Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستقبل العلاقات الهندية - الباكستانية في ظل تقلبات السياسة

نواز شريف متصالح مع نيودلهي لكن حزبه لا يتمتع بالشرعية التي تؤهله لاتخاذ قرارات مستقلة

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يصافح رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف أثناء زيارته المفاجئة للاهور (أ ف ب)

ملخص

يتلخص الوضع الحالي في أن المؤسسة العسكرية الباكستانية تظل صاحبة المصلحة الرئيسة في تحديد السياسة الخارجية التي تنتهجها البلاد في التعامل مع الهند

الانتخابات الباكستانية الأخيرة كانت محط أنظار الباكستانيين والمراقبين من الدول المجاورة على حد سواء، في ظل تفاقم الأزمة السياسية والصراع المستمر على الحكم خلال الفترة الأخيرة، وخلط الأوراق بين القوى السياسية ومؤسسات الدولة في باكستان.

الهند، جارة باكستان على الحدود الشرقية، كانت تتابع الوضع السياسي وتترقب نتائج الانتخابات بصورة خاصة، نظراً إلى أهميتها في ترسيم ملامح العلاقات الثنائية وتحديد السياسة الخارجية للبلدين. ويربط الهنود تاريخياً الموقف الصارم في السياسة الخارجية الباكستانية بالمؤسسة العسكرية الباكستانية، بينما يرجحون العمل مع الحكومات المدنية.

دبلوماسية الحافلات

ويعتبر نواز شريف الشخصية السياسية الوحيدة التي تستقبل بحفاوة في الهند، نظراً إلى الخطوات التي قام بها في عهوده السابقة، إذ عمل شريف على تحسين العلاقات بين البلدين في ظل حكم رئيس الوزراء الهندي السابق أتل بهاري واجباي، كما دشن معه عام 1999 "دبلوماسية الحافلات" التي كانت تقل المسافرين بين جانبي الحدود. وأكد شريف بعد انتخابه عام 2013 أن الوصاية الشعبية التي فاز بها تكلفه المضي قدماً في السلام مع الهند، وبدأ بالفعل بعد توليه الحكومة إجراء اتصالات مع الجانب الهندي وتحسين علاقته الشخصية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي برز بصورة واضحة عندما زار مودي باكستان لحضور حفل زفاف حفيدة نواز شريف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الموقف المتصالح لنواز شريف وعلاقاته الشخصية مع القيادة الهندية لم يروقا المؤسسة العسكرية وزعماء المعارضة، إذ كان تعامله مع الهند أحد أسباب خلافه مع المؤسسة العسكرية عام 1999، والتي انتهت بانقلاب عسكري على حكومة شريف وتولي الجنرال برويز مشرف مقاليد الحكم.

تحديات مماثلة واجهها نواز شريف بعد أكثر من عقد عندما حاول تحسين العلاقات في عهده الأخير ليواجه انتقادات لاذعة من المعارضة التي كان يترأسها عمران خان والأحزاب الوطنية الموالية للمؤسسة العسكرية. واستدل المعارضون بموقفه الضعيف أمام الهند حيال الانتهاكات الإنسانية في كشمير، وصمته على اعتقال العميل الهندي كلبهوشان يايديو في باكستان.

مستقبل العلاقات الثنائية

استلم عمران خان الحكم عام 2018 عقب تنحي حزب نواز شريف المتصالح مع الهند، وكان ينظر إليه على أنه معين من قبل المؤسسة العسكرية، لذا ساءت العلاقة بين البلدين في عهده وحدث اشتباك في أوائل 2019 بين مقاتلات باكستانية وهندية سقطت على إثرها طائرة هندية واعتقل أحد طياريها، كما أخذ عمران خان موقفاً صارماً في قضية كشمير بعد إلغاء الوضع الخاص للمنطقة من قبل الهند، وانتقد بشدة السياسة القومية الهندوسية لناريندرا مودي.

التقلبات السياسية في الفترة الأخيرة غيرت مواقف الأحزاب السياسية، إذ أصبح عمران خان في مواجهة المؤسسة العكسرية وقيادتها، ويرى أنصاره أنه يكافح من أجل هيمنة المدنيين أمام التدخلات العسكرية في الساحة السياسية، بينما تصالح نواز شريف مع المؤسسة العسكرية وتنازل عن موقفه السابق.

النتائج الانتخابية الأخيرة أظهرت أن عمران خان يمثل قوة سياسية، بينما ينظر إلى سياسة نواز شريف على أنها في طريقها للزوال، لا سيما بعد انسحابه من سباق رئيس الوزراء لمصلحة شقيقه الأصغر شهباز شريف.

صاحبة المصلحة الرئيسة

في سياق العلاقات مع الهند، لدينا نواز شريف الضعيف سياسياً ووريثه السياسي الذي قد يكون مهتماً بتحسين العلاقات مع الهند، لكنه لا يتمتع بالشرعية القانونية والدعم الشعبي مما يجعله معرضاً لضغوط المؤسسات القوية في باكستان في تشكيل السياسة الخارجية. اللاعب السياسي الآخر هو عمران خان الذي على رغم خلافه مع المؤسسة العسكرية فإن لديه ارتباطات قوية بالكتل الوطنية المناهضة للهند، لذا لا يرجح أن يتخذ موقفاً إيجابياً تجاهها.

يتلخص الوضع الحالي في أن المؤسسة العسكرية الباكستانية تظل صاحبة المصلحة الرئيسة في تحديد السياسة الخارجية التي تنتهجها البلاد في التعامل مع الهند، والنتائج في الانتخابات الأخيرة تبين أن هذا الوضع لن يتغير في الأمد القصير أو المتوسط في الأقل. لذا ستراقب الحكومة الهندية عن كثب العلاقات المتبادلة وستواصل اتباع استراتيجية حذرة تجاه باكستان.

المزيد من تقارير