Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صفقة الأسرى عالقة وإسرائيل تستعد للمرحلة الثالثة من العملية البرية

أصوات إسرائيلية تطالب بعدم تخفيف الضغط على "حماس" وأخرى تعتبر تحقيق هدفي الحرب "أمراً غير واقعي"

ملخص

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت إن "التوقعات التي أطلقتها في الهواء حكومة التدمير لدينا عن أهداف الحرب، كانت لا أساس لها، بل إنها غير حقيقية وغير قابلة للتحقيق من البداية"

لم تنجح جهود الوساطة لإجراء مفاوضات حول صفقة أسرى حتى الساعة بين إسرائيل وحركة "حماس"، بعد إصرار الحركة على عدم التفاوض على أي اقتراح لصفقة أسرى من دون تنفيذ شرطها بوقف دائم للنار، وهو شرط اختلف الإسرائيليون حول كيفية التعامل معه، واعتبره متخذو القرار شرطاً يخضع إسرائيل لـ"حماس" ويسرع في إنهاء الحرب من دون تحقيق أي من أهدافها، علماً أن رئيس الموساد، ديفيد برنياع، الذي يقود المحادثات مع الوسطاء سيجتمع مجدداً خلال الأيام المقبلة مع مسؤولين قطريين، في محاولة للدفع نحو تجديد قناة الاتصالات غير المباشرة مع "حماس". وفيما تحدث مسؤولون عن بحث إسرائيل أكثر من اقتراح لعرضه على الوسطاء لمباشرة المفاوضات، أعلن عضو الكابينت الحربي (الحكومة الإسرائيلية المصغرة)، بيني غانتس، خلال جولة له في غلاف غزة، أن الجيش مستمر في القتال إلى حين تحقيق هدفيه بالقضاء على "حماس" وإعادة الأسرى. وقال غانتس "لا نية لدينا بوقف الحرب، سنواصل القتال ونستعد اليوم للمرحلة الثالثة من العملية البرية. لن نوقف القتال في غزة حتى نعيد مخطوفينا ونضمن سيطرة أمنية لنا في الجنوب". واعتبر غانتس رفض "حماس" الإفراج "عن مخطوفين موجودين في الأسر منذ أكثر من 70 يوماً، بينهم مسنون ومرضى ونساء، يؤكد أن هذه الحركة إرهابية، كما يؤكد قرارنا بضرورة القضاء عليها، ومن أجل ضمان القضاء على هذا التهديد لا مجال أمام إسرائيل إلا مواصلة القتال حتى تحقيق أهداف الحرب".

وقف نار لمدة أطول

ويبحث الكابينت الحربي إلى جانب قادة الأجهزة الأمنية والمسؤولين عن متابعة ملف الأسرى، اقتراحات أخرى لعرضها على الوسطاء، لتكون بمثابة حل وسط بين الطرفين وتضمن تراجع "حماس" عن شرطها. ومن بين هذه الاقتراحات تمديد فترة وقف إطلاق النار لثلاثة أسابيع أو أكثر في محاولة لضمان الإفراج عن الأسرى وإفساح المجال أمام "حماس" للعثور على الأسرى الذين ليسوا بحوزتها.

لكن أمام هذا الاقتراح هناك من يعتبر الخضوع لـ"حماس" خطراً كبيراً، بل يتبنى ما سبق وعرضه الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، غيورا إيلاند، من وقف كل المساعدات الإنسانية وعدم الرضوخ للضغوط الخارجية، وفي الوقت نفسه تشديد القتال بالتالي "تجويع القطاع". وكان إيلاند صرَّح بأن "استمرار وصول المساعدات الإنسانية والوقود هو أمر لا يدعم سوى حماس ويعوق أي تقدم في مفاوضات الأسرى. نحن لا ندير حرباً أمام دولة ونريد أن نمنحها فرصة للتنفس، إنما نديرها أمام أعداء لنا لا يتأثرون من مؤشرات جيدة كالمساعدات الإنسانية بل يتأثرون عندما يتم تدمير غزة كلياً وتسود فوضى شاملة في قطاع غزة وأزمة إنسانية خطرة وصرخات تصل حتى السماء".

وخرجت أصوات أمنية داعمة لمثل هذا الموقف والتحذير من الرضوخ لـ"حماس"، فرئيس معهد "مسغاف" للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، الذي تولى في السابق رئاسة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، اعتبر موافقة إسرائيل على تحويل المساعدات الإنسانية عن طريق معبر كرم أبوسالم كمن "يضع حجر رحى على عنق إسرائيل لزيادة كمية المساعدات لغزة، ومن ثم لن يكون بإمكانها وقف هذه المساعدات عندما تقرر ذلك، تحسباً من أن يتهمها المجتمع الدولي بتجويع السكان، والأخطر من ذلك كله، بنظرة مستقبلية، هو العودة إلى تحميل إسرائيل المسؤولية عن الجوانب المدنية لقطاع غزة"، وهذا، برأي بن شبات يستدعي "وقفاً فورياً للمساعدات التي تقدم لغزة".

 ويدعم بن شبات رأي الكابينت الحربي بتشديد القتال في غزة بل إنه ينتقد الجيش لتراجعه قليلاً في عملياته العسكرية، وبرأيه فإن "ميزان القتال في الأيام الأخيرة يلزم القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل تغيير الشروط التي يعمل بموجبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بعد أن تغيرت ميزات الهجوم الإسرائيلي وتراجعت كمية الغارات التي تنفذها الطائرات القتالية، وعلى الرغم من أن القتال البري مكثف، لكنه يوِّفر فرصة لحماس كي تستهدف قوات الجيش الإسرائيلي، بأساليب استعدت لها جيداً، عن طريق فتحات أنفاق، وكمائن، واستخدام معدات قتالية متطورة".

وحذَّر بن شبات من استمرار تقديم الوقود لقطاع غزة، مدعياً أن ذلك يخدم قبل كل شيء قيادة "حماس" في تشغيل الأنفاق.

وفيما تتصاعد الأصوات الإسرائيلية الداعية إلى إفراج فوري عن الأسرى، وفيما تقود عائلات الأسرى لدى "حماس" حملة احتجاجات واسعة في إسرائيل وفي مختلف أرجاء العالم، حذَّر بن شبات من مثل هذه الاحتجاجات التي اعتبرها "مادة غنية تشجع حماس على التعنت بشرطها حول وقف كامل للنار قبل مفاوضات الأسرى، كما تستمد تشجيعها من التقارير المكثفة في إسرائيل والتصريحات حول الساعة الرملية التي بدأت تنتهي. كل ذلك هذا يمنح حماس أملاً ببقائها كمنظمة وأيضاً كحكم وتعزز أوراق المساومة التي بيدها كي تنهي الحرب بتسوية".

ودعا بن شبات متخذي القرار إلى العودة إلى المعادلة التي استخدمتها إسرائيل في المرحلة الأولى من القتال وشملت هجمات مكثفة من الجو، وإخلاء سكان من مناطق لم تهاجمها حتى الآن، ومنع عودة سكان شمال القطاع إلى أحيائهم أو إلى ما تبقى منها، وتنفيذ اغتيالات في القطاع وخارجه، وليس أقل أهمية السيطرة على الوقود الداخل إلى القطاع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تحقيق هدفي الحرب غير واقعي

لكن في مقابل إيلاند وبن شبات وغيرهما، هناك من يرى أن إسرائيل باتت تدفع ثمناً باهظاً لقتالها في قطاع غزة، وبعد أكثر من 70 يوماً بدأ الجنود يشعرون بالإرهاق والتعب وهو جانب استدعى إخراج وحدات عسكرية من القطاع، بينما رأى البعض أن الثمن الأكبر هو الذي تدفعه إسرائيل في قتل مزيد من الأسرى الأحياء في غزة بنيران جيشها خلال محاولات إنقاذهم.

أما ما يواصل غانتس وبنيامين نتنياهو ويوآف غالانت التهديد به، وهو أن إسرائيل لن تتراجع قبل تحقيق هدفيها بالقضاء على "حماس" وإعادة الأسرى، فما هو إلا أمنيات بعيدة جداً عن أي استراتيجيات تضعها قيادة سياسية أو عسكرية بل إنها غير واقعية.

لا مجال لتأخير الحسم في القرار

أمام هذه المناقشات التي تشهدها إسرائيل والخلافات التي تعمق الشرخ بين الأصوات الداعية إلى وقف فوري للنار مع إعادة الأسرى من غزة والرافضين للرضوخ لـ"حماس" وتكثيف القتال، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، إن "الحرب ضد منظمة تبني قيادتها داخل المناطق المأهولة هو أكثر صعوبة وتعقيداً، وأكثر دموية من التصادم المباشر بين المدرعات في الصحراء أو من المعارك الجوية بين الطائرات". وأضاف أن "التوقعات التي أطلقتها في الهواء حكومة التدمير لدينا عن أهداف الحرب، كانت لا أساس لها، بل إنها غير حقيقية وغير قابلة للتحقيق من البداية. نتنياهو قالها بوجه خجول وعيون ذابلة ويدين تتحركان بوتيرة ممثل المسرح بعد فترة قصيرة على تلقيه الصدمة الأولى في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، حينها ظهر وكأن عالمه انهار فوق رأسه".
واعتبر أولمرت أن "إطلاق هذه الآمال تم لسبب تحايلي، بالتأكيد جميعنا نريد تصفية حماس، ولا يوجد أي شخص عاقل بيننا لا يأمل في اختفاء حماس، ويتخيل في أي لحظة، غزة مثل كومة أنقاض، لكن لو كان نتنياهو في وعيه الكامل عندما أطلق في الفضاء في البداية هذا التعهد المتبجح، وبعد ذلك عندما كرره في كل مؤتمر صحافي عقده، لكان يجب عليه أن يعرف أنه لا توجد أي إمكانية حقيقية لتحقيقه، ولكنه من اللحظة الأولى لم يكن ينشغل بحرب شعب إسرائيل، بل بحربه الشخصية. الحرب الشخصية له ولعائلته".

وأكد أولمرت ما قاله كثير من الأمنيين والسياسيين بأن "تدمير حماس لن يتحقق. وسواء تم اكتشاف يحيى السنوار أو حصل على فترة أخرى من الحياة القصيرة في السر إلى أن تتم تصفيته هو ومحمد ضيف وغيرهما في القيادة، فإن حماس ستستمر في الوجود. هي ستستمر كقوة ضعيفة جداً ومضروبة ونازفة ولكنها ستستمر في الوجود في هوامش غزة".

المزيد من متابعات