Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تسعى إلى هدنة في غزة قبل شهر رمضان

مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" في الدوحة

أطفال فلسطينيون نازحون ينتظرون الحصول على طعام مجاني في أحد مخيمات رفح (رويترز)

ملخص

هنية يلمح إلى تقديم "تنازلات حرصاً على دماء شعبنا"

بينما تتسابق كل من إسرائيل وحركة "حماس" على إطلاق تصريحات تستبعد التوصل إلى هدنة موقتة بسبب تباعد مواقفهما، فإن الوسطاء بينهما أصبحوا يتحدثون بقوة عن إمكان التوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة، وقبل حلول شهر رمضان في الـ 10 من مارس (آذار) المقبل.

وعلى إثر إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الأخير "فوجئ" من تصريح للرئيس الأميركي جو بادين بقرب التوصل لاتفاق، أشارت "حماس" إلى أن كلام بايدن "لا يتطابق مع الوضع على الأرض".

 

لكن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمل في التوصل إلى وقف إطلاق نار "خلال الأيام المقبلة" في ظل توسط بلاده بالشراكة مع قطر والولايات المتحدة بين إسرائيل و"حماس".

"تنازلات"

ولفت رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى استعداد الحركة لتقديم "تنازلات" في مفاوضات التهدئة "حرصاً على دماء شعبنا ولوضع حد لآلامه الكبيرة وتضحياته الجِسام في حرب الإبادة الوحشية ضده"، إلا أنه شدد على أن الحركة "ستبقى أمينة على التضحيات وحريصة على مراكمة نتائجها والبناء عليها حتى يندحر الاحتلال، متمسكة بثوابت شعبها وأمتها".

يأتي ذلك في ظل وصول عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى نحو 30 ألفاً وأكثر من 70 ألف جريح وتصاعد "حرب التجويع الإسرائيلية"، بخاصة في شمال قطاع غزة.

وفي موقف ضاغط على "حماس"، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحركة "بالإسراع في إنجاز صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل لتجنيب شعبنا الفلسطيني ويلات وقوع كارثة أخرى لا تحمد عقباها، ولا تقل خطورة عن نكبة عام 1948، ولتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح"، كما طالب عباس "الإدارة الأميركية والأشقاء العرب بالعمل بجدية على إنجاز صفقة الأسرى بأقصى سرعة".

مفاوضات غير مباشرة

وتحتضن العاصمة القطرية الدوحة هذه الأيام مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" على أمل في التوصل إلى هدنة جديدة بعد ثلاثة أشهر من إتمام هدنة برعاية مصرية – قطرية - أميركية.

وقالت مصادر إسرائيلية إن وفداً من الجيش وجهاز "الموساد" زار الدوحة خلال اليومين الماضيين لمواصلة المفاوضات وتسلم رد "حماس" على "بعض القضايا الخلافية"، وخلال هذه المحادثات غير المباشرة، التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هنية في الدوحة وهو أول لقاء بينهما مند بدء الحرب.

وثيقة

وكانت مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل توصلت الجمعة الماضي إلى وثيقة أخرى لتبادل الأسرى ووقف موقت للقتال، وفق مصادر إسرائيلية.

وتتضمن المرحلة الأولى التي تمتد 40 يوماً ويسود فيها وقف إطلاق النار، الإفراج عن 40 محتجزاً إسرائيلياً في قطاع غزة مقابل إفراج تل أبيب عن 404 أسرى فلسطينيين، بينهم 15 محكوماً بالسجن لمدد طويلة.

وتنص الوثيقة، وفق المصادر الإسرائيلية، على "زيادة المساعدات الإنسانية فيسمح بدخول 500 شاحنة من المساعدات يومياً إلى غزة بنهاية المرحلة الأولى".

ملاحظات

وكانت "حماس" وافقت بداية الشهر الجاري مع بعض الملاحظات على الاتفاق الإطاري الذي أعده مسؤولون أميركيون وقطريون ومصريون وإسرائيليون في باريس، فيما اعتبر نتنياهو حينها رد الحركة غير "واقعي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وينص اتفاق الإطار على تقسيم وقف إطلاق النار إلى ثلاث مراحل، تمتد كل واحدة منها 45 يوماً، وتتضمن وقفاً موقتاً لإطلاق النار وتبادلاً للأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية.

ووضعت الإدارة الأميركية الكرة في ملعب "حماس" بقولها إن التوصل إلى الاتفاق مرهون بموافقتها على الوثيقة، وصرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر بأن التوصل إلى اتفاق "ممكن، ونأمل في أن توافق حماس عليه".

تفاؤل بايدن

وبعد تصريحات متفائلة للرئيس الأميركي، عبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي عن تفاؤله في شأن التوصل إلى "اتفاق لوقف إطلاق نار موقت في غزة قريباً".

وتطالب حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس محمود عباس بـ"سرعة التوصل إلى اتفاق لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة بغض النظر عمن يقدم التنازلات"، وقال القيادي في الحركة محمد الحوارني إن "حجم العدوان على قطاع غزة وجرائم الحرب فيه يجب أن يدفع حماس إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار".

وعن تنازل الحركة عن مطلبها في بداية الحرب بضرورة إفراج إسرائيل عن جميع الأسرى الفلسطينيين، أشار الحوراني إلى أن "الأمر تجاوز حسابات الحركة، فإن الجميع يرغبون في وقف الحرب إلا نتنياهو الذي يعطي أقوالاً متناقضة، جزء منها لأهالي المحتجزين الإسرائيليين، فيما يتخذ مواقف تعطل أي إمكان للتوصل إلى اتفاق".

مواجهة بايدن

وبحسب الحوارني أيضاً، فإن "مواقف نتنياهو تعمل على مواجهة بايدن بالرأي العام الأميركي الذي أشار نتنياهو إلى أن معظمه يدعم إسرائيل".

ورجح الباحث في الشؤون الإسرائيلية محمد هلسة التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد في حال استمرت واشنطن في الضغوط على نتنياهو، متوقعاً أن تتخذ الحركة "مواقف أكثر ليونة للحفاظ على حياة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووضع حدٍّ لسياسة التجويع الإسرائيلية ضده".

ووفق هلسة أيضاً، فإن الاختلافات بين "حماس" وتل أبيب تتركز على "عدد الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم ومعايير اختيارهم"، إضافة إلى "سماح إسرائيل بعودة الفلسطينيين لمناطقهم التي نزحوا عنها".

وساطة

وتقدّر إسرائيل عدد المحتجزين لدى الحركة في قطاع غزة بنحو 134 إسرائيلياً بينهم جنود، فيما يتجاوز عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية 9 آلاف.

وكانت وساطة قطرية بدعم مصري - أميركي تمكنت في الـ 24 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 من التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع، أفرجت تل أبيب خلالها عن 240 أسيراً فلسطينياً، مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز في قطاع غزة بينهم 80 إسرائيلياً.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط