Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكفاح من أجل البقاء في غزة: "إن لم تقتل الحرب أطفالي سيقتلهم الجوع"

سكان خان يونس لا يستطيعون إطعام أطفالهم فيما توسع إسرائيل رقعة الحرب على "حماس" ونفاد الإمدادات

سكان غزاويون يتجمعون للحصول على حصتهم من الأغذية التي يقدمها متطوعون في الإغاثة في رفح (رويترز)

ملخص

أهالي غزة بين مطرقة الأعمال الحربية وسندان الجوع والمرض.

"منذ ثلاثة أيام، لا نجد خبزاً لإطعام أطفالي. لا أزال أحاول العثور على طحين لصنع خبز لهم"، هذا ما تقوله فاطمة محمد، 30 سنة، وهي أم لأربعة أطفال أحدهم طفلة مصابة بداء السكري.

"لا أجد طعاماً مناسباً لها وهي مجبرة على تناول أشياء ممنوعة من تناولها. لقد فقدت كثيراً من الوزن".

تنحدر فاطمة وعائلتها من بلدة تقع إلى الشرق من خان يونس الواقعة في جنوب غزة، وهجرتا مرات عدة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على "حماس" في غزة. ومع اقتراب القوات الإسرائيلية من خان يونس خلال نهاية الأسبوع الماضي، أجبرت على الفرار مرة أخرى، وهذه المرة وجدت ملاذاً في مدرسة قرب رفح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بدأت إسرائيل القصف الجوي على غزة في أعقاب هجوم شنته "حماس" داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين كرهائن. ويقول مسؤولون صحيون في غزة التي تديرها "حماس"، إن أكثر من 17 ألف شخص قتلوا منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية، إذ بدأت العمليات البرية في الأسابيع الأخيرة في الشمال وانتقلت، أخيراً، إلى الجنوب. ويدعم العمليات حصار فرض على غزة، أدى إلى نقص في إمدادات الوقود والأغذية والمياه والأدوية.

وبعدما أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بالإجلاء آلاف الأشخاص حول خان يونس، قبل قصف المنطقة بالقنابل، تدفقت أعداد هائلة جنوباً، مما زاد الضغط على الإمدادات المتبقية.

وحذرت الأمم المتحدة من أن أزمة جوع في أنحاء غزة كلها تتفاقم وتهدد بإنهاك السكان المدنيين، مع عدم وصول مساعدات كافية إلى القطاع. وأفادت وكالة الأمم المتحدة التي تعنى باللاجئين الفلسطينيين ("الأونروا") أن 1.9 مليون شخص، أي 85 في المئة من سكان غزة، نزحوا، وأن ملاجئها تجاوزت طاقتها الاستيعابية بأربعة أضعاف، وإن المساعدات لم تكن كافية لتلبية "الحاجات الهائلة".

ويعاني أكثر من ثلث النازحين داخلياً في غزة من "مستويات شديدة من الجوع"، وفق برنامج الأغذية العالمي. وفي شمال غزة، يعاني ما يقارب نصف السكان من "مستويات شديدة من الجوع"، حيث يقضي تسعة من كل 10 أشخاص ليلاً ونهاراً كاملين من دون طعام.


"إذا لم يمت أطفالنا من الحرب، فسيموتون من المرض والجوع"، هذا ما تقوله أسماء الأستاذ، 34 سنة، وهي أم لثلاثة أطفال من مدينة غزة في شمال القطاع، حيث تركزت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد "حماس" قبل التقدم الأخير جنوباً.

ويضطر كثر من الناس إلى حرق القمامة لاستعمالها وقوداً لطهي وجبات الطعام. ويبحث البعض في المباني التي تعرضت إلى قصف عن علب أغذية أو عبوات رز أو ألواح الحبوب. وتندلع مشاجرات في الطوابير التي تنشأ أمام مراكز توزيع المساعدات. وترتفع أسعار الأغذية القليلة التي لا تزال متاحة.

يقول إبراهيم النواجحة، الذي نزح جنوباً أربع مرات منذ السابع من أكتوبر: "فقدت نحو 15 كيلوغراماً من وزني منذ بداية الحرب". لقد نزح أولاً إلى النصيرات [وسط قطاع غزة]، ثم إلى دير البلح، ثم إلى خان يونس، وأخيراً إلى رفح. ويضيف "كدت أصاب بفقر الدم".

بالنسبة إلى البعض، ليس نقص الطعام فقط السبب في فقدان الوزن. أنه العمل البدني الذي يتعين عليهم القيام به لأداء المهام اليومية الأساسية. فنقص الوقود يعني محدودية الوصول إلى المركبات، مما يضطر كثراً إلى السير لمسافات طويلة للحصول على المياه أو الأغذية.

وإذا كانوا نازحين من ديارهم، مثل فاطمة وإبراهيم، كثيراً ما يضطرون إلى السير لأميال [لكيلومترات] إلى ملاجئ جديدة بينما يحملون أمتعتهم على ظهورهم.

في أنحاء غزة كلها، تعطلت شبكات الصرف الصحي، مما يعني أن مياه الصرف الصحي في بعض المناطق تتسرب عبر الشوارع. وتسبب ذلك في ارتفاع أخطار التلوث –فضلاً عن خطر ظهور أمراض خطرة تنتقل من طريق المياه مثل الكوليرا والتيفوئيد.

يعيش كثر في جنوب غزة المكتظ على المساعدات التي جرى تسليمها، الأسبوع الماضي، خلال الهدنة التي استمرت سبعة أيام وانهارت، الجمعة الماضي.

وتفيد إسرائيل بأنها تعمل لزيادة عدد شاحنات المساعدات المسموح بدخولها إلى قطاع غزة. والخميس، قال مارتن غريفيث، مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة، إن هناك "علامات واعدة" على أن معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى غزة قد يفتح قريباً. وكان المعبر يستخدم لنقل أكثر من 60 في المئة من حمولات الشاحنات المتجهة إلى القطاع قبل هذا النزاع. وتأتي المساعدات المسموح بدخولها حالياً إلى غزة عبر معبر رفح الواقع عند الحدود المصرية.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس، إنه على إسرائيل أن "تتصرف بصورة مختلفة" في جنوب غزة عما فعلته في شمال القطاع. وأبلغ اللورد كاميرون شبكة "سي أن أن" أنه يتفق مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول أن إسرائيل يجب ألا تكرر ما حدث في الشمال لجهة إنزال أضرار مدنية.

وفي الوقت نفسه شدد رئيس منظمة أطباء بلا حدود الطبية الخيرية على أن حاجات القطاع ماسة.

وقال الدكتور كريستوس كريستو لصحافيين في جنيف: "يواصل أطباؤنا الموجودون على الأرض إطلاعي على آخر المستجدات في شأن الوضع، ويمكنني أن أخبركم أنه تجاوز حد الأزمة الإنسانية بكثير".

وأضاف "أنها كارثة إنسانية. إنه وضع فوضوي".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير