Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الثلاثاء الكبير" يفاقم مصاعب بايدن ويعزز قوة ترمب

سياسة الرئيس الأميركي الداعمة لإسرائيل وراء زيادة التصويت الاحتجاجي واكتساح الرئيس السابق شكل لحظة حياة أو موت بالنسبة لهايلي

أنصار دونالد ترمب يهتفون عند إعلان الفائز بالانتخابات التمهيدية يوم "الثلاثاء الكبير" (أ ف ب)

ملخص

يشير عدد الأصوات الاحتجاجية في ولاية مينيسوتا إلى أن عدم الرضا عن موقف بايدن في شأن الحرب في غزة، امتد إلى ما هو أبعد من الأميركيين العرب والمسلمين ليصل إلى التقدميين والناخبين الشباب.

رغم أن الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية التي شهدتها 16 ولاية أميركية يوم "الثلاثاء الكبير" حددت المرشحين الرئاسيين لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، عبر حشد مئات المندوبين لصالح الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب، إلا أنها أظهرت بعض المؤشرات المهمة عن شكل الانتخابات العامة، فما المصاعب التي كشفت عنها لبايدن؟ وهل يتمكن ترمب من توحيد الحزب الجمهوري؟ وإلى أي مدى يمكن أن تساعد نيكي هايلي في تحقيق هدف ترمب؟

خطوات واسعة

الرئيس بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب قفزا خطوات واسعة من خلال نجاحهما في حشد عدد كبير من المندوبين في الولايات التي شهدت أكبر تنافس انتخابي يوم الثلاثاء الكبير بما في ذلك أكبر ولايتين أميركيتين وهما كاليفورنيا وتكساس، حيث اقتربا من الفوز بالعدد اللازم الذي يضمن ترشيح حزبيهما لهما ليصبح كل منهما هو المرشح المفترض لحزبه لحين إقرار هذا الترشيح رسمياً وبشكل نهائي في المؤتمر الوطني للحزبين في يوليو (تموز) المقبل بالنسبة للحزب الجمهوري وفي أغسطس (آب) بالنسبة للحزب الديمقراطي.

وعبر 16 ولاية إضافة إلى ساموا الأميركية، جلبت الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية القليل من المفاجآت ومزيدا من الوضوح للسباق الرئاسي، ليتأكد ما كان متوقعاً إلى حد بعيد بإعادة مباراة انتخابات 2020 بين بايدن وترمب، حيث واصل بايدن تفوقه على المعارضة الهامشية لترشيح الحزب الديمقراطي، وواصل ترمب تأكيد شعبيته الواسعة في الحزب الجمهوري، بينما واصلت حاكمة ساوث كارولينا السابقة وسفيرة بلادها في الأمم المتحدة خلال عهد ترمب، نيكي هايلي، نضالها من أجل كسب تأييد الناخبين الجمهوريين حتى في الولايات التي بدت أكثر ملاءمة لها.

تطلع للمستقبل

ومع هذا الزخم الذي حظي به بايدن وترمب، بدا كل منهما متطلعاً للمعركة المستقبلية الكبرى في نوفمبر من خلال تصريحاتهما التي أعقبت إعلان النتائج الأولية، حيث تجنب الرئيس ترمب أن يذكر اسم نيكي هايلي. ودعا بدلاً من ذلك إلى وحدة الحزب التي قال إنها ستأتي بسرعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الرئيس السابق الذي ظهر وحيداً على المسرح خلال خطاب النصر في مارالاغو من دون داعميه ومؤيديه كما فعل في السابق، خصص غالبية كلماته للهجوم على خصمه جو بايدن الذي وصفه بأسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة وأنه فشل في ملفات التضخم والسياسة الخارجية والهجرة، وحرص على تصوير الحدود الجنوبية على أنها خطيرة في محاولة لكسب الناخبين المستقلين والمعتدلين الذين لا يوافقون على تعامل الرئيس بايدن مع قضية تدفق المهاجرين غير الشرعيين.

في المقابل، أصدر بايدن بياناً ذكر فيه دونالد ترمب أربع مرات في خمس فقرات، محذراً الناخبين من أن نتائج الثلاثاء الكبير أوضحت اختيار انتخابات 2024 وتساءل عما إذا كانوا يريدون المضي قدماً، أم السماح لدونالد ترمب بجر البلاد إلى الوراء في الفوضى والانقسام والظلام التي حددت فترة ولايته، على حد وصفه.

مصاعب بايدن

لكن على رغم انتصار بايدن في جميع الولايات الـ15 التي نظمت منافسات ديمقراطية، إضافة إلى المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا، إلا أنه تعثر في جزر ساموا، وهي منطقة أميركية صغيرة في المحيط الهادئ، حيث تفوق عليه رجل الأعمال الديمقراطي غير المعروف، جيسون بالمر، ومع ذلك جاءت المصاعب الحقيقية من ولاية مينيسوتا التي قدمت مثالاً صارخاً لتصويت احتجاجي آخر، حيث أقنع النشطاء المدافعون عن الفلسطينيين في غزة عدداً كافياً من الناخبين بالإدلاء بأصواتهم تحت مسمى "غير الملتزمين" من أجل إيصال رسالة قوية إلى الرئيس في شأن سياساته الداعمة لإسرائيل، ما أدى إلى فوزهم بنحو سبعة مندوبين من أصوات الولاية.

 

ويشير عدد الأصوات الاحتجاجية في ولاية مينيسوتا إلى أن عدم الرضا عن موقف بايدن في شأن الحرب في غزة، امتد إلى ما هو أبعد من الأميركيين العرب والمسلمين ليصل إلى التقدميين والناخبين الشباب، حيث سجل الديمقراطيون عدم رضاهم عن الرئيس في ولايات أخرى أيضاً، ففي ولاية نورث كارولينا، أدلى 12 في المئة من الناخبين بأصواتهم لصالح "عدم وجود أي تفضيل" بعد فرز أكثر من 95 في المئة من الأصوات، وفي ولاية ماساتشوستس، حصل "لا تفضيل" على ما يقرب من 9 في المئة، في تأكيد جديد على أن ما شهدته ولاية ميتشغان الأسبوع الماضي، حينما اختار أكثر من 100 ألف ناخب التصويت كغير ملتزمين، أصبح لا يتعلق بالعرب الأميركيين والمسلمين فقط، ما يكشف عن ضعف في محاولة إعادة انتخاب بايدن، بخاصة أن عديداً من أولئك الذين دعموه في عام 2020 لا يعتقدون أن سياساته ساعدتهم.

خيبة أمل هايلي

رغم فوز هايلي الوحيد بولاية فيرمونت، وهو الفوز الثاني لها بعد الانتخابات التمهيدية التي جرت يوم السبت في واشنطن العاصمة، إلا أن "الثلاثاء الكبير" أثبت أنه بمثابة خيبة أمل كبيرة لهايلي، حيث كانت تأمل أن تعكس ضواحي شمال فيرجينيا تأييداً واسعاً لها يسمح لها بالفوز، لكن الناخبين لم يفعلوا ذلك، الأمر الذي يجعل فوزها بولاية واحدة لا يغير حسابات الحزب الجمهوري بشكل جذري.

وتعود خيبة أمل هايلي إلى أن الهوة بينها وبين ترمب أصبحت سحيقة من حيث عدد المندوبين، وخسرت أمامه كذلك في ماساتشوستس وفيرجينيا، اللتين كانتا تقدمان بصيص أمل صغيراً، إذ راهنت في كلتا الولايتين، أن تفوز على أقل تقدير بنسبة 40 في المئة من الأصوات، وهي عتبة اعتبرتها ذات معنى بعد أن وصلت إليها في نيو هامبشاير وساوث كارولينا، ما شجعها على انتقاد ترمب والقول إنه لن يكون قادراً على هزيمة بايدن في انتخابات نوفمبر.

لحظة الموت

بالنسبة لحملة نيكي هايلي، كانت لحظة إعلان النتائج هي لحظة حياة أو موت، فقد عانت هزيمة تلو هزيمة، لكنها أصرت على أن تبقى في السباق حتى يوم "الثلاثاء الكبير" على الأقل لمنح الناخبين في تلك الولايات الفرصة لإسماع أصواتهم، وحرصت هايلي على عدم وضع أي توقعات في شأن هذه الليلة، وفي الأسابيع الأخيرة، رفضت هي وفريقها الإشارة إلى أي ولايات أو مناطق يعتقدون أنها قد تفوز فيها، واكتفت بالقول إنها ستبقى في السباق ما دامت قادرة على المنافسة.

 

ولا شك أن انتصارها في ولاية فيرمونت لن يوقف مسيرة ترمب الثابتة نحو ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، كما أن هذا الانتصار المحدود وعدم تمكنها من تحقيق نتائج قوية في فيرجينيا وماساتشوستس، يشير إلى قوتها المحدودة في الأماكن التي تضم أعداداً كبيرة من الشباب والناخبين من خريجي الجامعات والمستقلين، وهي قاعدة الدعم الصغيرة التي اعتبرتها سبباً كافياً لعدم انسحابها من السباق، وكانت حملتها تأمل في رسم مسار فوز لها في ميتشغان وكذلك في عدد آخر من ولايات الثلاثاء الكبير التي لا تقتصر فيها الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري على الناخبين المنتمين إلى الحزب.

وعلى رغم انتصارها يوم الأحد الماضي في واشنطن العاصمة وفيرمونت يوم الثلاثاء، حيث دخلت التاريخ باعتبارها المرأة الجمهورية الوحيدة التي فازت على الإطلاق في الانتخابات التمهيدية أو الحزبية الرئاسية، إلا أن هذه الاستراتيجية فشلت إلى حد كبير.

نقاط ضعف ترمب

ومع ذلك، يردد آخرون الآن تحذير هايلي في شأن نقاط ضعف ترمب الانتخابية، فقد ظهر كارل روف، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري خلال حملات الرئيس السابق جورج دبليو بوش، على قناة "فوكس نيوز"، ليسلط الضوء على حصة هايلي من الأصوات في ولايات عدة، قائلاً إن ترمب يجب أن يكون قلقاً في شأن توحيد الحزب الجمهوري، كما نصح رئيس مجلس النواب السابق، كيفين مكارثي في مقابلة على قناة "فوكس نيوز"، الرئيس السابق ترمب بألا تكون رسالته في خطاباته هي الانتقام.

وفي مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، أشار السيناتور ليندسي غراهام وهو أحد أبرز المؤيدين لترمب، إلى أن الوقت قد حان لتنسحب نيكي هايلي، قائلاً إنه يعرفها جيداً وأنه يعتقد أنها من المرجح أن تكون "لاعبة في الفريق"، وتتعرض هيلي منذ ذلك الحين لضغوط شديدة للانسحاب من مسؤولي الحزب، الذين يشعرون بالقلق من أن الحملة الانتخابية المستمرة بعد الثلاثاء الكبير يمكن أن تزيد من انقسام الجمهوريين وتساعد فرص الرئيس بايدن في إعادة انتخابه.

المزيد من تقارير