Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استخدام ترمب أغنية شينيد أوكونور يتعارض وروح الفنانة الراحلة

استعملت أغنية "لا شيء يقارَن بك" الرثائية الرقيقة كخلفية في تجمع انتخابي لترمب هذا الأسبوع، مما أثار استياء واستنكاراً من إدارة الملكية الفكرية للمغنية الإيرلندية الراحلة

من الواضح تماماً أن شينيد أوكونور ما كانت سترغب في استخدام أغنيتها في تجمع انتخابي لدونالد ترمب (رويترز/غيتي)

ملخص

شعر محبو شينيد أوكونور بالاستفزاز بسبب لجوء حملة ترمب إلى استخدام أغنيتها، خصوصاً أن حياة النجمة وموسيقاها كانتا تتنافيان تماماً مع سياساته

إذا كنا متأكدين من جانب واحد من شخصية دونالد جاي ترمب، فهو ميله لمحاولة الاستيلاء على أي شيء تقع عيناه عليه ويكون راغباً فيه. أتخيل الرئيس الخامس والأربعين - وربما السابع والأربعين أيضاً - للولايات المتحدة مثل طفل صغير، ذي كف وردي اللون، يتعرق غاضباً، محاولاً بشكل دائم الوصول إلى ما يبتغيه، سواء كان ذلك النساء، أو الانتخابات، أو الملفات السرية، أو الأموال الخاصة بالمؤسسات، أو حتى يد رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي، أو المفهوم الأساسي للحقيقة.

خدم هذا النهج ترمب طوال معظم حياته، لكنه أخيراً يواجه تحديات قانونية ومساءلات مكتب التحقيقات الفيدرالي. ثم، اصطدم المرشح الرئاسي هذا الأسبوع بأحدث عقبة: المغنية الإيرلندية شينيد أوكونور.

الشهر الماضي، عقد ترمب تجمعاً انتخابياً في ولاية ماريلاند. كان الحدث شبيهاً بالطابع المألوف لمثل هذه الفعاليات - تجمع في قاعة كبيرة في منتجع على واجهة بحرية، وكانت الحشود تشبه تلك المعتادة على حضور مؤتمر العمل السياسي المحافظ Conservative Political Action Conference، وكانت هناك تشكيلة مبهرة من منتجات "ماغا" [شعار "اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً". الاختلاف الوحيد كان في اختيار الموسيقى التي جرى تشغيلها قبل بدء الخطاب، حيث اختيرت أغنية "لا شيء يقارَن بك" Nothing Compares 2 U التي حققت نجاحاً كاسحاً عام 1990 لشينيد أوكونور لتذاع بين أغنيتي "دائرة النار" Ring of Fire لجوني كاش و"عقول متوجسة" Suspicious Minds لإلفيس بريسلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صحيح أن أوكونور توفيت الصيف الماضي، إلا أن الشركة التي تدير ممتلكاتها الفكرية وشركة تسجيلاتها "كريساليس" Chrysalis سارعتا إلى إدانة استخدام أغنيتها وقالتا في بيان مشترك إن أوكونور، لو كانت لا تزال على قيد الحياة، لشعرت "بالاشمئزاز والأذى والمهانة" لإدراج أغنيتها في قائمة ترمب الموسيقية. وأشارتا إلى أنها كانت تعيش وفقاً "لنظام أخلاقي قوي يتسم بالصدق واللطف والإنصاف واللباقة تجاه إخوتها في الإنسانية". حتى أن الفنانة الراحلة وصفت ترمب ذات مرة بالـ"شيطان التوراتي".

أوكونور ليست وحدها التي أرادت أن تكون بعيدة عن ترمب، إذ طالب فنانون آخرون، بمن فيهم نيل يونغ، وبروس سبرينغستين، وريهانا، وتوم بيتي، وفيل كولينز، وفرقة "فيليج بيبول" Village People، الرئيس السابق بالكف عن استخدام موسيقاهم. وأثناء رفض إدارة الملكية الفكرية للفنان ليونارد كوهين استخدام أغنية "هالليلويا" Hallelujah في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وأشاروا بدلاً من ذلك إلى أنهم سيفكرون بخيار أكثر واقعية وهو أغنية "أنت تريدها أكثر ظلامية" You Want It Darker الصادرة عام 2016.

من غير الواضح ما إذا قام ترمب شخصياً باختيار هذه الأغنيات، لكنه يدعي أنه محب للموسيقى. في مذكراته/ دليل الأعمال السيئ السمعة، "فن الصفقة" The Art of the Deal، يتذكر كيف كاد أن يُطرد من المدرسة لأنه لكم مدرس الموسيقى على وجهه، بحجة اعتقاده أن المعلم "لا يفقه شيئاً عن الموسيقى" (نفى المعلم المقصود وقوع الحادثة نفياً قاطعاً). في مناسبات أخرى، ذكر أن من بين أغنياته المفضلة "هل هذا كل ما هناك؟" Is That All There Is? لبيغي لي وأن إلتون جون وإيمينيم وفرقة "رولينغ ستونز" هم من بين فنانيه المفضلين (لكنهم لا يبادلونه الشعور؛ في عام 2016، أرسلت فرقة "رولينغ ستونز" خطاب توقف وكف للحد من استخدامه أغنية "لا يمكنك دائماً الحصول على ما تريد" You Can’t Always Get What You Want في سياق حملته الانتخابية).

ومع ذلك، فإن توظيف أغنية أوكونور يبدو مزعجاً بشكل خاص. يرجع ذلك جزئياً إلى قرب وفاة المغنية التي وقعت قبل سبعة أشهر فقط، ولأن خسارتها في سن الـ56 سنة تبدو سابقة لأوانها الطبيعي ومفجعة. ويعود ذلك أيضاً إلى أن قسطاً كبيراً من حياة أوكونور ومسيرتها المهنية اتسم بالقسوة - سواء على يد والدتها المسيئة، أو الكنيسة الكاثوليكية، أو صناعة الموسيقى. ويعود جزء من هذا الاستياء إلى أنها تحدثت عن الحزن الناجم عن ذلك، وشنت حملة ضد الظلم الأوسع، بدءاً من التمييز العنصري في أميركا إلى معاملة الشعب الفلسطيني؛ وهي مواقف لا يتوافق أي منها مع رؤية ترمب الفردية للعالم.

استخدام أغنية "لا شيء يقارن بك" على وجه التحديد يبدو عنيفاً إلى حد ما. فهناك قلة من أغاني البوب التي تتمتع بمثل هذا الضعف وغياب المكر. إنها تروي قصة حب فُقد حديثاً بشكل مؤثر ببساطته، حتى أن صوت المغنية يبدو طبيعياً وخالياً من الإضافات على رغم الأنغام المركبة للآلات الموسيقية، وأصوات أجهزة المؤثرات والأوتار والساكسفون. من ناحية أخرى، نادراً ما يكون هناك تناغم جيد بين الأغنية والفيديو كليب الخاص بها: تظهر أوكونور في النسخة المصورة شاحبة وحليقة الرأس مرتدية بلوزة سوداء بسيطة، بينما تنهمر دموعها التي قالت لاحقاً إنها جاءت بشكل غير متوقع أثناء الغناء. تشكل كل هذه العناصر مجتمعة تناقضاً كبيراً مع ترمب صاحب الشعر الأشعث والبشرة البرتقالية والمليء بالتفاخر والتزين.

كانت أغنية "لا شيء يقارن بك" جزءاً من ألبوم أوكونور الثاني، الذي نال استحساناً كبيراً "أنا لا أريد ما لا أمتلك" I Do Not Want What I Haven’t Got. يشير عنوان الألبوم إلى حلم كانت المغنية قد رأته عن والدتها، لكنه يلخص أيضاً جزءاً من جوهرها الشخصي؛ حيث كانت فنانة رفضت الجوائز والتكريمات ولم تعط قيمة للشهرة على حساب الرضا الإبداعي.

يبدو من الواضح تماماً أن أوكونور ما كانت سترغب في استخدام أغنيتها في سياق "مؤتمر العمل السياسي المحافظ" وتجمع انتخابي لدونالد ترمب. ومع هذا، قاموا بذلك على أية حال من دون أن يطلبوا الإذن، ومن أجل تسلية أنفسهم، هم الذين يريدون دائماً ما لا يمتلكونه. "أباشر بتقبيلهن..." هكذا وصف ترمب ذات مرة أسلوبه في الإغواء لزميل له في تسجيل سري أصبح الآن أسطورياً، مضيفاً "ولا أنتظر حتى [رد فعل المرأة أو رضاها]. عندما تكون نجماً يسمحن لك بالقيام بذلك. يمكنك فعل أي شيء".

© The Independent

المزيد من فنون