Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكشف عن نقل 1500 أفغاني من باكستان إلى بريطانيا سرا

حصري: الوزير جيمس هيبي يكشف عن تفاصيل المهمة عسكرية التي أُجلي من خلالها مواطنون كانوا قاتلوا إلى جانب قوات بلاده

لا يزال في الوقت الراهن نحو 4 آلاف أفغاني كانوا قد عملوا إلى جانب القوات البريطانية في الحرب ضد "طالبان" وجرت الموافقة على نقلهم، عالقين في أفغانستان وباكستان (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

في مقابلة حصرية مع "اندبندنت" في قاعدة عسكرية في ليسترشير، أكد وزير الدفاع البريطاني جيمس هيبي أن حكومة المملكة المتحدة ملتزمة بدين هائل تجاه هؤلاء الأفغان

أعرب وزير الدفاع البريطاني جيمس هيبي عن ارتياحه لاستقبال مواطنين أفغان كانوا تعاونوا مع قوات بلاده في أماكن إقامتهم الدائمة الجديدة في البلاد بالقول "إنه لأمر رائع أن نتمكن من تحقيق ذلك أخيرا"، وقام بالكشف عن تفاصيل العملية السرية التي شملت نقل آلاف اللاجئين من باكستان جواً لضمان سلامتهم في بريطانيا.

وفي مقابلة حصرية مع "اندبندنت" في قاعدة عسكرية في ليسترشير، أكد الوزير هيبي أن حكومة المملكة المتحدة "ملتزمة بدين هائل تجاه هؤلاء الأفراد" بعدما كان قد كشف عن نقل 1500 فرد على وجه السرعة إلى الأراضي البريطانية منذ إطلاق وزارة الدفاع عملية في هذا الإطارفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

نحو 1100 شخص من هؤلاء أحضروا إلى "غاراتس هاي" MoD Garats Hay  - وهي قاعدة تدريب عسكرية منعزلة تابعة لوزارة الدفاع تقع في منطقة ريفية قرب بلدة لافبورو بعدما تراجعت حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك عن موقفها، وأقرت بوجوب إحضار جميع الأفغان المؤهلين للاستفادة من مخططين رئيسيين لإعادة التوطين إلى بريطانيا من باكستان، على الفور.

ويأتي ذلك بعدما كانت "اندبندنت" كشفت عن معاناة ما يقارب 3 آلاف أفغاني قُبل لجوئهم إلى بريطانيا، لكنهم بقوا عالقين في فنادق تمولها حكومة المملكة المتحدة في إسلام آباد بعدما كانت قد أوقفت استئجار رحلات جوية وأصرت على وجوب قيام الأسر الأفغانية بنفسها في إيجاد أماكن إقامة للعيش فيها في بريطانيا، قبل انتقالها.

إلا أن عملية إحضار الأفغان المؤهلين لإعادة التوطين لم تنته بعد، ولا يزال يتعين على الحكومة البريطانية أن تجلب من إسلام أباد إلى المملكة المتحدة نحو 1300 أفغاني مؤهل بموجب خطة وزارة الدفاع لإعادة التوطين، وهو ما تهدف إلى القيام به بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

ولا يزال في الوقت الراهن نحو 4 آلاف أفغاني كانوا قد عملوا إلى جانب القوات البريطانية في الحرب ضد "طالبان" وجرت الموافقة على نقلهم، عالقين في أفغانستان وباكستان.

وفي معرض توضيح مجريات هذه العملية واسعة نطاق قال وزير الدفاع هيبي "نعمل بأقصى سرعة ممكنة لإحضار هؤلاء الأشخاص إلى هنا ونحن ممتنون حقاً للمجالس المحلية والمجتمعات في مختلف أنحاء البلاد، كما للحكومة الباكستانية، على الدعم المستمر".

وأضاف، "إن لهؤلاء فضلاً كبيراً علينا فهم ليسوا هنا بصورة غير قانونية بل على العكس تماماً، إنهم هنا لأنهم قاموا بعمل عظيم لمصلحة القوات المسلحة البريطانية ووقفوا إلى جانبها خلال فترة وجودها في أفغانستان".

 

وقال هيبي إنه "لأمر رائع أن نتمكن أخيراً من الترحيب بهم في أماكن إقامتهم الدائمة الجديدة في المملكة المتحدة".

ومن الناحية العملية يتم توجيه الأسر الأفغانية في البداية إلى الموقع الانتقالي قبل إرسالها إلى مساكن موقتة داخل ثكنات أخرى أو إلى مساكن أكثر استدامة مخصصة للأفراد المرتبطين بالقوات المسلحة، وجرى تخصيص نحو 700 منزل لتلك العائلات فيما تتخذ ترتيبات لتأمين منازل مستأجرة من القطاع الخاص للآخرين، وإضافة إلى ذلك تتعاون وزارة الدفاع مع المجالس المحلية لتحديد خيارات السكن للأفغان الذين تم إجلاؤهم داخل المجتمعات المحلية.

وستستخدم المنازل المملوكة لوزارة الدفاع كمساكن طويلة الأجل وستكون في تصرف العائلات الأفغانية لمدة ثلاثة أعوام، وجرى تصميم قاعدة "غاراتس هاي" إلى جانب موقع انتقالي آخر هو "مخيم سوينرتون" Swynnerton Camp (قاعدة تدريب عسكرية) لتوفير سكن موقت للاجئين لفترة قصيرة قبل نقلهم في وقت لاحق.

ومع ذلك وصلت بعض الأسر الأفغانية بمتطلبات أكثر تعقيداً، بما فيها إحدى الأمهات التي انتقلت إلى الموقع وهي في الأسبوع الـ 38 من حملها، وكانت أطول مدة مكثت فيها عائلة في الموقع حتى الآن هي ثلاثة أسابيع ويومان.

ويتم أيضاً استخدام الثكنات في مختلف أنحاء البلاد لإيواء العائلات لمدة تصل إلى ستة أسابيع إلى حين العثور على منازل طويلة الأجل تقيم فيها.

وكانت تلك الأسر قد وجدت نفسها عالقة في إسلام أباد بعدما أوقف رئيس الوزراء ريشي سوناك استخدام فنادق المملكة المتحدة للأفغان أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبدأت المملكة المتحدة استئجار رحلات جوية لنقل تلك العائلات في أكتوبر هذا العام بعدما أعلنت الحكومة الباكستانية أنها ستباشر ترحيل جميع اللاجئين غير المسجلين من أراضيها، وكانت الحكومة البريطانية قد واجهت أيضاً إجراءات قانونية أمام المحاكم بسبب التأخير.

الوزير هيبي أكد أنه تم بذل الجهود لتقليل عدد الطلبات المتراكمة في إطار مخطط إعادة التوطين التابع لوزارة الدفاع المعروف بـ "سياسة نقل ومساعدة الأفغان" (أراب) Afghan Relocations and Assistance Policy (Arap). وقال "نحن نعرف الذين عملوا معنا وندرك تالياً من هم المؤهلون ولم يتبق سوى عدد قليل جداً من القرارات التي يتعين اتخاذها للبت في أهلية المتقدمين بطلبات، ونحن نعرف تماماً من يتوجب علينا أن نخرجه سواء من أفغانستان أو باكستان".

وأشار إلى أن المملكة المتحدة تعمل بالتنسيق مع الحكومة الباكستانية لتسهيل إجلاء الأفغان قائلاً "علينا أن نثبت للحكومة الباكستانية أننا نتحرك بأقصى سرعة لإتمام المخطط بأكمله لأننا نريد إغلاقه بعد التأكد من إحضار جميع الأفراد المؤهلين إلى هنا بدلاً من إقفاله في وقت لا يزال فيه أشخاص مؤهلون هناك ولم يصلوا بعد".

وكانت عملية إجلاء الأفغان التي أطلق عليها اسم "عملية لازوريت" Operation Lazurite  في إشارة إلى المعدن الموجود في حجر اللازورد الثمين قد بدأت في الـ 23 من سبتمبر (أيلول) الماضي.

 

وفي الـ 26 من الشهر نفسه عقد وزير الخارجية السابق جيمس كليفرلي اجتماعاً مع رئيس الوزراء الباكستاني الموقت أنور الحق كاكار في لندن، ووفقاً للحكومة الباكستانية فقد أشاد كليفرلي "بمساعدة باكستان سواء لجهة استضافة المواطنين الأفغان أو لناحية تسهيل خروجهم".

وبعد يومين فقط تم تكليف السريّة "B" من الكتيبة الثالثة من "فوج المظلات"  Parachute Regiment إلى قاعدة الاتصالات السابقة "غاراتس هاي" التابعة لوزارة الدفاع للقيام بتجهيزها في غضون 72 ساعة لاستيعاب اللاجئين الأفغان.

وكانت "اندبندنت" أوردت في تقرير لها في التاسع من أكتوبر الماضي أنه تم نقل العائلات القليلة الأولى جواً إلى المملكة المتحدة، وفي الـ 20 من الشهر نفسه أبلغ محامو الحكومة "المحكمة العليا" البريطانية High Court بأن الجهود جارية على قدم وساق لإعادة الأفغان الذين تقطعت بهم السبل في باكستان وإيران إلى المملكة المتحدة في أقرب وقت ممكن.

وفي تحول جديد في سياسة الحكومة اتخذت قراراً يقضي بأن جميع الأفغان المؤهلين للاستفادة من مخططي إعادة التوطين في المملكة المتحدة لن يضطروا بعد الآن للعثور على سكن خاص بهم قبل السفر.

وفي إطار الحديث عن منازل وزارة الدفاع التي تم توفيرها قال السيد هيبي إن "المساكن المعروضة مأخوذة من مخزون لا تستخدمه في الوقت الراهن العائلات المسجلة ضمن قائمة الخدمات الحكومية، وذلك لتجنب أي انعكاسات محتملة على شعبنا، وعندما لا يتوافر سكن مناسب للعائلات الأفغانية المسجلة لدينا ضمن برنامج ’أراب‘ يتم توفير سكن بديل".

ويشار أخيراً إلى أن مئات الأفغان المؤهلين للانتقال إلى المملكة المتحدة بموجب مخططي وزارتي الداخلية والخارجية" لا يزالون عالقين أيضاً في باكستان وعلى رغم أن بعضهم قد تم إحضارهم إلى بريطانيا إلا أن وزارة الدفاع ليست مكلفة بالإشراف على عملية نقلهم ولم تقدم وزارة الداخلية أية تعليقات حول طرق جلب الأفراد الباقين إلى المملكة المتحدة.

* تم تعديل هذا المقالة في اليوم الذي جرى نشرها فيه. وكان قد ذكر سابقاً أن 500 منزل من أصل 700 سيتم استخدامها كأماكن إقامة مستقرة لمدة تصل إلى ثلاثة أعوام لكن تلك البيانات كانت غير دقيقة. وستكون جميع المنازل الـ 700 متاحة لتكون أماكن إقامة مستقرة.

© The Independent

المزيد من متابعات