Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسؤول أفغاني سابق: "طالبان" تسعى لامتلاك سلاح نووي تكتيكي

خبراء يشككون في أن تكون لدى الحركة الوسائل أو الدوافع للحصول على هذا النوع من الأسلحة، لكن الرئيس السابق لجهاز الأمن في أفغانستان ينبه إلى أن العالم قد يندم على تجاهل تقارير استخباراتية في هذا الصدد

قال الرئيس السابق لجهاز الأمن القومي الأفغاني إن حركة طالبان لديها طموحات للسير على خطى دول أمثال كوريا الشمالية وإيران والصين وروسيا (غيتي)

ملخص

زعم رئيس سابق لجهاز الاستخبارات الأفغانية أن حركة "طالبان" تسعى بقوة إلى استكشاف طرق تمكنها من الحصول على سلاح نووي تكتيكي

زعم رئيس سابق لجهاز الاستخبارات الأفغانية أن حركة "طالبان" تسعى بقوة، في إطار سعيها إلى تعزيز قبضتها على السلطة في أفغانستان، إلى استكشاف طرق تمكنها من الحصول على سلاح نووي تكتيكي.

وقال رحمة الله نبيل، الرئيس السابق لـ"جهاز الأمن القومي الأفغاني" National Security Service، إن "طالبان" لديها طموحات للسير على خطى دول مثل كوريا الشمالية وإيران والصين وروسيا، في الحصول على سلاح نووي، كرمز لقوة عسكرية حديثة.

وتسعى الجماعة الإسلامية المسلحة بشكل حثيث إلى انتزاع اعتراف دولي بسلطتها على أفغانستان، بعد استيلائها على العاصمة كابل، على أثر انسحاب القوات الغربية في أغسطس (آب) عام 2021. وقد واصلت "طالبان" تطبيق نظام شديد الكراهية للنساء في البلاد، فيما لم تحظَ بعد باعتراف الأمم المتحدة بها على أنها الحكومة الشرعية في البلاد.

وفي إطار ندوة ضمن "حوار هرات الأمني" Herat Security Dialogue، وهو مؤتمر سنوي يناقش الوضع في أفغانستان، الذي عقد هذا الأسبوع في دوشانبي في طاجكستان وحضرته "اندبندنت"، قال المسؤول الأمني السابق: "لدي تقارير تشير إلى أن مجموعة داخل ’طالبان’ تبحث في وسائل للحصول على أسلحة نووية تكتيكية. سواء كانوا يسعون للحصول عليها من باكستان المجاورة، أو من خلال دفع أموال لمهندسين لتنفيذ ذلك، فإن هذين الاحتمالين قد يقودان إلى كارثة".

وبينما أعرب الخبراء في المؤتمر عن شكوكهم في شأن قدرات حركة "طالبان" أو اتصالاتها أو دوافعها للحصول على سلاح نووي تكتيكي، أكد رحمة الله نبيل في مقابلة مع "اندبندنت" على هامش المؤتمر، إن "هذا الاحتمال هو من الخطورة بمكان بحيث لا يمكن تجاهله".

وذكر أن حركة "طالبان" تعمل بمثابة "جهاز جهادي" ذي رغبة حقيقية بامتلاك مثل هذه الأسلحة، وهو يجري مناقشات مستمرة تتعلق بسبل الحصول عليها، والطرق التي اتبعتها قوى أخرى لتحقيق ذلك (تطوير أسلحة نووية تكتيكية). وشدد نبيل على أن "الوضع يتطلب اهتماماً أكبر مما يحظى به في الوقت الراهن".

وأشار إلى أنه "على مدى عامين، ثبت أن هذه المجموعة الإرهابية قد حققت عمقاً استراتيجياً أكبر. وقال، "لقد تمكنوا من الحصول على الأسلحة والذخائر الأكثر تطوراً لدى قوات ’حلف شمال الأطلسي’، في إشارة إلى المعدات التي خلفها الانسحاب السريع لوحدات التحالف الدولي التي ضمت قوات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وغيرهما من الدول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد المسؤول الأمني السابق أن الحركة "تمكنت من الوصول إلى معدات استخباراتية متطورة وأنظمة مراقبة متقدمة". وقال "إنها تقوم الآن باستخدامها ضد الشعب الأفغاني".

رحمة الله نبيل كان قد تولى منصب رئيس أجهزة الاستخبارات في البلاد في فترتين، الأولى من عام 2010 إلى عام 2012، ومن ثم من عام 2013 إلى ديسمبر (كانون الأول) من عام 2015، بما فيها السنة الأولى من تولي الرئيس السابق أشرف غني الحكم في البلاد، إلى أن أطاحته حركة "طالبان" في نهاية المطاف في عام 2021.

واستقال المسؤول الأمني الذي يبلغ من العمر 55 عاماً، نتيجة خلافات مع غني، وأصبح منافساً سياسياً له. وعلى الرغم من التحديات، ظل صوتاً مؤثراً في الخطاب السياسي على المستوى الإقليمي، منذ أن سيطرت حركة "طالبان" على السلطة.

يشار إلى أن النسبة الأكبر من الاهتمام الدولي بحركة "طالبان" منذ استيلائها على السلطة في أفغانستان، انصب على سياساتها الاجتماعية، بما في ذلك حرمان النساء من حقهن في التعليم، واستبعادهن من أماكن العمل، إضافة إلى منعهن من ارتياد المتنزهات والأماكن الترفيهية.

 

ونبه السيد نبيل إلى أن العالم قد يندم على عدم إيلاء مزيد من الاهتمام للأنشطة العسكرية لحركة "طالبان" خلال هذه الفترة. وأضاف أنه "لدى النظر إلى هذا الجانب، ندرك أنها قامت بمحاولات في هذا الإطار". ورأى أن "المناقشات حول تعليم المرأة، إنما تصرف الانتباه عن الأهداف الاستراتيجية لـ’طالبان’. من الأجدى التعمق في العقلية ’الجهادية’ التي تتمسك بها (الحركة) وما الذي يتصورونه لهذه المنطقة".

حتى وإن امتلكت "طالبان" القدرات العملية اللازمة للحصول على سلاح نووي، فإن الخبراء يرون أن مثل هذا السعي من شأنه أن يلحق ضرراً فادحاً بجماعة تحاول الحصول على شرعية دولية، لا أن يقدمها كقوة رئيسة على المسرح العالمي.

ويقول الدكتور أريان شريفي الخبير في الأمن الدولي والمحاضر في "كلية الشؤون العامة والدولية" School of Public and International Affairs التابعة لـ"جامعة برينستون" إن "الحصول على أسلحة نووية ينطوي على أعباء سياسية كبيرة، وأفغانستان هي إحدى الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية Non-Proliferation Treaty (NPT)، لكن حتى لو كانت الحركة تحاول الحصول عليها، فإنها ستواجه وابلاً من الضغوط الدبلوماسية. وفي هذه المرحلة، فإن آخر ما تحتاج إليه هو مزيد من الضغوط السياسية".

وأشار كذلك إلى أن "العكس هو الصحيح في الواقع، لأن قياديي ’طالبان’ يسعون إلى الحصول على اعتراف من المجتمع الدولي. ويمكن لأي إشارة إلى الأسلحة النووية في هذه المرحلة، أن تقضي على فرصهم في الحصول على الاعتراف بالحركة".

ومن العقبات الرئيسة الأخرى التي تحول دون تحقيق أي طموحات نووية لدى حركة "طالبان"، هي الكلفة الباهظة المرتبطة بالحصول على مثل هذه الأسلحة ونشرها، خصوصاً في ضوء الحالة المزرية التي وصل إليها الاقتصاد الأفغاني، في أعقاب استيلاء الجماعة على السلطة. وأعرب الدكتور شريفي أيضاً عن اعتقاده أن الجماعة للقدرات التقنية اللازمة للحفاظ على مثل هذا السلاح.

ويسعى "حوار هرات الأمني" إلى صياغة موقف موحد ضد "طالبان"، والجمع بين أصحاب المصلحة الرئيسين في مستقبل أفغانستان. ويشمل ذلك المسؤولين الحكوميين السابقين والدبلوماسيين المنتسبين إلى إدارة أشرف غني والقادة الإقليميين. وكان المؤتمر الذي يستضيفه مركز أبحاث "المعهد الأفغاني للدراسات الاستراتيجية" Afghan Institute for Strategic Studies (AISS)، ينعقد سنوياً في مدينة هرات الأفغانية قبل أن يتواصل في المنفى بعد سيطرة حركة "طالبان" على السلطة.

إن وجهة النظر السائدة هي أنه، حتى لو كان هناك فصيل صغير داخل "طالبان" يفكر في الحصول على سلاح نووي، فإن التركيز الأساسي للجماعة سيظل منصباً على معالجة التهديدات الداخلية المستمرة لسلطتها داخل أفغانستان، سواء من الفرع المحلي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أو من الجيوب المتبقية لمقاتلي المقاومة.

وشدد الدكتور شريفي على أن "’طالبان’ لا تواجه أي تهديد من أي دولة. إن ضرورتها العسكرية الرئيسة هي مكافحة الإرهاب، لا سيما الذي مصدره ’تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام’، خصمها الأساسي، وعدد صغير من جيوش المقاومة الأصغر حجماً المقاومة لها. وكل هذا يتطلب أسلحة على المستوى التكتيكي لمكافحة التمرد. وفي الوقت الراهن، ليس هناك ما يشير إلى أن ’طالبان’ تسعى إلى الحصول على أسلحة نووية، سواء الآن أو في المستقبل القريب".

© The Independent

المزيد من تقارير