Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكوكب التاسع شبه المفقود ربما يغير العالم للفتيات

كثيراً ما راوغ العلماء لكن حسم أمره قد يفسر بعض ألغاز الكون ويحفز الجيل الجديد من النساء

رسم تخيلي عن الكوكب التاسع الذي يرجح أن يفوق كتلة الأرض بـ10 أضعاف وأبعد منها عن الشمس بـ400 مرة (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

ملخص

كيف استطاعت البشرية أن ترصد مجرات نائية في أعماق الكون لكنها غفلت عن ملاحظة وجود كوكب سيار تاسع في المدى المباشر لمجموعتنا الشمسية؟

شهد الشهر الماضي مجموعة ثَرَّة من الأخبار المهمة الإيجابية المتعلقة بالفضاء، بل إنها تهاطلت بما يشبه تساقط زخات الشهب! [إشارة إلى ظاهرة "شهب الأسديات" Leonid Meteors التي يتكرر تساقطها الشبيه بدوش الحمام في كل سنة]، إذ استُهل فبراير (شباط) الماضي بوصول بعض الصور الجديدة الاستثنائية لما يزيد على عشرات المجرات القريبة منا، وقد التقطها "تلسكوب جيمس ويب للفضاء" التابع لوكالة "ناسا"، مبرزة تفاصيل استثنائية عن تراكيب وتكوينات تلك المجرات.

شهدنا [في الأسبوع الماضي] أول هبوط على سطح القمر منذ 50 عاماً لمركبة أميركية هي الأولى من صنع شركة خاصة على الإطلاق.

وعلى الأرض، نجونا بالكاد من ارتطام بكويكب بحجم باص ركاب، إذ إنه حلق على بعد يلامس 140 ألف ميل (أكثر من 225 ألف كيلومتر) من الأرض، أي أقل قليلاً مما يفصلنا عن أقرب مدار للقمر. خلال الوقت نفسه، اكتشف العلماء للمرة الأولى جزيئات من الماء في كويكب، مما يعتبر معطىً محورياً قد يسهم في تفسير كيف سميت الأرض "الكوكب الأزرق" [التسمية جاءت من وفرة المياه على سطح الكرة الأرضية].    

ومع كل واحدة من تلك القصص، كنت أرجع إلى سن الـ13 حينما ثابرت على العمل بإصرار على تلسكوبي المزود بمرآة، وقد لمعته تكراراً، وفي خلفية رأسي مسلسل "ستار تريك"، مع دفق حيوي من الأفكار والأسئلة. [التلسكوب الذي يستخدمه هواة الفضاء من المبتدئين، يتميز باحتوائه على مرآة تنعكس عليها بصورة مركزة أنوار السماء بعد مرورها في عدستيه، مما يسمح مثلاً تمييز الكواكب السيارة من النجوم وما إلى ذلك].  

لكن ثمة قصة فاقت كل الأخريات في جعلي أعيد كرة أخرى الوقوع في حب العلم، بما حملته من احتمالات مدوّخة ومسائل تتطلب حلولاً. وأتمنى أن تلك القصة نفسها ستلهم جيلاً جديداً من بحاثة الفضاء.

إنها قصة اكتشاف الموقع المرجح للكوكب السيار التاسع في مجموعتنا الشمسية، مما يذكرنا بوجود أشياء لا حصر لها يجب استكشافها.

يتملكني انجذاب ساحر نحو الكوكب التاسع. وقد أثيرت الفكرة عن افتراض وجود كوكب سيار "مفقود" في نظامنا الشمسي، لبعض الوقت لكنها بقيت مراوغة. في المقابل، بتنا نملك القدرة على تقصي الكواكب السيارة خارج نظامنا الشمسي التي تدور حول نجوم نائية نراها في سماء الليل، وتبعد منا تريليونات من الكيلومترات [تذكير بأن النجوم هي شموس]. إذاً، كيف تأتى أننا غفلنا عن كوكب سيار في جوارنا المباشر؟

إننا نعتقد بوجود الكوكب التاسع بقربنا بسبب الطريقة التي تجمعَّت فيها أشياء نظامنا الشمسي، إذ بدا كأنما هناك جاذبية ما تشد تلك الأشياء نحوها، لكننا لم ندرجها في حساباتنا. وحينما ننظر إلى الطريقة التي تتحرك فيها الأشياء في محيط نظامنا الشمسي، نستطيع أن نحصل على حدس في شأن حجم ذلك الكوكب المجهول، ومداره المحتمل أيضاً. ويقدر بأن كتلته تراوح ما بين كونها مساوية لكرتنا الأرضية ووصولها إلى 10 أضعاف ذلك. إذا وُجِد هناك، فلعله يدور حول الشمس في مدار مغاير لكل الكواكب السيارة في منظومتنا، إذ تتحرك الكواكب السيارة الثمانية المحبوبة في مجموعتنا الشمسية [الأرض وزحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد ونبتون وأورانوس]، في مدارات شبه دائرية. في المقابل، يُعتقَد بأن الكوكب التاسع يملك مداراً إهليلجياً/ بيضاوي بصورة واسعة، مما يعني أنه مدار يشبه دائرة مضغوطة وممطوطة بشدة. في النقطة القصوى من ذلك المدار، قد يبعد من الشمس أكثر من الأرض بما يراوح ما بين 400 و500 مرة، ليلامس قرابة 60 بليون كيلومتر. وإذ تستلزم الأرض عاماً كي تنهي دورة حول الشمس، فإن الكوكب التاسع تلزمه 20 ألف سنة كي ينجز دورة واحدة مشابهة.

وتعني تلك الأمور كلها أن رؤيته صعبة. وعلى رغم ذلك، إن وُجِد الكوكب التاسع، فإننا نحس وكأننا نقترب من تحديده.

في قصة الكوكب التاسع يحضر الشيء الذي يجعلني متحفزة حيال العلم والمستقبل، إذ نستطيع أن نأخذ فكرة مجنونة، مثل القول بوجود كوكب تاسع في نظامنا الشمسي، ثم نتعاون مع آخرين للتثبت من مدى صحتها. وفي الغالب، تنجم الاكتشافات والابتكارات عن رؤية الأشياء من منظور مختلف أو إحداث هزة في النظام السائد. إذا استطعنا اجتذاب آخرين ممن يعملون في حقول مختلفة كي يدخلوا في ذلك، فلسوف ينفتح أمامنا كون من الاحتمالات والإمكانات.

وكذلك يقدم ما سبق تفسيراً لتكريس نفسي لمهمة حث الجميع على الاهتمام بالنجوم، بغض النظر عن اهتماماتهم الخاصة. ينطبق ذلك بصورة خاصة على من لا يعتقدون بأن العلم ليس من شأنهم. كلما توسعت الدائرة الديموغرافية للدخول في العلم، نتوصل للتعرف إلى احتمالات غفلنا عنها.

كذلك يسهل الآن تخيُّل أن الأسئلة الكبرى كلها حصلت بالفعل على إجابات عنها. في المقابل، تأتي اكتشافات على غرار الكوكب التاسع كي تُظهر لنا بأننا بالكاد ابتدأنا في ذلك. لنتخيل كل تلك الاكتشافات المذهلة التي تنتظرنا، سواء على المستوى المحلي أو ما يتجاوزه.

قبل بضعة أسابيع، سنحت لي للمرة الأولى فرصة زيارة البيت الذي ترعرع فيه إسحاق نيوتن طفلاً. وقد نهضت بذلك لمصلحة "الصندوق الوطني لجائزة الزمان + المكان"، وهي منصة استحدثت أخيراً لتساعد الشباب على تحقيق أفكارهم. [يحمل اسم الجائزة إشارة إلى نظرية أينشتاين عن أن الكون يتشكل من نسيج متشابك للزمان والمكان معاً].

لقد اعتدنا أن نفكر في نيوتن بوصفه كهلاً شائب الشعر، وكذلك رُوِّجَتْ لنا القصة النموذجية عن "العبقري". في الحقيقة، على غرار كثيرين منا، لم يكن من الطلبة المتفوقين في المدرسة. وفي يفاعته، لم يُلحَظ بوصفه الشخص الذي سيغير طريقة فهمنا للكون.

يتمثل ما نهض به نيوتن في الحشرية الدؤوبة والتفكير المضاد. لم يركن إلى تفسير من نوع "الأمر يحدث بهذه الطريقة". كلما امتلك زماناً ومكاناً لاستكشاف الأسئلة التي أثارت حشريته، توصل إلى اكتشافات يصعب حتى تبيان كامل أبعاد تأثيراتها حتى الآن. لنتخيل لو أننا في عالم لم نعرف فيه سبب سقوط الأشياء إلى الأرض، أو الألوان التي يتشكل منها الضوء.

أود أن يحصل مزيد من الناس على الدعم في سياق استكشافهم لأسئلة كبيرة ومجنونة، مع أفكار هائلة وبعض التخمينات الحدسية. لهذا السبب تحديداً، في إطار "جائزة الزمان + المكان"، يتمثل السؤال الذي أطرحه في أنه "كيف يستطيع العلم أن يغدو أسهل منالاً وأكثر أهمية لكل الناس؟".

لقد تخطينا مراحل صعبة وطويلة ضمن مسار دعم النساء في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، اختصاراً "ستيم"  STEM. وقد ساعدهن ذلك في المضي بجرأة للوصول إلى حيث لم يكن لأي امرأة أن تبلغه. لكن ثمة كثيراً جداً مما يجب النهوض به، وثمة أيضاً حقولاً أخرى من التنوع يجب اقتحامها. نحتاج إلى جعل العلم في متناول الجميع تحت طائلة أن نمنع أنفسنا من الحصول مستقبلاً على مجاميع من أمثال نيوتن، والجيل التالي من المبتكرين والمكتشفين والعلماء.

واستكمالاً، يشعر "الجيل زد" Gen Z [ممن ولدوا بين عامي 1995 و2010] بالثقة بقدرتهم على الإبداع أكثر من كل الأجيال السابقة عليهم، لكنهم بحاجة إلى منصة كي تساعد في إطلاق قدراتهم الكامنة.

أود أن يعرف كل شاب ومراهق بأنهم يملكون الحق في أحلام كبرى بقدر ما يرغبون. ومن يعلم ما الذي لا نعرفه في الأشياء كلها؟

* السيدة د. ماغي ادرين بوبكوك هي مساعدة المقدم لبرنامج "السماء في الليل" الذي تبثه هيئة "بي بي سي"، وإحدى أعضاء هيئة المحكمين لدى "الصندوق الوطني لجائزة الزمان + المكان" التي تضم ديفيد أولوسوغا وتايشان هايدن سميث وميغن ماككوبن. وستمنح الجائزة أربعة ممن تراوح أعمارهم ما بين 16 و25 سنة، حزمة مالية من 5 آلاف جنيه استرليني تشمل الوقت والمدى والدعم، كي يتمكنوا من تقصي الإجابة عن السؤال الكبير الذي تصوغه هيئة التحكيم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم