Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتصالات بين الفصائل الفلسطينية لرسم ملامح مستقبل غزة

المشاورات تتمحور حول تشكيل لجنة إدارية تقود لانتخابات وحكومة وحدة و"حماس" مستعدة للتنازل

منذ اندلاع الحرب فقدت "حماس" قدرتها على تحمل المسؤولية المدنية والأمنية في القطاع المدمر (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

تجدد الاتصالات بين فتح وحماس على وقع التحرك الدولي لإعادة الهدوء في غزة... فما ملامحها؟

في الوقت نفسه الذي يسعى المجتمع الدولي إلى إعادة الهدوء في غزة، تجري حركة "فتح" مع الفصائل الفلسطينية الأخرى اتصالات في شأن اليوم التالي للحرب وشكل مستقبل القطاع، بما يضمن وجود حل سياسي موحد في أنحاء الأراضي الفلسطينية.

تحرك دولي وتفاهمات

منذ أيام يبذل المجتمع الدولي جهوداً لإيجاد حل للحرب الدائرة بين حركة "حماس" وإسرائيل، إذ وضع الاتحاد الأوروبي خريطة طريق لوقف القتال تتضمن واقعاً سياسياً جديداً في القطاع.

كذلك قدمت بريطانيا خطة لإيقاف الحرب شملت تغيير حكومة غزة، كما أوفدت الولايات المتحدة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أي" ويليام بيرنز لرسم خريطة طريق تنطلق من هدنة إنسانية.

وعمل الوسطاء المصريون أيضاً على مبادرة شاملة لوقف الحرب تتضمن عقد لقاء وطني بين الفصائل لترتيب الملف السياسي في غزة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تدير القطاع والأراضي الفلسطينية في العموم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى ضوء هذا التحرك الدولي الواسع لرسم مستقبل غزة الذي ترفض إسرائيل وأميركا أن تتصدر حركة "حماس" المشهد فيه، بدأت حركة "فتح" إجراء محادثات مع الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من شأنها تغيير الحكم في غزة.

قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كانت "حماس" تدير القطاع بطريقة غير مباشرة، إذ شكلت حكومة غزة لتولي المسؤولية المدنية والأمنية، لكن منذ اندلاع الحرب فقدت هذه المؤسسة قدرتها على العمل.

يقول عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" عباس زكي، "أجرينا اتصالات مع ’حماس‘ و’الجهاد الإسلامي‘، وأبدى الطرفان استعدادهما لوقف الحرب وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية على أساس الشراكة".

ومعنى الشراكة أن تكون "حماس" جزءاً من البيت الفلسطيني، أي في منظمة التحرير، وأيضاً في الحكومة المنتظر تشكيلها، أو حتى في أية لجنة تدير قطاع غزة، وعند الذهاب إلى انتخابات ستشارك الحركة في الحكومة بصرف النظر عن نتائج الاقتراع.

في الواقع، رفض رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية في وقت سابق إقصاء حركة "حماس" عن المشهد السياسي، مؤكداً أنها يجب أن تكون شريكاً في منظمة التحرير الفلسطينية، وحتى في أية حكومة يؤسس لها.

هذا الرفض تبعه أيضاً رفض أقوى الوسطاء على الساحة، وهم المصريون، إقصاء الحركة، وكذلك تغيير الولايات المتحدة موقفها في شأن "حماس" إلى السماح بوجودها في السلطة كشريك صغير.

ويقول عباس زكي، "أعطت منظمة التحرير الرأي القاطع بأن من الضروري إعادة ترتيب البيت الفلسطيني ووقف الحرب وإعادة إعمار غزة، والأهم من ذلك عدم السماح بإعادة وضع سكان غزة إلى ما كان عليه".

ويوضح زكي أن تجربة سكان غزة قبل السابع من أكتوبر يجب أن تختلف بعد الحرب لأن حياتهم السابقة كانت كارثية، لذلك تجري حركة "فتح" اتصالات مع "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لدراسة آليات ترتيب البيت الفلسطيني.

ملامح مستقبل غزة

بحسب المعلومات المتوافرة، فإن وفداً من حركة "فتح" برئاسة جبريل الرجوب، زار قطر للقاء قيادة "حماس"، وتتناول المحادثات التي تجري بين الأطراف الفلسطينية سبل الاتفاق على ترتيبات الأوضاع في قطاع غزة ما بعد الحرب الإسرائيلية، وإمكان الذهاب لتشكيل حكومة توافق فلسطينية تكون عنواناً لإدارة القطاع.

ويؤكد زكي هذه المعلومات، قائلاً "الاتصالات مع ’حماس‘ تسير ببطء شديد، لا كما يجب أن تكون عليه الحال الفلسطينية أو تفرضه المرحلة. هناك مذكرات ولقاءات تجري في القاهرة وقطر وحتى في تركيا، وجميعها يدور في محور واحد وهو مستقبل غزة".

بحسب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، فإن لدى "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إدارة حقيقية لحسم مسألة الوحدة الفلسطينية التي هي شرط الانتصار، وما يجري في غزة جعل القيادات الفلسطينية في جميع الفصائل تعمل في هذا السياق.

ويتوقع زكي أن تكون هناك خطوات قريبة لترتيب البيت الفلسطيني، بخاصة في ظل تحرك قيادات العالم بهذا الاتجاه، مشيراً إلى أن شكل الحلول يتمثل في تشكيل لجنة لإدارة غزة، وبعد ثلاثة أشهر من وقف الحرب تجري انتخابات رئاسية وتشريعية.

ويلفت إلى أن "حماس" و"الجهاد" يجب أن تشاركا في الانتخابات، بخاصة بعد قتالهما في غزة، ولا توجد أية نية لإقصاء أو محاسبة أي طرف فلسطيني لأن الجميع يعمل بطريقته من أجل القضية.

ومن "الجهاد الإسلامي"، يقول أمين سر العلاقات الدولية هيثم أبو الغزلان إن المشاورات الفلسطينية التي تجري هدفها تشكيل حكومة وحدة وطنية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مضيفاً أنه "تم الاتفاق على تشكيل حكومة متوافق عليها فلسطينياً، وستتولى حكومة انتقالية مسؤولية إعادة إعمار غزة في مرحلة ما بعد الحرب".

أما "حماس"، فقد طرحت بكل وضوح أنها ستذهب إلى عملية سياسية، ويقول رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إن "مستقبل غزة هو لشعبنا الذي يقرر شكل حكومته، لقد وصلتنا عروض ومبادرات من أطراف فلسطينية وعربية، وتعاملنا معها بإيجابية شديدة".

ويضيف هنية أن "’حماس‘ منفتحة على جميع المكونات الفلسطينية، ولا تمانع الانضمام إلى منظمة التحرير، لكنها ترغب في حكومة وحدة وطنية لضمان مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، وحتى تحقيق ذلك لن تكون هناك فوضى في غزة كما تروج إسرائيل".

المزيد من متابعات