Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"بسكويتة مميتة"... صدمة "حساسية الطعام" قد تؤدي إلى الوفاة

على من يعاني منها تثقيف ذاته حول المصطلحات المعتمدة عليها ليحمي نفسه وذكر مسبباتها على المنتج ضرورة

مراقبة الملصقات الغذائية على السلع في السوبرماركت من مسؤولية وزارة الاقتصاد في لبنان (اندبندنت عربية)

ملخص

توفيت فنانة بريطانية إثر "صدمة تحسسية" ناتجة من تعرضها لـ"حساسية طعام" بعد تناول بسكويت يحتوي على مكونات غير مذكورة في ملصق على المنتج، تعرف إلى الأطعمة التي تتسبب في ضيق التنفس وأحياناً إلى الوفاة

بدا خبر وفاة الفنانة البريطانية أورلا باكسينديل، البالغة من العمر 25 سنة، في الولايات المتحدة إثر تناولها قطعة بسكويت مفاجئاً لكثيرين.

في الواقع، كان البسكويت الذي تناولته يحتوي على الفول السوداني مما أوقعها تحت أثر "صدمة تحسسية" ناتجة من "حساسية طعام" أودت بحياتها. حتى أن استخدام قلم الحقن التلقائي "إبي بن"، الذي يستخدم لعلاج حالات طوارئ الحساسية وتحمله معها باستمرار لم ينقذ حياتها، علماً بأنه لم تذكر المكسرات ضمن مكونات البسكويت المعلنة على العبوة، وبالتالي لم تعلم أنه يحتوي على الفول السوداني ففارقت الحياة.

وتبين أن المنتج كان يحتوي على البيض كمكون غير معلن، في هذه الحالة تسبب إهمال الشركة المصنعة في وفاة باكسينديل، مما يؤكد ضرورة ذكر المكونات على السلع الغذائية خصوصاً تلك المسببة للحساسية. إذ يرتفع خطر تعرض كثيرين إلى أزمة تنفس مميتة نتيجة صدمة حساسية الطعام لديهم.

في لبنان من الطبيعي أن تكون هذه المسألة مصدراً للقلق. فبغياب المحاسبة والمقاضاة، قد يزيد الاستهتار في هذا المجال وقد لا تكون الرقابة على الملصقات الغذائية بالمستوى المطلوب أحياناً لحماية فئات معينة من أي أذى يمكن أن تتعرض له بسبب الإهمال.

مسببات الحساسية

هناك 9 أنواع من مسببات الحساسية الأساسية المتعارف عليها عالمياً وتعد الأكثر شهرة، تتمثل في الحليب والبيض والمكسرات بأنواعها كالفول السوداني والبندق والقشريات والمحار والسمك والقمح والصويا، والسمسم. ومن المهم والخطير في الآن ذاته أن تكتب على الملصق الغذائي لأي منتج في حال وجودها فيه، وفق الطبيبة المتخصصة في علم التغذية سوزان حيدر.

تقول حيدر، إن هذا ينطبق على الحالات التي ثمة أثر لمسببات الحساسية في المنتج، أو حتى في حال كانت الشركة المنتجة تستخدم أي منها. علماً بأن حساسية الطعام تكون عادة على البروتين في الغذاء، وبالتالي تكون المشكلة في حال التعرض لأطعمة تحتوي على البروتينات، أما بقية أنواع الحساسية فتكون أقل حدة.

 بحسب حيدر، ترتفع في لبنان معدلات الإصابة بحساسية السمسم والبندق بشكل خاص مقارنة مع دول أخرى كما أظهرت إحدى الدراسات، وقد يكون السبب في تناولها بكثرة. لكن من الممكن أن تزول حساسية بروتين الحليب لدى البعض مع مرور الوقت.

 

 

تشير إلى أنه في المقابل، تعتبر حساسية الفول السوداني أكثر شيوعاً في الغرب. وقد يكون السبب في تأخير إدخاله في غذاء الطفل. لذلك، ثمة اتجاه لإدخاله في سن مبكرة، وإن كانت هذه المسألة لا تزال قيد الدرس.

توضح المتخصصة في علم التغذية، أن هناك نوعين من حساسية الطعام، أولهما تلك الحادة والأكثر خطورة التي يرتفع فيها معدل تحليل الحساسية أو الغلوبولين المناعي IGE بشكل سريع ومباشر. في هذه الحالة، يزيد خطر الوفاة إثر التعرض لصدمة تحسسية، وحتى في حال الحصول على كمية بسيطة من مسبب الحساسية، ولو كان هناك أثر له في المنتج، عندها، يكون الأثر مباشراً ويؤدي إلى الوفاة في حال عدم التدخل سريعاً. وثمة حالات تكون عرضة لخطر الوفاة في حال شم مسبب الحساسية، ففي مثل هذه الحالة يتعرض المصاب لصدمة تحسسية مع أعراض كالالتصاق في البلعوم وضيق في المجاري الهوائية وصعوبة في التنفس وارتفاع ضغط الدم وفقدان الوعي وصولاً إلى الوفاة.

تضيف، أما في النوع الثاني من حساسية الطعام، فيرتفع معدل IGE بشكل تدريجي مسبباً أعراضاً تتفاوت في حدتها لكن درجة الخطورة لا ترتفع فيها. والأعراض التي يمكن التعرض لها في هذه الحالة هي التقيؤ والغثيان والألم في المعدة وورم الشفتين واللسان والسعال والصعوبة في التنفس والإسهال والطفح جلدي. قد تظهر خلال ساعتين بعد تناول الطعام، فيما تظهر تلك الناتجة من الحساسية الحادة خلال ثوان معدودة.

من الطفولة

توضح حيدر، أنه في النوع الحاد من حساسية الطعام من المفترض فيمن يعانيها أن يحفظ معه باستمرار قلم الحقن التلقائي "إبي بن" لاستخدامه مباشرة عند الشعور بأولى الأعراض لأن الصدمة التحسسية تكون خطيرة وحادة وقد تؤدي إلى الوفاة سريعاً في حال عدم التدخل، أما الهدف من هذه الحقنة فهي استعادة وظائف الجسم وتنشيطها، كما توضح حيدر. لكن من الممكن ألا يدرك الشخص المعني أنه مصاب بالحساسية ما لم يجرب نوع الطعام المسبب. هذا لا ينطبق على حساسية الطعام الحادة فهي تولد معه عادةً، وإن كان من الممكن ألا يكون قد تناول نوع الطعام المعني ولم يتعرض له في الطفولة.

تضيف، في كل الحالات تظهر حساسية الطعام عادة في سن مبكرة خصوصاً في ما يتعلق بحساسية الحليب والصويا، وقد يكون هناك رابط بينهما أحياناً، حيث إن من يعاني إحداهما قد يعاني الأخرى أيضاً.

تتابع، من الوسائل العلاجية المعتمدة لمن يعانون حساسية طعام ما يعرف بـElimination Diet. فبغياب الفحص الخاص بهذا النوع من الحساسية، من الممكن اتباع حمية تقضي بإلغاء الأطعمة المسببة للحساسية، قبل إدخالها مجدداً في نظامه الغذائي بشكل تدريجي خلال أسبوعين لاكتشاف تلك التي يعاني حساسية عليها. ومن الوسائل العلاجية التي قد تعتمد أن يعطى المصاب بالحساسية كميات صغيرة جداً من المكون المسبب للحساسية تدريجاً إلى أن يعتاد عليها من دون التعرض إلى صدمة تحسسية.

الاستهتار يهدد الحياة

نظراً لخطورة مثل هذه الحالات وإمكان تعرض فئات معينة إلى الوفاة بسبب حساسية الطعام الحادة، ثمة ضرورة ملحة لذكر أي من مسببات الحساسية الكبرى على الملصق الغذائي في حال وجوده في أي منتج.

تؤكد المتخصصة في علم التغذية، أنه من الضروري أن يتعلم من يعاني حساسية طعام كيفية قراءة الملصق الغذائي بدقة. ففي معظم الأحيان، يجهل المصابون بالحساسية كيفية تمييز المصطلحات التي تدل على وجود مسبب الحساسية، فيما الثقافة في هذا المجال ضرورية تجنباً للأخطار يمكن أن تودي بحياتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

توضح، على سبيل المثال، على من يعاني حساسية البيض أن يدرك أن وجود الـalbumin في المنتج يدل على وجود البيض ويجب أن يتجنبه. فمن المفترض ذكر كل المصطلحات التي تدل على وجود المكون المعني. كما أن وجود الـEnumbers معيار يدل أيضاً على مسببات الحساسية، ومن المهم تعلم كل المصطلحات المرتبطة بالحساسية.

تتابع، في حال عدم وجود مسبب حساسية قد تستخدم عبارة Allergen Free أو خال من المواد المسببة للحساسية. أما في حال وجود أثر من أي مسبب الحساسية، فيوضع على الملصق الغذائي عبارة May contain traces of . وحتى في حال الإصابة بمرض سيلياك الذي لا يعتبر من أنواع الحساسية ويرتبط بالمناعة الذاتية، يجب تناول المنتجات الخالية من الغلوتين. وعندها يجب تمييز كافة المصطلحات المعنية مثل malt والصويا. ولا يكفي أن يكون المنتج Wheat free كما يعتقد البعض.

فقد أشخاص حياتهم بسبب هذا النوع من الخطأ، إضافة إلى ما يمكن التعرض له بسبب إهمال الجهات المعنية من شركات منتجة وجهات مسؤولة عن المراقبة لحماية المستهلك. في ما يتعلق بالمنتجات اللبنانية، لا تؤكد حيدر أنه ثمة التزام تام بالمعايير. فإذا كانت تكشف غالباً الأخطاء في عدد الوحدات الحرارية المذكورة على الملصق الغذائي، تتساءل إذا كان هناك التزام تام بالمعايير المطلوبة في لائحة المكونات وفي الحرص على ذكر مسببات الحساسية. ففي دول أخرى، هناك مقاضاة ومحاسبة في هذا المجال، وهذا لا ينطبق على لبنان، ما يجعل الاستهتار ممكناً.

مسؤولية مشتركة بين الوزارات

حول المراقبة والتدقيق بشأن التزام الشركات المنتجة والمصانع بالمعايير المطلوبة لحماية المستهلكين من هذا النوع من الأخطار، تشير مديرة الوقاية الصحية في وزارة الصحة العامة جويس حداد إلى أنه لا توجد في لبنان قوانين تخص الحساسية، بل هناك معايير خاصة بالملصقات الغذائية على المنتجات وتضعها مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية "ليبنور"، فتفرض ذكر مسببات الحساسية الأساسية المتعارف عليها على المنتج في حال وجودها فيه. من الضروري أن تذكر بوضوح، وحتى في حال وجود أثر لها. "ليس لدينا قانون ينظم هذه الأمور، بل ثمة معايير من المفترض التقيد بها. وتعتبر وزارة الاقتصاد مسؤولة عن مراقبة الملصقات الغذائية في المتاجر لاعتبارها مسؤولة عن حماية المستهلك".

أما مدير عام وزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر، فأوضح أن مراقبة الملصقات الغذائية من مسؤولية ثلاث جهات هي وزارة الصناعة، إذا كانت منتجة محلياً حتى تكون مطابقة لمعايير ليبنور، إضافة إلى وزارتي الاقتصاد والصحة. وإذا كانت مستوردة فهي من المسؤوليات المشتركة لوزارتي الصحة والاقتصاد. لكن تبقى مسؤولية وزارة الصحة أساسية على حد قولها لاعتبار أن المسائل المرتبطة بالصحة وبالغذاء من اختصاصها. فهي تتحمل المسؤولية الأساسية في التحقق من وجود مثل هذه المعايير. وإن كان هناك في وزارة الاقتصاد خبراء في مجال سلامة الغذاء.

يتابع، كما أنه من مسؤولية وزارة الصحة إعطاء الإجازات للشركات المنتجة أو حرمانها منها ما لم تكن قد استوفت الشروط المطلوبة والمعايير. أما السلع الموجودة في السوبرماركت، فهي تخضع لمراقبة وزارة الاقتصاد. فعندما تصبح السلع في السوق ثمة تنسيق مع الجمعيات المعنية لسحب تلك التي تحتوي على معلومات مضللة، أو أنها لا تستوفي الشروط المطلوبة. وكانت وزارة الاقتصاد قامت بحملات عدة في هذا المجال حرصاً على تقيد الشركات بالمعايير المطلوبة لسلامة الغذاء. لكن في كل الحالات، تبقى المراقبة غير مجدية في مثل هذه الحالات، وليست كافية لحماية المستهلك بشكل تام من مثل هذه الأخطار. فطالما أن المحاسبة غائبة والعقاب غير موجود في هذا المجال، كما في مختلف القطاعات الأخرى، يبقى مجال الإهمال مفتوحاً بطبيعة الحالة.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة