Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ماتي" خطة إيطالية لتنمية أفريقيا واحتواء الهجرة غير الشرعية

سميت على اسم مؤسس عملاق النفط "إيني" وتهدف إلى ضخ استثمارات وبرلماني يصفها بـ"صندوق فارغ"

الرئيس التونسي قيس سعيد مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال القمة (رويترز)

ملخص

جاء الدفع بخطة ماتي في وقت تواجه فيه إيطاليا تدفق مئات الآلاف من المهاجرين القادمين من السواحل التونسية والليبية.

خلال استضافتها لقمة القادة الأفارقة دفعت إيطاليا بخطة ماتي في محاولة لإعادة الزخم لعلاقاتها مع الدول الأفريقية التي يواجه بعضها هشاشة أمنية وبعضها الآخر يئن تحت وطأة أزمات اقتصادية واجتماعية.

فما هي خطة ماتي التي أعلنتها رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، أول من أمس الإثنين، وسميت على اسم إنريكو ماتي مؤسس عملاق النفط الإيطالي شركة إيني، التي لها أنشطة مكثفة في القارة السمراء خصوصاً في ليبيا، وتعهدت من خلالها روما التي ترأس مجموعة السبع، تنمية أفريقيا، في مسعى على ما يبدو لتعزيز نفوذها في مواجهة تعاظم الحضور الروسي والصيني؟

إطار تعاون جديد

وتستهدف خطة ماتي، التي تركز على احتواء ظاهرة الهجرة غير النظامية، ضخ استثمارات إيطالية ضخمة في القارة الأفريقية التي تواجه بمفردها أزمات أمنية واقتصادية وسط عجز عن حشد الدعم الدولي الكافي لمكافحة تلك الأزمات لا سيما في منطقتي الساحل والقرن الأفريقيين.

وقالت ميلوني إن "هذه المشاريع مفتوحة على كل دول القارة"، لافتة إلى أنه "في العلاقات مع الدول الأفريقية، من الضروري التغلب على نموذج الدولة المانحة والدولة المتلقية والسعي بدلاً من ذلك إلى التعاون بين أنداد لتحقيق المنفعة المتبادلة".

ومن غير الواضح ما إذا ستنجح إيطاليا في فرض هذه الخطة لا سيما في ظل طغيان الحضور الروسي والصيني في القارة الأفريقية على بقية القوى الإقليمية والدولية الطامحة لترسيخ موطئ قدم لها.

وقال الباحث السياسي الإيطالي دانييلي روفينيتي، إنه "بالنسبة لإيطاليا، تعتبر أفريقيا منطقة ذات أهمية استراتيجية طبيعية، تماماً كما هي حال إيطاليا بالنسبة إلى عديد من البلدان الأفريقية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع روفينيتي في حديث خاص مع "اندبندنت عربية" أن "خطة ماتي تهدف إلى تنسيق هذه المصلحة المشتركة في إطار تعاون جديد وممكن. فهناك تعاون في مجال انتقال الطاقة (الخبرة والدراية الإيطالية والظروف الطبيعية الأفريقية) الذي يتناول أيضاً إزالة المخاطر".

وشدد على أن "قيمة الأمن القومي لإيطاليا لا تشمل فقط عمليات مكافحة الهجرة غير النظامية، لكن أيضاً مواجهة النشاطات الإرهابية الناشئة في مناطق واسعة من أفريقيا مثل منطقة الساحل".

وخرجت منطقة الساحل الأفريقي من فلك النفوذ الغربي الذي كرسته فرنسا طوال عقود وارتمت معظم دول المنطقة على غرار مالي، وبوركينافاسو، والنيجر في أحضان روسيا التي أضحت شريكاً لهذه الدول في مواجهة الجماعات المتمردة والمتشددة.

وقال روفينيتي، إن "بإمكان إيطاليا أن تستجيب لحاجة دول الساحل وبقية الدول الأفريقية من خلال تقديم المساعدة في مجالات الغذاء والطاقة والأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب، أي إنها تستطيع تقديم مساهمة ملموسة لما تسعى إليه القارة".

خطة مهمة

وجاء الدفع بخطة ماتي في وقت تواجه فيه إيطاليا تدفق مئات الآلاف من المهاجرين القادمين من السواحل التونسية والليبية، فيما تتصاعد الدعوات إلى تبني مقاربة غير تقليدية وليست أمنية فحسب في مواجهة هذه الظاهرة التي تؤرق السلطات الأوروبية.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الجزائرية، حكيم بوغرارة، أن ""خطة ماتي هي خطوة مهمة جداً طالما تعتمد على تنمية القارة الأفريقية ومساعدتها من أجل تحسين بنيتها التحتية واستثماراتها وحتى تتخلص من التبعات السلبية الناجمة عن الحركة الاستعمارية القديمة".

وأردف بوغرارة في تصريح خاص أن "الدفع بعجلة التنمية في أفريقيا ومساعدة القارة على تجاوز المشكلات الاجتماعية والاقتصادية من شأنه أن يخلق وظائف من ثم الحفاظ على الشباب الأفريقي في بلدانه بدلاً من عدم الاستقرار وما ينتج منه من أضرار اجتماعية واقتصادية تخلق بدورها موجات هجرة تهدد استقرار والاقتصادات العالمية" مشيراً إلى أن "ليبيا فقط تضم مليون مهاجر غير شرعي وحالات الغرق والعبور إليها كلها عوامل دفعت إيطاليا إلى التحرك، بخاصة أنها أكثر الدول تضرراً من موجات الهجرة غير النظامية".

وشدد المتحدث على أن "مقترحات إيطاليا مهمة جداً، بخاصة أنها تستند إلى انتقادات لدور المستعمرين الأوروبيين القدامى في القارة خصوصاً فرنسا، من ثم هي تدعو إلى تحمل المسؤولية بشكل جماعي لاحتواء ملف الهجرة غير الشرعية التي أصبحت تجارة وفق تقارير منظمة الأمم المتحدة".

خدعة كبيرة

لكن مخططات رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتشددة، التي تجهز نفسها لانتخابات أوروبية حاسمة، لا تحظى بالإجماع في بلادها حيث انتقدتها أوساط سياسية لا سيما بسبب غياب التمويلات التي من شأنها بعث المشاريع التي تعد بها روما.

وقال النائب البرلماني الإيطالي المعارض، ريكاردو ماجي، إن "خطة ماتي لأفريقيا ما هي إلا خدعة كبيرة، فالحكومة الإيطالية الحالية تمارس ألعوبة وهمية وتعد بمشاريع لا موارد ولا ممولين لها".

وأوضح ماجي في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام إيطالية من بينها وكالة "آكي" المحلية أن "القمة التي عقدت في روما تخاطر بأن تلحق الضرر بأفريقيا، فخطة ماتي عبارة عن صندوق فارغ، فلا توجد مشاريع حقيقية وليست هناك موارد إضافية، وفوق كل شيء لا وجود حالياً لشراكة سياسية بين أفريقيا وإيطاليا".

المزيد من تقارير