Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هجرة عكسية من فناني سوريا إلى الدراما المحلية

لعبت شركات الإنتاج دوراً واضحاً في تجهيز أعمال مميزة لموسم رمضان 2024

الفنانة السورية سلافة معمار (الحساب الرسمي لسلافة على إكس)

ملخص

نقاد فنيون يتمنون عودة سوريا إلى سابق عهدها وإنتاج 200 مسلسل سنوياً كما كان الحال قبل الحرب الدائرة.

يسجل عدد من الفنانين السوريين حضوراً في موسم دراما رمضان 2024 بعد غياب طويل عنها، إذ أجبرتهم الحرب الدائرة في بلادهم على هجرة الأعمال التلفزيونية بسبب الأوضاع المتهالكة فيها، وفي المقابل حظوا بترحيب كبير على مستوى العالم العربي من خلال الأعمال المشتركة التي ثبتت نجوميتهم أكثر معتمدين على موهبتهم وأدائهم وخبرتهم وتجربتهم الكبيرة.

على مدى سنوات مضت، شارك فنانون سوريون في عشرات الأعمال التي تراوحت ما بين الجيدة والأقل جودة ولكنها فرضت نفسها على المشاهد العربي وتحولت إلى موضة قبل أن تنتشر الدراما التركية المعربة، التي سجل البعض حضوراً لافتاً فيها مقابل إحجام آخرين عن الوجود فيها، أما اليوم فها هم يعودون إلى الدراما التي انطلقوا منها عبر أعمال من إنتاج شركات غير سورية أو شركات سورية تعمل خارج بلادهم.

وفي مقدمة الفنانين السوريين الذين سيظهرون على الشاشة الرمضانية هذا الموسم (مكسيم خليل ومنى واصف وباسم ياخور وتيم حسن وسلافة معمار ومحمود نصر) وغيرهم، فهل بدأت الدراما السورية تستعيد مكانتها وهل سيلعب نجومها دوراً في التسويق لها كما يرى البعض؟

ارتفاع الأجور

الكاتب مروان قاووق يرى أن عودة النجوم إلى الدراما المحلية طبيعية وسببها الأول هو ارتفاع الأجور، مؤكداً أن "الشركات التي أنتجت الأعمال هذه السنة والسنة الماضية مقرها خارج سوريا، أما الشركات المحلية فإنتاجها محدود وبعضها لم يدفع الأجور المحتمة عليه من العام الماضي".

 

 

في المقابل رفعت إحدى الشركات سقف إنتاجها، لأنها أدركت أنها لن تتمكن من تسويق أعمالها وبيعها إلى القنوات المهمة إذا لم تستعن بالنجوم الكبار، لأنهم هم من يصنعون العمل ويؤمنون كلفة الإنتاج، أما بالنسبة إلى المستوى فإن الدراما هي للتسلية ومن حق الممثل الكبير أن ينال حقه كاملاً، وإن كانت الأجور المرتفعة حكراً على بعض الأسماء التي سبق لها أن شاركت في الدراما المشتركة، بحسب قاووق.

وقال الكاتب السوري في حديث لـ"اندبندنت عربية"، "أتمنى أن يتغير الوضع وأن تعود سوريا إلى إنتاج 200 مسلسل سنوياً كما كان الحال قبل الأزمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع أن الدراما السورية بدأت تستعيد عافيتها منذ العام الماضي، لكن معظم الأعمال لم تحقق المرجو منها على عكس تلك التي شارك فيها بعض نجوم الصف الأول مما جعل البعض يؤكدون بأن الأعمال تعتمد أولاً وأخيراً على أسماء النجوم، لكن قاووق يوضح أن "العمل الدرامي يجب أن يكون متكاملاً والإنتاج هو أهم عناصره وعليه أن يستعين بالنجوم لكي يتمكن من تسويق أعماله. الدراما أصبحت انتقائية وعندما ينجح العمل يلحقوه بجزء ثان كما حصل في (العربجي) و(كسر عظم) أي إن ما يقدم هو استمرار لنجاح سابق".

وتابع "على رغم أن هناك أعمالاً أخرى جديدة لكنني أتوقع أن تكون أقل مستوى من غيرها بسبب ضعف الإنتاج واستمرار أزمة القطاع الفني، وهذا الوضع لن يتحسن إلا من خلال ضخ شركات الإنتاج المحلية المال بصورة صحيحة واختيار النصوص الجيدة وإعطاء الكاتب تعبه، وليس سرقة هذا الحق والتعامل مع النجوم الكبار وسخاء محطات التلفزة، لأن التسويق الخارجي والمحطات المحلية تشتري مجمل الإنتاجات السورية بمبالغ متدنية ولا تسترد إلا جزءاً من كلفة الإنتاج".

وبوجود الغيرة والمنافسة اللتين تسيطران على الفن ثمة رأي يتحدث عن أن نجاح مسلسل (عاصي الزند) العام الماضي شجع بعض الشركات على الإقبال على إنتاج الأعمال السورية، ولكن لـ"قاووق" رأيه حول هذا الموضوع إذ يقول "إحدى الشركات تنتج من مالها الخاص بينما الشركات الأخرى هي منتج منفذ للأعمال وتأخذ الأموال من القنوات كما يفعل منتج (باب الحارة)، ولكن البعض قرر أن يكون أكثر سخاء هذه السنة فرفع سقف الإنتاج لكي يعود إلى الساحة بقوة ولا شك أن نجاح (عاصي الزند) كان هو الحافز الأول لأنه عمل متكامل على مستوى النص الغريب والجديد وقعه كاتب معروف وتبناه مخرج متميز".

رد الجميل

والدراما السورية أنجبت خلال مرحلة قبل الأزمة ممثلين فرضوا أنفسهم بقوة على المشهد الدرامي في الوطن العربي ويفترض بهم أن يردوا لها الجميل حالياً، بحسب رأي المخرج محمد زهير رجب الذي يشير إلى أن "النجوم السوريين هم صناعة الدراما وخرجوا من عباءتها وعودتهم إليها هي بمثابة عودة الأبناء إلى دارهم وهم لن يكونوا إلا أوفياء لها، وسنعود جميعاً إليها كصناع دراما ونضخ دماً جيداً فيها من خلال أعمال تحظى بقبول المتفرج العربي، خصوصاً أنها لم تخالف يوماً القواعد والأسس التي وضعها صناع الدراما الكبار فهي تحمل الهم والفكر والمتعة وعنصر الإدهاش وتحترم العقل".

ومضى في حديثه "صحيح أنها مرت بفترة وهن، ولكنها اليوم في طور التعافي والانطلاق مجدداً وستقدم في المرحلة المقبلة وجبات دسمة تليق بسمعتها ومكانتها، لأن سوريا بدأت تتعافى والدراما هي مرآة صادقة لبلدنا وواقعنا ومجتمعنا".

 

 

في المقابل يؤكد رجب أنه لا يملك فكرة عن شركات الإنتاج التي تعمل خارج سوريا، والتي أعادت نجوم هذا البلد إلى الدراما المحلية، مضيفاً "تهمني الإنتاجات التي تصور داخل سوريا لأنها تنتمي إلى الدراما المحلية بصورة خالصة، أما الإنتاجات التي تصنع خارجها فهي ليست كذلك، أما الشركات العربية التي تصور داخل سوريا فوضعها مختلف، لأنها لم تتوقف عن الإنتاجات المشتركة وعن التصوير داخل بلادنا، ونحن نرحب بها كمساهم أساس في صناعة الدراما كما نرحب بكل منتج عربي حريص على المشاركة في تعافيها وخلق إبداع عربي سوري يليق بالمشاهد".

نجوم مستوردون

الممثل أيمن رضا له وجهة نظر خاصة، إذ يرى أن "مشاركة النجم في الأعمال المشتركة كانت مشاركة (مودرن سياحية) وعندما أتيحت له الفرصة لتقديم أعمال فيها فكر وموضوع عاد للدراما السورية، لأنه اشتاق إلى تقديم أدوار مبنية على شخصيات ومختلفة عن تلك قدمها قبلها".

 

 

وقال "لكن لا علاقة لهذه العودة بالوفاء والإخلاص بل بمصلحة الممثل وقرار محطات التلفزة والمعلنين وشركات الإنتاج لأنها هي التي تختار للممثلين، والممثل السوري رفض في المرحلة السابقة المشاركة في الدراما المحلية بسبب ضآلة الأجور وضعف الإنتاج، ولكن هذا الوضع تغير وشركات الإنتاج تدفع لهم أجوراً عالية وتعتبرهم نجوماً مستوردين".

واعتبر أن هذا المنحى يمكن أن يستكمل النهضة التي كانت قد شهدتها الدراما السورية قبل الأزمة في حال توفر الاستقرار، مستطرداً "معظم الممثلين قبل بالعمل خارج سوريا بسبب التسويق والفرق الكبير في الأجور، لكن كل شيء يتوقف على جرأة المنتجين وبعض الشركات التي عادت إلى العمل ودفعت أجوراً عالية لممثلي الدرجة الأولى الذين كانوا في الخارج، ولكن هذا لا يعني أن قبول الممثل بالعمل يتوقف على أجره بل هو يعتمد أولاً على معارفه ثم النص فالمال".

المال أولاً

ويوافق المنتج محمد قبنض ما يقوله الممثل أيمن رضا، إذ يؤكد بأن الأجر المادي هو العنصر الأكثر إغراءً عند كل النجوم من دون استثناء، مضيفاً "خبرتي وتجربتي تؤكدان ذلك وما أقوله ينطبق على الكاتب والمخرج أيضاً ولا يوجد شيء اسمه وفاء وتضحية. أنا منتج وأرى بعيني بأن الممثل يقبل بالعرض الأكثر إغراءً من الناحية المادية، وفي نهاية المطاف سيعود الكل إلى الوطن لأنه الأم التي تحتضن الجميع".

وعن السبب الذي يجعله كمنتج سوري لا يغري النجوم بالمال يجيب "من يغري الفنان بالمال هي القنوات الكبيرة ودور المنتج تنفيذي وهو لا يدفع المال من جيبه، بينما أنا أغامر وأنتج من جيبي وتضم أعمالي هذه السنة مجموعة من النجوم من بينهم أيمن زيدان وسلوم حداد وسوزان نجم الدين وأمارات رزق وغيرهم".

ورأى أن نجومية الصف الأول ترتبط بممثلين معينين، بل الكل نجوم صف أول سواء عملوا في سوريا أو خارجها، مضيفاً "أنا لا أعترف بوجود نجم يبيع أكثر من غيره، لأن هذا الأمر يرتبط بالمحطات وهي التي تطلب من شركات الإنتاج التعامل مع أسماء معينة. وكمنتج سأنافس بثلاثة مسلسلات ضخمة تضم مجموعة من أهم النجوم وبأجور مماثلة لتلك التي تدفعها الشركات غير السورية، وعدم تعاملي مع بعض النجوم كتيم حسن أو مكسيم خليل سببه هو أنني لم أطلبهما لأعمالي لأنها غير مناسبة لهما والمال كفيل بأن يجذب أي فنان في العالم، وبالنسبة إلى الأجور الخيالية التي يتحدث بعض النجوم عنها فكلها وهمية ومبالغ فيها ولا تمت إلى الواقع بصلة، وهم يدعون بأنها تتجاوز المليون دولار لكي يرفعوا سقف أجورهم".

مسايرة الموضة

المنتج رائد سنان الذي يخوض هذه السنة تجربته الإنتاجية الأولى في الدراما السورية بمسلسل (المعبر) الذي يجمع بين مكسيم خليل وكاريس بشار وعباس النوري يرفض أن يقال إن نجاح تيم حسن في (عاصي الزند) هو الذي دفعه إلى خوض هذه التجربة.

وقال "أنا لم أساير موضة معينة بل قراري له علاقة بالتنويع وبتعطش الجمهور للدراما السورية التي نافست في مرحلة ما قبل الأزمة الدراما المصرية، والنص الذي عرض عليَّ أعجبني كثيراً ولكنه لا يصلح إلا أن يكون سورياً محلياً، وفي كل الأحوال لا يمكن أن نستبق الأمور وربما يعود النجوم إلى الدراما المشتركة وإن كان هذا الأمر لا يلغي استمرار الأعمال المحلية إلى جانبها وبشكل متواز معها".

 

 

وأشار إلى وجود فرق واضح في الأعمال التي تصورها شركات الإنتاج السورية وتلك التي تنتجها أخرى عربية، مضيفاً "هذا الأمر يظهر في مستوى نوعية الإنتاج ولا يمكن أن نلوم الشركات المحلية لأن التسويق محدود ويؤثر في نوعية الإنتاج والأجور وعدد أيام التصوير والممثلين، وأنا أنتج على حسابي الخاص ولست منتجاً منفذاً كما يفعل بعض الشركات الذي ينتج أعمالاً ضخمة كأعمال تيم حسن لأن المخاطرة كبيرة جداً، كما أنها تنتج أيضاً على نفقتها الخاصة".

وختم حديثه بقوله إن الأجور تغري الممثل للمشاركة في أي عمل ولكن الورق الجيد هو الذي يهمه أولاً ثم الدور الذي يبرز قدراته فالعمل الذي يحقق انتشاراً واسعاً.

المزيد من فنون