول ما إذا كان بوسعه أن يجلب هذا النوع من المنظور السياسي إلى ميول ريشي سوناك التكنوقراطية.                                              

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء