Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لون واحد لمجلس خبراء القيادة أكثر انسجاما مع توجهات المرشد

العديد من الفائزين هم من المعينين من قبل علي خامنئي

أعضاء مجلس الخبراء المقبل كانوا يعملون في مكاتب المرشد الإيراني ويشاركون في اتخاذ القرارات المصيرية في نظام "الجمهورية الإسلامية" (أ ف ب)

ملخص

تعد أزمة الخلافة وتعيين الخليفة في حال توفي علي خامنئي أحد التحديات الكبرى

يشغل الأعضاء الـ40 الجدد في مجلس خبراء القيادة مناصب في المكاتب والمجموعات التابعة للمرشد علي خامنئي.

وفي وقت أثيرت فيه قضية خلافة مجتبى خامنئي لأبيه من قبل رجال الدين المقربين من مرشد النظام الإيراني، تشير نتائج انتخابات مجلس خبراء القيادة إلى أن 48 عضواً من الأعضاء الحاليين فازوا في الانتخابات، وهذا يعني تغييراً بنسبة 45 في المئة قد حصل في تشكيلة مجلس المتخصصين في دورته السادسة.

 

واللافت في الموضوع أن عديداً من الفائزين في الدورة السادسة لمجلس الخبراء هم من المعينين من قبل علي خامنئي إذ كانوا، وما زالوا، يشغلون مناصب مختلفة في المكاتب التابعة للمرشد في عموم البلاد.

ومن بين رجال الدين الذين فازوا في الدورة السادسة لمجلس الخبراء، محسن قمي، الذي يشغل منصب نائب رئيس مكتب المرشد الأعلى للشؤون الدولية والاتصالات، وعلي رضا أعرافي، المرشح الآخر من طهران الذي فاز في الانتخابات وبات من أعضاء مجلس الخبراء في دورته السادسة. ويعتبر أعرافي من رجال الدين المقربين من علي خامنئي والذي شغل عديداً من المناصب في العقدين الماضيين، إذ عينه المرشد الإيراني إماماً، ورئيساً للمركز العالمي للعلوم الإسلامية، وعضواً في مجلس صيانة الدستور، وعضواً في المجلس الأعلى للثورة الثقافية، ومديراً للحوزات العلمية في عموم إيران.

ورشح أعرافي نفسه، للمرة الأولى، لانتخابات مجلس خبراء القيادة في عام 2016، إلا أنه لم يحصل على الأصوات اللازمة. وبعد ذلك، رشح نفسه للانتخابات النصفية لمجلس الخبراء، عام 2022، وفاز وأصبح عضواً لمجلس الخبراء، وفي الانتخابات الأخيرة غير التنافسية التي شهدت مشاركة منخفضة جداً في الأول من مارس (آذار) الجاري، حصل على المركز الثاني من مجموع الآراء في العاصمة طهران.

وضع معظم الشخصيات، في منتصف العمر، الذين فازوا في انتخابات مجلس الخبراء مماثل لوضع محسن قمي وعلي رضا أعرافي، إذ ما زال يشغل عدد من الفائزين في الدورة السادسة لمجلس الخبراء مناصب في بيت المرشد، وعلى سبيل المثال لا الحصر، سعيد صلح ميرزائي الذي يشغل رئاسة إنتاج المحتوى في مؤسسة منشورات "الثورة الإسلامية" التابعة لمكتب المرشد الإيراني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحسين علي سعدي، الذي يعتبر من الخطباء الرئيسين في المناسبات الدينية في بيت المرشد علي خامنئي، وسعدي أيضاً، من الشخصيات التي عينها خامنئي في مجلس أمناء جامعة "الإمام صادق"، ويشغل حالياً منصب رئاسة هذه الجامعة.

ومن الأعضاء الآخرين المقربين لعلي خامنئي الفائزين في الدورة السادسة لمجلس الخبراء والعاملين في مكاتبه، محمد علي موحدي كرماني، ومحمد علي موسوي جزائري، وأحمد خاتمي، وغلام رضا مصباح مقدم، وقربان علي دري نجف آبادي، ومحمود محمدي عراقي.

وفي هذا السياق، كان قد ادعى رئيس مكتب علي خامنئي في مدينة قم محمود محمدي، في الـ28 من فبراير (شباط)، في مقابلة مع وكالة "إيلنا" للأنباء، أن المرشد عارض لجنة التقييم المتخصصة بأهلية خليفة المرشد (المادتان 107 و109 من الدستور). وقال إنه عندما ناقش مع المرشد احتمال تولي أحد أبنائه رفض المرشد وأكد قائلاً إن "ما تفعلونه يثير الشكوك حول وراثة القيادة".

وتعد أزمة الخلافة وتعيين الخليفة في حال توفي علي خامنئي أحد التحديات الكبرى التي يواجهها كبار المسؤولين في نظام "الجمهورية الإسلامية".

وخلال العقدين الماضيين طرح عدد من الأسماء المقربة من المرشد علي خامنئي لخلافته بصورة غير مباشرة، ومنها محمد هاشمي شاهرودي، وصادق لاريجاني، ومجتبى خامنئي، وإبراهيم رئيسي، وحسن الخميني، وحسن روحاني. ومن هؤلاء توفي شاهرودي، بينما لاريجاني وبعد قضايا الفساد المالي التي نسبت لأحد أقاربه لم يستطع الفوز في انتخابات مجلس الخبراء، وأما عن حسن الخميني وحسن روحاني فرفضت أهلية الأول في الدورة الخامسة، والثاني في الدورة السادسة التي أجريت في الأول من مارس الجاري.

وخلال انتخابات الدورة السادسة لمجلس الخبراء بلغ عدد المرشحين لخوض الانتخابات 510 مرشحين، واستبعد منهم 366 شخصاً من قبل مجلس صيانة الدستور، وتمت الموافقة على أهلية 144 مرشحاً لتولي 88 مقعداً في مجلس الخبراء المخصص لاختيار خليفة المرشد الإيراني.

وعدا عن استبعاد الرئيس السابق حسن روحاني الذي كان رئيساً للبلاد لمدة ثماني سنوات متتالية، استبعد مجلس صيانة الدستور، أيضاً، العضو الفعلي لمجلس الخبراء ووزير الاستخبارات الأسبق محمود علوي.

وانسحب آية الله محمد إمامي كاشاني، الذي كان ممثلاً عن طهران في مجلس الخبراء بسبب كبر سنه على رغم تسجيل اسمه لخوض الانتخابات. وتوفي كاشاني بعد يوم من إجراء الانتخابات، والحال هذه انطبقت على آية الله أحمد جنتي، أمين مجلس صيانة الدستور ورئيس مجلس الخبراء في دورته الخامسة، ويبلغ جنتي 96 سنة، إذ انصرف من الترشح في الدورة السادسة لمجلس الخبراء.

وغاب عدد آخر من أعضاء مجلس الخبراء في دورته الخامسة، وعبدالكريم فرحاني الممثل عن الأحواز، أحد هؤلاء الأعضاء الذي رشح نفسه لخوض انتخابات مجلس الخبراء إلا أنه لم يشارك، وهناك من يقول إن استبعاده جاء نتيجة تصريح سابق له إذ كان قد تحدث عن مرض علي خامنئي، ونفى فرحاني ما قيل مؤكداً أنه كذب.

ووضع الممثل الحالي عن محافظة زنجان محمد حاجي أبو القاسم دولابي، وأحمد بروائي ريك ممثل محافظة جيلان مشابه عمن ذكرت أسماؤهم أعلاه. كما توفي كل من عبدالنبي نمازي، ممثل أصفهان في مجلس الخبراء في الـ28 من يناير (كانون الثاني)، وأكبر هاشمي رفسنجاني، ومحمد يزدي، ومحمد تقي مصباح يزدي، ومحمد محمدي ري شهري، ومحسن مجتهد شبستري، خلال فترة الدورة الخامسة لمجلس الخبراء.

من ثم وبالنظر إلى وفاة عدد من أعضاء مجلس الخبراء في دروته السادسة، ومن بينهم أكبر هاشمي رفسنجاني، وكذلك إقصاء عدد آخر مثل الرئيس السابق حسن روحاني، ورئيس تشخيص مصلحة النظام صادق لاريجاني، والعضو الوحيد الذي ليس من رجال الدين محسن إسماعيلي من قبل مجلس صيانة الدستور، فإن أعضاء مجلس الخبراء المقبل باتوا من لون واحد ومنسجم كلياً مع توجهات وسياسات المرشد علي خامنئي وتياره المتشدد، والذين كانوا يعملون في مكاتبه ويشاركون في اتخاذ القرارات المصيرية في نظام "الجمهورية الإسلامية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير