Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عيد ميلاد "خجول" في جنوب لبنان على وقع القصف

راعي "القليعة" يدعو المؤمنين إلى الصمود والفرح والأهالي: لن نغادر ولو كنا سنموت

منذ بدء التصعيد الحدودي بين إسرائيل و"حزب الله" قتل نحو 150 شخصاً في لبنان (أ ف ب)

ملخص

يطاول القصف الإسرائيلي أطراف بلدة القليعة الواقعة على مسافة أقل من خمسة كيلومترات من الحدود، وتلك ملامح عيد الميلاد بها

في كنيسة بلدة القليعة جنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل، يحض الأب بيار الراعي المؤمنين على الحفاظ على روح عيد الميلاد على رغم التوترات التي تشهدها المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة.

وتعيش هذه البلدة على وقع القصف المتبادل في المناطق الحدودية بشكل يومي بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني منذ اندلاع الحرب بين تل أبيب وحركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

الفرح الواجب

يقول الراعي أثناء ترؤسه القداس في كنيسة مار جرجس القليعة أمام عدد من المؤمنين وغالبيتهم من المسنين والأطفال، "من المؤكد أننا منزعجون من الحرب ومتضايقون منذ ثلاثة أشهر تقريباً".

وأضاف، "طالما أخذنا القرار بالصمود في البلدة، وفي القرى الحدودية بالجنوب، يجب أن نعيش فرح العيد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويطاول القصف المدفعي والغارات الجوية الإسرائيلية أطراف القليعة الواقعة على مسافة أقل من خمسة كيلومترات من الحدود، وتحيط بها السهول الخضراء وأشجار الزيتون، لكن البلدة نفسها تبقى إلى حد كبير في منأى من القصف، كحال قرى أخرى مسيحية مجاورة.

ومنذ بدء التصعيد الحدودي، قتل نحو 150 شخصاً في لبنان بينهم نحو مئة من عناصر الحزب، و12 شخصاً على الأقل من الجانب الإسرائيلي بينهم ثمانية جنود.

ويؤكد الأب أنطونيوس فرح في الكنيسة حيث أقيمت مغارة ميلادية كبيرة، أن سكان المنطقة الحدودية اعتادوا على "الأوضاع غير السليمة"، مضيفاً أنه على رغم "الصعوبات التي نمر بها هذه الأيام، وصعوبة الحرب التي نحن فيها، قررنا هذه السنة عيش الميلاد كالعادة".

وأضاف، "نحنا ملتزمون عيش العيد، ومن خلال الصلوات والاحتفالات التي نقيمها ولو كانت أقل من كل السنوات، نصلي من أجل السلام".

عيد الحرب

وعاشت القليعة، كغيرها من مناطق واسعة في جنوب لبنان، تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي امتد من عام 1978 حتى 2000. كما كانت من القرى التي تأثرت بفعل حرب 2006 بين إسرائيل والحزب.

وشوارع القليعة التي تكون عادة مكتظة في مثل هذه الفترة من الأعياد، تبدو شبه مقفرة عند حلول الليل. يقول الأب فرح، "تقريباً 60 في المئة من سكان البلدة ما زالوا موجودين فيها"، مشيراً إلى أن المغتربين لم يعودوا إلى القليعة لتمضية فترة الأعياد.

ويؤكد أن السكان اعتادوا أصوات القصف ويمضون في أعمالهم اليومية خلال النهار. مضيفاً، "نحن لا نحب الحرب أبداً".

في قاعة مجاورة للكنيسة تقول ميسا نهرا (25 سنة)، وهي مسؤولة عن النشاطات الترفيهية والاجتماعية للأطفال في الرعية، "نحن أكيد في ظروف استثنائية حالياً".

وتضيف وهي تساعد فتيات صغيرات على تزيين شجرة الميلاد، "لكن على رغم تحديات هذه الظروف والحرب المحيطة بنا، نحاول قدر الإمكان أن نعيش أجواء العيد".

وتقول، "حاولنا قدر الإمكان أن نبقى مستمرين بأنشطتنا الرعوية بصورة متتالية، نحاول في هذه الظروف عيش أجواء العيد ببساطتها".

من جهتها، تأمل سوزي سلامة (47 سنة) التي نصبت شجرة ميلاد كبرى في منزلها في القليعة، بأن يحمل العيد الأمل والسلام إلى هذه المنطقة التي طالما عرفت التوترات. تقول، "نحاول عيش عيد الميلاد بكل معانيه، نحاول عيشه بمحبة وبسلام، على رغم كل الظروف المحيطة بنا".

وتضيف "ميلاد يسوع هو عيد الفرح والسلام والمحبة، وإن شاء الله ولادة يسوع تكون ولادة سلام لبلدنا ولكل البلدان حولنا".

لن نغادر

لكن في البلدة، لا يشاطرها الجميع هذا التفاؤل. ففي منزلها القريب من الكنيسة تقول ليلى ونا، وهي ربة منزل تبلغ 67 سنة وتجلس مع زوجها قرب شجرة الميلاد الكبيرة المزينة، "لا نشعر بالعيد أبداً".

وتضيف، "من عاداتنا أن نضع المغارة"، مشيرة إلى أن أياً من أولادها الذين يقيم قسم منهم في بيروت وقسم آخر خارج لبنان، لن يمضي العيد في القليعة.

وتقول ليلى، "نحن باقون في منزلنا، لن نغادر حتى لو كنا سنموت فيه".

المزيد من متابعات