Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتدام المعارك جنوب غزة وحصيلة القتلى تصل إلى 26422

تزايد التوتر بين إسرائيل و"الأونروا" بعد قصف مدفعي استهدف ملجأ في خان يونس

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" اليوم الأحد ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في قطاع غزة إلى 26422 قتيلاً غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأكدت الوزارة مقتل 165 شخصاً في الأقل في الـ24 ساعة الماضية، بينما أصيب نحو 65087 شخصاً منذ اندلاع الحرب.

وواصلت إسرائيل، السبت، حملتها على حركة "حماس" في خان يونس، جنوب قطاع غزة، في الوقت الذي يعاني فيه النازحون الفلسطينيون الذين لجأوا لشمال الجيب المدمر سوء الأحوال الجوية.

وأفاد سكان بإطلاق نار كثيف من الجو والدبابات في أنحاء خان يونس، وهي المنطقة التي أصبحت محور الهجوم البري الإسرائيلي على "حماس"، وحول مستشفيين رئيسين هناك.

وكثف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغط على قطر السبت للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، قائلاً إنه ينبغي للدوحة أن تستخدم نفوذها لدى حركة "حماس" باعتبارها "مستضيفة وممولة لها" على حد وصفه.

وقال نتنياهو للصحافيين "أنا لا أسحب كلماتي"، وذلك رداً على سؤال عن تعليقات له غير معلنة ذكر فيها أنه لا يرغب في شكر قطر على توسطها وأنه يعدها "مثيرة للمشكلات".

وجرى تسريب تلك التعليقات إلى التلفزيون الإسرائيلي هذا الأسبوع في صيغة تسجيل صوتي.

وقالت حركة "حماس" إن مقاتليها أطلقوا صاروخاً مضاداً للدبابات على دبابة إسرائيلية جنوب غربي خان يونس.

وأعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية أن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في المنطقة وأطلقوا صواريخ على إسرائيل.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية أصابت محيط مستشفى "الأمل" ومستشفى "ناصر"، وهو أكبر منشأة طبية عاملة في الجنوب.

وأعلن المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة أن القصف الإسرائيلي يهدد الرعاية الصحية ويعرض حياة الأطباء والمرضى والنازحين للخطر.

وأوضحت السلطات الصحية في غزة أن نحو 26257 فلسطينياً قتلوا وأصيب نحو 65 ألفاً حتى الآن، من بينهم 174 قتيلاً خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن طائرات ودبابات وقوات مشاة إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 11 مسلحاً خلال الساعات الـ24 الماضية، في معارك درات في خان يونس بقطاع غزة.

وأضاف الجيش، في بيان، أنه استهدف مسلحين كانوا يحاولون زرع متفجرات بالقرب من القوات وآخرين كانوا يطلقون نيران البنادق وقذائف صاروخية باتجاه الجنود.

ميدانياً أيضاً، أفيد بمقتل 28 فلسطينياً وإصابة 80 آخرين بقصف إسرائيلي متواصل على خان يونس خلال الساعات الـ24 الماضية.

اتفاق آخر

على خط آخر، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تعمل على تسهيل التوصل إلى اتفاق آخر في شأن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة "حماس" في غزة، من دون ترجيح حصول أي "تطورات وشيكة".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين "لا يجب أن نتوقع أي تطورات وشيكة".

وبحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "الأحداث الأخيرة في إسرائيل وغزة، بما في ذلك الجهود لإطلاق سراح الرهائن الذين خطفتهم (حماس)"، بحسب ما أعلن البيت الأبيض الجمعة.

ويأتي ذلك بينما من المقرر أن يلتقي رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في أوروبا مع نظرائه من إسرائيل ومصر ورئيس الوزراء القطري بهدف التفاوض على هدنة وإطلاق سراح باقي الرهائن، بحسب وسائل إعلام أميركية.

ويلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) "في الأيام المقبلة في باريس" مسؤولين كباراً من مصر وإسرائيل وقطر لمحاولة التوصل إلى اتفاق في شأن غزة، وفق ما أفاد مصدر أمني من دولة مشاركة في المفاوضات.

وأكد المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية معلومات أوردتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تفيد بأن بايدن يعتزم في القريب العاجل إرسال ويليامز بيرنز إلى أوروبا لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة مقابل هدنة من شهرين.

طرد الأونروا

أكدت إسرائيل السبت أنها ستسعى إلى منع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك إثر اتهام الدولة العبرية موظفين في الوكالة الأممية بالضلوع في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وأعلنت "أونروا" مساء الجمعة أنها طردت "عدة" موظفين لديها تتهمهم السلطات الإسرائيلية بالضلوع في الهجوم. وسارعت الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا إلى تعليق تمويل الوكالة.

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة "إكس" السبت أن وزارة الخارجية تهدف إلى ضمان "ألا تكون أونروا جزءاً من المرحلة" التي تلي الحرب، مضيفاً أنه سيسعى إلى حشد الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأطراف مانحة أخرى رئيسة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولاحقاً، قال كاتس في بيان "في مرحلة إعادة إعمار غزة، ينبغي أن تحل محل أونروا وكالات تكرس عملها للسلام والتنمية"، داعياً مزيداً من الجهات المانحة إلى تعليق تمويلها.

من جانبها، نددت حركة "حماس" السبت بـ"التهديدات" الإسرائيلية ضد "أونروا" ومنظمات أممية أخرى. ودعت "الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية إلى عدم الرضوخ لتهديدات وابتزازات" إسرائيل.

وأعلنت "أونروا" مساء الجمعة "قدمت السلطات الإسرائيلية لأونروا معلومات عن الاشتباه في ضلوع عدد من موظفيها" في هجوم السابع من أكتوبر داخل الأراضي الإسرائيلية.

وقال المفوض العام لـ"أونروا" فيليب لازاريني في بيان "من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية، قررت إنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور وفتح تحقيق حتى إثبات الحقيقة من دون تأخير". وأضاف "كل موظف تورط في أعمال إرهابية يجب أن يحاسب، بما في ذلك من خلال ملاحقات قضائية".

أمر صادم

والسبت، قال لازاريني في بيان "إنه لأمر صادم أن نرى تعليق تمويل الوكالة كرد فعل على الادعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين"، لا سيما في ضوء التدابير التي اتخذتها الوكالة الأممية التي "يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة".

وتزايد التوتر في الأيام الأخيرة بين الدولة العبرية والوكالة الأممية، بعد قصف مدفعي استهدف الأربعاء ملجأ تابعاً للأمم المتحدة في خان يونس جنوب القطاع وأدى إلى مقتل 13 شخصاً.

من جهته قال الجيش الإسرائيلي إنه يجري "مراجعة شاملة لعمليات القوات في المنطقة"، وينظر في احتمال أن تكون الغارة "نتيجة نيران حماس".

والمعروف أن الجيش الإسرائيلي هو الوحيد الذي يمتلك دبابات في الحرب الدائرة في قطاع غزة.

اندلعت الحرب بين إسرائيل و"حماس" في السابع من أكتوبر نتيجة هجوم غير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية على إسرائيل من قطاع غزة، أسفر عن مقتل 1140 شخصاً، معظمهم من المدنيين قضى غالبيتهم في اليوم الأول، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل على أسوأ هجوم في تاريخها بحملة جوية وبرية على غزة، وتعهدت القضاء على "حماس"، وأسفرت حملتها عن مقتل 26257 شخصاً في قطاع غزة بحسب وزارة الصحة التابعة للحركة.

وكانت الولايات المتحدة، الداعم البارز للوكالة، قد سحبت تمويلها في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب التي اعتبرت أنشطتها "منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه".

لكن ذلك تغير مع وصول جو بايدن للرئاسة والإعلان عام 2021 عن تمويل أميركي لـ"أونروا" بقيمة 340 مليون دولار.

دور حيوي

وأثنى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على الوكالة الجمعة كونها "تؤدي دوراً حيوياً على مدى سنوات عديدة في دعم اللاجئين الفلسطينيين".

لكنه قال إن الاتحاد يتوقع "شفافية كاملة" إضافة إلى "إجراءات فورية ضد الموظفين المتورطين".

من جانبها، أكدت السلطة الفلسطينية السبت أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في حاجة إلى "الدعم" وليس إلى "وقف الدعم والمساعدات".

وكتب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ عبر منصة "إكس"، "نطالب الدول التي أعلنت عن وقف دعمها أونروا بالعودة فوراً عن قرارها الذي ينطوي على أخطار كبيرة سياسية وإغاثية".

ولم يصدر أي تعليق من "أونروا" السبت على تعليق دول عدة لتمويلها.

ورأى يوهان صوفي الذي سبق أن عمل مديراً للمكتب القانوني لـ"أونروا" في قطاع غزة، أن الوكالة "انتهجت دائماً سياسة عدم التسامح مطلقاً مع العنف والتحريض على الكراهية".

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "فرض عقوبات على أونروا التي بالكاد تحافظ على حياة جميع سكان غزة، بسبب المسؤولية المزعومة لعدد قليل من الموظفين، هو بمثابة عقاب جماعي لسكان غزة الذين يعيشون في ظروف إنسانية كارثية".

المزيد من الشرق الأوسط