Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جنرال تشادي: لسنا مضطرين إلى طرد فرنسا

قال في تصريحات لـ"اندبندنت عربية" إن ميليشيات "فاغنر" الروسية جربت قوات بلاده من قبل

قلل جنرال تشادي شارك في اجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامي في الرياض من أهمية اتساع رقعة التمدد الروسي في غرب أفريقيا على وقع التكهنات بدور أكبر لموسكو في المنطقة بعد تزايد نفوذها في مالي وبوركينافاسو والنيجر بعد طيها صفحة العلاقات الاستراتيجية التي كانت تجمعها بفرنسا لعقود.

وقال الجنرال إبراهيم آدم هارون إن تشاد "ليست مضطرة إلى طرد فرنسا للتعامل مع دولة أخرى، ولدينا تجربة مع تجربة (فاغنر) إذا أرادت إحداث الاضطرابات، فهي تعرفنا من قبل، ولا تستطيع فرض أي أمر علينا".

"لا يزعجنا إخراج الجيران فرنسا"

لدى سؤاله عما إذا كان خروج فرنسا وإتيان روسيا إلى المنطقة يزيد من تحديات بقية الدول التي لا تزال على تحالف مع المعسكر الغربي مثل تشاد، يجيب، "الدول التي قامت بإخراج فرنسا لديها الحرية في إدارة علاقاتهم وتعاملهم مع من يشاؤون، لذلك في بعض دول الجوار نرى أنهم طوروا العلاقات مع روسيا، وأنا أعتبر هذا شأنهم وحدهم فقط، ولا ينقص من حقنا شيئاً ما دام لا يقترب من أمننا، فنحن كدولة لنا الحرية في التعامل مع الجهة التي نشاء".

وهل يزعجكم في الأقل ذلك أو غير من سياساتكم الأمنية؟ يضيف هارون "لا يزعجنا، لأن هذا شأنهم الداخلي، ولا يؤثر فينا، وجيشنا على أهبة الاستعداد ولديه خبرة كبيرة في مواجهة الإرهاب أو أي تدخل أجنبي"، في إشارة على الأرجح إلى حروب تشاد الخارجية مع جيرانها في العقود الماضية مثل ليبيا أو التنظيمات المتمردة والإرهابية.

"لن نحذو حذوهم"

وعند مناقشته في احتمال أن تحذو تشاد حذو جاراتها في طرد مستعمرها السابق فرنسا، قطع الشك بقوله "كلا، نحن بيننا وبين فرنسا علاقات مثل علاقاتنا مع الدول الأخرى، وهي علاقات طبيعية لدولة بدولة أخرى، ولذلك لسنا ملزمين طرد فرنسا أو أي دولة أخرى لأن الآخرين فعلوا ذلك. نحن نتعامل مع فرنسا عبر تعزيز التعاون العسكري والدبلوماسي، مثل أي دولة أخرى لنا مصالح معها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول ما إذا كان النفوذ الروسي أو ميليشيات "فاغنر" في جوار تشاد كما يتردد في كل من ليبيا والنيجر ومالي وبوركينافاسو يثير مخاوف القوى السياسية في أنجامينا يعتبر المسؤول في حواره مع "اندبندنت عربية" أن "التنظيمات التي ذكرت في المنطقة غير شرعية، ونحن قضينا عليهم فيما مضى، وحتى الباقون ليس لديهم ما يمكنهم من تشكيل التهديد علينا، أما بالنسبة لميليشيات (فاغنر) فقد جربتنا من قبل ورأت عزمنا في إلحاق الهزائم بها".

واتهمت قوى محلية ودولية الميليشيات الروسية بارتكاب جرائم إبادة في المناطق التي تنشط فيها بين دول جنوب الصحراء، خصوصاً في مالي التي عززت علاقاتها بموسكو، وكذلك "فاغنر" في أعقاب استحواذ العسكر على السلطة وطردهم القوة الأممية والفرنسية التي كانت تشرف على حفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها في الشمال بين باماكو والسكان المحليين من العرب والطوارق.

تشاد في وجه المدفع

وبينما تنشط الجماعات الإرهابية في المنطقة على خلفية الاضطرابات فيها كان إقليم الساحل والصحراء الكبرى إحدى نقاط اهتمام التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ومثله التحالف الدولي ضد "داعش". وفي هذا السياق جاءت مشاركة الجنرال ضمن وفد بلاده، إذ قال "جئنا إلى هنا لاجتماع مجلس وزراء التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب مع إخواننا في الدول العربية والصديقة ولمناقشة سبل مكافحة الإرهاب في دولنا". وأضاف "نحن في وجه مدفع الإرهاب، لكن ما يساعدنا هو أن أصل الإرهاب أمر ضد تعاليم الإسلام والشريعة المحمدية، ونحن نكافحه منذ سنوات عدة داخل بلادنا وخارجها، فهو منتشر في النيجر ونيجيريا ومالي والكاميرون، وشاركنا في دحره في كل تلك الدول، بسبب قوت جيشنا وخبرته في مكافحة الإرهاب".

وعن التعقيدات التي أضافتها الانقلابات المتتابعة في دول الجوار إلى المشهد السياسي والأمني في الإقليم، يقول "نحن لا ينقصنا شيء للقيام بدورنا بالتعاون مع إخواننا في سبيل القضاء على الاضطرابات الناجمة عن الإرهاب (...)، أما موجة الأحداث السياسية التي أشرت إليها (الانقلابات)، فنحن لا نعانيها في الوقت، وأنت ترى مثلاً أن الإرهابيين فرضوا قوتهم في دول الجوار، وليس في تشاد من أجل قوة الجيش التشادي، فهو القوة الضاربة في المنطقة، وتلك رسالة حتى للقوى الأخرى".

ومع نهاية العام الماضي 2023 كانت 4 دول في غرب أفريقيا والقارة قد أنهت الوجود الفرنسي فيها ضمن سلسلة انقلابات قادها عسكريون قاموا إثر وصولهم إلى السلطة في أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينافاسو والنيجر بفتح بلادهم للنفوذ الروسي على حساب الفرنسي. وبقيت تشاد حتى الآن بين مجموعتها خارج نطاق التوجه الجديد وسط تكهنات بأنها في أي وقت قد تنضم إلى جاراتها التي أعلنت 3 منها أخيراً هي مالي وبوركينافاسو والنيجر الانسحاب من المنظمة الإقليمية الاقتصادية لمجموعة "إيكواس" قبل انفصال سابق مع تكتل "جي5" المكون من دول الساحل عامة بقصد محاربة الإرهاب بالتحالف مع القوى الغربية والدولية.

اقرأ المزيد

المزيد من حوارات