Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عشرات القتلى والجرحى في ضربة أوكرانية على بيلغورود الروسية

إدانات دولية لهجوم روسي هو "الأكبر" على أوكرانيا وبايدن يحض الكونغرس على اتخاذ خطوات "طارئة" في شأن المساعدات العسكرية لكييف

قتل عشرة أشخاص وأصيب 45 آخرون بجروح في هجوم أوكراني السبت على مدينة بيلغورود الروسية القريبة من الحدود، بحسب ما أعلنت وزارة الطوارئ الروسية غداة وقوع هجمات عنيفة على أوكرانيا.
وقالت الوزارة الروسية على تطبيق تلغرام "قتل تسعة بالغين وطفل في بيلغورود بقصف للجيش الأوكراني"، مضيفة أنّ 45 آخرين أصيبوا، بينهم أربعة أطفال. وأظهرت صور نشرتها السلطات سيارات تشتعل فيها النيران ومبان نوافذها مكسورة.

إلى ذلك، دان مسؤول رفيع في الأمم المتحدة، أمس الجمعة، "الاعتداءات المروعة" على أوكرانيا بعد ضربات روسية واسعة النطاق خلفت 30 قتيلاً في الأقل، بحسب كييف.

وشنت روسيا، صباح أمس الجمعة، ضربات على عدد من المدن الأوكرانية من بينها العاصمة كييف مستخدمة "عدداً غير مسبوق من الصواريخ" مما أدى إلى مقتل 30 شخصاً في الأقل وجرح أكثر من 160 آخرين، بحسب السلطات الأوكرانية.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولويمير زيلينسكي عبر منصة "إكس" "اليوم، استخدمت روسيا كل أنواع الأسلحة تقريباً في ترسانتها".

وأفاد سلاح الجو الأوكراني أنه أطلق 158 صاروخاً ومسيرة على أوكرانيا دمر منها 115.

وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة محمد الخياري "للأسف، الاعتداءات المروعة التي وقعت اليوم (الجمعة) لم تكن سوى الأحدث في سلسلة من الهجمات المتصاعدة التي شنتها روسيا الاتحادية".

وأضاف الخياري "يدين الأمين العام (للأمم المتحدة)، بشكل لا لبس فيه، وبأشد العبارات الممكنة، الهجمات المروعة التي وقعت اليوم على مدن وبلدات في جميع أنحاء أوكرانيا، إن الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية تنتهك القانون الإنساني الدولي، وهي غير مقبولة ويجب أن تتوقف على الفور".

لقيت الهجمات التي نفذت بنحو 158 صاروخاً مرَّ أحدها عبر المجال الجوي البولندي، إدانة دولية ووعوداً جديدة بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا التي تقاتل القوات الروسية منذ أواخر فبراير (شباط) 2022.

من جهته قال ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي "نأسف لهذه الخسارة المأسوية في الأرواح".

وأضاف الدبلوماسي الأميركي أن "روسيا أطلقت 158 طائرة مسيرة وصاروخاً على أوكرانيا، هي 36 طائرة مسيرة و122 صاروخاً، هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتغير، يسعى إلى إبادة أوكرانيا وإخضاع شعبها".

صاروخ يعبر بولندا

وأكدت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي، الجمعة، أن صاروخاً روسياً عبر مجالها الجوي صباحاً متجهاً إلى أوكرانيا التي تعرضت لهجوم مكثف من موسكو.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش البولندي الجنرال فيسلاف كوكولا "كل شيء يشير إلى أن صاروخاً روسياً دخل المجال الجوي البولندي، رصدناه بالرادار، وخرج منه" فوراً باتجاه أوكرانيا.

وأشار قائد العمليات في الجيش ماتشيه كليش إلى أن الصاروخ بقي في المجال الجوي البولندي ثلاث دقائق اجتاز خلالها مسافة نحو 40 كيلومترا.ً

وأضاف "أرسلنا قواتنا وطائرات مقاتلة لاعتراضه وإسقاطه إذا استدعى الأمر ذلك، لكن مدة (تحليقه) ومساره جعلا ذلك مستحيلاً وسمحا للصاروخ بمغادرة بولندا".

وأوضح أنه عقب سلسلة من الضربات الجوية الروسية المكثفة على أوكرانيا، وضعت منظومة الدفاع الجوي للبلاد في حالة تأهب، ليل الخميس الجمعة.

وقال الجيش، إنه أجرى أيضاً عمليات بحث على الأرض في الموقع الذي فقدت فيه الإشارة اللاسلكية للصاروخ.

اجتماعات طارئة

وعقب الحادثة، عقدت السلطات المدنية والعسكرية البولندية اجتماعات طارئة وتحدث الرئيس أندريه دودا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ.

وأكد ستولتنبرغ عبر منصة "إكس" تضامن الحلف "مع حليفنا القيم"، وأنه "يراقب الوضع وسيبقى على تواصل (مع وارسو) في ما يتم إثبات الوقائع". أضاف "الناتو يبقى يقظاً".

كما استدعت الخارجية البولندية، مساء الجمعة، القائم بالأعمال الروسي في بولندا، وطالبته "بشرح حادثة انتهاك المجال الجوي البولندي"، بحسب بيان للوزارة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، سقط صاروخ أطلقه سلاح الجو الأوكراني في قرية برزيفودوف البولندية قرب الحدود، مما أدى إلى مقتل مدنيين.

ووقع الانفجار في موقع لتخزين الحبوب قرب مدرسة على مسافة ستة كيلومترات من الحدود خلال قصف روسي مكثف على أوكرانيا.

الهجوم الأكبر

وقال المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إيغنات لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هذا أكبر هجوم صاروخي بصورة عامة" باستثناء الأيام الأولى من الحرب التي اندلعت في فبراير العام الماضي وشهدت ضربات "مستمرة وبلا انقطاع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن مساعد الرئيس الأوكراني أندريه يرماك عبر "تيليغرام" أن الضربات استهدفت "منشآت مدنية ومباني مدنية" مضيفاً "نبذل كل ما بوسعنا لتعزيز درعنا الجوية، لكن على العالم أن يرى أننا في حاجة إلى مزيد من الدعم والقوة لوقف هذا الإرهاب".

وقالت السفيرة الأميركية لدى كييف بريدجيت برينك عبر موقع "إكس" "تحتاج أوكرانيا إلى التمويل الآن لمواصلة النضال للتحرر من هذا الرعب في 2024".

"محو أوكرانيا"

وحض الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس، الجمعة، على اتخاذ خطوات "طارئة" لتجاوز الخلافات في شأن المساعدات العسكرية لكييف، معتبراً أن الهجوم الصاروخي الذي شنته روسيا، صباح الجمعة، يؤشر إلى رغبتها في "محو" أوكرانيا.

من جهته أعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، الجمعة، أن بلاده سترسل نحو 200 صاروخ لتعزيز الدفاع الجوي الأوكراني.

ونددت موفدة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أوكرانيا دينيز براون بالهجمات الأخيرة وقالت "بالنسبة إلى الشعب الأوكراني، فإن هذا مثال آخر غير مقبول على الواقع المروع الذي يواجهه، والذي جعل 2023 عاماً آخر من المعاناة الهائلة".

كما دانت فرنسا بـ"أشد درجات الحزم استراتيجية الرعب" فيما رأى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن هذه الضربات تثبت أن الرئيس فلاديمير بوتين "لن يتراجع أمام شيء".

ضربات جبانة

واستنكر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الضربات الروسية "الجبانة".

وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الجمعة، عن "صدمته" حيال موجة الضربات الروسية الجديدة على أوكرانيا، داعياً موسكو إلى وقف هجماتها "فوراً".

ودعا تورك روسيا إلى "وقف هذه الهجمات فوراً واحترام القوانين الدولية المتعلقة بالنزاعات".

من جهته أعلن الجيش الروسي، الجمعة، أنه أصاب أهدافه كافة في عشرات الهجمات التي شنها على أوكرانيا في الفترة من 23 إلى 29 ديسمبر (كانون الأول).

وجاءت الضربات بعد أيام على استهداف أوكرانيا سفينة حربية روسية في مرفأ فيودوسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

خسائر روسية فادحة

على صعيد متصل، أكد مسؤول كبير في الجيش الألماني في مقابلة نشرت، الجمعة، أن روسيا تكبدت خسائر "فادحة" في الرجال والعتاد في حربها في أوكرانيا، مضيفاً أن جيشها سيخرج "أضعف" من النزاع.

وقال الجنرال كريستيان فرودينغ، المشرف على دعم كييف داخل الجيش الألماني، لصحيفة "سودويتشه تسايتونغ" الألمانية، "أنتم تعلمون، وفقاً لأرقام أجهزة الاستخبارات الغربية، أن 300 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا بجروح خطرة، لدرجة أنه لم يعد بإمكانهم المشاركة في الحرب".

وأكد الجنرال، الذي يعد أيضاً أحد المستشارين الرئيسين لوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريس، تقييماً لأجهزة الاستخبارات الأميركية سرب في 12 ديسمبر، يفيد بأن 315 ألف عسكري روسي أصيبوا أو قتلوا منذ بداية الحرب في فبراير 2022.

لكنه رأى في الوقت نفسه أن روسيا أظهرت "قدرة على المقاومة" أكبر مما قدرت الدول الغربية في بداية الحرب. وقال "ربما لم نرَ، أو لم نرغب في أن نرى أنهم قادرون على الاستمرار في الحصول على الإمدادات من حلفاء" لهم.

قتيل في بيلغورود

من ناحية أخرى، قُتل شخص في بيلغورود جراء غارة أوكرانية استهدفت مبنى سكنياً، بحسب ما أعلن حاكم هذه المقاطعة الروسية المتاخمة للحدود الأوكرانية، ليل الجمعة السبت.

وقال المسؤول، إن الغارة أدت إلى مقتل رجل وإصابة أربعة آخرين، مضيفاً أن نظام إمدادات المياه في المدينة تضرر.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 13 صاروخاً فوق مقاطعة بيلغورود.

وأعلنت الوزارة، من جهة أخرى، تدمير 32 مسيّرة أوكرانية بالإجمال في مناطق بريانسك وكورسك وأوريل إلى شمال الحدود مع أوكرانيا وكذلك في منطقة موسكو.

من جهته، أعلن ألكسندر بوغوماز حاكم مقاطعة بريانسك الروسية الواقعة غربي بيلغورود أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت "مسيّرة" فوق المقاطعة.

وتقع بيلغورود على بعد 80 كيلومترا إلى شمال مدينة خاركيف الأوكرانية التي تعرضت لقصف عنيف من القوات الروسية، صباح الجمعة، بحسب السلطات الأوكرانية.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات