Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آفاق قاتمة تخيم على اجتماع وزراء خارجية مجموعة الـ20

لا تلوح مؤشرات تقدم نحو "هدنة غزة" وانقسام الأعضاء في شأن أوكرانيا

تأسست مجموعة الـ20 التي تضم غالبية اقتصادات العالم الكبرى عام 1999 وكانت منتدى اقتصادياً قبل أن تنخرط في السياسات الدولية (أ ف ب)

يبدأ وزراء خارجية مجموعة الـ20 الأربعاء اجتماعاً يستمر يومين في البرازيل تثقل نتائجه المحتملة نزاعات وأزمات من حربي غزة وأوكرانيا إلى الانقسامات المتنامية.

ويشارك وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف في الاجتماع الذي يعقد في ريو دي جانيرو، وهو أول لقاء رفيع المستوى لمجموعة الـ20 هذا العام، لكن يغيب عنه نظيرهما الصيني وانغ يي.

وفي عالم تمزقه النزاعات والانقسامات، عبرت البرازيل التي تسلمت الرئاسة الدورية للمجموعة من الهند في ديسمبر (كانون الأول)، عن الأمل حيال ما اعتبره الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "المنتدى الذي يحظى بأكبر قدرة على التأثير إيجاباً في جدول الأعمال الدولي".

غير أن مسعى لولا لجعل مجموعة الـ20 مساحة لإيجاد أرضية مشتركة، شهد انتكاسة الأحد عندما أشعل الزعيم اليساري عاصفة دبلوماسية باتهامه إسرائيل بارتكاب "إبادة" وقارن عمليتها العسكرية في قطاع غزة بالهولوكوست.

وأثارت تصريحاته غضباً في إسرائيل التي أعلنته "شخصاً غير مرغوب فيه"، وقد ترخي بظلالها على أية محاولة لنزع فتيل التوتر من خلال مجموعة الـ20.

وقال الخبير في العلاقات الدولية إيغور لوسينا لوكالة الصحافة الفرنسية "إذا كان لولا يتصور أنه سيقترح حلولاً للسلام في إسرائيل أو أوكرانيا، فإن ذلك بات مستبعداً على طاولة المحادثات".

وبعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق لـ"حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) داخل إسرائيل التي تعهدت القضاء على الحركة، لا تلوح في الأفق مؤشرات على تقدم نحو إرساء سلام.

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) خلال التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف لإطلاق النار، وقالت إن النص يعرض للخطر المفاوضات الجارية ومنها تلك المتعلقة بالرهائن المحتجزين لدى "حماس".

آفاق قاتمة

والآفاق قاتمة أيضاً في شأن حرب روسيا في أوكرانيا، التي ينقسم أعضاء مجموعة الـ20 حولها.

وعلى رغم ضغط من دول الغرب نحو إدانة المجموعة للاجتياح الروسي، انتهت القمة السابقة التي عقدت في نيودلهي سبتمبر (أيلول) ببيان مخفف ندد باستخدام القوة، لكن من دون أن يسمي صراحة روسيا التي تقيم علاقات ودية مع أعضاء مثل الهند والبرازيل.

وفي ضوء الجمود داخل مجموعة الـ20، ستعقد مجموعة السبع التي تضم أكبر الاقتصادات (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة) وجميعها من حلفاء أوكرانيا، اجتماعاً عبر الفيديو في شأن الحرب يوم السبت المقبل الذي يصادف الذكرى الثانية للحرب الروسية.

سيبدأ وزراء مجموعة الـ20 اجتماعهم الذي يعقد على واجهة ريو دي جانيرو البحرية، بجلسة في شأن "التصدي للتوترات الدولية".

إصلاح الحوكمة العالمية

وسيناقش الوزراء إصلاح الحوكمة العالمية، وهي من المواضيع المفضلة لدى البرازيل التي تريد صوتاً أقوى لدول الجنوب في مؤسسات مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال كبير الدبلوماسيين البرازيليين في المفاوضات السياسية لمجموعة الـ20 ماوريسيو ليريو إن "عدد النزاعات وخطورتها عادا لمستوى الحرب الباردة، وهذا يجعل المسألة أكثر إلحاحاً".

وصرح للصحافيين الثلاثاء "نحن في حاجة إلى تكييف النظام الدولي للحيلولة دون اندلاع نزاعات جديدة"، مضيفاً "نكتفي الآن بإخماد حرائق".

وتريد البرازيل أيضاً استغلال رئاستها للمجموعة لدفع الحرب على الفقر والتغير المناخي قدماً.

فرصة اللقاءات الثنائية

وسيتيح الاجتماع فرصة عقد لقاءات ثنائية، وإن كان من غير المرجح حصول لقاء بين بلينكن ولافروف نظراً إلى التوتر الشديد المتعلق بوفاة المعارض الروسي أليسكي نافالني في السجن الجمعة.

ويعود آخر لقاء مباشر بين الوزيرين إلى اجتماع مجموعة الـ20 في الهند في مارس (آذار) 2023.

تأسست مجموعة الـ20 التي تضم غالبية اقتصادات العالم الكبرى في 1999، وكانت أساساً منتدى اقتصادياً قبل أن يتزايد انخراطها في السياسات الدولية.

غير أن آمال تحقيقها إنجازات كبرى تبدو ضئيلة في عام يشهد انتخابات في 50 دولة من بينها دول أعضاء في مجموعة الـ20 مثل الولايات المتحدة وروسيا، وفق لوسينا، الذي قال "سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاقات كبيرة، إنها ليست بيئة مواتية لحل نزاعات".

وقال مصدر في الحكومة البرازيلية إنه بعد صعوبات واجهتها مجموعة الـ20 أخيراً من أجل التوصل إلى توافق في الآراء، ألغت الدول المضيفة شرط صدور بيان مشترك عن كل اجتماع، باستثناء القمة السنوية لزعماء الدول المقرر عقدها في نوفمبر (تشرين الثاني) في ريو.

المزيد من دوليات