Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تواجه الصين تحديات التخلص من الوقود الأحفوري؟

تبحث عن حلول خلال مشاركتها في "كوب 28" مع خطط غامضة لإلغاء الدعم عليه تدريجاً

تعتبر الصين أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم (أ ف ب)

ملخص

الصين تبحث عن حلول وسط في مواجهات الوقود الأحفوري في "كوب 28"... فهل تنجح؟

لا يزال موقف الصين غير واضح تجاه التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الذي أصبح محورياً في محادثات قمة الأمم المتحدة حول المناخ "كوب 28"، على رغم إشارة مبعوث الصين للمناخ شيه تشن هوا إلى تفاعله ووفد بلاده الإيجابي في محاولة لإيجاد حل وسط لهذه القضية المثيرة للجدل، التي باتت المسألة الجوهرية في مفاوضات المناخ الأممية الممتدة لنحو أسبوعين في دبي، ومن المقرر أن تختتم أعمالها، الثلاثاء المقبل.

في مؤتمر صحافي عقد، مساء أمس السبت، في دبي لمح هوا إلى حل وسط محتمل، مستشهداً بـ"بيان مشترك" كان قد تم إصداره في اجتماع سابق مع نظيره الأميركي جون كيري في سونيلاندز بولاية كاليفورنيا، نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث قال هوا مستعيناً بالترجمة، "كان لدينا تصريح يشير إلى أن كلاً من الصين والولايات المتحدة ستعززان بشكل كبير استخدام ونشر الطاقة المتجددة بهدف استبدال توليد الطاقة من النفط والغاز والفحم تدريجاً وبشكل منظم، مما يسهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعتبر الصين أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، إذ تنتج 12.7 مليار طن متري من الانبعاثات سنوياً. ومنذ عام 1850 أطلقت الصين 284 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، لكن الولايات المتحدة، التي تحولت إلى التصنيع في وقت مبكر، أطلقت ما يقارب ضعف هذه الكمية (509 مليارات طن من الانبعاثات).

وكانت الصين والولايات المتحدة أبرمتا أخيراً اتفاقاً مشتركاً لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة بهدف الاستغناء عن الفحم والغاز والنفط، وعقدت الآمال على أن يبني أكبر اقتصادين في العالم على هذا الإنجاز خلال قمة "كوب 28" في دبي. لكن الولايات المتحدة فاجأت الجميع عندما تعهدت خلال الحدث ضخ رقم وصف بالخجول (17.5 مليون دولار) لصالح صندوق "الخسائر والأضرار".

وأضاف هوا، "لقد سمعت أيضاً عن خيار آخر للصياغة في اتفاق (كوب 28)، الذي يتمثل في التخفيض التدريجي لحصة الطاقة الأحفورية في مزيج الطاقة العالمية".

وتابع "بالطبع، هناك أيضاً بعض الخيارات الأخرى، لكني لن أذكرها كلها، ولن نحكم مسبقاً على النتيجة النهائية، لكنني أعتقد أننا سنعمل جميعاً معاً لمحاولة إيجاد لغة تلبي حاجات جميع الأطراف وتعكس أيضاً الاتجاهات الكبيرة للتحول والابتكار، وأعتقد أن هذا يتماشى أيضاً مع متطلبات (اتفاق باريس)".


تحديات منتجي النفط

وأشار هوا إلى أن الدول المنتجة للنفط قد تواجه تحديات معينة، مضيفاً، "لقد تحدثت بالفعل مع وزير في إحدى هذه الدول، وأخبرني أن 80 إلى 90 في المئة من دخل بلاده يعتمد على إنتاج النفط، وعندها سألته (إذا تخلصنا تدريجاً من جميع مصادر الطاقة الأحفورية، بما في ذلك النفط، كيف ستتمكن بلادهم من البقاء أو التطور؟)".

وتابع مبعوث المناخ الصيني، "هذه عملية انتقالية، لذا علينا أن نفهم بعضنا بعضاً، وندعم بعضنا بعضاً، ونتعاون لإيجاد أفضل حل مشترك للمشكلة يكون مقبولاً من الجميع، وأعتقد أن هذا هو أفضل طريق للخروج من الأزمة".

وتظهر كلمات هوا ربما استعداد الصين للتوصل إلى حل وسط أو تخفيف موقفها، على رغم عدم وجود ضمانات في شأن موافقتها على أي صياغة نهائية في شأن الوقود الأحفوري. وفي قمة "كوب 26" في غلاسكو عام 2021، كان الاتفاق النهائي يتضمن التزاماً بالتخلص التدريجي من الفحم، ولكن في لحظات الجد الأخيرة قررت الصين والهند التعبير عن اعتراضهما مما أدى إلى تخفيف لغة الاتفاق إلى "التخفيض التدريجي".

ووفقاً لتقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وهي وكالة إحصاء وتحليل مستقلة، لشهر سبتمبر (أيلول) الماضي، فقد استوردت الصين كميات قياسية من النفط الخام إلى الصين خلال النصف الأول من عام 2023 بسبب توسعات مصافي التكرير في البلاد ومبادرات إعادة فتح الاقتصاد بعد أن خففت الحكومة قيود التنقل بسبب فيروس كورونا.

واستوردت الصين ما متوسطه 11.4 مليون برميل من النفط الخام يومياً في النصف الأول من عام 2023، بزيادة قدرها 12 في المئة عن المتوسط السنوي لعام 2022 البالغ 10.2 مليون برميل يومياً.

وفي النصف الأول من 2023، زادت واردات الصين من النفط الخام من ثمانية ضمن أكبر 10 دول استوردت منها النفط الخام عام 2022، وفقاً لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية.

وبحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية، حصلت الصين على كثير من النفط الخام الإضافي الذي استوردته في النصف الأول من 2023 من روسيا وإيران والبرازيل والولايات المتحدة مقارنة بمتوسطات عام 2022، وزادت واردات الصين من روسيا بنسبة 23 في المئة (400 ألف برميل يومياً)، ومن السعودية بنسبة سبعة في المئة (130 ألف برميل يومياً)، ومن البرازيل بنسبة 49 في المئة (250 ألف برميل يومياً)، وكانت كمية النفط الخام التي استوردتها الصين من روسيا في يونيو (حزيران) الماضي، والبالغة 2.6 مليون برميل يومياً هي أكبر كمية تستوردها الصين من أي بلد على الإطلاق في أي شهر، كما تضاعفت واردات الصين من الولايات المتحدة في النصف الأول من عام 2023 بأكثر من الضعف مقارنة بعام 2022.

السيطرة على إنتاج الفحم

وقال هوا، إن الصين تعمل على تقليل اعتمادها على الفحم، مضيفاً، "لقد أعلنت الصين بالفعل أنه خلال فترة الخطة الخمسية الـ14، أي من عام 2021 إلى عام 2025، ستسيطر الصين بشكل صارم على زيادة إنتاج الفحم. وبعد ذلك أيضاً خلال فترة الخطة الخمسية الـ15، أي بعد عام 2025، ستخفض الصين إنتاج الفحم تدريجاً.

وأضاف "لقد قمنا أيضاً بتطوير الطاقة المتجددة بقوة كبيرة، وكما قلت فإن القدرة المركبة للطاقة المتجددة قد تجاوزت بالفعل طاقة الفحم في الصين. لذلك يعد هذا تطوراً سريعاً جداً لمصادر الطاقة المتجددة".

وتابع مبعوث المناخ الصيني، "الطاقة الفعلية المولدة من مصادر الطاقة المتجددة لا تنمو بسرعة لأننا لا نزال نواجه اختناقات تقنية وصعوبات مثل تخزين الطاقة على نطاق واسع والشبكات الذكية ومحطات الطاقة الافتراضية، لذلك أعتقد أنه إذا عالجنا هذه الصعوبات التقنية، فإن الطاقة المتجددة في الصين ستتطور بشكل أسرع وأفضل في المستقبل".

وكانت الصين وعدت في "اتفاق باريس" بالوصول إلى ذروة انبعاثاتها بحلول عام 2030، كما تعهدت بزيادة حصة طاقة الوقود غير الأحفوري مثل الرياح والطاقة الشمسية والنووية إلى 25 في المئة.

اقرأ المزيد