Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نقل رضيعة من غزة إلى إسرائيل... قصة طرحت التساؤل حول مصير المفقودين

هناك نحو 5 آلاف بلاغ عن أطفال لم يعرف ما إذا كانوا على قيد الحياة أم دفنوا تحت الركام؟

رقيب إسرائيلي نقل رضيعة فلسطينية من شمال غزة إلى إسرائيل بعدها واصل القتال في جنوب القطاع وقتل هناك (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

ترى جهات فلسطينية أن ما ورد من معلومات عن قصة الرضيعة يعد جزءاً بسيطاً من القصة، وهناك تتمة أخرى لم تعرف حتى اللحظة

بعد تدمير الجيش الإسرائيلي منطقة سكنية في شمال قطاع غزة، نزلت دورية جنود من لواء غفعاتي بقيادة النقيب هرئيل إيتاخ لتمشيط المنطقة والبحث عن أي معلومات، ولم يجدوا أي شيء سوى أكوام الركام وأنقاض المباني التي يخرج من بينها صوت طفلة رضيعة تبكي بحرقة.

اقترب إيتاخ من الرضيعة الفلسطينية وحملها بين يديه ونقلها إلى إسرائيل، من دون تبليغ الجهات الرسمية في تل أبيب بالحادثة، وبقيت الطفلة بحوزة أهله في الخفاء، بينما عاد الجندي لمواصلة القتال في جنوب غزة.

الجندي قتل

خلال المعارك الضارية في مدينة خان يونس جنوباً، قتل الرقيب إيتاخ على يد الفصائل الفلسطينية، وبعد موته بدأت حادثة نقل الرضيعة من قطاع غزة إلى إسرائيل تنكشف.

بحسب المعلومات المتوافرة، فإن قصة الرضيعة بقيت سراً بين إيتاخ وعائلته وعدد محدود جداً من الجنود الذين رافقوه في عملية تمشيط المنطقة لمدة تصل لثلاثة أشهر، وبعدها أفصح أصدقاؤه وشقيقه عن عملية نقل الطفلة إلى إسرائيل.

أفعال إنسانية

يقول شقيق إيتاخ، إنه وجد الرضيعة بين ركام منازل غزة المدمرة، ووقف أمامها دقائق طويلة يفكر في أمرها، وكان حائراً جداً بين أمرين أن يتركها تبكي وتجوع بين الأنقاض أو ينقلها إلى إسرائيل.

ويضيف "قرار أخي هرئيل غلب فيه الحس الإنساني، وفكر في مصير هذه الرضيعة كثيراً، وعندها أرسلها إلى مستشفى في إسرائيل لتلقي العلاج، ثم نقلها إلى البيت لرعايتها".

ويشير إلى أن شقيقه كان إنسانياً لدرجة كبيرة، وأنقذ كثيراً من الأرواح في غزة، حتى الحيوانات كان يرعاها ويطعمها، إذ سرد أنه خلال المعارك وجد كلباً يتجول جائعاً وقدم له القليل من الطعام الذي كان لديه ونقله أيضاً إلى إسرائيل.

نقلها إلى مستشفى

من جانبه، تحدث الجندي شاحار مندلسون عن حادثة نقل الرضيعة من غزة إلى إسرائيل، قائلاً "بعد مقتل عائلة الرضيعة الفلسطينية في قصف داخل مناطق شمال القطاع، كنت برفقة إيتاخ عندما نقل الرضيعة إلى البلاد".

ويضيف "ذهب بها إلى مستشفى في إسرائيل، كان قلبه كبيراً للغاية وأنقذ حياتها، على رغم كل الفظائع التي شاهدها في غزة، لقد قرر وضع القيام بما يلزم والتعامل بإنسانية مع هذه الطفلة".

لم يذكر الجندي مندلسون مصير الرضيعة ويؤكد أنه لا يعرف عنها أي معلومات بعد نقلها إلى إسرائيل، كما لا يعرف سبب عدم تسليم الطفلة إلى المستشفيات الفلسطينية أو العائلات القريبة من المنزل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هوية غير معروفة

في الواقع، لم تعرف هوية الرضيعة ولا عمرها بالتحديد، إذ جرت الحادثة في شمال قطاع غزة، أي في مناطق طلبت إسرائيل إخلاءها منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهي مناطق كانت تشهد قتالاً عنيفاً، وبسبب ذلك غادرت المؤسسات الحقوقية والرسمية كلها المنطقة.

كذلك فإن فكرة تحديد هوية الرضيعة ليست بالأمر السهل، إذ هذه ليست الحادثة الأولى التي يتعرض فيها أطفال غزة لمصير مجهول، بل هناك نحو خمسة آلاف بلاغ من عائلات فلسطينية عن فقدان أطفالهم وعدم معرفة مصيرهم إذا كانوا على قيد الحياة أم دفنوا تحت الأنقاض؟

خطف أم إجراء إنساني؟

تعاملت عائلة الرقيب هرئيل إيتاخ ورفاقه الجنود مع حادثة نقل الرضيعة من غزة إلى إسرائيل على أساس أنها قصة إنسانية، لكن الفلسطينيين اعتبروا ما جرى أنه "عملية خطف"، وكان يجب على الجندي تسليم الطفلة لأي جهة فلسطينية.

أثار نشطاء التواصل الاجتماعي موضوع الطفلة الرضيعة وانتشرت قصتها سريعاً على صفحات الإنترنت، وعلى خلفية ذلك بدأت الجهات الحقوقية التواصل مع الجانب الإسرائيلي لمعرفة مصير الرضيعة، والعمل على استرجاعها.

مصير مجهول

يقول مدير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، إن آلاف العائلات في قطاع غزة أبلغت عن فقدان أطفالها، لكن من الصعب التحقق من مصير هؤلاء الصغار بسبب استمرار التوغل الإسرائيلي، وصعوبة إزالة الركام، وتعذر الاتصالات والإنترنت وتشتت العائلات بفعل النزوح القسري.

ويضيف "السلطات الإسرائيلية مطالبة بالكشف عن مصير الرضيعة وباقي الأطفال الذين اعتقلتهم أو نقلتهم قسراً أو اختطفهم جنودها من قطاع غزة، وتسليمهم إلى ذويهم".

ويشير عبده إلى أن حادثة الرضيعة هي فعل بالغ الخطورة، وفيه انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الثالثة، لا بد من احترام قواعد الحرب والالتزام بها أثناء المعارك البرية في غزة.

إسرائيل: القصة ليست حقيقة

أخذ موضوع هذه الرضيعة بعداً رسمياً في الأراضي الفلسطينية، فيقول وزير الخارجية رياض المالكي "هذه حادثة خطف مكتملة الأركان، ولو حدث هذا مع طفلة إسرائيلية لوجدنا العالم غاضباً، هذه الطفلة يجب أن تعود فوراً وعلى إسرائيل تسليمها بسرعة لنا".

ويضيف "خطف الطفلة دليل على ارتكاب أبشع الجرائم، وهذه قناعة المؤسسة الرسمية بأن الجيش الإسرائيلي يرتكب أفظع أفعال الإبادة والتنكيل والقتل المباشر والاختطاف في حق المدنيين العزل في قطاع غزة، من دون حسيب أو رقيب".

ويشير المالكي إلى أن ما ورد من معلومات عن قصة الرضيعة يعد جزءاً بسيطاً من القصة، وهناك تتمة أخرى لها لم تعرف حتى اللحظة، ويتساءل "لماذا لم يعلن عن هذه الجريمة من قبل المؤسسات الرسمية الإسرائيلية، وأين توجد الرضيعة الآن، وما مصيرها؟".

وعلى رغم حديث أهل الجندي ورفاقه عن حادثة الخطف، فإن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي نفى الحادثة، قائلاً "أجرينا تحقيقاً في ملابسات الحادثة، وبعد الفحص تبين أنه لم يتم أخذ أي رضيعة فلسطينية من غزة إلى داخل إسرائيل، هذه مزاعم عارية تماماً عن الصحة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير