Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن يؤكد وجوب التوصل إلى "وقف موقت" لإطلاق النار في غزة

"حماس": الخسائر "كبيرة" بين الرهائن والباقون يعانون ظروفاً صعبة للغاية وإسرائيل تعلن اعتقال 20 مشتبهاً في ضلوعهم بهجمات السابع من أكتوبر

ملخص

اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي مستشفى ناصر جنوب رفح وسط مخاوف من اجتياح رفح برياً واتساع رقعة التحذيرات الدولية

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، الحاجة إلى "وقف موقت لإطلاق النار" في قطاع غزة من أجل "إخراج الرهائن"، مضيفاً أنه "ما زال يأمل في أن ذلك ممكن".

وقال بايدن لدى سؤاله عن العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح "آمل في الأثناء ألا ينفذ الإسرائيليون عملية برية كبيرة".

يأتي ذلك بينما قال المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة "حماس" أبو عبيدة، في رسالة صوتية اليوم الجمعة، إن الخسائر بين الرهائن الإسرائيليين كبيرة، وإن من تبقى من الرهائن يعيشون في ظروف صعبة للغاية.

ومن ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة إنه اعتقل في مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة، 20 مشتبهاً بهم في هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وقال الجيش في بيان له "تواصل القوات التابعة للجيش الإسرائيلي عملياتها ضد منظمة حماس في مستشفى ناصر، وعثرت على أسلحة داخل المستشفى وألقت القبض على العشرات من المشتبه فيهم بالإرهاب، من بينهم أكثر من 20 إرهابياً شاركوا في مجزرة 7 أكتوبر".

في المقابل، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة صباح اليوم الجمعة أن "مجمع ناصر الطبي" بات حالياً تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي بالكامل وأن المولدات الكهربائية توقفت وانقطع التيار الكهربائي بالكامل، ما أدى إلى وفاة أربعة فلسطينيين إثر انقطاع الأكسجين.

وأضافت أن هناك خشية من وفاة آخرين في العناية المركزة وثلاثة في حضانة الأطفال في أي لحظة نتيجة توقف الأكسجين عنهم أيضاً. و️ناشدت الوزارة "كل المؤسسات الأممية بسرعة التدخل لإنقاذ المرضى والطواقم في مجمع ناصر الطبي قبل فوات الأوان".

وأفادت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في وقت لاحق بـ "ولادة سيدتين في ظروف قاهرة وغير إنسانية بلا كهرباء وبلا ماء وبلا طعام وبلا تدفئة"، في المركز الصحي نفسه.

وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن أمس الخميس، أن قواته تنفذ عملية في مجمع ناصر الطبي المحاصر في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، حيث يشتبه في وجود جثث لرهائن كانت حركة "حماس" تحتجزهم في المرفق الطبي الذي يؤكد أطباء ومسعفون أنه يواجه وضعاً "كارثياً".

توازياً، أعلن "حزب الله"، مساء الخميس، أنه أطلق "عشرات" الصواريخ على شمال إسرائيل، رداً على غارات استهدفت، أول من أمس الأربعاء، مناطق عدة في جنوب لبنان وأوقعت 15 قتيلاً في الأقل، بينهم 10 مدنيين، مما يثير خشية من اتساع نطاق التصعيد بين الطرفين على خلفية حرب غزة.

وبعد أيام من القتال في محيطه مع عناصر "حماس"، أكد الجيش الإسرائيلي الخميس أن قواته الخاصة دخلت مستشفى ناصر، وهو الأكبر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع. ويستقبل المستشفى آلاف المدنيين الفارين من الحرب الذين بدأ إجلاؤهم تحت القصف خلال الأيام الأخيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ "عملية دقيقة ومحدودة" في المستشفى، بعد حصوله على "معلومات استخباراتية موثوقة من عدد من المصادر، بما في ذلك من الرهائن المفرج عنهم، تشير إلى أن (حماس) احتجزت رهائن في مستشفى ناصر وأنه قد تكون هناك جثث لرهائننا فيه".

ولم يقدم الجيش أدلة على هذه الاتهامات أو يرد على الفور على أسئلة لوكالة الصحافة الفرنسية في شأن التاريخ الذي كان فيه هؤلاء الرهائن موجودين بمستشفى ناصر، وما إذا كان قد سبق للجيش أن حدد وجود رهائن بأحد مستشفيات القطاع.

ثكنة عسكرية

وأفادت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في وقت سابق بأن "الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مستشفى ناصر ويحوله إلى ثكنة عسكرية" ويستهدف "مقر الإسعاف وخيام النازحين ويجرف المقابر الجماعية داخل مجمع ناصر الطبي".

وأظهرت لقطات فيديو متداولة على وسائل التواصل مسعفين يحاولون نقل مرضى من جناح العظام بالمستشفى إلى غرف آمنة بعد تعرضه لقصف.

منذ بدء هجومها البري في قطاع غزة، دهمت القوات الإسرائيلية المستشفيات بشكل متكرر، واتهمت "حماس" باستخدامها كمراكز قيادة وبنى تحتية عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وأفادت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في غزة بسقوط 87 قتيلاً في الأقل في القطاع خلال الساعات الأخيرة، مضيفة أن قصفاً استهدف مستشفى ناصر خلف قتيلاً وعدداً من الجرحى.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود، الخميس، إن معظم النازحين فروا خلال الأيام الأخيرة استجابة لأمر من الجيش بالإخلاء، ليجدوا أنفسهم "بلا مكان يذهبون إليه"، وهو "مشهد مروع" أصبح فيه القصف "جزءاً من الحياة اليومية".

وقالت جميلة زيدان (43 سنة) التي نزحت مع عائلتها من بلدة خزاعة "غادر زوجي وابني محمد، الأربعاء، مع آلاف آخرين، لكن لا أدري ما حل بهم، انقطع الاتصال بيننا". وأضافت زيدان التي بقيت مع بناتها الست في مستشفى ناصر "إننا خائفون. لم يعد لدينا طعام منذ أيام، ونشرب ماء ملوثاً".

رفح الملاذ الأخير

وبعد مدينة خان يونس التي استحالت ساحة خراب، تؤكد إسرائيل أنها تعد لهجوم بري على مدينة رفح المكتظة التي أصبحت الملاذ الأخير لأكثر من مليون مدني فروا من القتال.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية في رفح ضرورية للقضاء على المعقل الأخير لـ"حماس" في غزة، بعد الدمار الواسع الذي طاول مختلف أنحاء شمال القطاع ووسطه.

 

 

وكتب نتنياهو على "تيليغرام"، "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يشمل تحركاً قوياً في رفح، بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".

ويأتي إصرار نتنياهو على المضي في الاستعداد لعملية برية في رفح، على رغم تحذيرات دولية واسعة من الكلفة الإنسانية الباهظة لهذا الهجوم، وفي وقت تتواصل المحادثات لمحاولة التوصل إلى هدنة تتيح إدخال مزيد من المساعدات وتبادل رهائن محتجزين في غزة بمعتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.

مخاوف دولية من اقتحام رفح

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لنتنياهو الخميس إن التفاوض على هدنة إنسانية في قطاع غزة هو "أولوية فورية"، وفقا لداونينغ ستريت.

وتحدث سوناك هاتفياً مع نتنياهو و"أكد مجدداً أن الأولوية الفورية يجب أن تكون التفاوض على هدنة إنسانية للسماح بالإفراج الآمن عن الرهائن وتسهيل تسليم مزيد من المساعدات إلى غزة، بما يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم على المدى الطويل"، حسبما قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني.

وبعدما أبدت الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الرئيس، معارضتها شن هجوم على رفح بلا "ضمانات" موثوقة في شأن أمن المدنيين، حذرت أستراليا وكندا ونيوزيلندا الخميس إسرائيل من النتائج "الكارثية" لهجوم كهذا.

وحضت دول الكومنولث الثلاث في بيان حكومة نتنياهو "على عدم سلوك هذا المسار"، مؤكدة أن "نحو 1.5 مليون فلسطيني لجأوا إلى هذه المنطقة، ولا يوجد ببساطة أمام المدنيين أي مكان آخر يذهبون إليه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب الأمم المتحدة، يتجمع نحو 1.4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في رفح التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم الجيش الإسرائيلي حتى الآن على اجتياحها برياً.

وتعد رفح أيضاً نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات من مصر التي تسيطر عليها إسرائيل. والمساعدات عبر هذا المنفذ غير كافية لتلبية حاجات السكان المهددين بمجاعة وأوبئة.

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عقب هجوم غير مسبوق شنته "حماس" على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وردت إسرائيل بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، أسفر عن مقتل 28663 شخصاً في قطاع غزة، غالبيتهم نساء وأطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

وأعلن كيبوتس نير عوز، الخميس، أن أحد سكانه قتل في هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر ونقلت جثته إلى غزة. وكشف الكيبوتس في بيان عن مقتل يائير يعقوب (59 سنة)، مؤكداً أن مقاتلي "حماس" نقلوا جثته إلى غزة وخطفوا شريكته واثنين من أبنائه الثلاثة.

الهدنة لا تزال ممكنة

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، أن التوصل إلى اتفاق في شأن هدنة وإطلاق سراح رهائن "ما زال ممكناً". وقال بلينكن في تيرانا "نعمل على ذلك بصورة مكثفة، وأعتقد أنه ما زال ممكناً" التوصل إلى اتفاق.

أثارت حرب غزة مخاوف من اتساع نطاق التصعيد الى جبهات أخرى في المنطقة، خصوصاً بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل، والمناطق المقابلة لسواحل اليمن حيث ينفذ الحوثيون هجمات على سفن يقولون إنها مرتبطة بالدولة العبرية.

توتر على الحدود اللبنانية

وأعادت الحرب إشعال التوتر على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان التي تشهد تبادل إطلاق للقصف يومياً بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله حليف "حماس" المدعوم من إيران.

وشهدت المواجهة تصعيداً ملحوظاً، الأربعاء، إذ قتلت جندية إسرائيلية جراء سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان، بينما شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على بلدات لبنانية أدت إلى مقتل 15 شخصاً. وكانت أعنف الضربات على مدينة النبطية وأدت إلى مقتل 10 أشخاص، بحسب حصيلة جديدة الخميس.

وقال مصدر أمني إن سبعة مدنيين من عائلة واحدة قتلوا في الغارة، إضافة إلى ثلاثة عناصر من "حزب الله" كانوا موجودين في الطابق السفلي من المبنى.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن القيادي في "حزب الله" علي محمد الدبس ونائبه ومقاتلاً ثالثاً، قتلوا ليل الأربعاء "في غارة جوية دقيقة نفذتها طائرة تابعة للجيش على منشأة عسكرية" في النبطية.

وأعلن "حزب الله" من جهته الخميس مقتل ثلاثة من عناصره، بينهم الدبس.

 

 

وأكد الحزب الخميس إطلاق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل "رداً" على الغارات الأخيرة، وتبنى استهداف مواقع في الجانب الإسرائيلي، بينما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية بحصول قصف إسرائيلي طاول مناطق في جنوب لبنان.

وقبالة سواحل اليمن، تبنى المتمردون اليمنيون الخميس هجوماً على "سفينة بريطانية"، بعدما أبلغت شركتا شحن عن انفجار قرب سفينة في المنطقة.

في الأثناء، تتواصل المفاوضات بوساطة قطرية ومصرية سعياً إلى هدنة بين إسرائيل و"حماس" لإطلاق رهائن.

محاولات لإرساء سلام دائم

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الولايات المتحدة تعمل مع حلفاء عرب على خطة لإرساء سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، تشمل وقف القتال وإطلاق الرهائن ووضع جدول زمني لإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وعرب أن تنفيذ هذه الخطة سيبدأ بوقف للنار "يتوقع أن يستمر ستة أسابيع في الأقل" على أمل التوصل إلى اتفاق قبل الـ10 من مارس (آذار) ، موعد بدء شهر رمضان.

إلا أن هذه الخطة ووجهت باستنكار من وزيرين إسرائيليين يمينيين متطرفين اعتبرا أن "دولة فلسطينية ستشكل تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل".

وتقول إسرائيل إن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من أصل نحو 250 شخصا خطفوا في السابع من أكتوبر.

المزيد من تقارير