Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مطالبة أوروبا بزيادة إنتاج الأسلحة لدعم أوكرانيا وروسيا تحسن إنتاج المسيرات

قتلى بغارات على خاركيف وكييف تتهم موسكو بتكثيف هجماتها الكيماوية وزيلينسكي يعين رئيساً جديداً لهيئة الأركان العامة

ملخص

يأتي تغيير القادة في فترة صعبة لأوكرانيا التي فشلت في استعادة مناطق كبيرة منذ أواخر 2022 وتواجه الآن انقطاعاً محتملاً في المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، أكبر داعم لها

أعلنت روسيا، اليوم السبت، أنها أحبطت هجوماً أوكرانياً بطائرات مسيرة على "سفن نقل مدنية" روسية، مساء أمس الجمعة، في جنوب غربي البحر الأسود الذي يعد شرياناً رئيساً لتصدير الحبوب والنفط من كلا البلدين.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان منشور على تطبيق "تيليغرام" أن مركبة مسيّرة بحرية أوكرانية اشتركت في الهجوم دُمرت وأن نيران المدفعية أو الحرب الإلكترونية عطّلت بقية المركبات المسيرة.
ويُعتبر البحر الأسود ممراً حيوياً لصادرات الحبوب الروسية والأوكرانية. ورفضت روسيا في يوليو (تموز) الماضي، تجديد اتفاق بوساطة تركية يسمح بالتصدير الآمن للحبوب عبر المنطقة.

زيادة التسليح

من جهة أخرى، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أوروبا إلى زيادة إنتاجها من الأسلحة لدعم أوكرانيا ومنع "عقود محتملة من المواجهة" مع موسكو، وذلك في مقابلة نشرتها وسائل إعلام ألمانية، السبت. وأصر ستولتنبرغ قبل اجتماع مهم لوزراء دفاع الحلف في بروكسل والذكرى الثانية للحرب الروسية- الأوكرانية، على "أننا بحاجة إلى إعادة تشكيل وتوسيع قاعدتنا الصناعية بشكل أسرع، لزيادة الإمدادات إلى أوكرانيا وإعادة ملء مخزوناتنا".

وقال لصحيفة "فيلت أم تسونتاغ" الألمانية في عددها المتوقع صدوره غداً الأحد، "هذا يعني التحول من وقت السلم البطيء إلى إنتاج صراع سريع الوتيرة".
وتأتي تعليقاته مع مناشدات متزايدة للحصول على قذائف وذخيرة ومساعدات عسكرية أخرى، من جانب أوكرانيا في وقت تقاتل القوات الروسية. وأضاف ستولتنبرغ "ليس هناك تهديد عسكري وشيك ضد أي حليف. وفي الوقت نفسه، نسمع تهديدات منتظمة من الكرملين ضد دول الناتو".
وأكد أن الحرب الروسية على أوكرانيا منذ نحو عامين أظهرت أن "السلام في أوروبا لا يمكن اعتباره أمراً مفروغاً منه"، مشدداً على أهمية حماية الدول الأعضاء في الحلف. وأضاف "طالما استثمرنا في أمننا وبقينا متحدين، سنواصل ردع أي عدوان"، موضحاً أن "الناتو لا يسعى إلى الحرب مع روسيا، ولكن علينا أن نستعد لعقود من المواجهة المحتملة".
وتابع "نراقب من كثب ما تفعله روسيا وعززنا وجودنا في الجزء الشرقي من الحلف"، محذراً من أنه "إذا انتصر بوتين في أوكرانيا، فليس هناك ما يضمن أن العدوان الروسي لن يتسع أكثر. لذا فإن دعم أوكرانيا الآن والاستثمار في قدرات الناتو هو أفضل دفاع لنا".
ويجتمع وزراء دفاع الناتو في بروكسل في 15 فبراير (شباط) الحالي، قبل أسبوع من الذكرى السنوية الثانية للهجوم الروسي على أوكرانيا.

تكثيف الإنتاج

في المقابل، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في مقطع مصور نشرته وزارة الدفاع، اليوم السبت، إن موسكو عززت إنتاج الطائرات المسيرة العسكرية خلال العام المنصرم، إلا أنه لا تزال ثمة مشكلات فنية معينة بحاجة إلى حلها. وتستخدم روسيا بشكل مكثف الطائرات المسيرة خلال حملتها العسكرية في أوكرانيا، لكن كثيراً ما يتعين عليها الاعتماد على الطائرات المسيرة الرخيصة إيرانية الصنع من طراز "شاهد".
وذكر شويغو خلال جولة في منشآت تصنيع طائرات مسيرة في منطقة نهر الفولغا في أودمورتيا، "تسمح لنا قدرات الإنتاج التي تم تدشينها بإكمال أغلب المهمات التي تواجهنا اليوم".
وظهر شويغو في المقطع وهو يقول خلال اجتماع مع مسؤولين أن "المشكلات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الطائرات المسيرة وفي الحرب الإلكترونية لا تزال بحاجة إلى حلها".
وأشارت موسكو في الشهور القليلة الماضية إلى أن مجمعها الصناعي العسكري كثف الإنتاج في ظل سعي روسيا إلى كسر حالة الجمود العسكري المستمرة منذ أشهر في أوكرانيا.

غارات ليلية

من جهة ثانية، قُتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، اليوم السبت، في غارات ليلية روسية بطائرات من دون طيار استهدفت محطة وقود في مدينة خاركيف شرق أوكرانيا، وقال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف، عبر حسابه على تطبيق "تيليغرام" "للأسف، ارتفع عدد قتلى هجمات المحتل على خاركيف إلى سبعة"، وأضاف "من بينهم ثلاثة أطفال: طفل عمر سبع سنوات، وطفل عمره أربع سنوات، ورضيع يبلغ من العمر ستة أشهر تقريباً".

من جهته، أشار رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف إلى أن مسيّرات من طراز "شاهد" إيرانية الصنع "أصابت محطة وقود وتسببت في تسرب الوقود المشتعل، ما أدى إلى احتراق 14 منزلاً"، مضيفاً أن الحريق غطى مساحة كبيرة وأدى إلى إخلاء المدينة من حوالى 50 شخصاً.

كذلك، أوضح المدعي العام الإقليمي في خاركيف أولكسندر فيلاشكوف أن "ثلاث مسيّرات ضربت منطقة نيميشليانسكي في خاركيف. وتم تدمير بنية تحتية حساسة"، في إشارة إلى محطة الوقود. وقال إن "كمية كبيرة من الوقود (تسربت)، ما يفسّر سبب فظاعة الحريق".

ويأتي هجوم السبت بعد سلسلة من الهجمات الليلية في خاركيف وفي مدينة فيليكي بورلوك الواقعة إلى الشرق.

هجمات

وتتعرض خاركيف لهجمات منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وكانت هدفاً متكرراً للهجمات الروسية في الأسابيع الأخيرة.

وفي مدينة أوديسا الساحلية على البحر الأسود، قال الحاكم الإقليمي إن هجوماً بطائرة مسيرة أدى إلى إصابة شخص. وأفادت أنباء بمقتل ثلاثة أشخاص في وقت سابق الجمعة جراء قصف على قرية في منطقة سومي الواقعة على الحدود مع روسيا والتي تتعرض لهجمات روسية يومية.

أسلحة كيماوية

واتهمت أوكرانيا القوات الروسية الجمعة باستخدام مواد كيماوية سامة في أكثر من 200 هجوم في ساحة المعركة خلال شهر يناير (كانون الثاني) وحده، في زيادة حادة لعدد الحالات المسجلة التي قالت أوكرانيا إن روسيا استخدمت فيها هذه المواد منذ الهجوم قبل عامين.

ونفت روسيا مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في هجماتها على أوكرانيا واتهمت القوات الأوكرانية باستخدامها، ولم يقدم كلا الجانبين أدلة.

وسبق أن اتهمت أوكرانيا موسكو باستخدام الكلوروبكرين، الذي استخدم كغاز سام في الحرب العالمية الأولى. وخص أحدث بيان صادر عن هيئة الأركان العامة الأوكرانية بالذكر غاز "سي أس" أو الغاز المسيل للدموع الذي قالت إن روسيا استخدمته في قنابل يدوية مختلفة.

ويحظر استخدام غاز "سي أس"، الذي تستخدمه قوات الشرطة على نطاق واسع، في ساحة المعركة بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية الدولية والتي تنص في المادة الأولى على أن "كل دولة طرف تتعهد بعدم استخدام مواد مكافحة الشغب كوسيلة في الحرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إنه "تم تسجيل 815 حالة استخدام أسلحة محملة بمواد كيماوية سامة من قبل روسيا الاتحادية، من بينها 229 حالة في يناير 2024". ولم تذكر أي مواد كيماوية أخرى في بيانها الذي نشر على تطبيق "تيليغرام".

وقال الجنرال أولكسندر تارنافسكي، قائد مجموعة العمليات "تافريا" المتمركزة في الجنوب الشرقي، بشكل منفصل على "تيليغرام"، إن القوات الروسية تنقل أسلحة محملة بمواد كيماوية من خلال طائرات مسيرة. وذكر الكلوروبكرين في إشارة إلى مواد كيماوية قال إنها استخدمت الخميس.

وقبل عام، اتهمت روسيا القوات الأوكرانية باستخدام أسلحة كيماوية غير محددة في طائرات مسيرة في منطقة شرق أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا.

رئيس جديد للأركان

وعين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة الميجر جنرال أناتولي بارهيليفيتش رئيساً جديداً لهيئة الأركان العامة الأوكرانية خلفاً لسيرهي شابتالا.

ووصف زيلينسكي في كلمة مصورة بارهيليفيتش بأنه "شخص خبير يفهم مهام هذه الحرب والأهداف الأوكرانية".

وقال إن تعييين بارهيليفيتش جاء بناء على توصية القائد العام الجديد للقوات المسلحة أولكسندر سيرسكي الذي عين الخميس. 

أساليب جديدة للقتال

وقال سيرسكي الجمعة في أول تصريحات علنية منذ توليه مهامه إن القوات المسلحة بحاجة إلى التكيف وابتكار أساليب جديدة للقتال لتحقيق النصر على الروس.

وأعلن زيلينسكي الخميس تعيين الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي قائداً عاماً جديداً للقوات المسلحة بدلاً من الجنرال فاليري زالوجني. وهو أكبر تغيير لكبار القادة منذ اندلاع الحرب مع روسيا ويأتي في وقت يموج بالتحديات.

وقال سيرسكي في منشور على "تيليغرام"، "التغيير والتحسين المستمر لوسائل وأساليب الحرب هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح"، مشيراً إلى الطائرات المسيرة والحرب الإلكترونية باعتبارها أمثلة للتكنولوجيا الجديدة التي من شأنها أن تساعد أوكرانيا على تحقيق النصر.

ويأتي تغيير القادة في فترة صعبة لأوكرانيا التي فشلت في استعادة مناطق كبيرة منذ أواخر 2022 وتواجه الآن انقطاعاً محتملاً في المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، أكبر داعم لها.

وتشن القوات الروسية حالياً هجوماً على بلدة أفدييفكا الأوكرانية الواقعة على خط الجبهة، في تصعيد للمساعي المتواصلة منذ شهور للسيطرة عليها.

وتولى سيرسكي الذي كان قائداً للقوات البرية قيادة عمليات الدفاع عن العاصمة الأوكرانية بنجاح في بداية الهجوم الروسي والهجوم المضاد الخاطف في الشمال الشرقي، وهما من أكبر النجاحات في السنة الأولى من الحرب.

وطاولت سيرسكي انتقادات بعض الجنود الأوكرانيين خلال دفاع أوكرانيا عن بلدة باخموت الشرقية، حيث قتل آلاف من الجانبين قبل انسحاب قوات كييف في مايو (أيار) 2023. 

الإسراع في رصد مساعدة لكييف

حض المستشار الألماني أولاف شولتز الجمعة في واشنطن، الكونغرس الأميركي على رصد مساعدة مالية لأوكرانيا "سريعاً جداً"، محذراً من أن عدم توفير هذه المساعدة سيجعل الوضع "بالغ التعقيد" بالنسبة إلى كييف.

وصرح شولتز لصحافيين "سيكون أمراً جيداً أن يتم رصد (المساعدة) سريعاً جداً" لأنه "من دون مساهمة الولايات المتحدة، فإن الوضع في أوكرانيا سيصبح بالغ التعقيد".

ويجري شولتز في وقت لاحق محادثات في واشنطن مع الرئيس جو بايدن تركز على مواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا في وقت تعطل الخلافات السياسية إقرار حزمة دعم أميركية بمليارات الدولارات.

المزيد من دوليات