Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السمنة لدى أطفال بريطانيا بعد كورونا تكلف أكثر من 10 مليارات دولار

دراسة جديدة: ارتفاع معدلات السمنة بشكل ملحوظ بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 5 سنوات و10 إلى 11 سنة في ذروة جائحة كورونا

مستويات السمنة بين الأطفال بسبب الجائحة قد تكلف أكثر من 8 مليارات جنيه استرليني (رويترز)

ملخص

كورونا ترفع معدلات السمنة المفرطة بين الأطفال والكلفة باهظة على الحكومة البريطانية.

تشير دراسة جديدة إلى أن مستويات السمنة بين الأطفال بسبب الجائحة قد تكلف أكثر من 8 مليارات جنيه استرليني (أكثر من 10 مليارات دولار).

وأفادت الدراسة بأن مستويات السمنة في إنجلترا ارتفعت بشكل ملحوظ بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات و10 و11 سنة في 2019/20 و2020/21 – في ذروة جائحة كورونا.

وفي حين تظهر الأرقام الأخيرة انخفاضاً طفيفاً في مستويات السمنة في الصفوف الابتدائية، إلا أن نسبة الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين تتراوح أعمارهم بين 10 و11 سنة لا تزال أعلى مما كانت عليه قبل الجائحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذر باحثون من "المعهد الوطني للبحوث الصحية"National Institute for Health and Care Research (NIHR) و"مركز ساوثهامبتون للبحوث الطبية الحيوية" Southampton Biomedical Research Centre وجامعة ساوثهامبتون، من ارتفاع متوقع للتكاليف لأن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من زيادة في الوزن يميلون إلى أن يصبحوا بالغين يعانون من السمنة المفرطة.

ويشمل ذلك المبالغ التي تم إنفاقها من قبل "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" على علاج مضاعفات السمنة، مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، وواقع أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يموتون باكراً في كثير من الأحيان.

وضمن مقال نشر في مجلة "بلوس وان" PLOS ONE قال الفريق القيم على الدراسة "خلال الفترة 2020-2021، كانت ثمة زيادات حادة في انتشار السمنة لدى الأطفال. وبحلول عام 2022، سيعود انتشار السمنة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 5 سنوات إلى المستويات المتوقعة بناءً على اتجاهات ما قبل الجائحة".

وأضافوا "ومع ذلك، استمر انتشار السمنة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و11 سنة، وكان أعلى بأربع نقاط مئوية من المتوقع، وهو ما يمثل حوالى 56000 طفل إضافي. وإن التكلفة الإضافية للرعاية الصحية لمدى الحياة في هذه المجموعة (كل من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 5 سنوات ومن 10 إلى 11 سنة) ستصل إلى 800 مليون جنيه إسترليني بتكلفة على المجتمع قدرها 8.7 مليار جنيه استرليني".

وأظهرت أرقام هيئة الخدمات الصحية الوطنية الصادرة في أكتوبر (تشرين الأول) أن نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و11 سنة والذين يعانون من السمنة انخفضت بشكل طفيف، لكنها لم تعد إلى المستويات التي شوهدت قبل الجائحة.

ومن جهتها، انخفضت مستويات السمنة في الصف السادس في إنجلترا من 23.4 في المئة بين التلاميذ في 2021/2022 إلى 22.7 في المئة في 2022/2023، لكنها لا تزال أعلى من مستوى 2019/2020 قبل الجائحة والتي تبلغ 21 في المئة.

وعند جمع أرقام السمنة وزيادة الوزن معاً، فإن 36.6 في المئة من الأطفال (أكثر من الثلث) يتجاوز وزنهم الصحي. وهذا الرقم أعلى أيضاً من مستوى 2019/2020 البالغ 35.1 في المئة.

كما أظهرت البيانات أن معدل انتشار السمنة لدى الأطفال في الصف التمهيدي انخفض من 10.1 في المئة عام 2021/2022 إلى 9.2 في المئة عام 2022/2023، وهذا أقل مما كان عليه في 2018/2019 و2019/2020. وتشير البيانات إلى مزيد من الانخفاض المستمر.

وبتقسيم البيانات بحسب الجنس، فإن الأولاد أكثر عرضة لزيادة الوزن مقارنة بالفتيات. وفي الوقت نفسه، فإن الأطفال الذين يعيشون في المناطق الأكثر فقراً في إنجلترا هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين يعيشون في المناطق الأكثر ثراء.

وبالنسبة للأطفال الذين يبلغون سن السادسة، بلغت مستويات السمنة 30.2 في المئة في المناطق الأكثر فقراً، مقارنة بـ 13.1 في المئة لدى المناطق الأقل فقراً.

وقال الباحثون الذين يقفون وراء الدراسة الجديدة إن ارتفاع السمنة أثناء الجائحة يمكن أن يعزى إلى آثار البقاء في المنزل كثيراً. وقالوا إن "غالبية الأطفال تلقوا تعليمهم من المنزل، كما أدى إلغاء الأنشطة الرياضية والترفيهية المنظمة إلى تقليل النشاط البدني، حيث كانت لها آثار سلبية على جداول نوم الأطفال ووقت المكوث أمام الشاشة".

ومن جانبه، تحدث البروفيسور كيث جودفري، أحد مؤلفي الدراسة، من مركز ساوثهامبتون للبحوث الطبية الحيوية، لوكالة "برس أسوسيشن" PA، قائلاً إنه "على رغم انخفاض مستويات السمنة، إلا أن المسار العام لا يزال يشير إلى أن السمنة لدى الأطفال الأكبر سناً آخذة في الارتفاع". مضيفاً "لقد عادت معدلات السمنة بسبب كوفيد إلى مستويات ما قبل الجائحة تقريباً لدى الأطفال في سن الصف التمهيدي ولكن ليس لدى الأطفال الأكبر سناً، ونعتقد أن ذلك بسبب السلوكيات المرتبطة بزيادة معدلات السمنة لدى الأطفال - مثل انخفاض النشاط البدني وسوء التغذية، وما إلى ذلك - أصبحت أكثر رسوخاً لدى الأطفال الأكبر سناً".

وأوضح "عاد الأطفال الأصغر سناً إلى النظام الغذائي المعتاد، والمستويات المعتادة من النشاط البدني".

وأشار إلى أنه لا يوجد إجراء واحد يمكنه حل مشكلة السمنة لدى الأطفال، لكن يجب أن تصبح "أولوية وطنية". واقترح التدخل عندما يكون التأثير الأكبر لدى الأطفال الأصغر سناً.

وقال المؤلف المشارك، البروفيسور الفخري مارك هانسون، من جامعة ساوثهامبتون "بمجرد ظهور السمنة، سيكون من الصعب عكس اتجاهه. كما يظل حوالى 60 في المئة إلى 85 في المئة من الأطفال المصابين بالسمنة يعانون منها في مرحلة البلوغ، مما يزيد من أخطار اعتلال صحتهم في المستقبل". مضيفاً "إن استنتاجنا المتعلق بالعودة السريعة إلى مستويات ما قبل الجائحة من زيادة في السمنة لدى الأطفال الأصغر سناً يشير إلى أن السياسات الجديدة يجب أن تستهدف الأطفال دون سن الخامسة".

واستطرد "من المرجح أن تكون هذه وسيلة فعالة لمعالجة مشكلة السمنة المتزايدة لدى الأطفال".

"ستكون هذه الأرقام مثيرة للقلق للآباء كما هي الحال بالنسبة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية". وفقاً للبروفيسور سايمون كيني، المدير الطبي الوطني للأطفال والشباب في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا. الذي يوضح قائلاً "تؤثر السمنة على كل أنظمة الأعضاء البشرية، وبالتالي يمكن أن يكون لها في سن مبكرة تأثير كبير على حياة الطفل، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والسرطان، ومشكلات عقلية والعديد من الأمراض الأخرى، والتي يمكن أن تؤدي إلى حياة أقصر وأكثر تعاسة".

وأضاف "إن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تلتزم بمساعدة أكبر عدد ممكن من الشباب والأسر المتضررة من مشكلات الوزن من خلال شبكتنا الجديدة المكونة من 30 عيادة متخصصة، والتي تقدم حزماً مخصصة من الدعم المادي والنفسي والاجتماعي".

وأوضح "لكن لا يمكن لهيئة الخدمات الصحية الوطنية حل هذه المشكلة بمفردها، وهناك حاجة إلى مواصلة العمل المشترك من قبل الصناعة والحكومة المحلية والوطنية والمجتمع ككل إذا أردنا تجنب قنبلة صحية موقوتة في المستقبل".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة