Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حل الدولتين" في مواجهة 3 طبعات من الدولة الواحدة

كل جيل فلسطيني يبدو أكثر تمسكاً بأرضه وقضيته من الذي سبقه

إدارة الصراع على طريقة نتنياهو و"جز العشب" طريق إلى "كوارث إضافية" (أ ف ب)

ملخص

على كثرة الأحاديث منذ 100 عام عن مؤامرات لـ"تصفية" القضية الفلسطينية، تأكد العالم كله أن التصفية مهمة مستحيلة

لا نهاية للجدل حول "حل الدولتين" في فلسطين منذ قرار التقسيم عام 1947 حتى اليوم. وهو اشتد بعد عملية "طوفان الأقصى" وحرب غزة في إطار هدف معاكس له لدى الطرفين. اشتد في خطاب الرئيس جو بايدن وقادة أوروبا والزعماء العرب. واشتد في تكرار بنيامين نتنياهو وحكومته الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل الرفض الحازم لحل الدولتين، مهما تكن الضغوط الأميركية والأوروبية والعربية. والمسألة ليست بسيطة في الاتجاهين. فلا كل من يطالب بحل الدولتين يريده بقوة. ولا كل من يريده يستطيع تحقيقه. ولا يبدل في الأمر كون البدائل منه بالغة الصعوبة وبعضها خطر وخطير. وهي بدائل في ثلاث طبعات من الدولة الواحدة. طبعة دولة واحدة لشعبين فلسطيني وإسرائيلي على قدم المساواة في نظام ديمقراطي، حيث الرفض الإسرائيلي واسع، والرفض الفلسطيني متعدد الأسباب، وتجربة "حماس وفتح" في السلطة الوطنية الفلسطينية معبرة لجهة الانفصال بالقوة وفصل غزة عن الضفة الغربية. وطبعة دولة واحدة لشعب إسرائيل في"أرض الميعاد"على أنقاض فلسطين وشعبها، وهي وصفة لصراع دائم لأن من الوهم حذف ملايين الفلسطينيين في الداخل والشتات. وعلى كثرة الأحاديث منذ 100 عام عن مؤامرات لـ"تصفية" القضية الفلسطينية، تأكد العالم كله أن التصفية مهمة مستحيلة. وكل جيل فلسطيني يبدو أكثر تمسكاً بأرضه وقضيته من الجيل السابق. وطبعة دولة واحدة للشعب الفلسطيني عبر تحرير فلسطين من البحر إلى النهر تمسكاً بالحق التاريخي، وأخيراً طرح إيران حول دولة واحدة للفلسطينيين واليهود الذين كانوا في فلسطين عام 1948 مع أبنائهم والأحفاد، ورحيل اليهود الذين جاؤوا من أوروبا وبلدان عربية. وهذه عودة إلى ما لم يتحقق بالقوة على مدى 100 عام، ولكن في ظروف يراها البعض أصعب، والبعض الآخر أسهل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي المقابل، يرى شبلي تلحمي ومارك لينش في مقال في "فورين أفيرز"، أن "فكرة خروج دولة فلسطينية من ركام غزة لا أساس لها في الواقع". فهما من دعاة دولة واحدة لشعبين. أما مارتن أنديك الذي اعتبر "أن الظروف المطلوبة لحل الدولتين غير متوافرة"، فإنه سلّم بأن "أطراف الصراع وبقية دول العالم قد تستنتج في النهاية أن التدمير والإنكار والخداع طوال عقود لم تنسف حل الدولتين بل زادته قوة". وأما ألوف بن الذي سجّل أن "اليسار شبه غائب، والأحزاب الوسطية التي تحن إلى إسرائيل قبل نتنياهو صارت تتقبل المجتمع الداعم لاستعمال القوة ولا تريد أن تخسر شعبيتها عبر دعم مفاوضات على مبدأ الأرض مقابل السلام، ومعسكر اليمين يتعامل بعدائية مع الفلسطيني اليوم أكثر من أي وقت مضى"، فإنه أعاد التذكير بما كشفته التجارب التاريخية من أن "النزعة التقدمية قد تعود إلى الواجهة ويخسر المتطرفون نفوذهم".

وهذا ما يعيد العقلاء إلى حل الدولتين. فالاستمرار في "إدارة الصراع" على طريقة نتنياهو و"جز العشب" طريق إلى "كوارث إضافية"، كما يقول ألوف بن. ولا أمن لإسرائيل ولا استقرار في الشرق الأوسط ضمن أي نوع من النظام الأمني الإقليمي من دون قيام "دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية"، بحسب المطلب العربي والإسلامي في القمم. وغزة ليست كل فلسطين، ولا البديل من السلطة الوطنية مهما صارت ضعيفة، ولا المركز القادر على تحرير فلسطين. ولا دولة من دون وحدة وطنية فلسطينية أهم بكثير من التمسك بالأيديولوجيات والأحلام الكبيرة في واقع قاسٍ على فلسطين وقضايا العرب. والوقت حان لتحقيق قول الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل