Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

50 شركة نفطية تتعهد بـ"الحياد الكربوني" بحلول 2050

التزامات طوعية خلال "كوب-28" قبل المواجهة مع "الوقود الأحفوري" و20 دولة دعت إلى زيادة مصادرها 3 أضعاف

ملخص

 تعهدت 118 دولة خلال فعاليات اليوم الثالث لـ "كوب-28" بمضاعفة قدرات الطاقات المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030 فيما التزمت 50 شركة نفطية بالحياد الكربوني في 2050.

استحوذت مصادر الطاقة على الاهتمام اليوم السبت خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في دبي (كوب-28) مع التركيز على الطاقة النووية والطاقات المتجددة في موازاة مفاوضات شائكة بين نحو 200 دولة حول سبل التخلص من الوقود الأحفوري خلال بضعة عقود.

مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة

وتعهدت 118 دولة بمضاعفة قدرات الطاقات المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 وزيادة كفاءة الطاقة مرتين في الفترة نفسها، ووعدت هذه الدول بالعمل معاً من أجل زيادة القدرات العالمية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية إلى 11 ألف غيغاوات بنهاية العقد، على أن تؤخذ في الاعتبار "الفروق والظروف الوطنية" لمختلف الدول. وتبلغ القدرات الحالية للطاقة المتجددة 3400 غيغاوات على مستوى العالم، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذا الإعلان الذي يجري الإعداد له منذ أشهر ودعمته دول مجموعة الـ 20 "رسالة قوية للغاية إلى الأسواق والمستثمرين".

ومن بين الدول الموقعة الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة الـ 20 وهي مسؤولة عن 80 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.

ولم توقع الصين والسعودية وإيران وفنزويلا هذا التعهد بعد، ويبقى السؤال عما اذا كانت سائر دول العالم ستتبنى هذا النداء خلال مؤتمر دبي.

وفي موازاة ذلك يعقد آلاف المفاوضين من حوالى 200 دولة اجتماعات في عشرات الغرف التي تغيب عنها الكاميرات، وكذلك في مقاهي معرض "إكسبو دبي 2020" حيث ينظم مؤتمر المناخ للمضي قدماً في شأن القضية التي تمثل تحدياً حقيقياً لمؤتمر الأطراف الـ28، ألا وهي النص أو النصوص الذي ينبغي اعتمادها بالتوافق بحلول الـ 12 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وجرت مناقشة النسخة الأولى من الاتفاق حتى وقت متأخر من مساء الجمعة، وسرعان ما برزت، وفق أحد المشاركين، خلافات حول التخلي عن الوقود الأحفوري أو خفض الاعتماد عليه بما يشمل النفط والغاز والفحم.

وقال المصدر إن "الجميع احتفظوا بمواقفهم التقليدية"، إذ دافعت السعودية عن الاستخدام الكثيف لتكنولوجيا التقاط الكربون في حين دافع الاتحاد الأوروبي عن التخلي عن الوقود الأحفوري.

التزامات طوعية بـ"الحياد الكربوني"

وأعلنت الإمارات اليوم السبت أن 50 شركة في قطاع النفط والغاز، تمثل 40 في المئة من الإنتاج العالمي، التزمت بالتخلص من الكربون في عملياتها الإنتاجية بحلول عام 2050، وهو إعلان لا يتعلق بالنفط الذي تبيعه.

ووقعت هذه الشركات، ومن بينها 29 شركة وطنية منها "أرامكو السعودية" و"أدنوك الإماراتية" ميثاقاً يحدد أهداف تحقيق "الحياد الكربوني عام 2050 أو قبله"، وانبعاثات "قريبة من الصفر" من غاز الميثان، و"عدم الحرق الروتيني" في حقول الإنتاج بحلول عام 2030.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت رئاسة مؤتمر المناخ "كوب- 28" في بيان إنه "أكبر عدد من الشركات الوطنية التي تلتزم بمبادرة إزالة الكربون".

وخلافاً للشركات الغربية الكبرى التي تخضع للتدقيق وينتقدها الرأي العام لكنها تمثل 13 في المئة فقط من الإنتاج العالمي، فإن عدداً قليلاً جداً من شركات النفط الوطنية أعلنت أهدافاً مناخية.

ولم يعلن سوى عدد قليل من الشركات الوطنية الكبرى مثل "أرامكو" أو "أدنوك" أو "بتروتشاينا" أو "بتروبراس" الموقعة على الميثاق الجديد، أنها تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني لعملياتها في عام 2045 أو 2050.

وكانت مؤسسة "النفط الوطنية الليبية" و"بتروناس" و"سونانغول" من بين شركات النفط الوطنية التي انضمت إلى الميثاق الجديد إلى جانب شركات كبرى مثل "توتال إنيرجي" و"إكسون موبيل" و"شل" و"بريتش بتروليوم".

وقالت ميلاني روبنسون من معهد الموارد العالمية إن "هذا الميثاق دليل على أن الالتزامات الطوعية لقطاع النفط والغاز لن تجعل من الممكن على الإطلاق الوصول إلى مستوى الطموح اللازم لمكافحة أزمة المناخ" على عكس تنفيذ التشريعات التي تفضي إلى التخلي عن الوقود الأحفوري.

ويعد هذا الميثاق جزءاً من مجموعة المبادرات لتسريع عملية إزالة الكربون من نظام الطاقة العالمي التي تم إعدادها في العام الذي سبق انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الـ 28 المعني بتغير المناخ، ومع ذلك فهي التزامات طوعية غير ملزمة وليس لها سلطة قرارات مؤتمر الأطراف الـ28 التي تم اتخاذها بتوافق الآراء بين ما يقارب 200 دولة تحت رعاية الأمم المتحدة، لكن يمكنها التأثير في نتائج المفاوضات.

الوقود الأحفوري

وقال أندرياس سيبر من المنظمة غير الحكومية (350.org) إن هذه المبادرة "تشتت الانتباه عن الحاجة إلى خفض إنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري بصورة كبيرة خلال العقد الذي نحن فيه".

وانضمت كولومبيا إلى الدول الجزرية الصغيرة التي تتصدر المعركة ضد استخدام الوقود الأحفوري ومن أجل التخلي عنه، فصارت بذلك أول دولة قارية تطالب معها بإبرام معاهدة في شأن منع انتشار الوقود الأحفوري.

وبعد ثاني أكسيد الكربون يعد الميثان ثاني أكبر غازات الدفيئة، فهو يسهم بنسبة 30 في المئة في ظاهرة الاحتباس الحراري.

والميثان غاز طبيعي يتسرب من خطوط أنابيب الغاز وآباره ومناجم الفحم ومواقد الغاز في المنازل والمطاعم، ولكن أيضاً من أمعاء الأبقار أو من حقول الرز حيث يتحلل القش.

وبعد أعوام من عدم اتخاذ إجراءات حقيقية بدأت الدول والشركات تتبنى خططًا لتقليل هذه الانبعاثات، وغالباً مع هدف تحقيقها بحلول عام 2030.

خفض انبعاث غاز الميثان

وقالت رئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي التي تحظى بحضور قوي في مؤتمرات الأطراف على رغم صغر حجم بلدها اليوم السبت "لخفض درجة الحرارة، علينا ببساطة خفض غاز الميثان".

ومن مستجدات الأسابيع الأخيرة أن الصين والولايات المتحدة بدأتا أخيراً التعاون في هذا المجال، وأعلنت واشنطن خطتها الوطنية لخفض انبعاثات غاز الميثان.

ويعد خفض انبعاث غاز الميثان من الأمور السهلة نسبياً والتي تعطي نتيجة فورية في مكافحة الاحتباس الحراري العالمي، إذ يكفي بالنسبة إلى لشركات أن تتوقف عن الحرق الروتيني للغاز في مواقع الإنتاج، وهو من الالتزامات الواردة في الميثاق الذي وقعته السبت 50 شركة للنفط والغاز.

الطاقة الذرية والكربون

وبدأ اليوم الثالث من المؤتمر الذي يستمر حتى الـ 12 من ديسمبر بتوجيه أكثر من 20 دولة دعوة لزيادة مصادر الطاقة النووية في العالم ثلاثة أضعاف بحلول 2050 مقارنة بعام 2020، مما يظهر عودة الاهتمام بالطاقة الذرية التي تسمح بتوليد كهرباء خالية من الكربون تقريباً، لكنها تعيد للأذهان كارثة فوكوشيما عام 2011.

وقال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري خلال فعالية أقيمت في المؤتمر حضرها عدد من القادة، "ندرك من العلم وحقيقة الوقائع والأدلة أننا لا نستطيع تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 من دون الطاقة النووية".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "أريد أن أؤكد مجدداً أن الطاقة النووية نظيفة وينبغي أن نكرر القول"، بينما أكد نظيره البولندي أندريه دودا أن "الطاقة النووية هي المستقبل".

وإلى جانب الولايات المتحدة وكندا ضمت قائمة الموقعين نحو 20 دولة بينها الإمارات والدول الأوروبية المؤيدة لاستخدام الطاقة النووية وكوريا الجنوبية وغانا واليابان. وأعلنت الإمارات أخيراً بناء أول محطة نووية، في حين قالت اليابان إنها ستعيد تشغيل محطاتها النووية، إلا أن القائمة خلت من الصين وروسيا، أبرز دولتين في قطاع بناء محطات للطاقة النووية في العالم حالياً.

ويمثل النص دعوة طوعية غير ملزمة هدفها الترويج استباقياً للطاقات البديلة عن الوقود الأحفوري وحيازة حجة في مفاوضات المناخ سعياً إلى إنهاء الاعتماد على النفط والفحم والغاز في الاتفاق النهائي لمؤتمر الأطراف.

ويفضل أنصار البيئة التحول إلى عالم خال من الطاقة النووية مع تسليط الضوء على مشكلة النفايات النووية والسلامة، وإثر صدور الدعوة ندد ماسايوشي إيودا من منظمة (350.org) باستخدام ما وصفه بأنه طاقة "خطرة".

وقال، "لدينا حلول أقل كلفة وأكثر أمانًا كما أنها ديموقراطية وسريعة للاستجابة إلى أزمة المناخ، وهي الطاقات المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة"، مع التذكير بأنها كذلك أنظف.

المزيد من متابعات