Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اليمين الإسرائيلي يعمق حرب القطاع بمؤتمر "الترانسفير"

وضع حكومة نتنياهو أمام أزمات الاستيطان والرهائن والانتخابات ويفتح باب الشقاق مع واشنطن والقاهرة

ملخص

مؤتمر "الاستيطان والترانسفير" أثار أزمات داخلية ودولية ويعجل خطوات تقديم انتخابات الكنيست

عكست المشاركة الواسعة لوزراء حكومة بنيامين نتنياهو، في مؤتمر "الاستيطان والترانسفير"، الذي عقده اليمين الإسرائيلي في القدس الوجه الحقيقي للحكومة الإسرائيلية، كما كشف دوافع عدم عرض الحكومة خطة لليوم الذي يلي توقف حرب غزة، في وقت يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزراء حكومته التهديد بتكثيف القتال في غزة واستمراره لأشهر طويلة حتى تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على "حماس" وتدمير قدراتها العسكرية.

قام بتنظيم المؤتمر رئيس مجلس السامرة يوسي دغان بالتعاون مع حركة "نحال" وبدعم كبير من وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش، والأمن الوطني إيتمار بن غفير، وأبرز أهداف المؤتمر إظهار الدعم الواسع لليمين الإسرائيلي ولمواقفه الداعية إلى عدم الانسحاب من غزة بل العودة إلى الاستيطان وإعادة مستوطنة غوش قطيف وفرض الحكم العسكري مقابل تشجيع الفلسطينيين على الهجرة.

وعرض اليمن خطته الاستيطانية، في المؤتمر، مشدداً على ضرورة تجديد وإنعاش الاستيطان في القطاع على أن تكون مدينة غزة وخان يونس نواة لمشاريعه وإسكانه، كما روج المؤتمر لخطة إخلاء القطاع من الفلسطينيين و"الترانسفير"، لطردهم من هناك، كل هذا بعد سيطرة إسرائيل على محور "فيلادلفيا" على رغم معارضة مصر لذلك.

تهديد أمن إسرائيل

بنيامين نتنياهو، الذي لم يتخذ خطوات لمنع عقد المؤتمر اتهمته المعارضة بالمشاركة غير المباشرة فيه، بينما شكلت مشاركة وزراء ونواب من حزبه "الليكود" في المؤتمر من بين 12 وزيراً و15 عضو كنيست موقفاً يمينياً واضحاً للحكومة بكل ما يتعلق بمستقبل غزة.

وكانت لحديث بن غفير في المؤتمر ردود غاضبة داخلية وخارجية بعد أن تحدث عن الأخطاء التي ارتكبها متخذو القرار على مدار سنوات في تعاملهم مع "حماس" ووصلت إلى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال إن جانباً من تصحيح هذا الخطأ "هو العودة إلى بيتنا إلى غوش قطيف وشمال الضفة وبناء المستوطنات وإنعاش هذا المشروع، فهذا بحد ذاته عدل تاريخي".

وأضاف بن غفير "جميعهم يفهمون اليوم أن الهروب من حقيقة ما يجب فعله في غزة سيجلب الحرب وحتى نمنع تكرار السابع من أكتوبر يجب أن نعود إلى البيت والسيطرة على المنطقة وأيضاً اقترح عرضاً مشجعاً للهجرة من غزة وفرض قوانين الإعدام والموت للمخربين".

وتجندت أصوات من مختلف الجهات والشرائح في المجتمع الإسرائيلي لتصعيد الحملة ضد نتنياهو والدعوة إلى إقالته في مقابل استمرار الجهود داخل الكنيست لحجب الثقة عن الحكومة وتقديم موعد الانتخابات.

زعيم المعارضة، يائير لبيد، اعتبر المؤتمر ضربة قوية لأمن إسرائيل بل يشكل خطراً على حياة الجنود ويعرقل مفاوضات صفقة الأسرى، التي ما زالت الفجوة كبيرة بين مطالب "حماس" وإسرائيل في مقابل ازدياد قلق عائلات الأسرى على مصير ذويهم في غزة.

من جهته، اعتبر عضو حزب "المعسكر الوطني" النائب السابق لأركان الجيش، يائير غولان، المؤتمر "صدمة كبيرة وتُظهر فيه مشاهد الرقص والاحتفالات وبدت الفرحة تعبيراً عن تحقيق طموحاتهم السياسية".

وبرأي غولان "من غير الصحي عقد مثل هذا المؤتمر في وقت نخوض حرباً في غزة ولدينا أزمة في صفقة الأسرى وعراقيل كثيرة تواجهنا، وما طرحه المؤتمر من حكم عسكري وتهجير للفلسطينيين هو أمر يمس بأمن إسرائيل أولاً، كما يمس علاقاتنا مع واشنطن ومصر وبقية الدول التي من شأنها أن تقدم كل دعم للتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في غزة، وهي تسوية واضح جداً للجميع بأنه من دون التوصل إليها فالحرب على القطاع ستستمر والمؤتمر حتماً سيمس بالعلاقة مع الولايات المتحدة لأن موقفها واضح بعدم دعم الاستيطان في غزة".

الانتقاد من داخل "الليكود"

في مقابل وزراء وأعضاء من حزب "الليكود" الحاكم، الذين شاركوا في المؤتمر ودعموا فكرة العودة إلى غزة وفرض الحكم العسكري، انتقد أعضاء من الحزب هذه المشاركة واعتبروا ذلك خطراً أمنياً على إسرائيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رئيسة حزب "العمل" ميراف ميخائيلي قالت إن "التحريض الذي أدى إلى مقتل إسحاق رابين يهدد الآن بالقضاء على دولة إسرائيل"، وأضافت في تغريدة عرضت فيها شريط فيديو للحاضرين في المؤتمر وهم يرقصون، وكتبت "مجموعة المسحانيين يرقصون في نشوة وكأنه لم تكن هنا مذبحة رهيبة في السابع من أكتوبر، وكأننا لم نخسر أكثر من 500 جندي، وكأنه ليس هناك 136 رهينة في أنفاق (حماس) الآن".

ونشر حزب "يوجد مستقبل" على منصة "إكس" أن "الليكود يقف الآن ليرقص على الأنغام السياسية لخليفته المتطرف في مؤتمر سياسي للاستيطان في غزة، لقد أضاع الطريق".

من جهتها، نظمت حركة "طريقنا" الرافضة للمؤتمر وقفة احتجاجية ضد العودة إلى الاستيطان في غزة، وقال المدير العام للحركة، نمرود دويك "طالبنا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بمنع انعقاد المؤتمر الذي يقوم فيه وزراء الحكومة بحملة سياسية مع اقتراح وهمي لإعادة الاستيطان في قطاع غزة من أجل خلق صورة النصر، لأن صورة النصر الحقيقية هي عندما يعود الأطفال للعب في بارئيه والمستوطنات الأخرى المحيطة بها".

وأضاف دويك "كان رد نتنياهو بالإعراب عن معارضته للاستيطان في غوش قطيف، لكنه لم يمنع مشاركة وزراء حزبه في المؤتمر، هذا التلميح إلى اليمين خطير في ساعة الحرب".

خريطة للاستيطان

لم يقتصر المؤتمر على مجرد الحديث والدعوة إلى الاستيطان في غزة بل عرض خطة اليمين للاستيطان، وكانت خلفية المنصة خريطة تبين مواقع الاستيطان السابقة في قطاع غزة، والمستوطنات الجديدة التي يريدون إقامتها.

وتضمنت الخريطة عدداً من المباني عند أطراف بيت حانون مدمرة، وبدلها ستقام مستوطنة "يشاي" ومستوطنة "ماعوز" في الساحل الجنوبي لقطاع غزة، وكذلك مستوطنة مخصصة للمتطرفين تسمى "حيسد ألالفيم" في جنوب رفح ومستوطنة "كيلات عزة هحدشا"، ومخطط أن تكون مدينة خضراء في القطاع.

التسجيل للسكن في غزة

في المؤتمر، نشر المشرفون لافتات على طاولات المؤتمر تطلب من المشاركين تسجيل أسمائهم للسكن في مستوطنات غزة، كما وزّع المؤتمر كراسة للمشاركين كتب فيها ناشطو الاستيطان، كل في جانب معين متعلق بالمشروع الاستيطاني داخل غزة.

وضمن ما جاء في الكراسة، كتب المحامي أفيعاد فيسيلو، بأن "نكبة 2"، أي "الطرد الجماعي للعرب من غزة، يوجد فيها مبرر كامل في قوانين الحرب".

الحاخام عوزي شارباف وهو الأب الروحي لحركة الاستيطان في غزة، شرح في الكراسة بأن وصية وراثة الأرض تعني "احتلال أرض إسرائيل بحسب الحدود التي قيلت لأبينا إبراهيم، وأيضاً تدمير وطرد كل من يعارض حكم شعب إسرائيل في أرض إسرائيل، بالضبط كما فعل يهوشع بن نون".

أما إلياهو ليبمان، والد أسير في غزة فشرح استناداً لمصادر يهودية بأن "الذين لا يمكن قتلهم يجب طردهم ووراثتهم، لا يوجد أبرياء".

ويقول الخبير السياسي، نير حسون، "ربما ستُذكر هذه الأمسية كنقطة فارقة أخرى، الانجرار اليهودي الحريدي في إسرائيل نحو اليمين"، إضافة إلى الوزراء وأعضاء الكنيست الكهانيين من الصهيونية الدينية و"عوتسما يهوديت" و"الليكود".

ووقف هناك أيضاً وزير الإسكان إسحق غولدكنوفف من "يهدوت هتوراة" وقال "سـأؤيد إصلاح الظلم والعودة إلى غوش قطيف والقطاع".

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة