Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأردن وحيدا في معارك التهريب على الحدود السورية

متخصصون يرون تنسيقاً بين عمان ودمشق يقابله غضب شعبي لسقوط مدنيين

آلية عسكرية أردنية تمشط المناطق الحدودية مع سوريا (أرشيفية - أ ف ب)

ملخص

على امتداد بادية مترامية الأطراف بين سوريا والأردن تنشط عمليات الجيش والأمن الأردني لملاحقة مجموعات مسلحة

ينطبق ما يدور من أحداث على الحدود الأردنية مع أغنية أم كلثوم الشهيرة "إنما للصبر حدود"، لكنها حدود لا تشبه الحدود المنتهكة ليلاً ونهاراً من قبل مهربي وتجار المخدرات، مما دفع عمان إلى نفض يدها معلنة نفاد كل وسائل الصبر، لا سيما مع ضباب كثيف وبرودة طقس جعلا التسلل بين الأسلاك الفاصلة والوصول إلى الجهة المقابلة أشبه بحلبة مصارعة ينتظر جميع المتفرجين فيها الضربة القاضية التي تنهي اللعبة.

وعلى امتداد بادية مترامية الأطراف بين سوريا والأردن (375 كيلومتراً) تنشط عمليات للأجهزة الأمنية بالتعاون مع نخبة من الجيش الأردني لملاحقة مجموعات مسلحة. عمليات أخذت بالتصاعد والاشتداد في الآونة الأخيرة، والاشتباك مع أفراد الجيش الأردني، حيث تروى المشاهدات والتحقيقات عن تهريبهم كميات من المخدرات، إضافة إلى السلاح.

في هذه الأثناء، أسفرت آخر العلميات القتالية المعلن عنها عن مقتل خمسة من المهربين، والقبض على آخرين اعتبرتهم عمان أشبه بـ"كنز" لمعرفة مزيد من الحقائق والتفاصيل، في حين عزا متخصصون أمميون وأميركيون نشاط تجارة المخدرات غير المشروعة إلى انتشار الجماعات المسلحة الموالية لإيران، وهو الاتهام الذي نفاه "حزب الله"، ووصفته طهران بالمزاعم والمؤامرة عليها من قبل الغرب.

حكومة دمشق المسؤولة

مقابل هذا لمح صراحة مدير الإعلام العسكري في الجيش الأردني مصطفى الحياري إلى عصابات تقف وراء تهريب المخدرات على حدود بلاده الشمالية مع تحميل المسؤولية لحكومة دمشق ومكافحة هذه التجارة غير المشروعة، مشيراً إلى منع الجيش الأردني جميع صور التهريب. وأشار في لقاء متلفز إلى تجاوز نقل المهربين للمخدرات ليتعدى إلى السلاح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أمام تحركات عمان أبدى جمهور الموالاة لإيران في دمشق استغرابه حول الاندفاع الأردني لوقف التهريب، ولا سيما في هذه الأوقات، والتي تزايدت بعد هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذهاب إلى عمليات هجومية امتدت إلى داخل الأراضي السورية، وأسقطت مدنيين ضحايا هذا الهجوم، على حد قولهم.

مشهد ضبابي

في حين يرى متخصصون محايدون من أتباع عمان أنه منذ الانفتاح العربي وعودة دمشق إلى الجامعة العربية في مايو (أيار) الماضي وكل الطرق الدبلوماسية وزيارات الجانب السوري انتهت دون إحراز أية تطورات تذكر مع بقاء طرق تهريب المخدرات نشطة. بينما تصف أوساط مراقبة لوقائع المشهد على الحدود بـ"الضبابي"، حيث تكثر هذه العمليات وسط تفشي الفوضى في وقت تعمل فيه دمشق على شل حركة المهربين وفق إمكاناتها واستطاعتها المتاحة وعبر عمليات أمنية مكثفة من طرفها.

جهود سورية

بدورها، أعلنت سوريا عن ضبط 200 ألف حبة "كبتاغون" مع 210 قطعة "حشيش" في أثناء محاولة تهريبها عبر الحدود الأردنية في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) فإن الجهات الأمنية ضبطت "كبتاغون" من نوع (لكزس) وألقت القبض على ثلاثة مهربين.

حينها، أكد مصدر سوري، "مواصلة المراقبة وملاحقة عمليات التهريب وضبط الحدود بهدف القضاء على هذه الظاهرة، وكل من يحاول العبث بأمن سوريا والدول المجاورة".

تنسيق واضح

وحول مجريات العمليات العسكرية من طرف واحد، أي الأردن وعدم حضور الشريك السوري على الحدود أو أية ملامح لإنشاء غرفة عمليات مشتركة، يرى الباحث السياسي في الشؤون الإقليمية مضر الشيخ إبراهيم أن العكس صحيح معتقداً أن التنسيق يبدو واضحاً لناحية عدم إصدار أي بيان أو تعليق من جانب دمشق في وقت لا تتردد فيه العاصمة السورية من إدانة أي عمل عسكري خارج السياق المرسوم له بالتنسيق معها.

وعزا عدم مشاركة الجيش النظامي في العملية الحدودية إلى مجموعة عوامل أبرزها خصوصية الجنوب السوري حالياً وأولويات دمشق التي تختلف عن أولويات عمان. وأردف "كل ما يجري تجاه ظاهرة مكافحة شبكات الاتجار بالمخدرات هو جهد حقيقي من دمشق وجوارها لكبح هذا الأمر السلبي جداً والضار، ولم يكن في السابق إنما تطور مع تطور الحرب في سوريا".

غضب شعبي

في غضون ذلك يتزايد الغضب الشعبي حدة حيال ما يتردد عن سقوط مدنيين إثر استهداف البيوت السكنية القريبة من الحدود. ولفتت عشيرة الرميثان في قرية الشعاب بالريف الجنوبي الشرقي للسويداء، في بيان عقب هجمات للجيش الأردني استهدفت مستودعات ومخابئ لمهربي المخدرات، إلى "عدم وجود ميليشيات مرتبطة بالخارج في القرية، وما يحدث من تهريب يعد خارج إرادة العشيرة ويحتاج إلى جهود الجيشين السوري والأردني معاً".

ومن العوامل التي سردها السياسي السوري الشيخ إبراهيم حول ظاهرة انتشار المخدرات والاتجار به، انتشار الجهل والعوز نتيجة الحصار الظالم على البلاد بآفات تنتشر في الأوساط المجتمعية، وتتسلل بين جوانبها نتيجة الإحباط، والجهل وكل السموم التي ترافق هذه الأنواع من الحروب والحصار، وكل هذه الآفات تنتهي مع انتهاء أسبابها من نهوض للاقتصاد وتخفيف الحصار الأميركي الظالم. وتابع "بحسب اطلاعي على جلسات نقاش مع باقي الأطراف يمكن استنتاج أن معظم الدول بخاصة في الجزء الحدودي ينتشر بها هذا النشاط غير المشروع"، مطالباً بتحسين الاقتصاد والمعيشة ودعم الليرة السورية وكل ما يؤدي إلى نهوض الاقتصاد.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات