Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رمضان غزة... صيام قبل أوانه شمالا وتحضيرات خجولة جنوبا

وعدت إسرائيل بأن يكون الشهر المبارك هادئاً في الأراضي الفلسطينية

ملخص

سكان شمال غزة يقولون إنهم صائمون حتى قبل بدء شهر رمضان، والخوف من الحرب يخيم على الناس في جنوب القطاع

استيقظت سوزي على صوت ابنها حسن وهو يهز بكتفها ويقول "ماما بدي بابا عشان يجيب فانوس رمضان"، حضنت الأم صغيرها وبكت، فهي تعلم استحالة تلبية طلب طفلها، الذي يحاول أن يستحضر أجواء الشهر المبارك على رغم الحرب والانفجارات والحصار الذي يعيشه في غزة.

زوج سوزي لم يمت في الحرب، ولكنه يقيم في النصف الشمالي من غزة، وبقية عائلته نزحت نحو الجنوب، ولا يمكن أن تلتقي العائلة في مكان واحد، فإسرائيل تمنع جميع أشكال التواصل بين المنطقتين، وفي رمضان يعيش كل طرف في الأسرة أجواء مختلفة عن الطرف الآخر.


لا يعرف موعد السحور والإمساك

تيسير زوج السيدة سوزي تمنى لو تمهل رمضان قليلاً هذا العام ولم يأت في وقته، لحين لقائه بعائلته وتحسن وضعه المعيشي، فالأب يعيش بين تشرد وجوع يصل إلى حد المجاعة.

ورداً على سؤال حول تحضيرات شهر رمضان في شمال غزة، يضحك تيسير ويقول "لا أشعر بحلول شهر رمضان وأهلي جميعهم في الجنوب، هنا لا يوجد أكل ولا شرب، فنحن صائمين قبل حلول رمضان بشهر في الأقل".

ويضيف "لم أتسحر أول يوم رمضان، ولا أعرف على ماذا سأفطر، لا يوجد أي شيء عندي لأكله، أما بالنسبة إلى صلاة التراويح فلا مساجد في القطاع لأدائها فيها، والناس خائفة من التجمع لأداء الركعات ويعتقدون أن إسرائيل قد تغدر بهم وتقصفهم".

لا يعرف الأب موعد السحور والإمساك عن الطعام، وحاول عشرات المرات الاتصال بزوجته في جنوب غزة ليسألها "أي ساعة يؤذن الفجر"، ويبرر تيسير ذلك قائلاً "منذ أشهر لم أسمع الأذان، وأخاف أن أشرب قطرة ماء بعد دخول موعد الصيام، نحن نعيش في الشمال حياة بدائية جداً".


زينة بسيطة

وعندما سألنا تيسير عن زينة رمضان، ابتسم وأشار بيده إلى حائط حيث علق السكان ثلاثة حبال زينة مرفقة بعبارة "رمضان كريم على رغم الحرب والمجاعة"، وقال "هذا الشيء الوحيد الذي يشعرنا أننا في شهر الصوم، في مثل هذا اليوم كنت أشتري لأطفالي ثلاثة فوانيس وعشرات حبال الزينة، كنت أصنع جواً رمضانياً لطيفاً، لكن ذلك بات ذكرى".

حال تيسير هو نفسه الحال جميع العائلات في شمال غزة، وتشارك الحديث الحاجة أم أيمن قائلة "في مثل هذا التوقيت من العام الماضي تزدحم الأسواق بكميات كبيرة جداً من البضائع الرمضانية، من أجبان وحلاوة وتمور وفواكه مجففة وقمر الدين وعصائر الخروب وعرق السوس، كلها لم تعد متوفرة".


صيام مسبق

تصمت الحاجة بعدها تضيف "نشتهي الخروب بعد الإفطار، لكن كيف سأصنعه في شمال غزة؟ لا بأس فقد بدأ الناس هنا صيامهم مبكراً، فهم صائمون منذ نحو شهر. الذي لا يأكل طوال اليوم إلا حبة ليمون وربع رغيف إن توفر، ألا يكون صائماً؟"، تساءلت الحاجة التي تحاول أن تشرح ما تعيشه حتى قبل حلول شهر رمضان على سكان غزة.

استعداد خجول في الجنوب

هذا حال شمال غزة، لكن الأمر لا يختلف كثيراً في الجنوب حيث بقية عائلة تيسير، فزوجته سوزي التي تعيش في خيمة، ترفض أي تحضيرات لشهر رمضان، إذ تعتبر أن ظروف سكان غزة لا تسمح لهم بالتحضير لشهر الصوم.


وتقول "نحن بالأساس بلا مأوى، كيف نستعد لرمضان، الناس تعيش في الخيم، وهناك آخرون يفترشون الطرقات، مقومات الحياة أصلاً غير موجودة، لكن على رغم ذلك أحاول مجاراة ابني الصغير وخلق أجواء رمضانية وسأشتري له فانوساً بسيطاً".

وهناك من يجهز لرمضان بالحد الأدنى، منهم سامر الذي حاول إدخال السعادة إلى قلوب أسرته عن طريق تعليق زينة رمضان على زوايا خيمته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول "كلفني شراء الزينة نحو 60 دولاراً، دفعتها على رغم الضائقة الاقتصادية التي أعيشها"، وإلى جانب حبال الإنارة صلى سامر التراويح داخل الخيمة بمشاركة عائلته والجيران بهدف الحفاظ على عادات رمضان الدينية.

لكن سامر المتفائل يشعر بالقلق من كيفية توفير الطعام اللازم لوجبات السحور والإفطار خلال الشهر الفضيل، يضيف "لا مفر من الاعتماد على الغذاء المعلب الذي توزعه المؤسسات الإغاثية، في ظل عدم القدرة على طهي الطعام المعتاد خلال رمضان".


إسرائيل تتعهد برمضان هادئ

ونظراً إلى عدم توفر الفوانيس، عملت سندس على صناعة فوانيس من ورق وعملت نماذج وأشكالاً متعددة. تقول "أصنع فانوس رمضان الذي تعلمته من الإنترنت كي أفرح الصغار بحلول شهر الصوم".

وعدت إسرائيل بأن يكون شهر رمضان هادئاً في الأراضي الفلسطينية على رغم فشل التوصل إلى اتفاق هدنة مع حركة "حماس"، وجاء على لسان المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري ما يلي: "سنفعل ما في وسعنا ليكون شهر رمضان سلمياً وهادئاً، قادة ’حماس‘ يصعدون الوضع في غزة ويمنعون وقف إطلاق النار".

وعلى رغم الوعود الإسرائيلية، إلا أن صوت القصف طغى على صوت آذان الفجر في جنوب غزة، إذ شنت الطائرات المقاتلة غارات على محافظة رفح أقصى جنوب غزة، وعلى مخيم النصيرات في وسط القطاع.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير