Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد التصعيد المتبادل الحرب بين إسرائيل ولبنان أقرب من أي وقت مضى

وزراء إسرائيليون يدعون إلى حرب فورية ورؤساء مستوطنات الشمال يهددون بتصعيد الاحتجاجات إذا لم يعلن الجيش الحرب

عناصر من الجيش اللبناني تؤمن موقعاً استهدفته غارة إسرائيلية ببلدة سرعين في بعلبك، في 12 مارس الحالي (رويترز)

ملخص

بحسب الجيش الإسرائيلي، فإنه قرر الهجوم على بعلبك لأهداف عدة في مركزها أن يوضح للبنانيين و"حزب الله" أن استخباراته قادرة على الوصول إلى مواقع حساسة وفي العمق اللبناني

نقل الهجوم الإسرائيلي على مدينة بعلبك، البعيدة 100 كيلومتر على الأقل عن الحدود اللبنانية الجنوبية، سير المعارك في هذه الجبهة الشمالية المحمومة منذ بداية حرب "طوفان الأقصى"، إلى درجة أقرب إلى اندلاع حرب، وفق تقييم أمنيين وعسكريين.

"حزب الله"، لم يتاخر بالرد وأطلق ما لا يقل عن 100 صاروخ وقذيفة حتى ساعات صباح الثلاثاء، وسط تكتم إسرائيل على نتائج القصف والأهداف التي أصيبت، فيما قال الحزب إنه استهدف مقرات عسكرية، والقاعدة الصاروخية والمدفعية في معسكر "يوآف"، ومحيطه، كما استهدف مواقع حساسة في الجولان.

فمنذ ساعات الصباح، سادت أجواء حربية معظم بلدات الشمال بعدما أُطلقت صفارات الإنذار من دون توقف من المطلة، وكريات شمونة، ومختلف البلدات الواقعة بمحاذاة الحدود والمنطقة القريبة منها حتى الجولان المحتل وصولاً إلى صفد وحيفا، من دون أن يبلغ الجيش الإسرائيلي عن حجم الأضرار واكتفى بالقول إن القصف جاء رداً على هجوم بعلبك، مدعياً أنه نجح في تدمير مواقع حساسة في تلك المدينة الواقعة شرق لبنان، وتدمير طائرات من دون طيار.

غزة في المركز

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإنه قرر الهجوم على بعلبك لأهداف عدة في مركزها أن يوضح للبنانيين و"حزب الله" أن استخباراته قادرة على الوصول إلى مواقع حساسة وفي العمق اللبناني إلى جانب تحقيق الردع أمام الحزب.

وقال النائب السابق لرئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، إيتان بن ديفيد إن "القصف الذي تعرضت له إسرائيل أمر خطر جداً ولا يمكن أن نعتاد عليه"، لكنه أضاف "الواضح أن الطرفين، إسرائيل وحزب الله، يحافظان على القواعد التي أدارا بها المواجهات بما يضمن عدم التصعيد إلى حد اندلاع حرب. والحزب على وجه الخصوص، يحافظ على خطوط حمر، فعملياً هو لم يبادر إلى مهاجمة إسرائيل بل رد على ضربة مؤلمة تلقاها في بعبلك. وفي هذه الضربة توضح إسرائيل للبنان كدولة ذات سيادة، ولحزب الله، ما هو توجهها في حال تواصل التصعيد على الجبهة الشمالية".
أما المسؤول السابق في جهاز الشاباك (الأمن الداخلي الإسرائيلي) عادي كرمي، فاعتبر تصعيد القصف من الطرفين "يدخل المنطقة إلى وضع حربي، وفي حال استمر هذا التصعيد فإنه يقرب الوضع للخروج إلى حرب يُتوقَع أن تكون أكثر قوة".

وأظهر التصعيد في بعلبك، خلافات في الرأي بين المؤسستين الأمنية والسياسية في إسرائيل حول الإعلان عن شن حرب على لبنان وسبل التعامل مع تعرض المستوطنات الإسرائيلية لـ100 صاروخ في غضون ساعات قليلة.


أما الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين، فعاد وأكد "ضرورة إبقاء جبهة غزة في الأولويات"، وبرأيه فإن الحرب على لبنان لا بد منها، مضيفاً "الآن نكثف القتال في غزة ونحقق الأهداف ثم نتفرغ للشمال ربما يكون ذلك نهاية الربيع أو مطلع الصيف، وعندها يكون الجيش، أيضاً استكمل تدريبات واستعداداته".

وبحسب يدلين فإن "الهجوم على بعلبك جاء بعد إقرار متخذي القرار أمرين مهمين، الأول وهو أن رفع درجة قصف "حزب الله" على الشمال، هو وضع لا يمكن تحمله، والأمر الثاني أن الضربة كانت مهمة وضرورية لأن استمرار الوضع الحالي وتكثيف القصف يتطلب زيادة الردع وهذا لا يتم إلا بضربة في العمق، حتى 100 كيلومتر ولكن يجب أن نؤكد أن الطرفين يحافظان على قواعد ثابتة سواء بالقصف على نطاق محدود وبكميات محددة أو تحديد القصف على الأهداف العسكرية، ولكن أحياناً أحد الطرفين يصيب أهدافاً مدنية فيتم الرد عليه".

وأكد يدلين أن إسرائيل "قررت أن الجبهة المركزية اليوم هي غزة"، وقدر فتح الحرب على لبنان مطلع الصيف، في حال لم يتم التوصل إلى تسوية دبلوماسية.

وعقدت قيادة الشمال والكابينت الحربي جلسات تقييم طارئة للوضع وسط دعوات متصاعدة من رؤساء بلدات الشمال ووزراء إلى اتخاذ موقف حاسم وشن حرب على غزة. وخرج وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، داعياً إلى حرب فورية وتوجه إلى وزير الدفاع يوآف غالانت، محملاً إياه مسؤوليته عن الجيش والسكان. ودعاه إلى وقف نشر فيديوهات تفقده القوات على الجبهة الشمالية (سماها فيديوهات أبوعلي). وقال بن غفير "غالانت الجيش من مسؤوليتك، لماذا تنتظر؟ لقد سقط على دولة إسرائيل أكثر من 100 صاروخ، أكثر من 100 قذيفة، وأنت تجلس في صمت. لنوجه ضرباتنا ونشن الحرب الآن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


لماذا الطائرات المسيرة؟

واكتفت إسرائيل بالتفاخر بأنها وصلت إلى أكثر المواقع حساسية وسرية لدى "حزب الله" وفي مركزها الطائرات المسيرة الأكثر خطورة وتحدياً لتل أبيب من قبل الحزب، وتشكل اليوم أهم أهداف القصف الإسرائيلي. فبحسب إسرائيل يملك "حزب الله" ما لا يقل عن خمسة آلاف طائرة مسيرة بتكاليف زهيدة لكنها من أنواع متعددة ومتطورة قادرة على أن تكون بديلاً لسلاح الجو منها الطائرات الانتحارية القادرة على حمل 40 كيلوغراماً من المتفجرات على الأقل ومنها طائرات استخبارية.

في المقابل، لم تنجح إسرائيل بعد في توفير منظومات قادرة على مواجهة هذه الطائرات. وخلال فبراير (شباط) الماضي، سقطت طائرتان على الأقل بين المنازل من دون أن يقدر الجيش الإسرائيلي على كشفها.

وفي موازاة استهداف الطائرات المسيرة في لبنان، يتدرب الجيش الإسرائيلي على سبل مواجهة مثل هذه الطائرات وسيناريو إطلاق ما لا يقل عن 50 طائرة مسيرة من قبل "حزب الله" من نوعيات متعددة ولأهداف مختلفة في آن واحد، مما قد يفقد إسرائيل السيطرة على الوضع.


تدريبات حرس الحدود والشرطة

وضمن الاستعدادات الإسرائيلية يواصل الجيش منذ أسبوع على الأقل، تدريبات عسكرية تحاكي مختلف سيناريوهات الحرب المتوقعة تجاه لبنان وامتدت التدريبات أيضاً نحو الجولان، حيث توقعات الأجهزة الأمنية أن تصل الحرب إلى سوريا أيضاً.

وإلى جانب تدريبات الوحدات العسكرية من سلاحَي البر والجو، قررت الأجهزة الأمنية نقل وحدات من حرس الحدود والشرطة إلى منطقة الشمال وشارك عناصرها في مختلف السيناريوهات، في مركزها سيناريو تسلل مقاتلين من لبنان والسيطرة على بيوت ومؤسسات وسقوط قتلى ومصابين. كما شاركت وحدات أمن وحدة العمليات الخاصة لشرطة الحدود الشمالية، ووحدات الهجوم، ووحدة الدوريات الخاصة في منطقة الشمال، وقوات الطوارئ والإنقاذ. وقال الجيش إن هذا التدريب يأتي بموازاة تدريبات للجيش في حال وقوع حرب متعددة الجبهات.

في مقابل ذلك، يكثف الجيش تدريباته في منطقة ممتدة من جبل الشيخ مروراً بالجولان وحتى الحدود اللبنانية، إذ يتوقع أن تشمل الحرب مع لبنان كل حدود المنطقة الشمالية الإسرائيلية. و تقرر، مساء أمس الثلاثاء، التدريب على سيناريو أن تؤدي الحرب الى انقطاع الكهرباء لمدة أسبوع على الأقل.

انهيار الشمال اقتصادياً

الغضب الذي يسود مستوطنات الشمال بعد تهجير حوالى 120 ألف إسرائيلي منذ ستة أشهر، يتزايد مع تدهور الأوضاع الأمنية على تلك الجبهة، فيما القلق يتزايد من خطر انهيار كامل للاقتصاد. فقد باتت معظم بلدات الشمال كمدن الاشباح، دمار بيوت ومؤسسات ومصالح وبنى تحتية. ومَن يستطيع فتح مؤسسته، فإن صفارات الإنذار تمنعه من البقاء لساعات طويلة أو حتى استقبال زبائن، إذا ما وجدوا. السياحة معدومة والسكان بمعظمهم مهجرون. المدارس مغلقة، أما الأراضي الزراعية التي يعتمد السكان هناك عليها في معيشتهم اليومية، فلم تعد صالحة، وتشكل أكبر الأضرار الاقتصادية للسكان. أما الخسائر الاقتصادية لإسرائيل فلم يتمكن بعد أي مسؤول من حصرها ويقدرها البعض بعشرات ملايين الدولارات.

المزيد من متابعات