Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عبده الشريف ارتقى بالغناء المغربي عربيا ورحل باكرا

القاهرة لقبته بـ"العندليب الجديد" وسحر جمهور المهرجانات

المطرب المغربي الشاب عبده الشريف رحل فجأة (صفحة الفنان - فيسبوك)

ملخص

ًفاجأ المطرب المغربي الشاب عبده الشريف جمهوره برحيله خلال استعداده لإحياء حفلة غنائية في الدار البيضاء، لمناسبة اليوم العالمي للمراة. وأحدث رحيله الباكر صدمة في الأوساط الفنية والشعبية، في المغرب والعالم العربي. وكانت القاهرة لقبته بـ"العندليب الجديد" بعد حفلاته التي أحياها في دار الأوبرا. ويملك الشريف جمهوراً عربيا كبيرا تابعه خصوصا في المهرجانت. وقد تمكن الشريف من كسر الحصار الذي طالما عانته الأغنية المغربية عربياً.

كان جمهور قاعة ميغاراما الفخمة في الدار البيضاء قد حجز تذاكره في انتظار سهرة عبده الشريف التي تتزامن مع اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس (آذار)، لكن الأقدار شاءت أن يفارق الفنان الحياة قبل ساعات قليلة من صعوده إلى خشبة المسرح لتقديم تشكيلة من الأغاني الطربية المغربية والمشرقية. فقد أصيب عبدو الشريف بأزمة قلبية حادة أدخلته قسم الطوارئ، غروب نهار الجمعة الماضي، فأعلنت الجهة المنظمة تأجيل الحفلة، مؤكدة أنها ستحدد موعداً بديلاً بعد شفاء الفنان المغربي، غير أن التدخلات الطبية لم تسعفه كي يواصل الحياة.

ويكاد عبده الشريف يكون أفضل من أعاد أغاني عبدالحليم في العالم العربي، ولذلك لقبه الجمهور المصري ومعهم الإعلام الفني بلقب "العندليب الجديد" عقب غنائه في دار الأوبر في القاهرة سنة 1999، وتألقه في الأداء، خصوصاً مع أغنية "جبار" التي صفق لها جمهور الأوبرا مطولاً. وبعدها توالت الدعوات على الفنان المغربي ليقدم أغاني العندليب الأسمر والأغاني الطربية، فضلاً عن قطعه الخاصة في كبريات التظاهرات الفنية في العالم العربي. بل إنه كان يبرمج في افتتاح عدد من المهرجانات الكبرى، خصوصاً في مصر، مثل مهرجان القاهرة الدولي الفني، ومهرجان البحر الأبيض المتوسط في دار أوبرا سيد درويش - الإسكندرية، وحفلة مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة في اليوبيل الفضي لدار الأوبر الخديوية التي فتحت له أبوابها في مناسبات عديدة. ووجهت له الدعوة مراراً لحضور فعاليات فنية تحتفي بالراحل عبدالحليم حافظ، خصوصاً في المناسبات التي تتزامن مع ذكرى رحيله.

واللافت أن أول ظهور فني لعبده الشريف خارج المغرب كان في لبنان سنة 1997، حين شارك في مهرجان أوربت للأغنية العربية في بيروت، قبل أن يغني في العام ذاته في الحفلة الختامية لمهرجان دبي السينمائي الدولي. وعاد الشريف إلى لبنان في عدة مناسبات، أبرزها حفلة التكريم التي خصصت لعبدالحليم حافظ في مهرجان بيت الدين سنة 2010.

العندليب الجديد

 ولد عبده الشريف في مدينة الدار البيضاء سنة 1971، وهاجر في بداية شبابه إلى إسبانيا، والغريب أنه كان يغني هناك أغاني الفلامنكو والأغاني الفرنسية.

حين وقف عبده الشريف على خشبة دار الأوبرا، وأدى تشكيلة من أغاني عبدالحليم، فوجئ الجمهور بصوته، وبأسلوبه في الغناء وبقدرته على تقمص شخصية العندليب في الأداء، وعلى الإحساس العالي الذي أدى به أغانيه. وبدءاً من اليوم الموالي توالت مقالات الإعلاميين ونقاد الفن في مصر في احتفاء كبير بصوت جديد قادم من المغرب، ليقدم للجمهور المصري والعربي أغاني العندليب، في وقت كانت أغاني الراي في بلده تجذب إليها الشباب الذين هم في مثل سنه. وأطلق عليه نقاد الفن لقب "العندليب الجديد".

في أحد لقاءاته التلفزيونية قال له الممثل المصري فاروق الفيشاوي: "الناس يرون أنك أصبحت أسيراً لعبدالحليم حافظ"، فكان جوابه: "ومن يكره أن يكون أسيراً للعندليب؟". الغريب أن الشريف لم يكن يحب عبدالحليم في بداياته، فقد أدى أغاني لفيروز ووردة وعبدالوهاب، لكنه اعترف بأن السبب الذي جعله يتحول إلى عبدالحليم هو وقوعه في الحب.

انتقد المطرب المغربي تسليع الفن، وتدخل المال في صناعة النجوم، وتحسر على زمن كان يتحكم خلاله في الأغنية العربية ثلاثة عناصر، الشاعر والملحن والمغني، بينما أصبح يتحكم فيها اليوم عنصر واحد هو المنتج، قبل أن تصبح مواقع التواصل معياراً جديداً لحضور الفنان أو تراجعه.

دفاعاً عن الفنان المغربي

وعلى رغم من نجاحه في مصر، وما حظي به من عناية من المؤسسات الفنية وشركات الإنتاج، من أجل تقديمه لأغان جديدة باللهجة المصرية، فإنه اعتذر واختار في المقابل أن يؤدي أغاني باللهجة المغربية، على رغم أنه كان ينتقد تبخيس الفنان المغربي داخل بلاده، وتفضيل الفنان العربي عليه. وكان هذا الموقف سبباً في غيابه خلال السنوات الأخيرة عن التظاهرات الكبرى في المغرب، إذ كانت فلسفته تقوم على ضرورة تقدير الفنان المغربي من لدن المؤسسات المغربية الراعية للفن. واللافت أن أجور معظم المطربين المغاربة، في المهرجانات والملتقيات الفنية، تكون أقل بكثير من أجور زملائهم المدعوين من خارج المغرب، فضلاً عن الاهتمام الإعلامي بهم. وفضلاً عن تبخيس قيمة المطربين المغاربة، انتقد الشريف أيضاً أزمة تسويق الفن المغربي، معتبراً أن نجاح كثير من الأسماء الفنية في المشرق العربي كانت، إضافة إلى الموهبة، بسبب ما تقوم به الدولة من دعاية وترويج ودعم لهذه الأسماء، وهو ما يبدو ضعيفاً في المغرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد شهرته كصوت يؤدي أغاني عبدالحليم، بدأ الشريف مشروعه الخاص، عبر تقديم مجموعة من القطع التي تحمل روح العصر، لكن تشكل في الآن ذاته امتداداً للأغنية المغربية الأصيلة. وإن كانت هذه الأغاني لم تحظَ بين الجمهور بالإقبال الذي حظيت به تجربته مع العندليب الأسمر، فإنها حظيت بتقدير على مستوى آخر. فقد نال عبده الشريف وسام الصولجان الفضي في مصر سنة 2204، ووسام الرباب الذهبي في مهرجان الفنون الشعبية بقصر المؤتمرات بمراكش سنة 2005، فضلاً عن توشيحه بالوسام الملكي بالمغرب تقديراً لتجربته الفنية.

عقب رحيله كتبت الفنانة سميرة سعيد على حسابها في "إنستغرام": "صدمة كبيرة وفاة عبده الشريف. موهبة كبيرة كانت تستحق أن تكون في صدارة الغناء العربي".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون