Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عقاب أميركي منتظر لطهران... فأين ستكون الضربة؟

يتوقع مراقبون حرص واشنطن على الاحتفاظ بردها خارج الجغرافيا الإيرانية

قوات أميركية متمركزة منذ سنوات في مناطق سورية (أرشيفية - أ ف ب)

ملخص

يرى مراقبون أن أميركا ستحرص على توجيه ضربات عسكرية خارج الجغرافيا الإيرانية والاكتفاء باستهداف أذرعها خارج الحدود.

تصاعد دخان الحرب في أحاديث وتصريحات الساسة في الولايات المتحدة المنتقدة تأخر البيت الأبيض في الرد العسكري على مقتل جنود لها في الأردن، ويبدو جلياً تغلب صقور السياسة الأميركية من الجمهوريين في نهاية المطاف باتخاذ قرار الرد بضربات مركزة على مواقع إيرانية في سوريا والعراق.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اتخاذ قرار في شأن طريقة الرد على مقتل ثلاثة جنود في سلاح قواته إثر هجوم بطائرة مسيرة في الـ28 من يناير (كانون الثاني) الماضي على قاعدتهم قرب الحدود السورية - الأردنية. وقال "يمكن أن يتخذ الرد عدة عمليات انتقامية"، وحمل بالوقت ذاته طهران مسؤولية تزويد الجماعات المنفذة للهجوم بالأسلحة.

لا نهاية للمعركة

في غضون ذلك يواجه الرئيس الديمقراطي بايدن ضغوطاً من الحزب المنافس الجمهوري بالإسراع للرد على الحادثة الأخيرة على الحدود الأردنية في ظل حملة انتخابية لولاية رئاسية جديدة يعد الرئيس السابق دونالد ترمب أبرز منافسيه.

ولعل قرار الحرب الذي يشوبه التريث لعدم رغبة الرئيس بايدن في توسيع رقعتها يأتي في غمار معركة انتخابية لدروة رئاسية جديدة، علاوة على انخراطه في دعم حرب إسرائيل على غزة منذ الأيام الأولى في أعقاب هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، ما جاء عكس ما يتوقع ويشتهي. ولتأكيد عدم رغبته في توسيع رقعة الحرب أعاد إحدى حاملات الطائرات من البحر المتوسط.

في المقابل وفي هذا الشأن يعتقد رئيس مركز "ريكونسنس" للبحوث والدراسات عبدالعزيز العنجري بأن الأحداث الخارجية والقرارات العسكرية يمكنها أن تلعب دوراً في السياق الانتخابي، مما يؤثر إيجاباً في صورة الرئيس أمام الناخبين، وهذا البعد وفق رأيه يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند تقييم الدوافع وراء القرار العسكري.

أضاف "لا يمكن أن ننسى أهمية ردود الفعل الإقليمية والدولية تجاه مثل هذه الضربات، خصوصاً من الفاعلين الرئيسين مثل روسيا والصين والسعودية وعدد من أبرز الدول الأوروبية التي تتواصل مع طهران كفرنسا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر العنجري في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أنه من غير الممكن أيضاً لأي إجراء فردي أن يغير بشكل حاسم طموحات طهران الإقليمية، بحيث تعتمد فعالية هذه الضربات على عوامل عدة منها حجم ودقة الضربة.

وتابع "فإذا كانت محدودة قد يكون تأثيرها العام موقتاً، ولذلك فإن الفعالية الطويلة الأمد في تحديد دور إيران في سوريا وما وراءها تعتمد على السياق الاستراتيجي الأوسع، بما في ذلك الجهود الدبلوماسية والتحالفات الإقليمية، وقدرة طهران على التكيف ومدى صمود الضغط الأميركي".

وتتهم الولايات المتحدة فصائل عراقية موالية لطهران بتنفيذ الهجوم على قاعدتها التي يطلق عليها "البرج 22"، حيث أسفر عن مصرع ثلاثة جنود وإصابة العشرات بجروح عبر طائرات مسيرة. ورد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي على تعليق "المقاومة الإسلامية" العراقية هجماتها ونشاطها ضد القوات الأميركية "لن نأخذه على محمل الجد".

خارج الجغرافيا

ويتوقع مراقبون حرص الولايات المتحدة على الاحتفاظ بردها خارج الجغرافيا الإيرانية، لكن ومع سحب كبار القادة خوفاً على استهدافهم مثلما حدث في الأول من يناير الماضي حين قصفت إسرائيل مقراً لكبير المستشارين العسكريين الإيرانيين في ريف دمشق، رضا الموسوي وبعدها أيضاً في الـ20 من الشهر نفسه قصفت وسط دمشق مما أدى إلى مقتل رئيس جهاز استخبارات فيلق القدس، وهذا يؤدي بألا تسمح طهران بالتضحية أكثر بالقادة من الصف الأول أو الثاني في سوريا والعراق.

قرار الانسحاب يأتي تكتيكياً، ويندرج ضمن الاستراتيجية الأمنية المتوقع حدوثها بعد الاختراق الأمني الحاصل، وليس مرتبطاً بالضرورة بالضربات الأميركية المتوقع حدوثها وفق متخصصين في الشأن الإيراني تحدثوا عن تغيير استراتيجية طهران الأمنية، خصوصاً بعد القصف الإسرائيلي الأخير على دمشق.

وقال الباحث السياسي في الشأن الإيراني سعد الشارع، إن هناك تنقلات سريعة وضبط الاتصالات من قبل طهران منعاً لأي اختراق استخباراتي، مضيفاً "وفق مصادر توجد تحركات عسكرية وليست فقط أمنية مع تغيير مواقع وأسماء وألقاب يتعاملون بها".

وثمة اعتقاد بكون الضربات المزمع حدوثها يمكن حدوثها بأي وقت وبشكل مفاجئ، ولعل التأخير الحاصل يشي باحتمالية استهداف مواقع حساسة أو شخصيات بارزة في سوريا والعراق، وفي حال عدم احتواء بنك الأهداف فإن الفصائل المحلية المدعومة من إيران ستكون في وجه المدفع الأميركي وعلى مرمى من طائراته.

سرعة الرد ودقة الأهداف

إزاء ذلك لم يكف المشرعون الأميركيون من الحزب الجمهوري عن ممارسة ضغوط على إدارة الرئيس جو بايدن، متهمين إياها بالتباطؤ حيال مسألة الرد على مصرع الجنود، وهذا ما منح طهران وقتاً لإجلاء الأهداف المحتملة أو نقل أصولها العسكرية.

وقال السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ روغر ويكر في حديث متلفز إن "الهجوم ينبغي أن يحدث بالفعل الآن، ويستهدف القيادة الإيرانية ومخابئ الأسلحة، في وقت يرى الجنرال الأميركي المتقاعد روغر أبرامز بأن التأخير يشير إلى رد قوي، وأكثر انتشاراً من الضربات الأخيرة في المنطقة".

في المقابل تناقلت تقارير إعلامية عن مصادر إيرانية تقليص انتشار كبار المستشارين والقادة في الحرس الثوري، ونقلت "رويترز" عن مسؤول أمني أكد مغادرة قادة إيرانيين سوريا كنوع من تقليص الوجود، وتسعى طهران بذلك إلى إدارة العمليات من بعد بمساعدة "حزب الله" اللبناني.

ويفضي هذا الإجراء الإيراني إلى تخفيف الخسائر البشرية أو تجنبها مع الضربة الأميركية المرتقبة في سوريا والعراق، لا سيما أنها جاءت بعد حادثة القاعدة الأميركية (البرج 22) على الحدود السورية الأردنية.

ومع هذا بات لافتاً خشية طهران من الرد الأميركي، وهو ما دفعها إلى نفي ارتباطها بحادثة مقتل الجنود الثلاثة، ووصل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري سليمان قاآني بجولة سرية وسريعة على العراق وسوريا ولبنان للضغط على الفصائل المدعومة إيرانياً للتهدئة.

رقعة الحرب

إزاء التطورات الأخيرة تبدي دول حليفة للولايات المتحدة ترددها بمشاركة أميركا بالضربات ومنها بريطانيا التي أعلنت عن عدم انضمامها إلى شن ضربات على أفراد ومنشآت إيرانية.

جاء ذلك على لسان وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في مقابلة مع صحيفة "ديلي تلغراف" إذ أكد تجنب بلاده الدخول في صراع إقليمي واسع النطاق، كما حث إيران على ضرورة إظهار السيطرة على الفصائل المدعومة منها في سوريا والعراق، مع مواصلة التعاون بين بلاده والولايات المتحدة في الحرب ضد الحوثيين لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر.

المزيد من متابعات