الطماطم تشعل أزمة بين إسبانيا وفرنسا

يولي الإسبان أهمية كبيرة لطماطمهم، فهي الدعامة الأساس لوجبة الإفطار الوطنية "خبزماطة" أو "خبدوزة" أو كما في الإسبانية "بامب توماكيه"، وهو طبق مشهور في معظم أنحاء البلاد، يتكون من خبز عليه طماطم وملح وزيت زيتون، وبالطبع هناك "الغازباتشو"، حساء الطماطم البارد الصيفي المنعش، لذا فمن غير المستغرب أن يكون هجوم أحد كبار الساسة الفرنسيين على الطماطم الإسبانية باعتبارها "غير صالحة للأكل" سبباً في إشعال شرارة ما سمته وسائل الإعلام في البلدين بـ"حرب الطماطم".

التصريح الذي أدلت به وزيرة البيئة السابقة والمرشحة الرئاسية السابقة الفرنسية سيجولين رويال خلال مقابلة تلفزيونية حين قالت "هل تذوقت ما يسمى الطماطم الإسبانية العضوية؟ إنها غير صالحة للأكل"، أزعج إسبانيا بصورة كبيرة.

ومضت رويال في زعمها أن الطماطم العضوية الإسبانية ليست عضوية على الإطلاق. أضافت "المنتج العضوي الإسباني هو منتج عضوي مزيف، الفواكه والخضراوات الإسبانية لا تفي بالمعايير الفرنسية، ولا ينبغي أن تكون على رفوف السوبرماركت".

الطماطم الإسبانية لا تقبل المنافسة

أثارت تصريحات رويال دهشة في إسبانيا، إذ أطلق المزارعون على كلماتها اسم "الهراء" و"كلام الخزي"، وقدمت جمعية المزارعين العضويين شكوى رسمية ضدها في بروكسل، ودافع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن هذا القطاع.

ووصف سانشيز ادعاءات الوزيرة الفرنسية السابقة بأنها "لا أساس لها من الصحة". وقال إنه من الواضح أن رويال "لم تكن محظوظة بتجربة الطماطم الإسبانية" ودعاها للمجيء إلى إسبانيا "لتجربة أي من أصناف الطماطم الإسبانية، وسترون أن الطماطم الإسبانية لا تقبل المنافسة".

المزارعون الفرنسيون يتهمون إسبانيا بإغراق السوق الفرنسية

ويتهم المزارعون الفرنسيون إسبانيا بإغراق السوق الفرنسية بمنتجات منخفضة الكلفة، باستخدام كميات كبيرة من المبيدات الحشرية، وخلال احتجاجات المزارعين المستمرة في فرنسا، تعرضت عديد من الشاحنات القادمة من إسبانيا للهجوم، ولا سيما عند بوابة بولو، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الإسبانية، ودمرت حمولتها من الفواكه والخضراوات والنبيذ.

من جانبها، قالت الجمعية المهنية الإسبانية للإنتاج العضوي "إيكوفاليا"، إن القواعد نفسها تطبق في فرنسا وإسبانيا. وقال رئيسها ألفارو باريرا "الزراعة العضوية الإسبانية تخضع للوائح نفسها في جميع أنحاء أوروبا"، مضيفاً أن كلمات رويال كانت "مخزية" وأن منظمته تقدمت بشكوى إلى المفوضية الأوروبية.

وقال بارتولو راميريز، وهو مزارع من كونيل دي لا فرونتيرا في جنوب إسبانيا، وهي منطقة مشهورة بالطماطم، لصحيفة "التايمز" عن رويال "تلك السيدة تعاني مشكلة في الحنك"، مضيفاً "على عكس فرنسا وأماكن أخرى، لدينا شمس طوال العام، ولهذا السبب فإن الطماطم لدينا، إضافة إلى امتثالنا لجميع اللوائح الصارمة، تتمتع بالنكهة التي تتمتع بها".

وتعد إسبانيا سادس أكبر منتج للطماطم في العالم، إلا أن إنتاجها انخفض في السنوات الخمس الماضية بنسبة 20 في المئة، ويقول المزارعون إن زراعة الطماطم أقل ربحية، وجرى استيراد ثلث إجمالي الطماطم المبيعة في الاتحاد الأوروبي خلال الربع الأول من عام 2023 من المغرب، وتمثل فرنسا أكثر من نصف مبيعات الطماطم المغربية في الاتحاد الأوروبي، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتفوق فيها الدولة الواقعة في شمال أفريقيا على مبيعات الطماطم الإسبانية في المنطقة.