Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لغز اختفاء السوري قيس الزرزور ينتهي بالعثور على جثته

فرق الدفاع المدني وجدته في نهاية السرداب الطويل في مغارة نبع الدلبة

تعتبر عودة الشاب الزرزور حياً بعد طول هذه المدة ضرباً من المستحيل (اندبندنت عربية)

ملخص

مغارة غريبة في سوريا تبتلع شاباً

دفع حب الفضول واكتشاف المجهول الشاب قيس الزرزور إلى اكتشاف مغارة نبع الدلبة بريف طرطوس غرب سوريا رفقة أصدقاء له في المدرسة، إلا أن الأمر لم يمر بسلام، واختفى قيس.

وبعد مرور 10 أيام على اختفائه، أفضت المحاولة الأخيرة إلى العثور على جثة الشاب المفقود نهاية السرداب الطويل في المغارة، لتنهي عمليات البحث عملها الدؤوب وتكشف أكثر عمليات الاختفاء غموضاً، بعد تجديد محافظة طرطوس عملياتها صباح يوم الخميس بوجود لجنة متخصصة من جهات مختلفة.

 

 

معلوم أن هذه المغارة شهدت تصوير أشهر المسلسلات الدرامية في شهر رمضان الماضي ولا سيما "مسلسل الزند".

المغارة والمصير المجهول

وكانت فرق الدفاع المدني أعادت التفتيش مجدداً داخل المغارة ومحيطها، وكذلك في النهر القريب من المغارة لأكثر من أربع مرات متتالية من دون جدوى، وانقضت 10 أيام من دون خيط واحد يفك لغز اختفائه، إلى أن ظهرت الجثة.

 

وكان مدير الدفاع المدني في طرطوس العميد منذر الإبراهيم أعلن في وقت سابق  توقف عمليات البحث بعد الوصول إلى نهاية المغارة، أو إلى موقع مغلق نتيجة تهدمات كهفية كثيفة، لتعود مجدداً عملية بحث جديدة بين المغارة والنهر، وقد يستعان بكلاب بوليسية للغاية نفسها.

وواصلت فرق الإنقاذ من قوى الدفاع المدني وفريق من المتطوعين داخل المغارة بمشاركة غواصين تمشيط قاع بحيرة دريكيش القريبة والمتصلة مع المغارة بأقنية ضيقة من دون العثور على أي أثر يفيد عمليات البحث.

العودة المستحيلة

وبدأت القصة في الـ 26 من فبراير (شباط) الماضي حين دخل الشاب قيس الزرزور رفقة ثمانية من أصدقائه في المدرسة الثانوية إلى المغارة للاطلاع عليها واستكشافها.

وتعتبر عودة الشاب الزرزور حياً بعد هذه المدة ضرباً من المستحيل، وفق ما أفاد مراقبون.

وثمن والد الشاب الجهود التي تبذل للكشف عن مصير ولده الذي حظيت قضيته بتعاطف، ليس في قريته دوبر رسلان وحسب بل في عموم سوريا، وباتت قضية رأي عام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الأثناء أفرجت الجهات الأمنية المتخصصة عن الطلاب الثمانية بعد توقيفهم على ذمة التحقيق، وتحدثت إفاداتهم عن خروجهم جميعاً من المغارة باستثناء قيس، وحاولوا البحث عنه ومناداته ولكن من دون جدوى.

ولم تشر التحقيقات إلى أي دوافع أو شبهة جنائية مرتبطة باختفائه، كما لا توجد أي أدلة على وجود أية خلافات له مع أي كان، كما أكد مقربون منه.

انهيار حديث

وعزا المتخصص في العلوم الجيولوجية جمال الدين الشيخ النتائج المخيبة وعدم العثور على الشاب قيس إلى "عدم وجود عوامل مساعدة مثل إحضار كلاب مدربة تتابع أثره، أو أجهزة تكشف عن موقعه من خلال ضربات القلب، وهي أجهزة ظهرت لدى فرق الإنقاذ الأجنبية إبان كارثة الزلزال في السادس من فبراير 2023، ولولاها لكانت الخسائر في الأرواح عالية.

وتابع، "كذلك لا توجد مخططات جيولوجية لهذه المغارة، فكان الاعتقاد القديم بأنها صغيرة، وإذا لها امتداد يصل لـ 400 متر، وكانت عبارة عن مجرى مائي قديم تحول بسبب انهيارات داخله واتجه للشرق بحدود 300 متر ليشكل نبع الدلبة الحالي والغزير".

ولفت الجيولوجي الشيخ إلى أنه وبعد التوغل في المغارة حتى حدودها الأخيرة شوهد انهيار حديث، قد يكون نسبة لزلزال العام الماضي، وكل ما يُخشى، حسب تفسيره، "أن يكون هذا الانهيار بسبب كتل انهارت على الشاب، أو يرجح أنه ليس موجوداً في المغارة بل ربما جرفه النهر إلى سد دريكيش المجاور".

 وأضاف، "في حال وجود الجثة ضمن المياه العذبة فإنها ستطفو على السطح خلال أسبوع، وهناك حادثة مشابهة لغرق طفل في أحد الأنهار عثر على جثته بعد أسبوع".

المغارات الخطرة

وشرح عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للجمعية الجيولوجية السورية المهندس باسل الخطيب كيفية تكون المغارة من الداخل قائلاً إن تضاريسها غير متناسقة، ومضيفاً أن "المغارة غريبة من نوعها، وتختلف عن كثير من المغارات التي عاينتها، وكل الكلام عن قوى ما خارج سياق الطبيعة أو قوى شعوذة ليس إلا من باب الجهل والشائعات والخرافات".

وعن وجود بقايا عظام داخل المغارة أشار الخطيب إلى أنها قد تعود لحيوانات قديمة، وهو أمر طبيعي جداً إذ كانت مسكناً أو ملجاً أو مدفناً لإقامة الطقوس، ولفت إلى أنه لا يمكن للحيوانات السكن في هذه المغارات بسبب الرطوبة أو البرودة، ويقتصر وجودها على الجزء الأول من المغارة، أي بعد بضعة أمتار من بابها، بينما الحيوان الوحيد الذي تكيف للعيش داخلها هو حيوان النيص وعلى عمق 10 أمتار فقط.

وفيما شدد أهالي قرية دوير رسلان على ضرورة الاهتمام بهذا المكان، ولا سيما بعد شهرته الواسعة، حذر أحد المغامرين في جمعية متخصصة باستكشاف الحياة البرية من هذه المنحدرات والمغارات، وقال "خلال رحلتنا داخلها لا يمكن الاستغناء عن الخوذة والملابس المحصنة والمعدات وغير ذلك من الطعام، ولا بد من ذلك، وهذه القصة الحزينة للشاب قيس يجب أن تكون درساً لتعلم الجيل المغامر التحقق من الأماكن الخطرة قبل الدخول إليها".

وشدد المهندس الجيولوجي الخطيب على أن كل المغاور خطرة لغير المتخصصين أو المحترفين، وتحديداً تلك التي لم تسبر أغوارها مسبقاً، ويجب عدم دخول أي منها إلا بعد استكشافها وتزويدها بالإنارة والأدلاء.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات