Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بيوت الغزيين تغري الجنود الإسرائيليين والجيش "يخجل"

نشروا صوراً وفيديوهات على مواقع التواصل لأدوات حملوها من القطاع وتحذيرات من تشويه صورة تل أبيب

احتفاء جنود إسرائيليين بهيكل عظمي بلاستيكي أحضروه من غزة (أ ف ب)

ملخص

تكشف شبكات التواصل عن حرص الجنود على العودة لإسرائيل بكل ما تطاوله أيديهم من سجاد ومجوهرات وساعات يد وأدوات مطبخ ومعدات تنظيف وقمصان رياضية وحتى الدراجات النارية.

في ظاهرة تشغل المؤسسة العسكرية والحاخامات في إسرائيل، بعد انتشارها في شبكات التواصل الاجتماعي، كشف عن تنفيذ أعمال نهب واسعة ينفذها الجنود الإسرائيليون الذين يستولون على البيوت الفلسطينية والمحال في غزة.

وتكشف شبكات التواصل عن حرص الجنود على العودة لإسرائيل بكل ما تطاوله أيديهم من سجاد ومجوهرات وساعات يد وأدوات مطبخ ومعدات تنظيف وقمصان رياضية وحتى الدراجات النارية، ناهيك بالمنتجات الغذائية.

وبعد متابعة لهذه الفيديوهات وتعليقات الجنود عبر شبكات التواصل الاجتماعي تبين أنهم فور استيلائهم على البيوت ينهبونها ويتقاسمون محتوياتها ثم يلتقطون الصورة التذكارية، وبعدها يجهزون الطعام ويقضون ساعات في التمتع بما تحتويه البيوت.

وفي اللحظة التي تنتهي مهمة العسكريين داخل البيوت يخرجون منها ومعهم غنائم ما نهب، كما يسمون سرقاتهم، ثم يفجرون البيت، وهو وضع يشير إلى أن هناك عديداً من البيوت التي فجرت لم يوجد فيها أي مقاتل من حركة "حماس"، كما ادعى الجيش في معظم عملياته.

صور تذكارية

الجنود يتفاخرون بتفجيرهم هذه البيوت بل يبررون ما ينهبون منها بقولهم "بعد أن نقوم بتفجيرها لا تبقى صالحة للاستخدام، ولذلك فالأفضل أن نحصل عليها نحن"، كما برر أحد الجنود.

ويتبين من الصور والفيديو التي ينشرها جنود الجيش من دون إخفاء ملامحهم، أنهم يلتقطون الصور التذكارية لما نهبوه وهم داخل البيوت الفلسطينية في غزة، وربما عند الخروج منها أو حتى مغادرة القطاع برمته، إذ ينشرون فيديوهات وصوراً تذكارية لهم في غزة وهم إلى جانب "غنائم الحرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبدا ذلك واضحاً عندما تفاخر جندي من لواء غولاني بالتصوير إلى جانب مرآة كبيرة أعادها معه لإسرائيل باعتبارها غنيمة من غزة.

فيما نشرت صديقة جندي آخر فيديو وهي تحمل مستحضرات تجميل غير مستعملة، وتقول إن صديقها أحضرها لها من القطاع، إذ طلبت من متابعيها على "تيك توك" مساعدتها في كيفية استخدام مستحضرات التجميل، بل وتساءلت عما إذا هناك من يعلم أن نوع المكياج موجود فقط في غزة أم أنه يباع من شركات دولية.

الفيديوهات المتداولة شملت أيضاً دراجات نارية وأخرى شبيهة بتلك التي استخدمتها "حماس" في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على إسرائيل، وهناك من التقط الصور التي سماها الإسرائيليون تذكارية داخل غزة وقد عكست الصور الدمار الهائل في المكان.

خجل قادة الجيش

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، لم يتردد في التعبير عن "خجل الجيش" من ظاهرة النهب والسرقة، واختصر الموضوع في جملة واحدة أنه لا تجوز أعمال النهب والسرقات، وحذر عسكريون وأمنيون من تداعيات ما ينفذه الجيش بعد استخدامها "لفضح" إسرائيل.

وخاض جنود إسرائيليون نقاشات حول الفيديوهات التي نشرت وبعث بعضهم بتساؤلات للحاخامات للاستفسار إذا كان يحق لهم "نهب غنائم من العدو"، وفق ما كتبوا.

وقال الناشط اليساري أورن زيف، وهو أحد الشباب الرافضين للخدمة في الجيش الإسرائيلي، إن الأخطر في الوضع هو أن يصبح النهب أمراً روتينياً، مستشهداً بحديث أحد الجنود، بشكل واضح، عن أن "قادة الوحدات وحتى الجيش يعلمون جداً بهذه الظاهرة لكنهم لا يمنعونها".

وأضاف "لقد أخذوا أموراً كثيرة من غلايات قهوة وكؤوس وكتب، كل واحد منهم يأخذ تذكاراً له"، واعترف الجندي نفسه بأنه أخذ "تذكاراً" من أحد المراكز الطبية التي استولى عليها الجيش في قطاع غزة.

 

 

جندي آخر تحدث بكل صراحة ووضوح عن أن عمليات النهب كانت اعتيادية، "وهناك من أخذ السجاد والبطانيات وحتى أدوات المطبخ ولم تكن هناك تعليمات لأي جندي لا قبل الدخول إلى غزة ولا أثناء وجودنا هناك من أنه ممنوع نهب البيوت".

وتابع حديثه، "في إحدى العمليات، داخل بيت مدمر، كانت هناك خزانة فيها أدوات مطبخ قديمة وأطباق وأكواب خاصة، رأيتها تتعرض للنهب، للأسف بعض الجنود يتعاملون باستهزاء من الموضوع ومنهم من يلتقط الصورة ويقول باستهزاء ’أرسلني إلى لاهاي‘".

ونقل عن جندي آخر، بحسب أورن زيف، قوله إنه وفريقه حاولوا إقناع الجنود بإعادة الأشياء التي سرقوها في غزة، فمعظم الجنود كانوا يعودون ومعهم كثير مما نهب من القطاع، "لقد قلنا لهم وهم يعودون ومعهم أشياء، إنه من الأفضل إبقاء كل ما لديكم داخل القطاع بالقرب من السياج. من الأفضل رميها لكن أحداً لم يتجاوب".

لا حاجة إلى الالتزام بقوانين الحرب

في الرد على الأسئلة والأجوبة حول الحرب، التي نشرها حاخامات من الصهيونية الدينية على الإنترنت، قال الحاخام يتسحاق شيلات، من "معاليه أدوميم"، إن النهب محظور بموجب القانون العسكري وكذلك وفق الشريعة اليهودية. وكتب هذا الحاخام "هذا موضوع جدي وخطر للغاية، من ناحيتي القانون الديني والقانون العسكري. وما يجوز وفق الشريعة اليهودية لا يجوز أخذ الغنائم من العدو سوى الطعام أو الأشياء القابلة للتلف ولا يمكن حملها وإعادتها للبيت".

وفي شرحه يقول هذا الحاخام، "وفق الشريعة اليهودية يجب أن تذهب جميع الغنائم إلى الملك، أي قائد الجيش".

وهذا ما دفع أحد الجنود للسؤال عما إذا كان يجوز أخذ ما في البيت قبل تفجيره، فأجابه الحاخام شيلات "ممنوع أخذ الأشياء، إذا أخذت، يجب تسليمها إلى رئيس الأركان".

أما الحاخام شموئيل إلياهو، حاخام صفد، فشرعن نهب بيوت غزة عندما كتب "العرب في غزة لا يلتزمون بالاتفاقات الدولية، فلا يتعين علينا الالتزام بأي من قواعد الحرب. ومع ذلك نحن حذرون للغاية، لأننا نريد الحفاظ على صورة الله فينا".

ونشرت الحاخامية العسكرية رسالة حول الموضوع تشمل تعليمات مفصلة حول كيفية الحفاظ على الطعام الحلال عند استخدامه في الأواني الموجودة ببيوت غزة، وذلك بعد أن راح الجنود يتفاخرون ويسخرون من خلال فيديوهات ومنشورات لهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي أنهم أعدوا كثيراً من الطعام، وراحوا يشرحون كيف البيوت الغزية مليئة بالزيتون والتوابل وتخزين الطعام المشهي وقاموا بطهيه يومياً قبل تفجيرها.

 

 

ومع كشف الجنود عن هذه الجوانب وطهي وتناول الطعام من البيوت الغزية تطرق الحاخام يتسحاق شيلات، إلى هذا الجانب من خلال تحذيرهم والشرح حول طعام الحلال المأخوذ من البيوت الفلسطينية.

وقال شيلات، "في ما يتعلق بالأطعمة غير الحلال، هناك فرق بين ما يحدث عندما تجد طعام العدو في بيوته، إذ ينص القانون على أنه إذا وجدت طعاماً لا يوجد لديك مثله، وتريده فيسمح لك بتناوله".

هذه الظاهرة التي تعامل معها بعضهم "كغنيمة كبيرة" هناك من وصفها بالعار والفشل ما زالت تتكشف أكثر وأكثر، مما اضطر الجيش إلى فتح تحقيق مع عدد من الجنود. وقال حول هذا الموضوع إنه يتعامل بصرامة مع كل تصرف يتعارض وروح الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك حالات الاستيلاء غير القانوني على الممتلكات.

وادعى الجيش أن القادة في مختلف الوحدات يجرون حواراً مستمراً حول هذا الموضوع طوال فترة القتال.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير