Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العيون على سوق الأسهم السعودية مع ترقب توزيعات "أرامكو"

محللون: تذبذب أسعار النفط قد يضغط على أسهم الشركة للعام الماضي

انتهاء التزام "أرامكو السعودية" بتوزيع أرباح محددة في 2024. (رويترز)

ملخص

إستمرار الخفض الطوعي من السعودية سيستمر في تقييد إنتاج الشركة والحد من صادراتها النفطية.

تترقب الأسواق قريباً إفصاح شركة "أرامكو" عن النتائج المالية لعام 2023 وتوزيعات الأرباح للربع الرابع من العام نفسه، وذلك قبيل افتتاح السوق المالية "تداول".

وعادة ما تمثل نتائج أعمال "أرامكو" وجدول توزيعات الأرباح أهمية كبيرة للمساهمين من الأفراد والمؤسسات الذين يترقبون إعلان النتائج بصورة ربع سنوية، لمعرفة الأداء المالي للشركة وموعد الاستحقاق وتوزيع الأرباح.

إلى ذلك توقع محللون في تصريحات لـ "اندبندنت عربية" أن تسجل الأرباح الصافية لشركة "أرامكو" تراجعاً في العام الماضي، ولا سيما بعد أن سجلت أسعار النفط خلال 2023 أول خسائر سنوية خلال ثلاثة أعوام، إضافة إلى استمرار الخفض الطوعي من قبل السعودية الذي من الواضح أنه سيستمر في تقييد إنتاج الشركة والحد من صادراتها النفطية.

أعلى أرباح سنوية

وكانت الشركة سجلت صافي دخل قياسي بلغ 604 مليارات ريال (161.1 مليار دولار) عام 2022 بزيادة 46.5 في المئة على أساس سنوي، مما يمثل أعلى أرباح سنوية لها كشركة مدرجة في السوق المالية، مبينة أن هذه النتائج جاءت مدعومة بأسعار النفط القوية والكميات الكبيرة المباعة وتحسّن هوامش أرباح المنتجات المكررة.

وعلى صعيد الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، فقد تراجع صافي أرباح "أرامكو" إلى 354.54 مليار ريال (94.6 مليار دولار) قياساً إلى 488.78 مليار ريال (130.4 مليار دولار) خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بتراجع نسبته 27.46 في المئة.

وعللت الشركة هذه النتائج قائلة إنها "تعكس بشكل رئيس تأثير انخفاض أسعار النفط الخام والكميات المبيعة".

كما تراجع صافي أرباح "أرامكو" خلال الربع الثالث من عام 2023 بنسبة 23.2 في المئة ليصل إلى 122.2 مليار ريال (32.6 مليار دولار)، مقارنة بالربع المماثل من عام 2022 الذي سجل 159.12 مليار ريال (159.1 مليار دولار)، في ظل انخفاض أسعار النفط الخام وتراجع الكميات المبيعة.

توزيعات الأرباح

وبلغ إجمال توزيعات أرباح "أرامكو" منذ إدراجها بالسوق المالية السعودية في الـ 11 من ديسمبر (كانون الثاني) 2019، وحتى الربع الثالث من عام 2023، أي على مدى 15 فصلاً، 1.14 تريليون ريال (304 مليارات دولار).

وأصبحت هذه التوزيعات أكثر أهمية من أي وقت مضى مع مضي السعودية قدماً في مشاريع مكلفة مثل مدينة "نيوم" والاستثمار الرياضي، وغيرهما.

وسجل الربعان الثاني والثالث من العام الحالي التوزيعات الأعلى بواقع 110.2 مليار ريال (29.4 مليار دولار) لكل منهما، وشملت التوزيعات الأساس البالغة 73.2 مليار ريال (19.5 مليار دولار)، إضافة إلى توزيعات مرتبطة بالأداء بقيمة 37 مليار ريال (9.86 مليار دولار).

ويساعد ذلك في تمويل عجز موازنة الحكومة جزئياً، إذ من المحتمل أن تسجل السعودية عجزاً في الموازنة يبلغ 4.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2024، ولديها أكثر من 46 مليار دولار من متطلبات التمويل، وفقاً لما يراه بنك الإمارات دبي الوطني.

تقييمات المحللين

وبحسب متوسط توقعات "بلومبيرغ" التي تستند إلى تقييمات المحللين وبنوك الاستثمار، فإنه من المتوقع تراجع إيرادات الشركة عام 2023 بنسبة 18.6 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 1.84 تريليون ريال (491.5 مليار دولار).

كما من المتوقع تراجع أرباح "أرامكو" في عام 2023 بنسبة 22 في المئة على أساس سنوي إلى 466 مليار ريال (124 مليار دولار).

الأرباح تحت الضغط

وقال نائب رئيس إدارة البحوث في "كامكو إنفست" رائد دياب إنه من المتوقع أن تظل أرباح أرامكو للربع الرابع من عام 2023 دون المتوقع، وأن تأتي عند أدنى مستوى لها خلال 10 أرباع في الأقل.

وأضاف دياب أن "الأرباح ستتأثر بتراجع أسعار النفط وانخفاض هوامش الكيماويات، إلى جانب هبوط هوامش التكرير، فضلاً عن انخفاض مساهمة شركة ’سابك‘"، مشيراً إلى أن الأرباح قد تظل منخفضة على المدى القريب مع توقع انخفاض الإنتاج في الأقل خلال الربعين المقبلين، وعلى الأرجح حتى نهاية العام.

ولفت إلى أنه مع وصول إنتاج نفط الخام الأميركي إلى مستويات قياسية فمن المتوقع أن تظل أسعار النفط ضمن نطاق محدود على المدى القريب.

توقعات بتراجع الأرباح الربعية

وفي هذا الصدد توقع المستشار المالي في أسواق المال محمد الميموني تراجع أرباح "أرامكو" عام 2023 إلى 450 مليار ريال (120 مليار دولار)، لتسجل انخفاضاً من 488.9 مليار ريال (130.5 مليار دولار) خلال الأشهر التسعة الأولى بنهاية سبتمبر (أيلول) 2023، محققة انخفاضاً بنحو ثمانية في المئة، ويعود ذلك لتراجع الإيرادات إضافة إلى حدوث تصحيح حاد في أسعار النفط بـ 16 في المئة.

وأشار الميموني إلى أن "هذا التراجع يعتبر نتيجة طبيعية بسبب انخفاض المبيعات لتراجع الإنتاج في إطار تنفيذ السعودية تعهداتها بخفض الإنتاج الطوعي بنحو 1.5 مليون برميل، مما أدى إلى انخفاض المبيعات ومن ثم بطبيعة الحال الأرباح المحققة."

توزيعات الأرباح

بدوره أكد المحلل المالي محمود عطا أن شركة "أرامكو" ملتزمة بتوزيع أرباح نقدية موجود حتى عام 2024، وذلك وفق ما قررته بعد طرح أسهم الشركة عام 2019، لافتاً إلى أن "أرامكو" ستقوم بتوزيعات إضافية إلى جانب التوزيعات الأساس الملتزمة بها بناء على الأداء المالي، ليستفيد المساهمون من نوعين مختلفين من التوزيعات. وكانت "أرامكو" أكملت أكبر طرح عام أولي في العالم أواخر عام 2019 حين جمعت 25.6 مليار دولار، ثم باعت لاحقاً مزيداً من الأسهم لرفع الإجمال إلى 29.4 مليار دولار.

أكبر طرح أولي في العالم

كما سجلت شركة "أرامكو" عام 2019 رقماً قياسياً في أكبر طرح عام أولي في العالم عندما جمعت 29.4 مليار دولار من حصة 1.5 في المئة من أسهمها في سوق "تداول" السعودية، على رغم اعتمادها بالكامل على المستثمرين المحليين، ووصلت القيمة السوقية للشركة يومها إلى 1.7 تريليون دولار.

وتعد "أرامكو" السعودية أكبر شركة للطاقة في العالم بقيمة سوقية تبلغ 7.55 تريليون ريال سعودي (2 تريليون دولار)، وبحسب البيانات فقد تراجعت قيمة أسهمها أربعة في المئة منذ بداية العام الحالي.

وكان سهم الشركة عام 2023 قد حصد مكاسب بأكثر من 13 في المئة بدعم من التوجهات الإستراتيجية التي تنفذها عملاقة النفط السعودية، وحفاظها على توزيع أرباح قياسية على رغم تراجع حجمها.

نقل حصة إلى صندوق الاستثمارات العامة

ونقلت الحكومة السعودية ثمانية في المئة من إجمال الأسهم المصدرة لشركة "أرامكو" من ملكية الدولة إلى محافظ شركات مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، وبموجب الصفقة تنخفض نسبة الأسهم المملوكة للدولة بعد عملية النقل لتصبح 82.186 في المئة من إجمال أسهم الشركة.

وبموجب بيانات سوق الأسهم السعودية (تداول) فستصل قيمة الصفقة إلى 614 مليار ريال (163.7 مليار دولار) موزعة على 19.36 مليار سهم بقيمة 31.75 ريال (8.5 دولار) للسهم الواحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت "أرامكو"، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، فاجأت الأسواق في يناير (كانون الثاني) الماضي بالتخلي عن خططها لتعزيز طاقتها الإنتاجية للنفط، مما سيحرر أيضاً مليارات الدولارات من الإنفاق ليمكن استخدامها في أماكن أخرى.

ووجهت الحكومة السعودية الشركة بوقف زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى 13 مليون برميل يومياً لتبقى المستويات القصوى عند 12 مليوناً بدلاً من ذلك، مما سيترك للشركة احتياطاً قدره 3 ملايين يومياً مقارنة بمستوى إنتاجها الحالي.

خفض الإنفاق

وبينما يثير التغيير في الخطة تساؤلات حول وجهة نظر السعودية في شأن الطلب على نفطها في المستقبل، فإنه يساعد أيضاً في توفير مليارات الدولارات لـ "أرامكو"، إذ تتوقع "آر بي سي كابيتال ماركتس" أن تخفض الشركة موازنتها السنوية بنحو 5 مليارات دولار عن التوجيهات السابقة، فيما لم تذكر "أرامكو" أين ستذهب تلك الأموال، لكن بعضها يمكن أن يشق طريقه إلى الحكومة من خلال توزيعات الأرباح.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة