Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقارير إسرائيلية تحذر من مهاجمة رفح في ظل نقص حاد في عديد الجنود

صفقة الأسرى تراوح مكانها وصدور تعليمات لسفارة تل أبيب بعدم التعامل مع غانتس خلال وجوده في واشنطن

خلافات حول قرار اجتياح رفح بين مؤيد ومعارض (أ ف ب)

ملخص

مسؤولون عسكريون يعدون أن الوضع يحتم على الجيش الانتقال إلى اجتياح رفح حتى لو كان ذلك خلال شهر رمضان

تراوح مفاوضات صفقة الأسرى مكانها، بل تواجه عقبات تحول دون إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل الـ10 من الشهر الجاري (حلول شهر رمضان)، مما يضع المنطقة برمتها أمام خطر تصعيد أمني إذا ما قررت إسرائيل اجتياح رفح، على رغم التحذيرات الخارجية، خصوصاً الولايات المتحدة ومصر، والداخلية حيث التقارير العسكرية التي تحذر من عدم المخاطرة وتنفيذ اجتياح رفح في ظل النقص الذي يعانيه الجيش بعدد الجنود ومن ثم القدرة على خوض المعارك بالوتيرة والقدرة اللتين تضمنان تفوقه.

الأحد، تبددت الآمال من صفقة قريبة بعد أن ردت "حماس" على إسرائيل برفض مطلب تقديم قائمة بأسماء الأسرى الذين ستشملهم الصفقة والأسرى لدى مختلف التنظيمات في غزة، إضافة إلى إعطاء تفاصيل حول وضعهم الصحي. ويشكل هذا الشرط العقبة المركزية في التقدم في صفقة الأسرى، فإسرائيل من جهتها ترفض المشاركة في المفاوضات ما دامت لم تحصل على قائمة الأسرى، فيما تعتبر "حماس" الأمر مستحيلاً في ظل الوضع في غزة، جراء الحرب ولوجود أسرى لدى تنظيمات أخرى.

بند آخر لم يتفق الأطراف حوله يتعلق بمسألة تحديد عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم مقابل كل أسير إسرائيلي تشمله الصفقة. هذا إلى جانب الخلاف حول مطلب وقف النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي، كل هذا يعرقل التقدم في الصفقة، في وقت تواصل المؤسسة العسكرية والأمنية بحث خطة اجتياح رفح وبلورة صورة واضحة لكيفية التعامل مع مليون و400 ألف فلسطيني، وكيفية نقلهم من رفح إلى المناطق الآمنة، إلى جانب التحضيرات اللوجستية للعملية نفسها وتدريب الجيش عليها.

نقص في الجنود

عدم التقدم في محادثات الأحد في القاهرة، بين حركة "حماس" والوسطاء، سيطرح على الكابينت للنقاش وبحث كيفية التعامل مع الفترة المقبلة، لا سيما أن إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال شهر رمضان أصبحت بعيدة المنال. وبحسب الصوت الأعلى في هيئة أركان الجيش والكابينت، فإن الوضع يحتم على الجيش الانتقال إلى اجتياح رفح، حتى لو كان ذلك خلال شهر رمضان وحساسيته من الناحية الدينية.

لكن هناك من يحذر من خطورة هذه الخطوة بعد أن كشف تقرير إسرائيلي عن أن الجيش يواجه أزمة نقص كبيرة في الجنود، ويحتاج بشكل فوري إلى ما لا يقل عن 8 آلاف جندي، مما ينعكس سلباً على نتائج العمليات في أرض المعركة ولجهة التقدم نحو مناطق أخرى في خان يونس وغيرها وصولاً إلى رفح.

التقرير يشير إلى خشية الإسرائيليين من مرحلة لا يقوم فيها الجيش الإسرائيلي بتنفيذ العمليات بسرعة وبطريقة تضمن تفوقه. وهو وضع "يسمح للعدو بالاقتراب من القوات العسكرية وإلحاق الأذى بها سواء بإطلاق النار أو العبوات الناسفة"، وفق ما جاء في التقرير.

هذا الوضع جعل قرار اجتياح رفح أمام خلافات كبيرة بين مؤيد ومعارض.

ففي هذه المرحلة من العملية البرية يشغل الجيش الإسرائيلي فريقين قتاليين من اللواء في شمال قطاع غزة تحت إشراف الفرقة 162 وأربع فرق قتالية من الألوية في منطقة خان يونس تحت إشراف الفرقة 98، ولا يشمل ذلك القوات العاملة تحت لواء غزة في المنطقة العازلة وعلى طول الحدود الفلسطينية.

وبحسب التقرير الإسرائيلي، الوضع على أرض غزة لا يتيح للجيش الإسرائيلي إمكانية المناورة بسرعة وبصورة مكثفة، وهو اليوم يقوم بمهام عملياتية مثل تحديد مواقع اختباء قادة "حماس" تحت الأرض إلى جانب إجراء مسح وتدمير في غزة، ويضيف التقرير "في وضع كهذا، يكون العدو قادراً على الاقتراب من القوات وضربها بواسطة نيران المواجهة أو العبوات الناسفة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جاء هذا التقرير عقب مقتل ثلاثة جنود في مواجهات مع "حماس" وبعد أن أعلن الجيش أنه رفع استعداده لإمكانية توسيع المناورة في قطاع غزة في موقعين: كتائب "حماس" في المخيمات المركزية وكتائب "حماس" في رفح.

ووفق مصادر في مديرية العمليات تقترب اللحظة التي سيطلب فيها من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، توصيته في شأن الاحتمالات المختلفة للمناورات البرية، وبين هذه الأمور إذا ما سينفذ الجيش ما تم التخطيط له ضمن العملية البرية، والتقدم من شمال ووسط مدينة غزة إلى مناطق جديدة في عمق غزة.

سؤالان في مركز الخلاف

إزاء وضعية الجيش ونقص الجنود وصعوبة القتال، يطرح متخذو القرار سؤالين حول اجتياح رفح، الأول: ما إذا كان من الصواب دخول رفح على رغم الضغوط الأميركية والمصرية والمشكلات مع الشرعية الدولية، مقابل توصيات واضحة من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بضرورة تنفيذ التوغل في رفح، المعقل الأخير لحركة "حماس" الذي تتوقع إسرائيل أن تخرج منه بصورة النصر بعد حرب "طوفان الأقصى".

السؤال الثاني المطروح إذا ما سيتمكن الجيش من تحقيق أهدافه في رفح، في ظل وضعيته الحالية وأيضاً صعوبة القتال والمشكلات المختلفة التي قد يواجهها هناك. ونقل مسؤول عسكري مطلب عدد كبير من الضباط بعدم توسيع المواجهات إلى رفح أو حتى مناطق مركزية أخرى، ما دام هناك أسرى في القطاع، ولم يتم تنفيذ مرحلة أولى، في الأقل من صفقة الأسرى، واعتبر الضابط أنه بغير ذلك ستسجل "حماس" نجاحاً وسيكون من الصعب هزيمتها.

ورأى أمنيون أن اجتياح رفح لم يعد مجرد وسيلة للضغط على "حماس" إنما ضرورة لهزيمتها، وإذا كان الجيش يشكك بإمكانية تحقيق ذلك، فالأفضل عدم المغامرة.

غانتس في واشنطن

أما سياسياً فيرى مراقبون أن سفر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى واشنطن من دون تنسيق مسبق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعكس الشرخ والانقسام داخل الكابينت. لم يخف نتنياهو غضبه وانتقاده وخرج مقربوه بحملة واسعة ضد غانتس، فيما صدرت التعليمات للسفارة الإسرائيلية في واشنطن بعدم التعامل مع غانتس ومساعدته خلال وجوده هناك.

ومن المقرر أن يعقد غانتس في واشنطن سلسلة لقاءات مع نائبة رئيس الولايات المتحدة كاميلا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك ساليفان، كما سيلتقي أعضاء كونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومسؤولين كباراً "إيباك". تأتي هذه الزيارة في ظل التقارير الصادرة في الولايات المتحدة التي تشير إلى أن الإدارة الأميركية تفقد الصبر حيال "سلوك نتنياهو في الحرب، والادعاءات بأنه مقيد من شريكيه في الحكومة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش".

ونقل عن مصادر مطلعة أن غانتس يحاول العمل على لقاء مع الرئيس جو بايدن، لكن هذا اللقاء ليس من المؤكد عقده حتى الساعة.

غانتس سيعود إلى إسرائيل الأربعاء، بعد أن يزور بريطانيا، وعندها وفق سياسيين، ستدخل الحلبة السياسية في إسرائيل إلى معركة داخلية حقيقية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير