Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نازحو سوريا شتاء... الأمطار تغرقهم والخيام لا تسترهم

تضرر أكثر من 10 آلاف شخص والعواصف تقتلع 400 خيمة والسيول تجرفها إلى 14 كيلومتراً بعيداً من المأوى

ملخص

عندما يصبح حلم المأوى في سوريا خيمة من دون ثقوب... إليكم قصص عن مأساة النازحين في المخيمات

وإن طرق الشتاء البارد هذا العام أبواب العالم بالصقيع وخفض درجات الحرارة إلى ما دون مستوياتها في كثير من الدول، لكن واقع الحال في مخيمات النازحين شمال سوريا يختلف، حيث اقتحم الشتاء عليهم خيامهم المهترئة والممزقة بعاصفة مطرية لم تبق أو تذر، جارفة معها مأواهم الأخير.

شديدة البرودة تلك الليلة التي قضاها أهالي مخيمات النازحين في الشمال السوري والقريبة من الحدود التركية، وإن كانوا حين نزوحهم صيفاً يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لكنهم اليوم لا طاقة لهم بأن يغمضوا أعينهم فلا مكان للنعاس، ومياه الأمطار تحاصرهم من كل جانب، وأغدقت السماء بسيول أخذت معها كل ما يملكون وأعادتهم إلى نقطة البداية بحثاً حتى ولو عن "خيمة".

الحصول على هذه الخيمة الجديدة من دون ثقوب، تقاوم عاتيات العواصف باتت أشبه بحلم يقظة بالنسبة لأهالي الشمال الغربي، في ريف إدلب من النازحين قسراً حيث لا طائل في هذه الساعات من نوم يجافي مقل العيون، وتمتزج دموع الأسى والوجع من عيون الأطفال والنساء والشيوخ مع حبات المطر المنهمرة بلا توقف.

صمود أمام العواصف

وفي مخيم آطمة الحدودية، لم يعد بمقدور الرجل الخمسيني، أبو صفوح مقاومة تدفق المياه الجارفة، إذ يعمل وكل أفراد أسرته على كيل المياه المتسللة إلى جوف الخيمة بقدور الطبخ إلى الخارج علهم ينقذونها من الغرق، يروي قائلاً "الوضع صعب جداً، خيامنا تقاوم منذ سنوات وعمرها الافتراضي انتهى وفي حاجة إلى تجديد ولكن كيف ذلك؟"، مستطرداً "واقع خيمتي أفضل من غيرها حيث العشرات جرفتها السيول، وباتوا بلا ملجأ".

وخلفت العاصفة والسيول التي شهدها شمال غربي سوريا منذ صباح أمس السبت عن أضرار جسيمة فاقت 400 خيمة، بحسب إحصاءات للدفاع المدني توزعت الأضرار في مخيمات ريفي إدلب وحلب.

وذكر موظف إغاثة فضل عدم ذكر اسمه عن حاجة ماسة للمساعدة في احتواء الكارثة الإنسانية، مضيفاً "لا يمكن أن نستبعد أن تصل أخبار عن فقدان أرواح ومفارقتهم الحياة بسبب أنهم تجمدوا من البرد، الحالة فائقة الخطورة بخاصة لدى المخيمات العشوائية الكثيرة غير المسجلة، ويتلقون الشيء اليسير من الدعم، المطالبة بالإسراع للتدخل من قبل المنظمات الدولية، والأممية لاحتواء هذه الكارثة".

تحذيرات من تفاقم الأزمة

في غضون ذلك، حذر فريق منسقو الاستجابة الطارئة في الشمال السوري من حدوث انزلاقات طينية ضمن المخيمات نتيجة تشكل مستنقعات مائية كبيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 وحث فريق الاستجابة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على ضرورة التدخل السريع، ومحاولة تعويض الأضرار ضمن تلك المخيمات وإصلاح ما يمكن من أضرار موجودة، والعمل على تقديم عوازل مطرية وأرضية للمخيمات لدرء تساقط الأمطار ودخولها إلى الخيام، وإنشاء حفر وخنادق في محيط المخيمات بصورة عامة ومحيط كل خيمة بشكل خاص لتشكل سداً أولياً لامتصاص الصدمة المائية الناجمة عن الفيضانات.

وفي بيان صحافي يعزو فريق الاستجابة سواء الأوضاع إلى "غياب تصريف المياه في مجمل المخيمات، مع تسجيل تشققات في بعض الوحدات السكنية والكرافانات ودخول الأمطار إليها".

وبحسب آخر الإحصاءات الأولية التي تتجدد مع اتساع العاصفة، فإن الأضرار في مخيمات إدلب بلغت 42 مخيماً، وفي ريف حلب الشمالي الشرقي 19 مخيماً وأضرار واسعة بالطرقات تجاوزت 14 كيلومتراً ضمن المخيمات ومحيطها، وأعداد المتضررين الكلي يقارب 10 آلاف شخص ونزح ما يقارب 800 نازح من خيامهم المتضررة.

في المقابل تسود حالة من الاستياء لدى القاطنين بالخيام حول تخلي المجتمع الدولي عنهم، حيث تشكل المخيمات الحدودية أكثر من ثلاثة آلاف مخيم زاد عددهم في 2019 بعد نزوحهم من ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي بعد معارك بين القوات النظامية والمعارضة، وفيما لا يزال 1.5 مليون نازح يقطنون ضمن خيام قماشية بالية في الشمال الغربي وضمن أراض زراعية يقاسون معها في كل شتاء مصاعب الغرق والوحل من دون حلول مجدية.

أحد القاطنين في مخيمات إدلب لفت النظر إلى أنها العاصفة المطرية الثانية، حيث سبقتها عاصفة شبيهة أدت إلى كارثة في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، مضيفاً "لم تعد الخيام صالحة للعيش، يجب استبدالها أو وضع حلول لإنهاء تكرار هذه الأزمات في كل شتاء".

العاصفة في سهل عكار

وفي السياق ذاته جاءت العاصفة المطرية لتضرب بشكل قاس في محافظة طرطوس، غرب البلاد ولتؤدي إلى فيضانات في سهل عكار (منطقة سهلية تمتد من منطقة طرطوس السورية، شمالاً إلى طرابلس اللبنانية، جنوباً ومن وادي النصارى في حمص، شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً)، وغمرت الأراضي الزراعية ومناطق سكنية، وتشير المعلومات الأولية من مستشفى طرطوس الحكومي إلى مصرع أربعة أشخاص فارقوا الحياة غرقاً نتيجة الفيضانات من بينهم طفل يبلغ عمره ثلاث سنوات.

وشهدت المناطق المحيطة بنهر الكبير الجنوبي طوفان النهر إلى جانب نهر الورد، وأدى إلى اختناقات في قنوات التصريف، بالتوازي مع تنين هوائي بحري ضرب عدة قرى من بينها الريحانية موقعاً خسائر بالغة، وذكر مدير صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية، حيدر شاهين عن نسبة أضرار تصل 80 في المئة بالنسبة إلى المحاصيل.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير