Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شولتز يتعهد بالتحقيق في التسريبات العسكرية لحرب أوكرانيا

برلين لم تؤكد صحتها وأصابع الاتهام تشير إلى روسيا ولافروف يندد بـ"الخطط الماكرة الألمانية"

دبابات من طراز "ليوبارد 1 A5" الألمانية قبيل تسليمها إلى أوكرانيا، في 23 فبراير الماضي (أ ف ب)

ملخص

أعلن المستشار الألماني الإثنين الماضي أن بلاده لا تستطيع السير على خطى بريطانيا وفرنسا وإرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا

تعهد المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم السبت خلال زيارة لروما بإجراء تحقيق شامل بعدما انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي الروسية تسجيل صوتي يرجح أنه لمحادثات عسكرية سرية بين ضباط في الجيش الألماني متعلقة بالحرب الأوكرانية.

ونشرت رئيسة قناة "آر تي" الروسية مارغاريتا سيمونيان أمس الجمعة تسجيلاً صوتياً مدته 38 دقيقة قالت إنه يتضمن محادثات جرت بين ضباط ألمان وهم يبحثون في الـ19 من فبراير (شباط) الماضي في قصف شبه جزيرة القرم.

وخلال زيارته روما اليوم، قال شولتز إن "ما يتم الإبلاغ عنه مسألة خطرة جداً، ولهذا السبب يتم التحقيق فيه بعناية شديدة ومكثفة وبسرعة كبيرة".

وأكدت متحدثة باسم وزارة الدفاع الألمانية اليوم حصول تنصت على محادثة سرية للقوات الجوية، وصرحت إلى وكالة الصحافة الفرنسية بأنه "بحسب تقييمنا، تم اعتراض محادثة في القوات الجوية".

وأضافت أنه "لا يمكننا حالياً أن نؤكد ما إذا كانت قد أجريت تغييرات على النسخة المسجلة أو المكتوبة المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي".

لو كانت صحيحة

وتضمن التسجيل المتداول أحاديث عن احتمال استخدام القوات الأوكرانية صواريخ ألمانية الصنع من طراز "توروس" وتأثيرها المحتمل، وأخرى عن توجيه الصواريخ نحو أهداف مثل جسر رئيس فوق مضيق "كيرتش" الذي يربط البر الرئيس الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، إضافة إلى استعمال الصواريخ التي قدمتها كل من فرنسا وبريطانيا إلى كييف.

وأبدى خبراء استشارتهم مجلة "دير شبيغل" الألمانية، اعتقادهم بأن التسجيل حقيقي ولم يتم التلاعب به.

وأشارت المجلة إلى أن المحادثة عبر الفيديو جرت على منصة "ويب إكس"، وليس على شبكة سرية داخلية للجيش.

وتطالب كييف منذ فترة طويلة ألمانيا بتزويدها بصواريخ "توروس" القادرة على إصابة أهداف على بعد يصل إلى 500 كيلومتر.

وامتنع شولتز حتى الآن عن تلبية هذا الطلب، متخوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد النزاع وإثارة توترات إضافية مع روسيا.

وقال العضو في حزب "الخضر" كونستانتين فون نوتس لإذاعة "آر إن دي"، "إذا تبين أن هذه القصة صحيحة ستصبح حدثاً مثيراً للجدل إلى حد كبير"، مضيفاً أن "السؤال يكمن في ما إذا كانت حادثة منفردة أو مشكلة هيكلية تتعلق بالسلامة" الأمنية للمحادثات العسكرية.

بمثابة إقرار بالذنب

خلال المنتدى الدبلوماسي السنوي في أنطاليا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن التسجيل يدل على أن أوكرانيا وداعميها "لا يريدون تغيير مسارهم على الإطلاق، ويريدون إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة".

من جهتها، طالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا برلين بتقديم توضيحات "سريعة" في شأن فحوى التسجيل. وقالت، "محاولات تجنب الإجابة عن الأسئلة سينظر إليها على أنها إقرار بالذنب".

بدوره، كتب الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي دميتري مدفيديف في منشور على "تيليغرام"، "تحول خصومنا القدامى، الألمان، مرة جديدة إلى أعدائنا اللدودين".

وسيشكل استحواذ كييف على صواريخ "توروس" الألمانية دفعاً كبيراً لأوكرانيا التي تكافح لمواجهة القوات الروسية.

وحصلت كييف من المملكة المتحدة وفرنسا على صواريخ من طراز "ستورم شادو/ سكالب" التي يبلغ مداها 250 كيلومتراً، تسلمتها اعتباراً من مايو (أيار) 2023.

عن صواريخ "توروس"

ونفت لندن أن يكون لها أي دور مباشر في تشغيل الصواريخ، وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية في بيان إن "استخدام أوكرانيا لصواريخ ’ستورم شادو‘ وعمليات الاستهداف الخاصة بها هو من اختصاص القوات المسلحة الأوكرانية".

واعتبرت ماري- أغنيس شتراك- تسيمرمان التي تترأس لجنة الدفاع في البرلمان الألماني أن نية موسكو "واضحة"، لافتة إلى أن شولتز يتلقى تحذيرات في شأن تزويد أوكرانيا بصواريخ "توروس".

وقالت لمجموعة "فونكه" الإعلامية، "نحن بحاجة ماسة إلى تعزيز أمننا ومكافحة التجسس لدينا لأن من الواضح أننا معرضون للخطر في هذا المجال".

من جهته، حذّر رودريش كيسفيتر، من حزب "المحافظين" المعارض في ألمانيا من احتمال تسريب مزيد من التسجيلات.

وقال لقناة "زي دي إف" الألمانية، "من المؤكد أنه تم التنصت على عدد من المحادثات الأخرى، وقد يتم تسريبها في وقت لاحق لمصلحة روسيا".

وأضاف أنه يمكن "الافتراض أن روسيا سربت المحادثة عمداً في هذا الوقت بنية محددة هي منع ألمانيا من تسليم صواريخ ’توروس‘".

برلين تفتح التحقيق

وفتحت ألمانيا تحقيقاً في شأن التسجيل الصوتي الذي نشرته وسائل إعلام روسية تردد أنه لمؤتمر عبر الهاتف لمسؤولين عسكريين ألمان رفيعي المستوى كانوا يتحدثون عن تقديم أسلحة لأوكرانيا، مما أثار مخاوف حيال التجسس في ألمانيا ونداءات من روسيا للتوضيح.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية اليوم السبت إن الوزارة لا يمكنها تأكيد صحة التسجيل، لكن المكتب الاتحادي لجهاز مكافحة التجسس في الجيش يحقق في الأمر، وستُتخذ جميع الخطوات اللازمة.

وكانت مارغريتا سيمونيان، وهي صحافية في التلفزيون الحكومي الروسي ورئيسة قناة "روسيا اليوم"، أول من نشر التسجيل الصوتي أمس الجمعة، كما نشرته أيضاً على قناتها في تطبيق "تيليغرام".

وناقش المشاركون في الاتصال الذي امتد لـ 38 دقيقة تسليم صواريخ كروز من طراز "توروس" إلى كييف، وهو ما يرفضه المستشار الألماني أولاف شولتز علناً حتى الآن بشدة، كما تحدثوا عن تدريب الجنود الأوكرانيين والأهداف العسكرية المحتملة، فيما لم ترد السفارة الروسية في برلين على طلب عبر البريد الإلكتروني اليوم السبت للتعليق حول مزاعم التجسس المحتمل.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس الجمعة "نطالب بتفسير من ألمانيا"، كما تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الصحافيين اليوم السبت قائلاً إن "الخطط الماكرة للقوات المسلحة الألمانية صارت واضحة بعد نشر هذا التسجيل الصوتي، وإنه كشف صارخ للذات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وكان المستشار الألماني أعلن الإثنين الماضي أن بلاده لا تستطيع السير على خطى بريطانيا وفرنسا وإرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، لأن الخطوة "لن تكون مسؤولة"، وكرر شولتز رفض طلب أوكرانيا تسليمها صواريخ "تورس" بعيدة المدى على رغم إلحاح كييف ودعواتها العاجلة إلى الموافقة على عمليات التسليم بينما تواجه الجيش الروسي.

وقال شولتز لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "إنه سلاح بعيد المدى للغاية، وما يفعله البريطانيون والفرنسيون من استهداف ودعم الاستهداف لا يمكن القيام به في ألمانيا"، مضيفاً "من وجهة نظري سيكون الأمر غير مسؤول إذا شاركنا بالطريقة نفسها في إدارة استهداف هذه الصواريخ"، محذراً من خطر أن تجد ألمانيا نفسها "متورطة مباشرة بطريقة ما في الحرب".

وتابع شولتز، "لا يجب بأي حال ولا بأي مكان أن يرتبط الجنود الألمان بالأهداف التي تحققها هذه الأنظمة"، موضحاً أن ذلك يتعلق أيضاً بمشاركة جنود ألمان موجودين في أراضيهم الوطنية.

وأكد أولاف شولتز أن "ما تفعله دول أخرى لديها تقاليد ومؤسسات دستورية أخرى أمر لا يمكننا القيام به بالقدر نفسه".

ويبلغ مدى صواريخ "تورس" الألمانية أكثر من 500 كيلومتر، وبالتالي فإذا امتلكتها أوكرانيا فستتمكن من مطاولة أهداف داخل الأراضي الروسية، وهذا هو السبب وراء رفض برلين على مدى أشهر عدة تسليم هذه الصواريخ إلى كييف، إذ تخشى ألمانيا أن تستخدم لاستهداف مواقع في العمق الروسي يؤدي إلى تصعيد.

المزيد من الأخبار