Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاحتباس الحراري يهدد 200 مدينة ساحلية بالغرق

استحدث علماء المناخ في منظمة "كلايمت سنترال" مجموعة من نماذج محاكاة متحركة تظهر لنا كيف ستبدو 196 مدينة في حال استمرت درجات الحرارة العالمية بالازدياد متسببة بارتفاع مستويات مياه البحار

منسوب المياه في مسجد أبو العباس المرسي في الإسكندرية، مصر إذا ارتفعت الحرارة بنسبة 1.5 درجة مئوية (يسار) أو 3 درجات مئوية (يمين) (كلايمت سنترال)

ملخص

كيف ستبدو مدناً ساحلية في حال ارتفاع مستويات البحار بسبب ازدياد درجات الحرارة العالمية... نماذج محاكاة متحركة تقدم تصوراً

ليس تصور التداعيات الواقعية والملموسة للأزمة المناخية المستمرة والاحتباس الحراري العالمي الذي يسببه البشر عملاً سهلاً على الدوام. ولا يعد استحضار مسائل تدمير الأنظمة البيئية وانقراض الأصناف الحيوانية وارتفاع مستويات البحار مهمة سهلة على العقل البشري.

ولكن اليوم، أصبح المستقبل الذي سيخلقه الاحتباس الحراري متاحاً أمام أعيننا مباشرة بفضل النماذج المتحركة التي أعدها باحثون مناخيون لما يقارب 200 مدينة ساحلية.

وفي التفاصيل، استحدث علماء المناخ في منظمة "كلايمت سنترال" Climate Central [المعنية بالبحوث والاتصالات ومقرها الولايات المتحدة الأميركية] مجموعة من نماذج محاكاة متحركة تظهر لنا كيف ستبدو 196 مدينة في حال استمرت درجات الحرارة العالمية بالازدياد متسببة بارتفاع مستويات مياه البحار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال كبير العلماء في المنظمة بن ستروس بأن هذه الصور تظهر الإرث الذي نتركه للبشر في المستقبل. وصرح لـ"اندبندنت": "إن هذه الصور هي نتاج ما نفعله اليوم. يتعلق الأمر بإرثنا وما المستقبل الذي نصنعه في مسارنا الحالي؟".

وتظهر النماذج احتمالين وضعا جنباً إلى جنب: الأول هي النتائج في حال جرى خفض الانبعاثات وارتفاع درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية وحسب، والثاني النتائج التي سنحصل عليها في حال استمرت الانبعاثات بالازدياد وارتفعت درجة حرارة الأرض ثلاث درجات أو أكثر.

وتتضمن المشاهد أطول مبنى في العالم، برج خليفة في دبي، غارقاً جزئياً بالمياه وساحة الكاتدرائية في هافانا في كوبا مغمورة بمجملها بالمياه.

ويشكل ارتفاع 1.5 درجة عالمية حد التحذير الأقصى كما ورد في اتفاق باريس للمناخ الذي يهدف إلى تجنب التداعيات الأكثر خطورة للأزمة المناخية. وتوقع الخبراء بأن الكوكب سيكون عالقاً في زيادة قدرها 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2029 في حال لم يجر خفض الانبعاثات وخصوصاً تلك الناتجة من الوقود الأحفوري.

هذا الصيف، تخطى معدل درجات الحرارة العالمية موقتاً درجتين مئويتين متخطياً مستويات ما قبل الثورة الصناعية للمرة الأولى منذ بدء التسجيل.

وبحسب وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) يتسبب الاحتباس الحراري بارتفاع مستوى مياه البحر بفعل الذوبان التدريجي للصفائح الجليدية مما يؤدي إلى تمدد مياه البحر. وتشمل المناطق التي ستتضرر جراء ارتفاع مستوى مياه البحر الساحل الشرقي الأميركي وساحل الخليج وآسيا وعديداً من الجزر.

ولا تتوقع النماذج بالضرورة كم من الوقت سيستغرق هذا الارتفاع، كما أن النتائج لن تكون أيضاً فورية، إذ إن الارتفاعات المتوقعة في مستوى مياه البحر قد تستغرق مئات السنين. عوضاً عن ذلك، وبحسب ستروس، تظهر النماذج مستويات مياه البحر المستقبلية المحتملة والحتمية المتوقعة لسيناريوهات احتباس حراري مختلفة.

وقال ستروس: "إن مستوى البحار اليوم ليس دقيقاً لتبيان مدى الاحتباس الحراري الذي تسببنا به حتى الآن. في حال توقف الكوكب عن الاحترار اليوم، سنرى على الأرجح ارتفاعاً قدره خمس أقدام إضافية، ولكن كل عام نستمر في إطلاق الكربون في الجو نسهم برفع مستويات مياه البحر التي التزمنا الحفاظ عليها".

بالنسبة إلى ستروس، تمثل دبي النموذج الأكثر حدة في المجموعة بفضل المشهد الصادم لبرج خليفة الغارق جزئياً بالمياه وبسبب ارتباطات المدينة بإنتاج الوقود الأحفوري.

كما تستضيف دبي مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ" (كوب28) وهو بحسب ستروس أكبر وأهم مؤتمر مناخي سنوي يجتمع فيه قادة العالم لمناقشة وضع الأزمة المناخية.

وستشهد القمة التي تمتد هذه السنة على أسبوعين أول تقييم عالمي منذ اتفاق باريس للمناخ عام 2015، إذ تحدد الدول مدى التقدم في تنفيذ خطط العمل المناخي لمواجهة الاحتباس الحراري.

© The Independent

المزيد من بيئة