Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ألبومات "أعظم الأغاني" هي بحق الأكثر جاذبية للمستمعين

كثيراً ما وجهت الانتقادات للألبومات التي تضم أفضل الأغاني بكونها تسجيلات يسهل الاستماع إليها من قبل الأشخاص العاديين مقارنة بالمعجبين الحقيقيين

"البيتلز"، و"نيو أوردر"، و"كوين": سواء أحبوا ذلك أم لا، فإن بعض الفرق ببساطة لا يمكنها أن تتفوق على ألبوم "أعظم أغانيها" (غيتي/بي آي/أيستوك)

ملخص

لماذا تحقق ألبومات "أعظم الأغاني" المبيعات الأعلى لفرقها؟

كان آلان بارتريدج ينطق باسم الغالبية الصامتة بالتأكيد، عندما أعلن أن ألبوم البيتلز المفضل عنده، وهو ألبوم "أفضل أغاني البيتلز" The Best of The Beatles. كم كان محقاً فعلاً: من بين ألبومات الأغاني التي كانت الأكثر مبيعاً هي توليفة أغاني في ألبوم "رقم واحد" 1، الذي بيع منه 31 مليون نسخة على رغم تاريخ إطلاقه الحديث في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2000. وهو تخطى بذلك ألبومات كلاسيكية مثل "آبي رود" Abbey Road، و"رابر سول" Rubber Soul، وجاء مباشرة بعد ألبوم "سارجنت بيبر" Sgt Pepper، الذي حقق مبيعات وصلت إلى 32 مليون أسطوانة. وإذا ما أتيح لنا الانتظار لبضع سنوات، فإن ألبوم أغاني "رقم واحد"، قد يصبح بشكل شبه مؤكد أسطوانة الفرقة الأكثر مبيعاً.

إن الطريف في الأمر هو أن ألبوم أغاني "رقم واحد" لا يعتبر حتى أفضل الأفضل مما أنتجته فرقة البيتلز. إن مرتبة الشرف تلك يتقاسمها مناصفة مع الألبومين "أحمر" Red و"أزرق" Blue، اللذين صدرا عام 1973، وشملت بالترتيب الزمني مسيرة الفرقة وتدرج أعمالها وفق تواريخ إصداراتها (بدلاً من التركيز على الأغاني التي حققت المرتبة الأولى كما في ألبوم "رقم واحد"). وأعيد إصدار هذين الألبومين واسمهما الرسمي "البيتلز من 1962 إلى 1966" و"البيتلز من 1967 إلى 1970" في بداية نوفمبر في نسخ موسعة ومعاد تصميمها، وتضم كل منهما أغنية "الآن ولاحقاً" Now and Then وهي أغنية البيتلز الجديدة التي أنتجت من تسجيل تجريبي سابق قديم لجون لينون باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقفزت التسجيلات في قوائم ترتيب الأغاني، وهي تتأرجح حالياً بين المرتبتين الثانية والثالثة، خلف ألبوم أغاني تايلور سويفت "1989" المعاد تسجيله. إن نجاحهم هو بمثابة تذكير باستمرار فعالية ألبومات أعظم الأغاني. تماماً كما هي الحال مع النتيجة الرائعة لألبوم فرقة "نيو أوردر" New Order، بعنوان "سابستانس" Substance (1987) وهو تجميع لأغان منفردة أعيد إصدارها على أسطوانة فينيل (قرص فونوغراف) ودخلت قائمة ترتيب الأغاني في المرتبة العاشرة.

لنلخص الأمر بهذه الصورة: ثلث أفضل التسجيلات مبيعاً من الأغاني الـ10 المتصدرة في الأسبوع الماضي كانت من فئة "أفضل الأغاني".

والحق أن العبرة من الموضوع هو عندما تكون في مزاج جيد، لا شيء يتفوق على الاستماع لأغاني قائمة "الأفضل". وهذا على رغم الاستخفاف المستمر بهذا النوع من الأغاني. لا تزال هناك فكرة سائدة أن ألبومات "أعظم الأغاني" مخصصة للمستمعين العاديين البسطاء، وليس المعجبين الحقيقيين. إن ذلك هراء بالطبع. فمن فرقة "تايك ذات" Take That، مروراً بـ"إيغلز" The Eagles و"كوين" Queen و"أبا" Abba و"سيسترز أوف ميرسي" Sisters of Mercy، هناك لائحة لا متناهية من الفنانين الذين يشتهرون بألبومات أغانيهم "الأفضل". إن تلك الحقيقة لم تغب عن فرقة "ذا كيلرز" The Killers، من لاس فيغاس التي تزعمت هذا النوع من الإصدارات. في تاريخ الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، أصدرت الفرقة ألبومها الثاني للأغاني "الأفضل" تحت عنوان "ريبيل دايموندز" Rebel Diamonds، الذي وصفه قائد الفرقة براندون فلاورز، بأنه يشبه إلى درجة كبيرة "شيئاً من أسلوب المغني [ديفيد] بوي... أو أنه ربما براندو؟".

"هناك البعض من الفنانين الذين يبلون بلاءً حسناً دوماً في ألبومات أعظم الأغاني"، بحسب ما يقول نايجل هاوس، مدير سلسلة محال الموسيقى "روف ترايد" Rough Trade. ويضيف "ألبوم ’أبا غولد‘ Abba Gold عليه طلب كبير. عندما قامت ’يونيفرسال‘ بإصدار ألبوم أعظم أغاني إلتون جون، بعد فعالية غلاستونبيري Glastonbury العالمية للموسيقى [بعنوان دايموندز (نسخة بيراميدز)] كان عبارة عن نسخ محدودة، لكنها حققت نجاحاً. إن فرقة ’كوين‘، ما زالت تبلي بلاءً حسناً في الأسواق. أما فرقة ’ذا كيلرز‘... حسناً سيكون من المثير رؤية ما ستحققه. لا أعتقد أن الأمر سيكون مثل نجاحات ’أبا‘ أو إلتون".

إن ألبومات أفضل أغاني عادة ما تحقق رواجاً أكبر بين فرق الفنانين الذين يصدرون أغاني منفردة. فكروا مثلاً بفرقة "نيو أوردر" التي تحولت أسطوانتهم من الإلهام ("لو لايف" Low Life، "تكنيك" Technique)، إلى ما يعتبر عادياً ("موفمانت" Movement، "براذرهود" Brotherhood). لكنهم في أغنياتهم المنفردة مثل "بلو مانداي" Blue Monday، و"ترو فايث" True Faith يكونون في أفضل أحوالهم وهذا حين يتألق [ألبومهم] "سابستانس"، الذي يعكس أفضل ما قدمته الفرقة من عام 1981 إلى عام 1987.

يمكننا أن نقول الأمر نفسه بالنسبة إلى فرقة "كوين". إن غلاة المعجبين لربما ما زالوا يحتفظون بأسطوانات الفرقة المفضلة، لكن حتى كبار المشجعين المتشددين سيوافقون بأنه لا يوجد توثيق أفضل على أبهة وروعة الرباعي من ألبومهم "كوين: أعظم الأغاني" Queen: Greatest Hits. حتى إن فريق كوين نفسه، كان قد اعترف بالمستوى الذي تسبب به في نشر ذلك الألبوم في التأثير في بقية إصدارات الفرقة. "كل تلك المليارات من البث التدفقي تجري من [ألبوم] ’أعظم الأغاني‘"، بحسب ما قاله عازف الغيتار براين ماي لمجلة "فولتشور" Vulture الصيف الماضي. لقد بدا منزعجاً. وأضاف "إن لدينا مسيرة مهنية كاملة من أعمال موسيقية بشكل ألبومات. إن هناك عمقاً في تلك الأعمال، الذي قد لا تسمعه ما لم تقم بالولوج إلى قلب العمل كنصير متحمس له، لو أردت".

كما هي الحال مع ألبوم البيتلز "رقم واحد"، إن أسطوانة فرقة كوين "أعظم الأغاني"، هي أيضاً من بين أسطواناتهم الأكثر مبيعاً. لقد باعت تلك الأسطوانة 21 مليون نسخة خلال الـ40 عاماً الماضية، وكانت الأسطوانة الرابعة الأكثر مبيعاً في المملكة المتحدة خلال فترة الثمانينيات. قارن هذا الرقم مع ألبومهم "ليلة في الأوبرا" A Night at the Opera، الإصدار الذي نزل إلى الأسواق عام 1975، والذي يضم الأغنية الخالدة "بوهيميان راسبودي" Bohemian Rhapsody والذي بيعت منه 6 ملايين نسخة. كثيراً ما كانت كوين، فرقة لا تصنع ألبومات ناجحة جداً، ولكنها من دون شك، هي واحدة من ألمع الفرق في الأغاني المنفردة على الإطلاق. إن صيغة "أعظم الأغاني" كانت الطريقة التي حققوا من خلالها عظمتهم الحقيقية.

والغريب أن هناك بعض الفنانين الذين تبقى بالنسبة إليهم ألبومات "الأفضل" [الأغاني] Best Of، غير مريحة. لقد كان المغني روبي ويليامز، وخلال عمله كمغن منفرد، أنجز عديداً من التسجيلات التي حققت نجاحاً كبيراً تساوت مع ما حققه مع فرقة "تايك ذات"، التي كان ألبومها النهائي هو "أعظم الأغاني" الصادر عام 1996. لكن لو سألتم جمهور المعجبين عن لحظتهم المفضلة مع الفنان روبي ويليامز، فهم، ومن دون شك، سيذكرون ألبومه الأول "حياة عبر عدسة" Life Thru a Lens، بدلاً من "أعظم الأغاني" الصادر عام 2004، ذلك لأن جاذبية المغني روبي ويليامز ليست متعلقة بالموسيقى ببساطة فقط، فالناس يعتبرونه من المشاهير الضعفاء الذين يكافحون في دائرة الضوء. ويمكنكم أن تلاحظوا تلك التفاصيل الخشنة من خلال ألبوماته الاستوديو (وحتى في وثائقي نتفليكس الجديد عنه). إن صورة ويليامز البراقة التي تظهر فقط من خلال أغانيه الناجحة في حينه، هي فقط جزء بسيط من الصورة الكاملة.

إن ثورة أسطوانات فينيل (قرص فونوغراف) أسهمت في زيادة شعبية ما يعرف مجموعات الأغاني "الأفضل". أعيد إصدار ألبوم "أعظم الأغاني" الخاص بفرقة كوين مرات عدة آخرها عام 2021. في هذه الأثناء، تئن محال بيع الأسطوانات الموسيقية تحت عبء أسطوانات "البيتلز" الفينيل من ألبومي "أزرق" و"أحمر"، التي يبيعون حمولات شاحنات كاملة منها.

ويقول نايجل هاوس من "روف ترايد": "الفينيل يدخل السوق. والناس تعود إلى تلك الأغاني الرائعة - يقولون، سأستشري ’أعظم أغاني [ديفيد] بوي أو نيل يونغ‘".

ويضيف: "عمل نيل يونغ ’عقد‘ Decade هو ألبوم ثلاثي. ليست صيغة سيئة لألبوم ’أعظم أغاني‘ وإلا فسيتعين عليك شراء 10 ألبومات [للتعرف إلى أعمال يونغ]. في بعض الأحيان تكون [أعظم الأغاني] طريقة جيدة للتعرف إلى أحد الفنانين".

لقد مر أكثر من عقدين من الزمن منذ قام آلان بارتريدج، بالإدلاء بحكمه المصيري حول أفضل ألبوم فرقة "البيتلز". حصلت تغييرات كثيرة منذ تلك الفترة في صناعة الموسيقى. من تشارك الملفات، والبث التدفقي، وقيام وزير الصحة البريطاني السابق مات هانكوك بتأدية أغنية إيد شيران البرنامج التلفزيوني "أنا من المشاهير... أخرجوني من هنا" I’m A Celebrity… Get Me Out Of Here، لكن وسط هذا التذبذب، نجحت ألبومات أعظم الأغاني في الاحتفاظ بجاذبيتها. فكل من فرقة البيتلز، ونيو أوردر، وحتى فرقة ذا كيلرز، من شأنها جميعها أن تبرهن في أعياد ميلاد هذا العام، أن هذه الموضة أبعد ما تكون من نهايتها.

© The Independent

المزيد من فنون