Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نبيه بري وستالين ونصف البشرية

محركات الذكاء الاصطناعي والحملات على وسائل التواصل الاجتماعي ستكون من أدوات المعارك الانتخابية

يعتمد بري بواسطة العين المجردة على "التقدير الكمي" لعدد الأيادي المرفوعة (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

المفارقة أن نواب "حزب الله" الموالي لإيران وحلفاءهم سيشيدون بديمقراطية إيران

في عام 2024 الجاري، نصف البشرية سيتوجه إلى صناديق الاقتراع، وبحسب صحيفة "لاكروا" الفرنسية، ستحصل انتخابات رئاسية وتشريعية في 76 دولة. بلغة الأرقام، أكثر من أربعة مليارات مواطن سيدلون بدلوهم، ولكن الشكوك تلاحق 128 شخصاً لبنانياً يحملون صفة نائب، كان يجب أن ينتخبوا رئيساً السنة الماضية، وحتى الآن من غير المؤكد أنهم سيشاركون بهذا "العرس الديمقراطي العالمي". في مارس (آذار) المقبل، ستحصل انتخابات نيابية في إيران، وإذا  لم تحصل مفاجأة سياسية، ستكون المفارقة أن نواب "حزب الله" الموالي لإيران وحلفاءهم، سيشيدون بديمقراطية إيران بينما يمنعون كل المسارات الديمقراطية في لبنان. "لاكروا" تناولت أخطار "التضليل الإعلامي" على نتائج الانتخابات من أميركا إلى جنوب أفريقيا مروراً بروسيا وصولاً إلى إندونيسيا وباكستان.

محركات الذكاء الاصطناعي والحملات على وسائل التواصل الاجتماعي ستكون من أدوات المعارك الانتخابية، والعالم في حيرة من أمره، فهذه الأسلحة الرقمية يمكن أن تساعد في الرقابة على عمليات التضليل، ويمكن أن تكون السبب الرئيس للتضليل والتأثير غير الشرعي على النتائج عبر "الأخبار الكاذبة" واستغلال بيانات ملايين الأشخاص لمآرب انتخابية. بهذا المعنى مقابل الأربعة مليارات ناخب، هناك أربعة مليارات "داتا" يمكن أن تقع رهينة قراصنة يمكنهم "توجيه" الناخبين وتزوير الاقتراع، وإغراق الهيئات المشرفة على الانتخابات بعمليات إعادة الفرز.

هذا في السلبيات، ولكن ثمة جوانب أخرى. في فبراير (شباط) المقبل، ستحصل انتخابات تشريعية في باكستان. من سجنه في مدينة روالبندي، تمكن رئيس الوزراء السابق عمران خان من توجيه رسالة إلى عموم الناخبين. عمران خان بطل "الكريكت" السابق لا يزال يحتفظ بمضرب من نوع آخر. السجين الأكثر شهرة في باكستان، والمرشح الحالي للانتخابات النيابية، سرب على ورقة كلمات خطابه لمحاميه، وبعملية استنساخ لصوته ولصور من الأرشيف انتشر على منصات "يوتيوب" و"إكس" و"فيسبوك" شريط ببصمته الصوتية من توليف الذكاء الاصطناعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الهند الجارة اللدود لباكستان على موعد أيضاً مع انتخابات تشريعية في مايو (أيار) المقبل. تعتبر الهند أكبر بلد ديمقراطي في العالم، وهي أيضاً أكبر بلد من حيث عدد السكان بعد أن أنزلت الصين عن العرش. رئيس وزرائها ناريندرا مودي، وبواسطة تطبيق اسمه "بهاشيني" Bhashini، سيستمع إلى بصمته الصوتية الناخبون بـ22 لهجة رسمية معتمدة في عموم الهند.

أميركا عرين العالم الرقمي لن تغيب طبعاً عن هذا المجال في انتخاباتها الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. أيضاً بحسب ما أوردت صحيفة "لاكروا"، سيتمكن تطبيق اسمه "آشلي" Ashley من المحادثة الهاتفية الروبوتية مع ملايين من الناخبين بعد دراسة بيانات اهتماماتهم، ويتبادل معهم النقاش والأفكار لتشجيعهم على الاقتراع، هذا التطبيق سيخفف من تأثير الفوارق المالية بين المرشحين، فبدلاً من الدفع لآلاف الأشخاص ليقوموا بالاتصال والتحاور مع الناخبين، "آشلي" سيتطوع مجاناً لهذه المهمة.

بالعودة إلى الـ128 نائباً في لبنان، لم تنجح كل المحاولات لإقناع رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن يحصل تصويتهم على مشاريع القوانين إلكترونياً. بري القابع في رئاسة البرلمان منذ 1992 أي قبل وصول الإنترنت إلى لبنان بسنتين، لم يتكيف بعد مع هذه التقنية. هو يصر على التصويت برفع الأيادي، وحتى اليوم، لم يستطع الرأي العام معرفة العدد الحقيقي لكل تصويت على قانون. في عصر الإنترنت "الكمومي" Quantum internet، يعتمد بري بواسطة العين المجردة على "التقدير الكمي" لعدد الأيادي المرفوعة. بعكس القوانين، ينتخب النواب رئيس الجمهورية اللبنانية بالاقتراع الورقي السري، وفي آخر جلسة فاشلة، في الصيف الماضي، لانتخاب رئيس، بقيت ورقة ضائعة ومجهولة المصير، فطالب عدد من النواب إعادة الاقتراع لتتضح النتيجة في هذا الاستحقاق المصيري. ورقة بالزائد أو بالناقص لا تؤثر، أجاب بري، هذا المنطق يعيد إحياء نظرية ستالين القائلة "الذين يقترعون لا يقررون نتيجة الانتخابات، الأشخاص الذين يحصون عدد الأصوات هم من يقررون ذلك".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل