Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شوارع طرابلس اللبنانية تستقبل "رمضان" بالفرحة والزينة

تزدحم الذاكرة الشعبية بالعديد من العادات والتقاليد والمناطيد الطائرة أبرز الاحتفالات

ملخص

ازدحمت محال الملابس التراثية والفوانيس في طرابلس اللبنانية، إذ حرص الأهالي على شراء الجلابيات، والعباءات المزركشة لأطفالهم لمشاركتهم الفرحة وتشجيعهم على الصيام

لاستقبال شهر رمضان استعدادات خاصة في طرابلس اللبنانية، إذ يبدي المواطنون حماستهم للضيف المقبل. وشهدت الأيام القليلة الماضية عدداً كبيراً من المبادرات الأهلية لتزيين الشوارع وإضاءتها وتنظيم عدد من الأنشطة الشعبية في انتظار "رصد الأهلة"، التي استقبلها الأهالي بتوزيع "إمساكية" الشهر الكريم. وقد أشاع خروج فرق "النوبة" إلى الطرقات وضرب الطبول أجواءً من الفرح والسرور.

مهرجان المناطيد

للسنة الثانية على التوالي استقبل معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس مهرجان إطلاق المناطيد احتفالاً باستقبال شهر رمضان المبارك. ففي الباحة الرئيسة تجمع المئات من الأهالي، ومع حلول الظلام بدأت الاحتفالية التي كانت من تنظيم "كشافة الجراح".

خاطبت الأمسية الرمضانية الحواس الخمس، وشكل النور عماداً لها الذي ترافق مع الأهازيج والأناشيد التي تحاكي بدء شهر الصوم. وتلألأت سماء المدينة بعدد كبير من المناطيد التي أعلنت بشرى دنو الشهر الفضيل. كما بدأت بتوسع نطاق هذه المهرجانات إلى مناطق أخرى، إذ شهدت سير الضنية على تنظيم حدث مماثل، وكذلك الحال في بلدة بخعون على يد فريق الدعم المجتمعي.

 

يقول بلال مرعبي، أحد فريق الكشافة، "للعام الثاني على التوالي تنظم مفوضية الشمال في جمعية كشافة الجراح المشروع الذي يشيع الفرح في مدينة طرابلس، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك". ويضيف "يعود ريع هذه النشاطات لدعم صندوق المفوضية وتمويل تنفيذ مجموعة الأنشطة خلال رمضان، وباقي أيام العام".

ظهرت على وجوه الحاضرين معالم الفرح، وتحديداً الصغار في السن واليافعين. ويعتقد الشاب محمد طبوش أن "طرابلس هي العاصمة الثانية في لبنان، بالتالي فإنها في حاجة إلى هذه المهرجانات والأمسيات لتعزيز العلاقات الاجتماعية، والترفيه"، مشيراً إلى "دور هذا المهرجان في الترويج لمعرض رشيد كرامي الدولي"، معبراً عن سروره لحضور أعداد كبيرة من المواطنين والأطفال على رغم الأجواء الباردة. في موازاة ذلك، يتحدث أحد الحاضرين عن "حق الفقراء بالفرح وتجاوز حالة اليأس" التي يعيشها لبنان في ظل الوضع الاقتصادي السيئ.    

الأسواق مزدحمة بالزوار

اكتملت الاستعدادات الشعبية لاستقبال رمضان 2024 في طرابلس اللبنانية، إذ ازدحمت الأسواق بالرواد والزائرين. وتعددت الاهتمامات، ففي وقت اتجهت فيه شريحة واسعة من أرباب العائلات إلى سوق الخضراوات من أجل شراء المؤنة للأيام الأولى من الشهر الفضيل ولإعداد الإفطار والسحور.

كان لافتاً الزحام أمام المحال التي تبيع الملابس التراثية والفوانيس، إذ حرص الأهالي على شراء الجلابيات، والعباءات المزركشة لأطفالهم. ويبرر الأهالي ذلك بإدخال السرور إلى قلوب الأطفال، وتشجيعهم على الصيام.

كما برزت الجهود الفردية والأهلية لتزيين الشوارع والطرقات، وإضاءتها من أجل نشر الشعور بالأمان والدفء في ليالي رمضان التي يصل عدد كبير من المواطنين الإفطار بالسحور، ويجتمعون في الطرقات والمقاهي الشعبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

احتفالات مليئة بالروحانية

تزدحم الذاكرة الجماعية الطرابلسية بالعادات والتقاليد التي ترافق استقبال الشهر الفضيل. ويتحدث كبار السن عن عديد من الطقوس التي كثيراً ما رافقت انطلاق شهر رمضان، إذ تحرص السيدات على "استقبال شهر رمضان بطبخ البياض (الأطباق البيضاء) في أول أيام رمضان" في إشارة إلى شعور التفاؤل بقدوم الشهر المبارك. ومن الطقوس التي لا يمكن اعتبارها محط نقاش في القاموس الطرابلسي الاجتماع حول طاولة الإفطار لدى كبير العائلة بوصفها أحد صور الوحدة وصلة الرحم.  

 

كما تحضر في الذاكرة قيام المسيرات الاحتفالية، إذ كان يخرج أرباب الأسر وأبناؤهم يحملون الفوانيس ويسيرون مهللين ومنشدين من بوابة الحدادين إلى بركة الملاحة، يجوبون المدينة من أقصاها إلى أقصاها، صادحين بالابتهالات والدعاء والتوحيد والاجتماع لصلاة التراويح. كما كانت تشهد الأحياء تبادل الجيران زيارات المباركة بقدوم شهر رمضان.

إلى ذلك، يتحدث الطرابلسيون القدماء عن "تكريم الرجال لزوجاتهم من خلال شراء الذهب بوصفه عربون شكر لهن على الجهد المبذول خلال شهر رمضان".  

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير