Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصفية إسرائيلية لرجال إيران من دون "كاتم صوت"

تل أبيب تنقل المعارك من الساحات إلى الاغتيالات ومتخصصون يؤكدون صعوبة مرحلة ما بعد الحرب

آثار غارة إسرائيلية على مشارف دمشق في 2023 (أ ف ب)

ملخص

لجأت تل أبيب إلى الرد خارج مسرح العمليات في غزة لتستهدف أذرع إيران من جنسيات مختلفة بضربات مركزة

منذ بدء الحرب على غزة حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جر الولايات المتحدة نحو معارك ضارية تدور رحاها بين قواته وحركة "حماس" مستغلاً وصول حاملتي سفن إلى المنطقة، لكن سرعان ما اتضحت الصورة أكثر بعد تراجع الانخراط الأميركي في الصراع.

عدم انزلاق واشنطن بالقدر الكافي نحو الحرب الدائرة في القطاع لخصته رسالتها بسحب حاملة الطائرات "غيرالد فورد" وعدم استعدادها بتوسيع مجريات الأحداث لا سيما بعدما عاشت قواتها وتكبدت أخطاراً في شرق سوريا وما زالت تشهد اشتباكات، وتبادل قذائف صاروخية بينها وبين الميليشيات الموالية لإيران.

سلسلة اغتيالات

أمام ذلك لجأت تل أبيب إلى الرد خارج مسرح العمليات في غزة لتستهدف ما كانت المقاومة اللبنانية تلوح به على الدوام عبر معركة وحدة الساحات، بينما توعدت طهران بالرد على تصفية مستشار الحرس الثوري في سوريا رضى موسوي، في وقت وصف رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني، اللواء محمد باقري عملية الاغتيال بـ"الخطأ الاستراتيجي".

ولم تتوقف سلسلة الاغتيالات على الأراضي السورية، إذ سقط حسن عكاشة وهو أحد الشخصيات البارزة في حركة "حماس" في دمشق، الذي يعد بحسب إعلان الجيش الإسرائيلي أحد المسؤولين عن إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل من سوريا.

وينحدر عكاشة من قرى الجولان السوري كما يلقب في المنطقة التي ينشط بها جنوباً بلقب "دوشكا" وقبل مقتله كانت مسيرة إسرائيلية رصدت تحركاً لشقيقه "علي عكاشة" الملقب بـ"أبو جراح" واغتالته في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي رفقة زهار السعدي الملقب بـ"أبو علاء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وثمة اعتقاد يسري لدى عدد من المراقبين للمشهدين السوري والفلسطيني إلى كمية التصعيد الإسرائيلي وأسلوب الغارات والاستهداف المركز على قيادات مرتبطة بـ"حماس"، التي أعادت نشاطها إعلامياً قبل قرابة عام في دمشق بعد قطيعة دامت عقداً من الزمن منذ عام 2013، إذ وقفت الحركة بوجه السلطات السورية مع اندلاع الصراع الداخلي لتقدم خبرتها في مجال حفر الأنفاق الأرضية للمعارضة التي أعلنت تسلحها في ذلك الوقت.

ومع دخول تل أبيب مرحلة التركيز على تصفية الشخصيات المقاومة، يمكن الجزم بامتلاكها بنك معلومات وأهدافاً مع نشاط استخباراتي غير مسبوق، ولعل كشف تركيا عن شبكة جواسيس وعملاء تعمل لصالح إسرائيل في هذا التوقيت يفضي إلى نشاط غير عادي مع تصاعد العمليات الاستخباراتية، سعياً نحو الوصول إلى معلومات حساسة.

في المقابل تعترف تل أبيب بخفض وتيرة العمليات في غزة والانتقال إلى عمليات مركزة خارج الحدود الإسرائيلية في دمشق وبيروت، إذ قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إنه جرى الانتقال إلى مرحلة جديدة أقل كثافة من العملية البرية في غزة.

خسائر فادحة

انتقلت إسرائيل إلى مرحلة جديدة من التصفيات والاغتيالات من دون الحاجة إلى كواتم صوت، معتمدة على اتباع الأرض المحروقة حين يكون الهدف في متناول يدها، وتدميره بالكامل عبر القذائف الصاروخية، وهذا ما بدا واضحاً حين استهدفت سابقاً ثلاث شخصيات من جنسيات مختلفة، من بينهم أبرز كبار المستشارين العسكريين في الحرس الثوري الإيراني رضى موسوي بقصفه بصواريخ موجهة استهدفته في الـ26 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي في دمشق.

إزاء ذلك تتخذ المقاومة اللبنانية والعراقية في الجنوب السوري واللبناني خطوات حذرة هذه الأيام مع كل تحركات العناصر والقادة من الصف الأول والثاني، خشية استهداف لاحق يأتي مع سعي تل أبيب إلى التركيز على القيادات النشطة بالمقاومة والميدانية ولا سيما في لبنان.

ولعل أقسى الضربات التي وجهتها تل أبيب لـ"حماس" هي تصفية القيادي بالحركة الفلسطينية، صالح العاروري في يناير (كانون الثاني) الجاري في الضاحية الجنوبية، وأخيراً تبنت إسرائيل اغتيال قادة من "حزب الله" في التاسع من الشهر نفسه من بينهم القيادي في الحزب وسام الطويل بالجنوب.

سقطت شخصيات موالية لإيران تحمل جنسيات مختلفة سورية وإيرانية ولبنانية وفلسطينية وفي مواقع وأماكن مختلفة وأزمنة متقاربة ومتلاحقة جعلت حركة "حماس" وطهران يشعران بالخسارة الفادحة، في حين تضبط المقاومة النفس في كل الساحات عن أي رد عنيف خشية التصعيد الذي تريده الحكومة اليمنية بقيادة الليكود.

مفاوضات صعبة

بالتالي يمكن القول إن ملف التفاوض بخصوص الرهائن لن يكون بتلك السهولة، في وقت لا يكف رئيس الحكومة الإسرائيلية عن خلط الأوراق، ويشيح النظر حول الرضوخ للتفاوض، ويعزو متخصصون في الشأن الإسرائيلي إلى أن الداخل في تل أبيب يشتعل، علاوة عن الاستمرار بالعملية البرية ضد غزة من دون مكاسب تذكر.

وبات جلياً أيضاً أنه ومع انطفاء أوار الحرب سيحال نتنياهو على المحاكمة، وسط ارتفاع صوت معارضيه، ولهذا من صالحه أن يبقي كل الملفات الساخنة مفتوحة، وسط ضغط أميركي وغربي لإحلال تسوية سياسية، وفقاً للمتخصصين.

بالنتائج هذه تتجه المعركة اليوم من حرب ساحات إلى حرب مضادة تشهدها سوريا ولبنان، على حد سواء، لكن كل ما تخشاه أميركا هو التصعيد في شرق سوريا الذي يتخذ منحنى تصاعدياً اتجاه ضرب قواعدها العسكرية، فضلاً عن زيادة التوترات بعد إعلان قوات التحالف والقوات المحلية الحليفة لها مناورات، في المقابل نفذت القوات الروسية مع نظيرتها السورية النظامية مناورات شمال البلاد.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات