Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدجاج يغادر موائد السوريين بعد ارتفاع أسعاره

زيادة كلفة الأعلاف وصعود قيمة المازوت والتضخم وراء صعوبة توفيره

ملخص

بات من الصعب اعتماد الأسر السورية على البروتين خصوصاً مع زيادة أسعار الدواجن واللحوم

ارتفعت أسعار الدواجن إلى حد لم يعد بمقدرة السوريين شراءها وبات يصعب اعتماد الأسر على البروتين، خصوصاً مع زيادة أسعار اللحوم مع ما تشهده الأسواق المحلية من تضخم أصاب المنتجات الغذائية والاستهلاكية من دون توقف.

قطار التضخم نال من الدجاج بعد ارتفاع سعر المازوت المخصصة للتدفئة. وصعق أصحاب المزارع من قرار صادر في 13 يناير (كانون الثاني) الجاري عن الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية في رفع سعر ليتر المازوت الواحد للمداجن من ألفي ليرة سورية إلى 8 آلاف ليرة (ما يعادل أكثر من نصف دولار أميركي).

الكلفة الجديدة ليست سوى رقم إضافي إلى كلف إنتاج باهظة في الأساس يتكبدها المربون وسط توقعات بارتفاع سعر كيلو الدجاج الواحد، وهو مصدر البروتين المتوفر على المائدة خصوصاً مع خفض دخل الفرد الذي يصل إلى ما دون 20 دولاراً شهرياً كمتوسط أجور للعاملين، واقتراب سعر صرف الدولار الواحد في الأسواق الموازية 15 ألف ليرة، في حين يبلغ سعر كيلو الدجاج ما بين 90 و100 ألف ليرة (6 و6.7 دولار)، فيما يرجح أصحاب المنشآت ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في فترة لاحقة.

تكاليف باهظة

يخبرنا صاحب إحدى منشآت تربية الدواجن عن معاناة لا تتوقف من ارتفاع كلف الإنتاج، بينها سعر الأعلاف والحاجة المتواصلة من الأدوية من يوم إلى 40 يوماً لتصبح مكتملة، ولتصبح جاهزة إلى دفعها نحو المذبح، ولعل بعد انتهاء الذرة البلدية البالغ سعرها أربعة آلاف ليرة (0.27 دولار) لا يستطيع المزارع تخزين الكمية المطلوبة طوال العام، من ثم عليه شراء الذرة المستوردة التي يرتفع سعرها إلى ما فوق 6 آلاف ليرة (0.4 دولار)، وفق قوله.

يضيف، "يمكن توقع خروج كثير من المربين من الأسواق، ولن يتم ذلك إلا بفتح مشاريع واسعة وتخفيض سعر المحروقات الخاصة بتدفئة الدواجن، إضافة إلى توفير مشتقات التدفئة البديلة، ويلجأ كثيرون من أصحاب المزارع لتدارك عدم توفر مواد التدفئة وغلاء المادة من حرق مواد من نفايات بلاستيك ومخلفات الإطارات التي تكون مضرة للإنتاج وللمربين".

بلغ عدد مزارع الدواجن وفق بيانات رسمية عام 2010 قبل اندلاع الحرب أكثر من 12 ألف منشأة لكن العدد انخفض إلى ما دون 2500 منشأة مرخصة، وهذا العدد أثّر كثيراً في العملية الإنتاجية وتلبية حاجة السوق، حيث تشير الإحصاءات إلى امتلاك البلاد ثروة من الدواجن تصل إلى نحو 15 مليون دجاجة، لكن تأثيرات الحرب عام 2011 أثرت بصورة كبيرة في هذا القطاع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العزوف عن الإنتاج

إزاء هذا التطور اللافت في أسواق الدجاج واللحوم على حد سواء يفيد مسؤول في غرفة الزراعة السورية في حديثه عن ضرورة خفض كلف الإنتاج، وإلا سيشهد قطاع الدواجن عزوفاً عن الصناعة، بحسب وصفه، على أهميته الاقتصادية الحيوية.

وأضاف "عانت مزارع تربية الدواجن من تداعيات الحرب وسط دعم حكومي للمنشآت المرخصة ولكنها لا تكفي لتغطية الحاجة، لا سيما مع ارتفاع الأسعار والتضخم الحاصل في الأسواق بالذات اللقاحات والأدوية والأعلاف المستوردة".

في المقابل يرى عضو غرفة الزراعة رامي نالو أن من أهم القرارات المتخذة كانت إعفاء ضريبياً كاملاً لمربي الدواجن، والعودة إلى اعتبار عمل مزرع الدواجن والأبقار ضمن الإنتاج الزراعي كما السابق، لهذا زادت عدد المنشآت وهو عمل اقتصادي يزدهر مع ازدياد الأرباح وتوفير العلف والمازوت الحكومي حتى إلى المزارع غير المرخصة وعملت اللجنة المركزية للدواجن مع وزارة الزراعة لتأمين إعفاء ضريبي من دون تقييد مدة محددة، كما السابق حيث كان معفياً، والاهتمام الحكومي زاد من عدد المربين واتسعت الأعمال والمنشآت".

 

 

ويرى أن ارتفاع سعر الصرف وأسعار الأعلاف له دور مما يجعل السلعة تتناقص وزيادة الطلب عليها يقل. ومن الناحية الثانية انتشار "طاعون الدجاج" أواخر يونيو (حزيران) الماضي الذي انتهى بالكاد منذ أول يناير (كانون الثاني) الحالي.

يضيف، "أسفر هذا الطاعون في بعض المحافظات في درعا وحماة عن خسائر فادحة بالقطاع ولحقت به الأضرار بنسبة 100 في المئة، بينما جاء المرض بشكل متأخر على بقية قطاع الدواجن بالمنطقة الشمالية حيث انتبه أصحاب المنشآت مما حدث فزادوا من الإجراءات الوقائية عبر اللقاحات والمتابعة الطبية".

ولفت إلى أن معظم المنشآت لا يوجد بها إشراف طبي حيث يعتمد أصحابها على خبرتهم حيال المراقبة الصحية، وهذا ما يسبب لهم إشكاليات لم تكن بالحسبان.

المدير العام لمؤسسة الدواجن سامي أبو دان كان قد حذر في وقت سابق من العام الماضي من كارثة تطاول قطاع الدواجن في سوريا ما لم توضع حلولاً لارتفاع كلف الأعلاف والوقود وغيرها من المستلزمات، وأعلن مطلع أبريل (نيسان) الماضي، عن عزوف 80 في المئة من مربي الدجاج خارج العملية الإنتاجية إبان خسائر لحقت بهم. وطالب أصحاب المنشآت خلال زيارة عدد منها خفض الكلف وتحدث بعضهم عن تداعيات غلاء المحروقات، وما ستتركه من تأثيرات في الأمن الغذائي على مستوى الدواجن وإنتاج البيض.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير