Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

على إسرائيل وأميركا مواجهة إيران لا وكلاءها في المنطقة

يرى باحث أميركي بارز أن تفريق واشنطن بين طهران ووكلائها في المنطقة هي استراتيجية عقيمة

تبحث طهران عن وسائل غير مباشرة لإجبار الولايات المتحدة على الخروج من الشرق الأوسط (أ ف ب)

ملخص

هدف إيران هو الهيمنة الإقليمية وعلى واشنطن مواجهتها بصورة مباشرة وليس عبر وكلائها

في مقالة رأي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، انتقد سيث كروبسي، مؤسس ورئيس معهد "يوركتاون" للبحوث مقاربة الولايات المتحدة للصراع مع إيران، لافتاً إلى أن تفريق واشنطن بين إيران ووكلائها المحليين في الشرق الأوسط استراتيجية عقيمة وداعياً إلى اعتبار النظام الإيراني العدو الحقيقي الأساسي.

وفي مقالته دعا كروبسي إسرائيل والولايات المتحدة إلى التركيز على تحجيم القوة الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان، معتبراً أن أكبر فشل سياسي لإسرائيل بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) هو نظر جزء كبير من العالم لهجوم حركة "حماس" على أنه جولة أخرى من العنف الإسرائيلي- الفلسطيني، وليس هجوماً مدبراً من قبل إيران.

وبحسب، كروبسي، الذي شغل في السابق منصب ضابط بحري ونائب وكيل وزارة البحرية، تصر واشنطن على "التمييز الوهمي" بين طهران ووكلائها، موضحاً أن هدف إيران هو الهيمنة الإقليمية وتصدير "الثورة الإسلامية" إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن إيران ستكون مع الوقت قوة قادرة على التنافس مع أوروبا وروسيا والصين والهند على النفوذ الأوراسي، كما ستشكل تحدياً لأميركا بصورة مباشرة عسكرياً ودبلوماسياً واقتصادياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعا الكاتب إلى اعتبار الحرب الدائرة مفتاحاً لمزيد من الاستقرار الجيوسياسي، منتقداً تعامل واشنطن مع الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على أنه مجرد حرب أخرى في غزة، واعتبارها أن الهجمات التي يشنها مسلحون مدعومون من إيران في البحر الأحمر وعلى القواعد الأميركية في العراق وسوريا هي تداعيات.

ويعتقد كروبسي بأن طهران تسعى إلى إيجاد وسائل غير مباشرة لإجبار الولايات المتحدة على الخروج من الشرق الأوسط لأنها لا تستطيع الانتصار على واشنطن في حرب تقليدية أو قهر إسرائيل فعلياً ما دامت أميركا موجودة في المنطقة.

وتعتبر قاعدة التنف على الحدود الأردنية- السورية التي تعرضت لهجمات صاروخية بطائرات من دون طيار من قبل وكلاء إيرانيين من وجهة نظر الباحث الأميركي سيث كروبسي، محورية في الصراع الإيراني-الأميركي، لأنها تحمي الأردن من الضغط الإيراني المباشر عبر العراق، وتساعد على وصول الولايات المتحدة إلى القواعد العراقية الأخرى وقطع الطرق اللوجستية الثانوية بين بغداد ودمشق.

ويحذر كروبسي من أن رحيل الولايات المتحدة عن المنطقة، سيسمح لإيران بتوحيد العراق وسوريا ولبنان في مساحة استراتيجية واحدة، ويفتح المجال أمام طهران بعد ذلك لدمج الضفة الغربية في استراتيجيتها بصورة أكثر مباشرة، وضخ مزيد من الأسلحة والمقاتلين المدربين في إيران عبر طرق التهريب في الأردن، مع تقويض المملكة الهاشمية أيضاً.

ورأى أنه مع حرية الحركة هذه وتعرض عمان للضغوط، يمكن لطهران أن تفكر في شن هجمات أكثر مباشرة على إسرائيل، بما في ذلك، هجوم بري بالوكالة من لبنان وسوريا وقصف جماعي للبنية التحتية الحيوية الإسرائيلية. والهدف هو جعل الدولة اليهودية غير صالحة للعيش بالنسبة إلى الجميع باستثناء أولئك الأكثر تشبثاً بالقضية الصهيونية. فإذا بقي بضع مئات آلاف الإسرائيليين فقط، فإن إيران والجماعات المتحالفة معها تقدران على التغلب عليهم بسهولة نسبية.

ولمواجهة خطط طهران هذه، يدعو الباحث الأميركي إلى قلب منطق إيران عليها وتكبيد النظام أثمان كلف بناء "إمبراطوريته"، لافتاً إلى أن الكلف هذه يجب أن تتجاوز الضربات الجوية غير الفاعلة التي نفذتها الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة. وعلى المدى القصير، ينبغي أن يشمل ذلك حملة قتل مستهدفة أكثر عدوانية ضد العملاء الإيرانيين والوكلاء في العراق وسوريا ولبنان. وفي نهاية المطاف، يتعين على إسرائيل وأميركا أن تمارسا ما يكفي من الضغوط لإرغام إيران على الخروج إلى العلن والسيطرة الفعلية على هذه الأراضي، مع الكلف المطلوبة للإدارة اليومية.

ودعا كروبسي أخيراً إلى فرض نظام عقوبات مالي أوسع على طهران لتقويض الموارد التي تمتلكها لتمويل حملة الغزو بالوكالة، لافتاً إلى أن من شأن هذه الاستراتيجية أن تقضي على قدرتها التوسعية.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل