Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خسائر "تينسنت" تذكر بحملة القمع الصينية ضد صناعة ألعاب الفيديو

تجاوزت 43.5 مليار دولار بعد إصدار بكين مسودة مبادئ توجيهية للحد من الإفراط في اللعب

 شنت بكين حملة قمع على قطاع ألعاب الفيديو منذ أغسطس 2021. (أ ف ب)

ملخص

 التحرك الصيني الأخير أغرق أسهم كبرى شركات الألعاب في البلاد وسط موجة من الخسائر.

خسرت عملاقة الإنترنت والألعاب الصينية "تينسنت" حوالى 43.5 مليار دولار أميركي من قيمتها السوقية أمس الجمعة بعد أن فاجأت الصين الأسواق المالية بمجموعة جديدة من القواعد التي تهدف إلى الحد من الإفراط في اللعب والإنفاق.

وأدت مسودة المبادئ التوجيهية الصادرة عن "الإدارة الوطنية للصحافة والنشر" في الصين إلى إغراق أسهم "تينسنت" و"نت إيز" و"بيليبيلي" المدرجة في "هونغ كونغ" والتي تعد من بين أكبر شركات الألعاب عبر الإنترنت في العالم.

واتخذت السلطات الصينية التي طالما شعرت بالقلق من أن ألعاب الفيديو تضر بالمجتمع، خطوة كبيرة أخرى لإبعاد الناس منها، واقترحت "هيئة تنظيم ألعاب الفيديو" في الصين أمس الجمعة إجراءات تهدف إلى تقليل مقدار الوقت والمال الذي ينفقه الناس على ألعاب الكمبيوتر والهواتف الذكية، واقترحت إزالة الحوافز التي يمكن أن تجعل الأشخاص مدمنين على الألعاب، بما في ذلك المكافآت في مقابل اللعب يومياً، والحد من المبلغ الذي يمكن للأشخاص إنفاقه داخل اللعبة.

وبين عامي 2000 و2015 حظرت الصين أجهزة ألعاب الفيديو مثل "نينتندو" و"سوني بلاي ستيشن" و"مايكروسوفت إكس بوكس"، مما جعل من الصعب على جيل صيني تجربة الألعاب الشعبية مثل "سوبر ماريو" و"هالو".

وفي شرح الحظر أشارت السلطات الصينية إلى مخاوف في شأن تعريض الأطفال لمحتوى عنيف، وقال المحلل في شركة "ستانزبيري للأبحاث" بريان تايكانغكو لشبكة "سي أن بي سي" إن "الخطوة التنظيمية الأخيرة في شأن صناعة الألعاب عبر الإنترنت هي آخر شيء كان السوق يأمل في سماعه من بكين".

وأضاف، "على رغم حسن النية إلا أن هذه الخطوة تلقي بظلال من الشك على جدوى نماذج الأعمال الحالية التي تعتمد في الغالب على الحوافز أو المكافآت لجذب المستخدمين وتعزيز الولاء".

وشهدت "تينسنت" ومقرها شنتشن و تمتلك "وي تشات" وحققت أكثر من خمس إيراداتها خلال الربع الثالث من العام الحالي من الألعاب المحلية عبر الإنترنت، انخفاض أسهمها بنحو 12.4 في المئة لتغلق عند 274 دولار هونغ كونغي (35 دولار أميركي)، وهو أدنى مستوى إغلاق لها منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

"نت إيز"

وانخفضت إيرادات الشركة الصينية لتكنولوجيا الإنترنت "نت إيز" التي جاءت 80 في المئة من إيراداتها خلال الربع الثالث هذا العام من الألعاب المحلية عبر الإنترنت، بنسبة 24.6 في المئة، لتغلق عند 122 دولار هونغ كونغي (15.6 دولار أميركي)، وقضت خسائر الجمعة على نحو 115.1 مليار دولار هونغ كونغي (14.7 مليار دولار أميركي) من القيمة السوقية لشركة "نت إيز".

"بيليبيلي"

أما موقع التواصل الاجتماعي "بيليبيلي" والذي حصل على 17.1 في المئة من إجمال صافي إيراداته خلال الربع الثالث من هذا العام من الألعاب المحلية الصينية، فشهد أيضاً انخفاض أسهمه 9.7 في المئة ليغلق عند 80.30 دولار هونغ كونغ (10.2 دولار أميركي)، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2022، مما أدى إلى انخفاض حوالى 2.4 مليار دولار هونغ كونغي (307 ملايين دولار أميركي) من قيمتها السوقية.

وأغلق مؤشر "هانغ سنغ" منخفضاً 1.7 في المئة أمس الجمعة قبل عطلة نهاية الأسبوع التي تستمر أربعة أيام، في حين أنهى مؤشر الشركات الصينية لأكبر الأسماء القيادية في البر الرئيس المدرجة في هونغ كونغ بانخفاض 2.3 في المئة.

وقال تايكانغكو، "أثق في أننا سنحصل على مزيد من الوضوح في شأن هذه القواعد الجديدة خلال الأيام والأسابيع المقبلة، لكن المستثمرين لا يريدون الانتظار حتى يهدأ الغبار، والتنسيق الأفضل بين الصناعة والجهات التنظيمية سيفيد الجميع في المستقبل".

مبادئ توجيهية جديدة

وتتطلب مسودة المبادئ التوجيهية الجديدة الصادرة عن أعلى هيئة تنظيمية للألعاب في الصين من مالكي الألعاب عبر الإنترنت الامتناع أو التغاضي من التعاملات ذات القيمة العالية أو باهظة الثمن في الكيانات الافتراضية، سواء من طريق المزادات أو نشاط المضاربة.

وقالت "الإدارة الوطنية للصحافة والنشر" إنه سيتم أيضاً حظر مكافآت تسجيل الدخول اليومية، في حين يجب فرض حدود إعادة الشحن من خلال تحذيرات منبثقة تصدر للمستخدمين الذين يظهرون "سلوك استهلاك غير عقلاني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال نائب رئيس "تينسنت" فيجو تشانغ إن "هذه الإجراءات الجديدة لا تغير بصورة أساس نموذج وعمليات الألعاب عبر الإنترنت، بل توضح دعم السلطات لصناعة الألعاب عبر الإنترنت، وتوفر إرشادات مفيدة تشجع على ابتكار ألعاب عالية الجودة".

وتأتي مسودة القواعد الأخيرة في وقت تخرج صناعة التكنولوجيا الأوسع للتو من حملة قمع أوسع بدأت أواخر عام 2020.

وقبل ما يزيد قليلاً على عام حصلت شركة" تينسنت" على حقوق خمسة من تراخيص الألعاب الأجنبية الـ 45 التي وافقت عليها "الإدارة الوطنية للصحافة والنشر" في الدفعة الأولى من الموافقات، منذ حملة القمع التي شنتها بكين على قطاع ألعاب الفيديو في أغسطس (آب) 2021.

وخلال الاجتماعات التشريعية السنوية للبلاد عام 2021 ألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ باللوم على إدمان الألعاب عبر الإنترنت في ازدياد قصر النظر والحال النفسية السلبية لشباب البلاد.

في وقت لاحق من ذلك العام اقترحت "الإدارة الوطنية للصحافة والنشر" الصينية أنه لا ينبغي السماح للأطفال دون سن الـ 18 سنة بممارسة الألعاب عبر الإنترنت لأكثر من ثلاث ساعات أسبوعياً، وقصرهم على وقت اللعب القانوني فقط بين الساعة الثامنة مساء والتاسعة مساء أيام الجمعة وعطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية، بدءاً من أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي.

وفي أغسطس الماضي اقترحت إدارة الفضاء السيبراني في الصين قواعد للحد من الوقت الذي يقضيه الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة أمام شاشات الهواتف الذكية، بحيث لا يتجاوز ساعتين يومياً.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة