Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحجر الوقائي من كورونا ربما يتسبب في نزلات برد "لا تنتهي"

ينبه أحد الخبراء إلى أن بعض فيروسات الجهاز التنفسي يسجل المستوى نفسه من إصابات ما قبل الجائحة

قد يكون عدم التعرض إلى الفيروسات جراء جائحة كورونا وراء نزلات برد متناسلة الفصول (غيتي)

ملخص

نزلات برد متناسلة الفصول قد تكون وليدة إجراءات الوقاية من فيروس كورونا

أشار عدد من الخبراء في مجال الصحة إلى أن عدم التعرض للفيروسات الشائعة احتماء من جائحة "كوفيد-19" من جهة واجتماع الناس ببعضهم بعضاً وتخالطهم في الأماكن الداخلية بصورة أكبر خلال بداية الشتاء الممطرة من جهة أخرى، ربما يكونان السبب وراء نزلات البرد "التي لا تنتهي أبداً" [المنفلتة العقال].

معلوم أن الشتاء يعد الموسم الذي يكون فيه الناس أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد، ولكن العاملين في مجال الصحة تلقوا تقارير غير رسمية تفيد بأن المرضى يعانون هذه الحالات الصحية لفترة أطول من المعتاد، كذلك ربما يسهم في هذه الظاهرة ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، وعودة التلاميذ إلى المدرسة بعد انتهاء عطلة عيد الميلاد، اللذين يسمحان للفيروسات بالانتشار بسهولة أكبر بين الناس.

تحدث في هذا الشأن جيريمي براون البروفيسور المتخصص في عدوى الجهاز التنفسي في "جامعة كوليدج لندن" (UCL)، فأوضح أنه لا بيانات واضحة بين أيدينا تثبت إذا ما كان ثمة فيروسات طويلة الأمد منتشرة حالياً أم لا، إذ لا نملك سوى النزر اليسير من المعلومات حول مدة الأعراض المعدية.

وأشار البروفيسور براون إلى أن الأعراض لدى بعض المرضى ربما تكون ناجمة عن "كوفيد"، الذي "يتعذر جداً تمييزه عن غيره من فيروسات الجهاز التنفسي. يترك هذا الفيروس المصابين في حال من الإرهاق الشديد، أكثر مما تفعل الفيروسات الاعتيادية لنزلات البرد، ولكن ربما ليس أكثر من الإنفلونزا".

الأعراض الشائعة لفيروس كورونا لم تتغير بصورة كبيرة، وتتمثل الأعراض المعتادة في الحمى والتهاب الحلق وسيلان الأنف والسعال، وأحياناً أعراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال. أما الأعراض المطولة فتشمل الدوخة وضيق التنفس واضطراب الشم والتذوق. ويقول البروفيسور براون إن العدوى الفيروسية ربما تكون أسوأ أو أطول في أعقاب الجائحة، ولكن مع ذلك "نشهد ما يبدو أنه نفس عدد الإصابات [الذي كنا نشهده قبل الجائحة] بالنسبة إلى بعض فيروسات الجهاز التنفسي، علماً أن الجزم في هذه المسألة يبقى صعباً، إذ إن حدوثها يختلف من سنة إلى أخرى في كل الأحوال".

وأضاف البروفيسور براون أن "هذا الواقع لا يعني أن (كوفيد) يضعف المناعة، بل إن عدم التعرض لفيروسات الجهاز التنفسي يجعل المناعة التكيفية أقل قدرة على مواجهة الفيروسات، لذا تنتقل العدوى بسهولة أكبر بين الناس عندما تكون منتشرة". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى نحو مماثل، تقول الطبيبة العامة الدكتورة أليشا إسماعيل إنه وفق "إحدى النظريات، يطول أمد أعراض نزلة البرد بسبب (تأثير ما بعد كوفيد)، إذ تعرضنا لفيروسات الشتاء الاعتيادية بشكل أقل بسبب الحجر الصحي والعزلة، لذا فإننا نعوض الآن استجاباتنا المناعية ما فاتها ونعيد بناءها [عبر التقاط مزيد من الفيروسات]".

و"تذكر أن الفيروسات تطرأ عليها تحورات وراثية فيما تتلاشى الاستجابات المناعية بمرور الوقت. أضف إلى ذلك أيضاً أن عوامل عدة تؤثر في مناعتنا الفردية، بعضها في نطاق سيطرتنا وبعضها الآخر خارج نطاق سيطرتنا"، أضافت الدكتورة إسماعيل.

وقال أحد الخبراء إن أحوال الطقس [السيئة] وعطلات عيد الميلاد ربما اضطلعا بدور في إصابة الناس بالمرض.

وقال رون إكليس بروفيسور فخري في العلوم الحيوية في "جامعة كارديف"، والمدير السابق لـ"كومون كولد سنتر" ("مركز نزلات البرد")، "لقد اضطرنا الطقس الرطب إلى ملازمة الأماكن الداخلية، وساعدت الرطوبة الفيروسات على البقاء على قيد الحياة بصورة أفضل".

"نسمع تذمراً في شأن نزلات البرد التي لا تنتهي أبداً [الطويلة الأمد]، وقد يعزى ذلك إلى مواجهة إصابات متعددة، أو أننا نشعر بأننا مستنفدون أكثر وتحت ضغط نفسي أشد في هذا الوقت من العام بعد الإفراط في الاحتفالات"، أضاف البروفيسور إكليس.

أبلغ بعض الأشخاص أيضاً عن إصابتهم بسعال طويل الأمد، يطلق عليه اسم "سعال الـ100 يوم". ويعتقد أنه في الواقع السعال الديكي في بعض الحالات.

ويشرح البروفيسور براون أن "السعال الذي يطول حتى 100 يوم هو في الحقيقة السعال الديكي الكلاسيكي. إنه تحديداً كما يوحي اسمه، سعال جاف يستمر لمدة ثلاثة أشهر، ولكن لا يرافقه التهاب في الحلق وسيلان في الأنف وما إلى ذلك، بل مجرد سعال".

وتوضح الدكتورة إسماعيل أن فيروسات نزلات البرد الأكثر شيوعاً المنتشرة حالياً تتمثل في "كورونا"، و"الفيروس الأنفي" rhinovirus [المسبب الرئيس للزكام]، و"الفيروس المخلوي التنفسي" (اختصاراً "آر أس في" RSV)، الشائع في صفوف الأطفال، و"فيروسات نظير الإنفلونزا البشرية" parainfluenza، ولكنها تقول "على حد علمنا، لا وجود لفيروسات جديدة أو خطرة خصوصاً هذا الشتاء، ولكن جميعها [الفيروسات المذكورة سابقاً] تتحدر منها أنواع مختلفة [متفرعة منها] ويمكن أن تشهد بسهولة تحورات وراثية، ومن هنا تجيء إمكانية التقاطها مرات عدة وبطرائق مختلفة".

وتقول الدكتورة إسماعيل إن "نزلة البرد التقليدية تستمر عادة نحو سبعة إلى 10 أيام، ويمكن أن تتوقف شدة الأعراض على الفيروس نفسه، علاوة على الاستجابة المناعية الفردية للمصاب، ولكن إذا طاولت الأعراض لأكثر من ثلاثة أسابيع، أو تفاقمت فجأة، أو كنت تكابد ارتفاعاً في درجة الحرارة أو صعوبة في التنفس، فإن زيارة طبيب الصحة خطوة ذكية".

وتتوجه الدكتورة إسماعيل بالنصيحة إلى الناس قائلة، "إن الراحة والحفاظ على رطوبة الجسم واستخدام العلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية يمكن أن تقصر مدة بقاء نزلة الفرد، ولكن إذا بقيت تشهق بعد ثلاثة أسابيع من الإصابة، فقد حان الوقت لاتخاذ بعض الإجراءات".

كذلك، إذا استمرت الأعراض فعلاً، تقول الدكتورة إسماعيل، ليس مستبعداً أن تكون مرتبطة بوجود حساسية موسمية لدى المصاب، والتهابات الجيوب الأنفية، وصوت صفير مزمن في الشعب الهوائية في الجهاز التنفسي (كما في حالة الربو) أو حتى "أنواع البكتيريا المتطفلة"، أي البكتيريا التي انضمت [إلى الفيروسات التي يعانيها المصاب]، وفي هذه الحالة، ربما يكون أخذ المضادات الحيوية ضرورياً (ولكنها لن تساعد إذا كان مسبب الأمراض المتطفل فيروساً).

وتقول الدكتورة إسماعيل، التي تعمل في "مستشفى لندن لأمراض النساء"، إن النقص في النوم وسوء التغذية والمستويات العالية من الضغط النفسي لدى المصاب يمكن أن تؤدي أيضاً إلى إطالة أمد المرض وإضعاف جهاز المناعة، مؤكدة أنه إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة من الزمن، حري بالمرء في هذه الحالة أن يزورطبيب الصحة الخاص به.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة