Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قوات الكرملين تسيطر على قرية أوكرانية وتشتبك مع روس موالين لكييف

حريق بمستودعي وقود في روسيا وزيلينسكي: كييف تبني أكثر من 1000 كيلومتر من التحصينات الدفاعية

دفن متطوعين من جورجيا انضموا للقتال إلى جانب أوكرانيا ضد روسيا (أ ب)

ملخص

واجهت كييف ضغوطاً متزايدة على جبهة القتال في الأشهر الأخيرة إذ تقدمت القوات الروسية وسط عرقلة المساعدات لأوكرانيا من حليفها الأميركي

تعرضت روسيا، اليوم الثلاثاء، لسلسلة هجمات بالطائرات المسيرة الأوكرانية، استهدفت على وجه الخصوص منطقة لينينغراد في شمال غربي البلاد، وتسببت في اندلاع حرائق في مواقع للطاقة في منطقتين أخريين من البلاد.

وتعد هذه الهجمات من الأبرز التي تستهدف الأراضي الروسية منذ بدء موسكو هجومها على كييف في فبراير (شباط) 2022.

وأعلن متطوعون روس يقاتلون لصالح أوكرانيا اليوم أنهم سيطروا على قرية روسية عند الحدود بين الدولتين المتحاربتين بعدما شنوا هجوماً برياً عليها، فيما أكدت موسكو أنها صدت هجمات عدة في الليل وساعات الصباح الأولى ضد مناطق حدودية وأنها منعت أي اختراق لأراضيها.

وقالت منظمة "فيلق حرية روسيا" على "تيليغرام" إن قواتها "عبرت الحدود"، مرفقة إعلانها بمقطع فيديو تظهر فيه ثلاث مدرعات تسير في الظلام على طريق ريفي. وأعلنت المنظمة أنها "دمرت" مركبة عسكرية روسية مدرعة في قرية تيوتكينو في منطقة كورسك.

وبحلول الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش، كان لا يزال القتال بين المتطوعين الموالين لروسيا والقوات الروسية متواصلاً في منطقتي بيلغورود وكورسك، بحسب ما قال ممثل المنظمة أليكسي بارانوفسكي لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأشار إلى أن القوات الروسية "خسرت مركبات مدرعة"، مضيفاً أن المجموعة تعتزم توسيع نطاق عملياتها إلى مناطق روسية أخرى.

 

صد الهجمات

من جهته أعلن الجيش الروسي صد هجمات عدة في الليل وساعات الصباح الأولى ضد مناطق حدودية، مؤكداً أنه منع أي اختراق لأراضيه.

وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم "هذا الصباح، أحبطت وحدات من القوات المسلحة الروسية وخدمة حرس الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي محاولة لاختراق الحدود الروسية في منطقتي بيلغورود وكورسك أطلقها نظام كييف".

وأكد حاكم المنطقة الروسية رومان ستاروفويت من جهته وقوع الهجوم وإصابة شخص بجروح طفيفة، نافياً حدوث أي "اختراق".

وأمرت سلطات مدينة كورسك اليوم بإغلاق المدارس بعد الهجمات التي نفذها المتطوعون الموالون لأوكرانيا.

وتحدثت كتيبة "سيبير" عن "قتال عنيف" في روسيا ودعت الروس إلى تجاهل الانتخابات الرئاسية المقررة من الـ15 حتى الـ17 من مارس (آذار). وقالت الكتيبة "لا يمكننا تغيير الوضع إلى الأفضل إلا بحمل الأسلحة".

ويأتي هذا الهجوم المسلح بعد قصف بمسيرات أوكرانية تعرضت له روسيا ليل الأحد/ الإثنين وكان الأكبر بطائرات من دون طيار تشنه كييف منذ بدء الحرب، لا سيما على موقعين للطاقة اندلعت فيهما حرائق أحدها بعيد مئات الكيلومترات من الجبهة.

وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم أن العسكريين الروس يقوم "بما هو ضروري" لصد كل الهجمات الأوكرانية.

وفي مواجهة الهجوم الروسي، تهاجم كييف بانتظام المناطق الروسية باستخدام طائرات مسيرة، لكن التوغلات الأوكرانية التي يقودها مواطنون روس نادرة جداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حرائق في مصافي نفط

وقالت السلطات الروسية إن هجمات كييف طاولت اليوم أيضاً مناطق بعيدة من الحدود، إذ أفادت السلطات المحلية بتسجيل ضربات في مدينة أوريل الواقعة على مسافة 160 كيلومتراً من الحدود، وكستوفو الواقعة على مسافة 450 كيلومتراً شرق العاصمة الروسية.

وأفادت السلطات المحلية في المنطقتين باندلاع حريق في مصفاة للنفط ومستودع للوقود جراء هذه الهجمات.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها تمكنت ليل الإثنين الثلاثاء من تدمير 25 طائرة مسيرة أوكرانية، بينها اثنتان في أجواء منطقة موسكو، وواحدة في كل من بريانسك ولينينغراد، و11 في كل من بيلغورود وكورسك.

وتقع بريانسك وبيلغورود وكورسك على مقربة من الحدود الروسية - الأوكرانية.

وأفاد حاكم منطقة نيجني نوفغورود غليب نيكيتين، بأن مصفاة للنفط في منطقة كستوفو الصناعية تعرضت لهجوم بطائرات بلا طيار. وذكرت وكالة الأنباء "تاس" في وقت لاحق بأنه تم السيطرة على الحريق.

من جهته كتب حاكم أوريل أندرييه كليتشكوف على "تيليغرام"، "تحطمت طائرة بلا طيار في أوريل. تعرض مجمع للوقود والطاقة لهجوم. الخدمات الخاصة تعمل في مكان الواقعة لاحتواء الحريق. لا يوجد ضحايا".

وبحسب ما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن مسؤول في خدمات الإنقاذ، أدى الهجوم إلى اندلاع حريق في مستودع للمواد النفطية.

وأكد كليتشكوف عند السابعة بتوقيت غرينتش من صباح اليوم أن الحريق تمت السيطرة عليه وأن "الوضع تحت السيطرة بصورة كاملة".

مهاجمة بيلغورود

وهاجمت طائرات مسيرة أوكرانية ليل الإثنين الثلاثاء منطقة بيلغورود الروسية القريبة من مدينة خاركيف الأوكرانية، من دون وقوع إصابات، بحسب حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف الذي قال إن أحد خطوط نقل الكهرباء قد تضرر وإن سبع بلدات حرمت من الكهرباء.

وقال غلادكوف إن بيلغورود تعرضت أيضاً لضربات أوكرانية استهدفت منطقة غرايفورون ومدينة تشيبيكينو صباح اليوم حيث أصيبت امرأة.

وأصابت مسيرة أوكرانية مبنى بلدية بيلغورود مما تسبب في جرح شخصين، وفق ما أعلن غلادكوف. وكتب على "تيليغرام"، "اصطدمت مسيرة معادية بالمبنى الإداري لبلدية بيلغورود". وأشار إلى جرح شخصين وإصابة النوافذ وواجهة المبنى بأضرار.

وتبدو أضرار مادية واضحة في صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. ونشر رئيس بلدية بيلغورود فالنتين ديميدوف صوراً لنوافذ محطمة، مؤكداً أن الطائرة "تحطمت عند مدخل المبنى".

كما دمرت الدفاعات الروسية طائرة مسيرة صباح اليوم في كيريشي بمنطقة لينينغراد الواقعة على مسافة مئات الكيلومترات من الحدود مع أوكرانيا، وفق الحاكم المحلي ألكسندر دروجدنكو.

إلى ذلك، دمرت طائرة بلا طيار فوق منطقة تولا في جنوب موسكو، بحسب ما نقلت وكالة تاس عن وزارة الأمن الإقليمية.

وأعلنت البحرية الأوكرانية مسؤوليتها اليوم عن تدمير "مركز قيادة" روسي مثبت على ناقلة نفط تقطعت بها السبل على برزخ كينبورن في البحر الأسود قرب مصب نهر دنيبرو. وقالت البحرية إن السفينة كانت بمثابة "منصة إطلاق" لمسيرات صغيرة في منطقة خيرسون.

روسيا تتقدم

تزامناً مع ذلك، أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء أنها سيطرت على قرية نيفيلسكي في شرق أوكرانيا قرب مدينة دونيتسك الخاضعة لها، غداة إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن التقدم الروسي في الأراضي الأوكرانية قد "توقف".

وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي، "في اتجاه دونيتسك، حررت وحدات من تجمع القوات الجنوبية قرية نيفيلسكي واحتلت خطوطاً ومواقع مناسبة أكثر" في المنطقة التي أعلن الكرملين ضمها في عام 2022.

وعلى "تيليغرام"، ذكرت مساء أمس قناة "ديبستيت" (DeepState) المقربة من الجيش الأوكراني التي يتابعها أكثر من 680 ألف حساب، أن "العدو تقدم قرب نيفيلسكي".

تحصينات دفاعية

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين أن كييف بدأت ببناء "أكثر من ألف كيلومتر" من التحصينات الدفاعية على جبهة القتال في أوكرانيا.

وقال زيلينسكي في مقابلة مع قناة "بي أف أم تي في" الفرنسية وصحيفة "لوموند"، "يجب أن تعلموا أننا حين نتحدث عن تحصينات، فهي عملية متواصلة، فنحن لا نتحدث عن كيلومترات أو مئات الكيلومترات، بل أكثر من 1000 كيلومتر من البناء"، مشيراً إلى "ثلاثة خطوط دفاعية" تم بناؤها في شرق أوكرانيا وجنوبها وشمالها. وأضاف "ومن ثم فإنها مهمة معقدة جداً. يجب أن تكون هذه التحصينات قوية ومقاومة للتغيرات المناخية (...) ومقاومة أيضاً لأي معدات عسكرية تستخدم ضد هذه الخطوط الدفاعية".

وفي إشارة إلى تعليق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال الشهر الماضي إن إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا ليس مستبعداً، قال زيلينسكي "ما دامت أوكرانيا صامدة، يمكن للجيش الفرنسي أن يبقى في الأراضي الفرنسية".

وواجهت كييف ضغوطاً متزايدة على جبهة القتال في الأشهر الأخيرة، إذ تقدمت قوات موسكو وسط عرقلة المساعدات لأوكرانيا من حليفها الأميركي.

 

ترمب لن "يعطي أي فلس" لتمويل الحرب

من جانبه، شدد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان على أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أبلغه في اجتماع بأنه "لن يعطي أي فلس" لتمويل الحرب في أوكرانيا، في موقف لم يشأ فريق ترمب التعليق عليه.

وبين قادة دول الاتحاد الأوروبي، أوربان هو الوحيد الذي يبقي على روابطه مع الكرملين منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وتوجه إلى ولاية فلوريدا للقاء "صديقه العزيز" ترمب. وغالباً ما يعرب عن أمله بعودة الجمهوريين إلى السلطة في الولايات المتحدة، متطرقاً إلى زيارته في تصريح لمحطة البث العامة "أم1"، قال أوربان إنه تحادث مع ترمب في شأن الحرب الدائرة في أوكرانيا خلال لقاء جمعهما الجمعة في دارة الملياردير الجمهوري في مارالاغو.

"رؤية واضحة"

وقال رئيس الوزراء المجري "لديه (ترمب) رؤية واضحة جداً، يصعب عدم الاتفاق معها. هو يقول التالي: في المقام الأول لن يعطي أي فلس (لتمويل) الحرب بين روسيا وأوكرانيا".

وتابع أوربان "هذا هو السبب الذي سيضع حداً للحرب، لأنه من الواضح أن أوكرانيا لا يمكنها أن تقف على قدميها بنفسها... إذا لم يعط الأميركيون المال، لن يكون الأوروبيون قادرين لوحدهم على تمويل هذه الحرب. عندها ستنتهي الحرب".

ولم يشأ فريق ترمب الإدلاء بتعليق لوكالة الصحافة الفرنسية حول ما نقل أوربان من تصريحات على لسان الملياردير الجمهوري.

"خيانة" الحلفاء

لكن حملة الرئيس الأميركي جو بايدن علقت في بيان اتهمت فيه ترمب بـ"خيانة" حلفاء الولايات المتحدة. ولم يدل ترمب إلى الآن بأي تعليق في شأن فحوى لقائه مع أوربان، لكنه وصف الإثنين في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي أن بي سي" رئيس الوزراء المجري بأنه "رجل قوي"، مضيفاً "أكن له الاحترام".

من جهتها أشارت حملة بايدن إلى أن أوربان "يعارض الديمقراطية" و"تلاعب بالنظام السياسي للبقاء في السلطة". وقال عمار موسى، أحد المتحدثين باسم حملة بايدن، إن ترمب "يمتدح دوماً القادة الاستبداديين والطغاة، ويعد بخيانة حلفائنا".

وأثار أوربان حفيظة قادة الاتحاد الأوروبي بلقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر (أيلول)، وسبق أن وجه انتقادات للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

وفي تصريحه لـ"أم1" قال أوربان إن لدى ترمب "خطة مفصلة في ما يتعلق بوضع حد لهذه الحرب"، رافضاً الخوض في التفاصيل.

ودوماً ما يدعو أوربان إلى وقف إطلاق النار والانخراط في محادثات سلام، ويعتبر أن ترمب الذي سبق أن أبدى إعجاباً ببوتين، هو الأكثر قدرة على إيجاد مخرج للنزاع.

ووجه بايدن انتقادات لخصمه الجمهوري، الجمعة، على خلفية لقائه أوربان. وقال إن رئيس الوزراء المجري يسعى إلى إرساء "ديكتاتورية".

المزيد من دوليات